صحفية بريطانية تدافع عن هجمات “الحوثيين” وتنتقد الضربات على اليمن وتدعو لوقف الإبادة الجماعية في غزة خلال لقاء تلفزيوني (فيديو)
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
الجديد برس:
انتقدت الصحفية والمخرجة السينمائية البريطانية، ميريام فرانسوا، في لقاء تلفزيوني، الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، مؤكدةً أن على لندن وواشنطن وقف حرب الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذا أرادوا أن يتوقف “الحوثيون” عما يفعلونه في البحر الأحمر.
وقالت الصحفية ميريام فرانسوا، في حوار مع برنامج “العالم مع يلدا حكيم” على قناة “سكاي نيوز” البريطانية: “نحن (بريطانيا) نقصف واحدة من أفقر الدول في العالم (اليمن) والتي كانت تحت حصار إنساني ومجاعة وقد جرى تدمير الشعب اليمني”، وذلك لمجرد محاولتها وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي معرض ردها على مذيعة البرنامج التي أشارت إلى أن هناك من يقول إنه كان على الرئيس الأمريكي بايدن التحرك عاجلاً لإنقاذ خطوط الشحن الملاحي البحري من خطر الهجمات اليمنية، قالت الصحفية البريطانية: “نحن نقصف دولة هي الأفقر في العالم وهناك مجاعة، وتم تدمير هؤلاء الناس، ونحن نقصفهم الآن لمجرد أن مجموعة من الرجال في قوارب مطاطية يدعمون الفلسطينيين الذين ترتكب بحقهم إبادة جماعية”. وأوضحت قائلة: “إن اليمنيين يعترضون على ذلك ونحن نقصفهم، هذا مجرد عالم مجنون”.
وفي إشارة منها إلى ما تسببت به الأحداث في البحر الأحمر من تأخير لوصول البضائع أضافت الدكتورة فرانسوا ساخرةً: “أنا آسفة لتأخير وصول طرودكم من أمازون، أنا آسفة حقاً، وأتمنى كذلك أن يصل طردي في الوقت المحدد، لكن كما تعلمون إنها إبادة جماعية، تموت الآن أُمّان في غزة يومياً، ومن بدء الحرب قبل أكثر من 100 يوم والعالم يعلن عن أزمة إنسانية يوماً بعد يوم”.
مذيعة البرنامج قاطعت الصحفية البريطانية قائلةً إن مراقبين يمنيين يقولون إن “الحوثيين” يفعلون ذلك من أجل تلميع أنفسهم وليس من أجل القضية الفلسطينية، وكان رد الدكتورة فرانسوا: “هذا تلميع إيجابي، وإذا كنتم تريدون أن يتوقف الحوثيون عن فعل ما يفعلونه، إذن ادعوا إلى وقف إطلاق النار حالاً”.
وأكدت الصحفية البريطانية أن “الحوثيين قالوا حرفياً إن الإبادة الجماعية في غزة هي سبب ما يقومون به”، مشيرةً إلى أنهم “لم يغلقوا سابقاً هذه الطرق لأي سبب آخر، ما عدا هذا السبب، لذا أعتقد أنهم سيتوقفون، وأعتقد أيضاً أن الغرب بحاجة إلى أن يبدأوا بإدراك أنه لا يمكنهم أن يظلوا يلعبون دور رعاة البقر في العالم”.
وأوضحت: “هناك عواقب لأفعالكم، لا يمكنكم ببساطة أن تقصفوا بلدان، بدون أن تتوقعوا أي تداعيات، لمجرد أنكم تكرهون البعض لأنهم يقاومون”.
وفيما يتعلق بتصنيف حركة أنصار الله من قبل الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، قالت الصحفية البريطانية: “إن ذلك فقط من وجهة نظر الحكومات الغربية”، ووصفتها بأنها “حكومات إرهابية”.
وعلقت الصحفية البريطانية على تأييد الحكومة اليمنية الموالية للتحالف تصنيف أنصار الله بالإرهابيين بقولها: “هي حكومة مدعومة من السعودية، وهي بالأساس حكومتنا”.
وتابعت: “لست من أنصار الحوثيين، إلا عندما ينفذون عملياتهم من أجل وقف الإبادة الجماعية، هناك أكثر من 25 ألف شخص قتلوا في غزة، وأصيب أكثر من 60 ألفاً، بدون إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء، مضيفةً: “كيف نجرؤ على الحديث عن التجارة بينما هناك أطفال يعالجون الآن بدون تخدير؟ هناك أمور تتطلب منا تقديم بعض التضحيات وهذه واحدة منها”.
