دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أنّ علاج الوحدة والعزلة الاجتماعية قد يخفّف من خطر الإصابة بمضاعفات صحية لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.

وأشار التقرير إلى أنّ الوحدة منتشرة في جميع أنحاء العالم، لكن النتيجة تعتبر مهمة لأنّ من يعانون من السمنة المفرطة يختبرونها (الوحدة) أكثر بشكل ملحوظ.

وقال الدكتور لو تشي، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت  في الدورية الطبية JAMA Network Open الإثنين، لـCNN: "حتى الآن، تُعد العوامل الغذائية ونمط الحياة بمثابة ركيزة رئيسية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة المفرطة".

وأوضح تشي، الأستاذ والرئيس المؤقّت لقسم علم الأوبئة بكلية الصحة العامة والطب الاستوائي في جامعة تولين بنيو أورليانز: "تسلط دراستنا الضوء على أهمية أخذ الصحة الاجتماعية والنفسية بالاعتبار لتحسين صحة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة".

ونظرت الدراسة في بيانات نحو 400 ألف شخص من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو عبارة عن قاعدة بيانات طبية حيوية كبيرة ومصدر بحثي يتابع الأشخاص على المدى الطويل.

وأشارت الدراسة إلى أنّ المشمولين في البحث لم يكونوا مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية عندما بدأ جمع البيانات. وتابع الباحثون الأمر خلال الفترة الممتدة بين مارس/ آذار عام 2006 ونوفمبر/ تشرين الأول عام 2021.

وأظهرت البيانات أنه خلال تلك الفترة، كانت جميع أسباب الوفاة للأشخاص المصنّفين على أنّهم يعانون من السّمنة المفرطة أدنى بنسبة 36% لدى الأشخاص الذين شعروا بوحدة وعزلة اجتماعية أقل.

ولفت تشي إلى أنّه "قد حان الوقت لدمج العوامل الاجتماعية والنفسية مع العوامل الغذائية ونمط الحياة الأخرى في تطوير استراتيجيات التدخل لمنع المضاعفات المرتبطة بالسمنة".

ووجدت الدراسة أنّ العزلة الاجتماعية تعد عامل خطر أكبر لجميع أسباب الوفاة، ضمنًا السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالاكتئاب، والقلق، وعوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة التي تشمل استهلاك الكحول، وممارسة الرياضة، والنظام الغذائي.

من جهته، لفت الدكتور فيليب شيرير، أستاذ الطب الباطني بكلية الطب الجنوبية الغربية في جامعة تكساس ورئيس أبحاث مرض السكري لدى مركز تاتشستون للسكري في دالاس، إلى أنّ النتائج ليست مفاجئة. 

مع ذلك يرى أن النتائج تشير إلى تحسين "العزلة الاجتماعية كعلاج محتمل لخفض الوفيات".

وفي حين أنه في بعض الأحيان لا يتم الحديث عن الوحدة مثل النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة، إلا أنه تم الاعتراف بها كعامل خطر رئيسي للنتائج الصحية السيئة.

وكان الأشخاص الذين شعروا بالعزلة الاجتماعية أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 32% مقارنة بغيرهم، وفقًا لدراسة أجريت في يونيو/ حزيران 2023.

من جانبه، أشار تورهان كانلي، أستاذ علم الأعصاب التكاملي لدى قسم علم النفس في جامعة ستوني بروك بنيويورك: "قد نشعر جميعا بالوحدة من وقت لآخر، لكن عندما يكون هذا الشعور مستمرًا، فإنه قد يسبّب شكلا من أشكال التوتّر المزمن، وهو أمر غير صحي". 

وأوضح كانلي، غير المشارك في البحث الأخير، أن"إحدى الطرق التي قد يحدث بها ذلك، من خلال هرمونات التوتر التي تؤثر سلبًا على الجسم".

وأضاف كانلي أن العلاقة بين الشعور بالوحدة والنتائج الصحية السيئة قد تكمن أيضًا في انخفاض احتمال حصول الأشخاص المعزولين اجتماعيًا على رعاية طبية، أو ارتباطهم بالعادات غير الصحية الأخرى، مثل التدخين وتعاطي الكحول.

وقال كانلي: "فكّر في الحفاظ على شبكة اجتماعية مثل أي نشاط آخر يعزز الصحة، كممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام بشكل جيد، والاعتناء بنفسك".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أمراض دراسات صحة نفسية السمنة المفرطة الأشخاص الذین یعانون من إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة: النوم الكافي يقلل الشعور بالوحدة.. ولا بد من الاستراحة لـ7 ساعات ليلا

أكدت دراسات علمية أن الحصول على قسط كاف من النوم يساعد في تحسين الصحة بشكل عام، لا سيما أن بعض الوظائف الحيوية للجسم تتم أثناء نوم الإنسان.

وأظهرت دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة فائدة جديدة للنوم فيما يتعلق بالصحة النفسية، حيث تبين أن النوم بشكل أفضل يقلل من شعور الإنسان بالوحدة، لا سيما بالنسبة للبالغين الأصغر سنا.

وشملت الدراسة التي نشرها الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث العلمية التي تتعلق بالصحة أكثر من ألفي متطوع كانوا يشاركون في ملء استبيان والخضوع لاستطلاع خاص لقياس مدى شعورهم بالوحدة.

وأظهرت النتائج أن النوم جيدا يرتبط بتراجع ملموس في الشعور بالوحدة بشكل عام، وكذلك الوحدة الانفعالية، والوحدة الاجتماعية بين مختلف الفئات العمرية، مع تزايد الاستفادة لدى البالغين الأصغر سنا، حيث تتراجع لديهم درجة الوحدة الانفعالية بشكل كبير في حالة حصولهم على قسط كاف من النوم.

ويصف الخبراء الوحدة الانفعالية باعتبارها الشعور بالخواء النفسي الناجم عن تراجع الصلات المقربة مع الآخرين.

"وباء الوحدة" يجتاح العالم وهي أزمة إنسانية عامة وفق الدراسة (بيكسلز)

وأكد فريق الدراسة أن الوحدة بشكل عام هي أزمة إنسانية عامة، وأن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الحصول على قسط كاف من النوم في إطار أي خطة علاجية للتخلص من هذه المشكلة النفسية.

وتنصح الأكاديمية الأميركية لطب النوم بضرورة أن يحصل البالغون على 7 ساعات نوم على الأقل ليلا بشكل منتظم للحفاظ على الصحة.

مقالات مشابهة

  • الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع
  • وزيرة الشؤون: تشريعات وبرامج البلاد لذوي الإعاقة تستمد شرعيتها بموجب الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
  • دراسة: النوم الكافي يقلل الشعور بالوحدة.. ولا بد من الاستراحة لـ7 ساعات ليلا
  • دراسة تحذر: الفلفل الحار قد يزيد من خطر السمنة
  • الوشم يزيد من خطر إصابتك بنوع خطير من السرطان (تفاصيل)
  • طبيب: على الحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة الاحتفاظ بحقيبتين من أدويتهم
  • عضو بـ"مركز الزبير" يبتكر ملصقات طبية لمرضى السكري
  • الصحة الروسية: ثلث السكان يعانون من السمنة
  • 8 علامات تدل على انخفاض نسبة الذكاء.. ما علاقة الثقة بالنفس؟
  • هكذا يؤثر إدمان الإنترنت على أدمغة المراهقين بحسب دراسة جديدة