قال النائب عبدالله لاشين عضو مجلس النواب، إن الاحتفال بعيد الشرطة في 25 يناير من كل عام ذكرى تاريخية خالدة في تاريخ البطولات والتضحيات التي سجلها أبناء الوطن عبر تاريخها العظيم و نستمد منهم القدوة والمثل لأجيال قادمة، ليكونوا قادرين على استكمال المسيرة والحفاظ على مقدرات وتراب هذا البلد الغالي والدفاع عنه.

الشرطة المصرية.. تاريخ طويل من التضحيات من داخل معرض الكتاب.. وزارة الداخلية تحتفل بعيد الشرطة الـ ٧٢

وتوجه لاشين في بيان صحفي اليوم بالتهنئة القلبية للرئيس عبد الفتاح السيسى وللواء محمود توفيق وزير الداخلية ولكل قيادات الشرطة والضباط والجنود بمناسبة احتفالات مصر بعيد الشرطة مؤكداً أن أبطال الشرطة المصرية يحظون على مر التاريخ بتأييد ودعم كبير من المصريين بجميع انتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية والحزبية والشعبية

وأكد أن مصر أصبحت من الدول التى تمتلك القدرة والكفاءة فى الحفاظ على أمنها واستقرارها بفضل جهود أبنائها البواسل والأبطال داخل جهاز الشرطة المصرى الوطنى الذين لا يترددون لحظة فى تقديم أرواحهم فداء لمصر وشعبها متوجهاً بتحية إجلال الى أرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء .

واختتم النائب عبدالله لاشين تصريحاته بتحية العيون الساهرة من قوات الشرطة بجميع أجهزتها وقطاعاتها وتأكيدها لكل المصريين أنها تتحمل الأمانة الكاملة لحماية الجبهة الداخلية المصرية وبكل وطنية وشرف في مواجهة جماعات الغدر والإرهاب والتطرف التي تسعى لنشر الخراب والدمار في كل مكان مؤكداً ان الشعب المصرى العظيم يستلهم من عيد الشرطة ذكرى خالدة تدعوه للعمل والكفاح من أجل رفعة الوطن والحفاظ على مقدراته.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشرطة عيد الشرطة عضو مجلس النواب السيسي

إقرأ أيضاً:

مثل شعبي وواقع معاصِر

 

 

 

صالح بن سعيد الحمداني

 

الأمثال الشعبية مرآة تعكس عقول الناس وتجاربهم وتختصر في كلمات قليلة معاني عميقة وحقائق إنسانية اكتسبتها الشعوب عبر المواقف والأحداث، ومن بين هذه الأمثال التي تحمل دلالات بعيدة المدى المثل العربي القائل "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ"، هذا المثل يُستخدم للدلالة على أن المظاهر لا تكفي وحدها لإثبات الكفاءة، وأن امتلاك الوسائل أو الأدوات لا يعني بالضرورة امتلاك المهارة أو القدرة الحقيقية.

وفي المعنى اللغوي والمجازي للمثل نجد أن الخيال في الثقافة العربية هو الفارس الذي يركب الحصان ويتقن فنون الفروسية وكان ينظر إليه؛ باعتباره رمزًا للشجاعة والمهارة والقيادة، أما ركوب الحصان في حد ذاته فلا يكفي ليجعل الإنسان فارسًا متمرسًا فالكثيرون قد يجلسون على ظهر الخيل لكن القليل منهم من يُتقن السيطرة عليه، ويستطيع خوض المعارك أو قطع المسافات في أصعب الظروف.

وعليه فإن المثل يُراد به أن الهيئة الظاهرة لا تكشف دائمًا عن الجوهر الحقيقي فليس كل من بدا في صورة الفارس أو لبس زي الفرسان يمتلك روح الفروسية وقدراتها. ولو نظرنا في أبعاد المثل الاجتماعية والثقافية فإنه ينطبق هذا المثل على كثير من جوانب الحياة اليومية، ففي المجتمع قد نرى أشخاصًا يتولون مناصب قيادية أو يحملون ألقابًا رنانة لكن أداؤهم العملي لا يرقى إلى مستوى تلك المناصب، كما نرى آخرين يتزينون بمظاهر الوجاهة والثراء غير أن جوهرهم يخلو من القيم والأخلاق التي تعكس أصالة الشخصية، ومن يحملون شهادات واقعهم وأفكارهم مختلف عن ثقافة ودرجة تلك الشهادة، وهذا المثل يوجّه رسالة إلى الناس بضرورة التفريق بين الظاهر والباطن وعدم الاغترار بالمظاهر الخادعة؛ سواء كانت مالًا أو منصبًا أو مظهرًا اجتماعيًا أو ثقافيًا وأدبيًا أو شهادة علمية أو مكانة مرموقة، فالجوهر يختلف عن المظهر.