وهتفت الصحفية البريطانية خلال اللقاء بصوت مرتفع قليلاً قائلة: “أوقفوا إطلاق النار الآن” وضربت يدها على الطاولة احتجاجاً على استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكثر من 3 أشهر ونصف.
وحظي موقف الصحفية البريطانية بإشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العالمين الغربي والعربي.
"How dare we have a conversation about trade when there're children right now are being treated without anaesthetic!" said British journalist, Myriam François, during a Sky News interview over the Red Sea question. pic.twitter.com/eaMWNBXVes
— V PALESTINE ???????? (@V_Palestine20) January 25, 2024
"كيف نجرؤ على الحديث عن التجارة وأطفال #غزة يعالجون دون تخدير؟".. الصحفية البريطانية ميريام فرنسوا في مواجهة ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع قصف #الولايات_المتحدة و #بريطانيا لمواقع في #اليمن #أنا_العربي@AnaAlarabytv pic.twitter.com/tv3Tryiyuv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 24, 2024
Excellent speech from Dr Myriam François (@ MyriamFrancoisC). I started following her immediately.
"How dare we have a conversation about trade when there are children right now being treated without anaesthetic." pic.twitter.com/A3qSWToV7L
— Furkan Gözükara (@GozukaraFurkan) January 22, 2024
الصحفية البريطانية ميريام فرانسوا؛ تحرج مذيعة قناة سكاي نيوز وضيفها، بسبب حديثهما عن تأثر التجارة العالمية بأحداث #غزة، دون الاهتمام بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل. pic.twitter.com/ykfAjy0WWp
— مفتاح (@keymiftah79) January 23, 2024
"Comment osons-nous avoir une conversation sur le commerce alors que des enfants sont actuellement traités sans anesthésie ?"
Magnifique piratage d'interview par @MyriamFrancoisC #CeasefireNOW pic.twitter.com/lKVkpUB0gD
— Caisses de grève (@caissesdegreve) January 23, 2024
Dr. @MyriamFrancoisC eviscerates the West’s double standards & hypocrisy on Yemen & Gaza “How dare we have a conversation about trade when there are children right now being treated without anaesthetic.”????️#CeasefireNow ???????? pic.twitter.com/Kq08Ek6LVF
— Aamer Anwar✊????????️????#BlackLivesMatter (@AamerAnwar) January 23, 2024
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة فی العالم pic twitter com أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
حاخام يهودي: يجب أن نعترف بالإبادة الجماعية ونعمل على إيقافها
نشر موقع "كاونتر بانش" مقالا يعبّر فيه الحاخام اليهودي التقدمي مايكل زوسمان عن ندمه لتأخره في وصف ما تفعله إسرائيل في غزة بالإبادة الجماعية، مؤكدا أن الاعتراف بهذا الواقع هو جزء من التوبة والالتزام بإصلاح العالم، رغم الخوف من خسارة دعم المجتمع اليهودي.
وقال الكاتب في المقال الذي ترجمته "عربي 21"، إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية ارتكاب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزّة، لكنه حتى وقت قريب كان مترددا في استخدام مصطلح الإبادة ولم يكن على يقين من أن الهجمات غير المتكافئة التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزّة تندرج فعلا تحت هذا الوصف.
مراجعة متأنية
ويوضح الكاتب أنه لم يجد صعوبة في وصف ممارسات "إسرائيل" في غزّة - ردا على الهجمات التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما تبعها من احتجاز الأسرى- بأنها تطهير عرقي وعمليات انتقامية، مضيفا أنه خرج في مظاهرات علنية ضد تلك الممارسات، ولم يتردد إطلاقا في إدانة الانتهاك الصارخ للقانون الدولي الإنساني عند استهداف إيران.
ويتابع قائلا إنه لم يقتنع باستخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" إلا بعد مراجعة متأنّية لاستنتاجات معظم الباحثين المتخصصين في دراسات الإبادة، بما في ذلك أكاديميون إسرائيليون بارزون مثل عمر بارتوف وشموئيل ليدرمان، وأدرك حينها أن امتناعه عن استعمال هذا الوصف كان خطأً.
وقد خلص عمر بارتوف إلى أنه بحلول تموز/ يوليو 2024 "لم يعد ممكنا إنكار أن نمط عمليات قوات الدفاع الإسرائيلية يتماشى مع التصريحات التي صدرت عن قادة إسرائيليين بعد هجمات حماس، والتي تُعبِّر عن نية إبادة واضحة".
