لماذا سميت خطبة الحاجة بهذا الاسم؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

لماذا سميت خطبة الحاجة بهذا الاسم؟

وقال علي جمعة في بيان لماذا سميت خطبة الحاجة بهذا الاسم؟: ها هو رجب الفرد الأصم الأصب الحرام يهيئ لنا رمضان ومعنا في خطبة الحاجة التي نستهل بها كلامنا في يوم الجمعة تأسيا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي يرويها عنه عبد الله ابن مسعود ويقول ( كان يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا القرآن ) أي أنه كان يعيدها عليهم صلى الله عليه وآله وسلم حتى يحفظوها، يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتلو علينا من سورة آل عمران ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ وهي آية تعد أعظم آية في القرآن من حيث العمل .

. كيف لا نموت إلا ونحن على الإسلام؟ ونحن لا ندري متى نموت، وهذا معناه أن الإنسان يظل في ذكر الله سبحانه وتعالى على الدوام حتى إذا ما جاءه الموت وجده على الإسلام.

وتابع: إذن وكأن الآية تطالبنا ألا نغفل عنه سبحانه وتعالى طرفة عين ولا أقل من ذلك فتكون بذلك أعظم آية من حيث العمل وندعو الله أن يخفف عنا لقصورنا وتقصيرنا وما جبلنا عليه من نسيان وغفلة وندعو الله أن يغفر لنا هذه الغفلة التي تحجبنا عنه سبحانه وتعالى .

وإذا ما تأملنا في هذه الآية وجدناها وكأنها تأمرنا بأن نحول العادات إلى عبادات، والحاصل في حياتنا ولإلف الإنسان على العمل ولكثرته إذا ما أكثر منه أن يألف العمل فتصير العبادة عادة .. يصلي وينسى في صلاته ويذكر بلسانه وذهنه شارد في أمور أخرى لأن العبادة تحولت عنده إلى عادة.

علي جمعة: نصر أكتوبر فيه معانٍ عظيمة أهمها الدعاء والثقة بالله نوع من الظلم احذره في شهر رجب.. علي جمعة يوضح

وتحول العبادة إلى عادة أول الفساد في الأمم لأن العبادة حينئذ لا تؤدي وظيفتها التي أراده الله سبحانه وتعالى لها ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ فنرى المصلي لا تنهاه صلاته لا عن فحشاء ولا عن منكر لأنه قد حول العبادة إلى عادة.

وهنا في هذه الآية العظيمة يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بمقاومة أنفسنا لا في أن نؤدي العبادة على وجهها وحسب بل أيضا أن نحول العادات إلى عبادات.

وشدد عضو هيئة كبار العلماء: تميز السلف الصالح والصحابة الكرام بأنهم استطاعوا أن يحولوا العادات إلى عبادات وذلك لما صدروا في أنفسهم قول الرسول المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) فجعلوا نياتهم جميعا لله سبحانه وتعالى جعلوا نياتهم جميعها لله سبحانه وتعالى في حلهم وترحالهم .. في قولهم وسكوتهم .. في تركهم وفعلهم حتى صاروا عبادا ربانيين إذا ما مدوا أيديهم إلى السماء (يارب) استجاب الله لهم، فهل يمكن أن نهيئ نفسنا لرمضان وأن نتقي الله حق تقاته وأن ننقل أنفسنا بإذنه من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه وأن نحول عباداتنا إلى إخلاص لرب العالمين وأن ننقل عاداتنا إلى دائرة العبادة له سبحانه وتعالى وحده..

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الحاجة الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء الأزهر سورة آل عمران صلى الله علیه وآله وسلم سبحانه وتعالى علی جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: ترك الأمور لله يجعل قلبك معلّقًا به واضيًا بقضائه

نشر الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: إن الرضا يجلب السرور إلى القلب، وسبب ذلك: التسليم.