يتجلى معنى المثل في مجالات العمل والمؤسسات أيضًا، فليس كل من حصل على شهادة علمية أو تقلّد منصبًا يستطيع أن يبدع أو يقود الآخرين نحو النجاح؛ فالشهادة مثل "الحصان" تمنح صاحبها وسيلة لكن "الخيَّال" الحقيقي هو من يُتقن توظيف معرفته ومهاراته ويترجمها إلى إنجاز ملموس وواقع في حياته يشهد عليه الآخرون.

وكذا الحال في المجال الفني مثلًا ليس كل من امتلك آلة موسيقية صار موسيقيًا بارعًا، وليس كل من حمل ريشة وألوانًا صار رسامًا، فالفن مثل الفروسية يحتاج إلى موهبة وممارسة وصبرٌ طويل ليصير الإنسان أهلًا لحمل اللقب.

وللمثل ذاته حكمة أخلاقية؛ فهو يُرشدنا إلى التحلي بالتواضع وإدراك أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أفعاله لا في مظهره، فالخيال لا يُعرف بفرسه الجميل فحسب، وإنما بمهارته في ترويضه وخوض المعارك به، وكذلك الإنسان لا يُقاس بملابسه ولا بألقابه؛ بل بما يقدمه من أعمال نافعة وما يظهره من أخلاق رفيعة.

في عصرنا الحديث نجد تطبيقات في حياتنا المعاصرة نجد هذا المثل صالحًا أكثر من أي وقت مضى، فقد أفرزت وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة "المظاهر الافتراضية"؛ حيث يَعرض كثير من الناس حياةً مترفةً مزيفةً وصورًا مُنمقةً توحي بالنجاح والتألق، بينما واقعهم مختلف تمامًا، وهنا يبرز المثل ليذكرنا بأن "ليس كل من ركب حصانًا خيَّال" أي ليس كل من بدا ناجحًا أو سعيدًا في صورته الافتراضية هو كذلك فعلًا. كما ينطبق المثل على ميدان الخطابة والثقافة والأدب أو غيرها؛ حيث يُمكن أن يتصدر المشهد من يملك الخطابة أو الحضور لكنه يفتقر إلى الحكمة والقدرة الحقيقية على خدمة وطنه ومجتمعه فالمسؤولية تحتاج إلى "خيَّال" متمرس يعرف كيف يقود لا إلى مجرد راكب حصان يُثير الغبار، المثل ينتقل بنا بين التراث والحاضر، فإن العرب قديمًا أدركوا أن الفروسية ليست مجرد ركوب خيل؛ بل منظومة قيم تشمل الشجاعة، والكرامة، والشهامة، والإقدام. واليوم نحن بحاجة إلى استلهام هذه الحكمة في ميادين الحياة الحديثة لندرك أن الموهبة والجد والاجتهاد هي ما يصنع التفوق الحقيقي لا مجرد امتلاك الأدوات أو إظهار المظاهر.

من هنا نجد أن المثل العربي "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ" يختصر رؤية إنسانية عميقة في كلمات قليلة؛ فهو يدعونا إلى عدم الانخداع بالمظاهر وإلى البحث عن الجوهر والقيمة الحقيقية للأشخاص والأشياء، كما يذكّرنا بأن الألقاب والأدوات لا تكفي لصناعة المجد؛ بل إن الجد والاجتهاد والإخلاص والمهارة هي التي تضع الإنسان في مكانه الصحيح، وهكذا يبقى هذا المثل صالِحًا لكل زمان ومكان مرشدًا لنا في حياتنا العملية والاجتماعية ليعلمنا أن الخيَّال الحقيقي يُعرف بالفعل لا بالقول أو المظهر.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • برلماني: برنامج رد الأعباء التصديرية يكشف عن رؤية جديدة لدعم الصادرات المصرية
  • الخبال ما يمرح بالخلا
  • "كبش فداء".. أسطورة تشيلسي يدافع عن محمد صلاح
  • الداخلية تكشف حقيقة فيديو يتهم فرد شرطة بطلب مبالغ مالية من مواطن بسوهاج
  • الداخلية تكشف حقيقة طلب فرد شرطة أموالا من مواطن بسوهاج
  • 110 أسرى استُشهدوا في السجون منذ تولي "بن غفير" منصبه
  • برلماني: برنامج رد الأعباء التصديرية خطوة حاسمة لدعم الصناعة وزيادة موارد الدولة
  • مثل شعبي وواقع معاصِر
  • أكاديمية الشرطة تنظم دورة تدريبية في القانون الدولي الإنساني وآليات تطبيقه لكوادر «الداخلية»
  • أكاديمية الشرطة تعقد دورة تدريبية للكوادر الأمنية بوزارة الداخلية