ويرى الكاتب أنه في تموز/ يوليو 2025، أصبح الامتناع عن استخدام مصطلح الإبادة الجماعية موقفا غير أخلاقي لا يمكن تبريره، كما اتضح أن الادعاء بأن إسرائيل تتخذ إجراءات ضرورية لحماية نفسها كأي دولة تخوض حربا هو ادعاء زائف جوهريًا، وإطلاق صفة "حرب" على ما يحدث في غزة هو توصيف مضلل بالأساس.
وقد عبّر بارتوف عن ذلك بدقة حين قال: "طيلة السنة الماضية، لم تكن قوات الدفاع الإسرائيلية تخوض قتالًا ضد قوة عسكرية منظمة. لقد تم القضاء على نسخة حماس التي خططت لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر ونفذتها، رغم أن الحركة وإن كانت ضعيفة، لا تزال تقاتل القوات الإسرائيلية وتحتفظ بقدر من السيطرة على السكان في المناطق التي لا توجد فيها قوات الجيش الإسرائيلي".
أمثلة تاريخية
وبناء على ذلك، فإن الواقع القائم -حسب الكاتب- لا يمكن تحت أي مقياس منطقي أن يبرر استمرار الحكومة الإسرائيلية في تجويع شعب بأكمله، وتدمير البنية التحتية، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
ويضيف أنه من الضروري توضيح أن الإبادة الجماعية تتخذ أشكالًا متعددة، وهو ما يتضح من خلال التعريف الذي يعتمده متحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة، حيث يشير مصطلح الإبادة الجماعية من الناحية القانونية إلى "أفعال ترتكب بنية التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية".
ومن الأمثلة التاريخية والحالية على ذلك: الهولوكوست، والمجازر الجماعية في دارفور، ورواندا، والبوسنة والهرسك، وحقول القتل في كمبوديا، ومذبحة نانجينغ في الصين على يد اليابانيين، والثورة الثقافية في الصين في عهد ماو تسي تونغ، والمجاعة الكبرى في أوكرانيا، وإبادة الأرمن، وجرائم التطهير العرقي في غواتيمالا وتيمور الشرقية وناميبيا، إلى جانب المجازر ضد شعب الروهينغا في ميانمار، واستهداف السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، وتاريخ العبودية العابرة للأطلسي.
ووفقا للكاتب، فإن وصف سياسة الحكومة الإسرائيلية في غزّة بالإبادة لا يعني بالضرورة أن تلك الأفعال تُضاهي في حجمها أو طبيعتها ما فعله النازيون باليهود وغيرهم خلال الهولوكوست، أو أي من الأمثلة السابقة، لكن الحقيقة الثابتة هي أن حياة رضيع فلسطيني بريء دُفِن تحت أنقاض منزله في غزّة لا تقلّ قيمة عن حياة طفل يهودي قُتِل في غرف الغاز في عهد هتلر.
الاعتراف بالخطأ
ويقول الكاتب: "بصفتي حاخاما مُرنما يهوديا وصهيونيا تقدميا أعترف أنني أخطأت بعدم استخدام مصطلح إبادة جماعية في وقت مبكر لوصف ما ارتكبته إسرائيل في غزة. خوفي من فقدان الأصدقاء والزملاء، ومن الهجوم بسبب هذا الرأي غير المقبول لدى كثيرين، منعني من رؤية الحقيقة بوضوح".
ويضيف: "بالمقارنة، فقد كان من السهل عليّ، كمواطن أمريكي، ملاحظة انحدار بلدي نحو الاستبداد بعد ترشيح دونالد ترامب للمرة الثانية في 2024. كذلك، خشيت أن يُستخدم وصف الإبادة الجماعية ذريعة للمتطرفين المعادين لليهود".
ويؤكد الكاتب بأنه عندما يؤدي صلاة "أشامنو" في يوم الغفران هذا العام، سيستحضر تقصيره الأخلاقي، وتقصير كثيرين مثله، في الاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة، عن وعي أو إنكار.
وبالإضافة إلى ذلك، يؤكد أنه سيواصل الدعوة لإنهاء المذبحة في غزة وإعادة الأسرى إلى ديارهم، رغم علمه بأن ذلك لن يُصحح كل الأخطاء، إلا أنه قد يُساعد في توجيه رسالة إلى الأجيال القادمة من أجل مواصلة مسيرة "إصلاح العالم" بدءا من إصلاح الذات.