التسليم لله

وأضاف: سلم لله، ولأمره، ولقدره، ولقضائه، تفرح بما يجريه عليك، فيحدث الرضا. قال تعالى: {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} أي: هناك أُناس رضوا عن ربهم، فنطقَتْ قلوبُهم قبل ألسنتهم: "يا رب، أنا راضٍ، أنا مسرور، يا رب!".

وأِشار الى أن هذا الانبساط، والسرور، والرضا، إنما جاء من أنني قد سلمت نفسي، فأسلمت لله رب العالمين. قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. "وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا": والتعبير بـ {ويسلّموا تسليمًا} يُعرف في النحو بالمفعول المطلق، والمفعول المطلق يفيد التأكيد. ذلك أن فعل "يسلّموا" فيه معنى التسليم، ثم جاء المصدر "تسليمًا" ليُكرّر المعنى، فكأن المعنى: "ويسلّموا تسليمًا تسليمًا"، والتكرار فيه تأكيدٌ على كمال الرضا والتسليم لِحُكم الله ورسوله ﷺ.

الأوقاف تعقد 317 مجلس فقه لشرح أحكام الوضوء السبت المقبلكيف تضمن رضا الله؟.. 5 أعمال داوم على فعلهاالأوقاف تعلن موعد اختبارات الواعظات المعتمدات لعام 2025كيف أكون مستجاب الدعاء؟.. 8 خطوات مجربة لا تفوتها

وقد قال أهل اللغة: "المفعول المطلق يدل على الحقيقة".

ولفت الى أن الرضا نعمة عظيمة. وكان سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه يقول: "ما أُبالي على أيِّ حالٍ أصبحتُ: على ما أُحبّ أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخيرَ في أيٍّ منهما." وهذا هو الرضا المطلق.

وكان يقول أيضًا: «لو أن الصبر والشكر بعيران لي في ملكي، ما أبالي على أيهما ركبت». أي: إن أصابتني مصيبة، ركبتُ بعير الصبر، وإن جاءتني نعمة، ركبتُ بعير الشكر؛ تسليم ورضا على كل حال، كل ما يأتي منك، يا رب، جميل.

وكان سيدنا عمر بن عبد العزيز يقول: «أصبحت وما لي في الأمور من اختيار». أي: لا أرى لي إرادة مع إرادة الله، توكلٌ، ورضا، وتسليم.

معنى ترك الأمور لله

وليس معنى "ترك الأمور لله" أن نترك الأسباب، أو نهمل شؤون الدنيا، بل المعنى: أن يكون القلب معلّقًا بالله، مطمئنًا لحكمه، راضيًا بقضائه، وهذا شعورٌ جميل، يزيد المؤمنَ ثقةً بالله، وثقةً بنفسه.

طباعة شارك علي جمعة الرضا التسليم لله الرضا المطلق ترك الأمور لله

مقالات مشابهة

  • علاج الكسل في العبادة.. روشتة شرعية للخشوع أثناء الصلاة
  • لماذا ثبت البنك المركزي المصري أسعار الفائدة؟ خبير يوضح
  • لماذا أودع الله في بني آدم الغرائز والشهوات؟ خطيب المسجد الحرام يوضح
  • كيف تدعو بـ اسم الله الأعظم؟.. يسري جبر يكشف
  • خطيب الأزهر: الهجرة جسدت مزيجا فريدا بين الأخذ بالأسباب وصدق التوكل
  • مسيرات حاشدة بالبيضاء نصرة لغزة واستعدادا لمواجهة العدو الصهيوني
  • دعاء النبي عند الشدة والابتلاء.. كلمات بسيطة رددها عند الحاجة
  • موضوع خطبة الجمعة لـ وزارة الأوقاف.. «لله درُّكَ يا ابن عباس»
  • علي جمعة: ترك الأمور لله يجعل قلبك معلّقًا به واضيًا بقضائه
  • دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور.. ردد أسرع أدعية لتحقيق المستحيل في نفس اليوم