مؤسسة الضمير العالمي تقيم مؤتمرا دوليا طارئا في لندن دعما لفلسطين ورفضا للحرب
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
انطلقت صباح اليوم في العاصمة البريطانية لندن فعاليات مؤتمر دوليا طارئ، حول تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة للشهر الرابع على التوالي والموقف الدولي المطلوب اتخاذه.
شارك في الندوة، التي تقيمها مؤسسة الضمير العالمي، سياسيون ومثقفون ونشطاء وأكاديميون وسياسيون من مختلف أنحاء العالم، سلطوا الضوء في ثلاث جلسات متواصلة على مدار اليوم، في فندق أنتركونتيننتال لندن بارك لاين، حملت الأولى عنوان: "الواقع والآفاق"، بينما كانت الثانية بعنولن: "نحو العمل"، أما الثالثة والأخيرة فحملت عنوان: "تمكين الأمم المتحدة؛ محكمة الضمير الشعبية".
وركزت الجلسة الأولى، التي أدارها هلال الفر، أستاذ القانون الدولي، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، المخاطر الواضحة والحالية للجمود الحالي التي تعيشه القضية الفلسطينية، من التهجير القسري، والتطهير العرقي، وإطالة أمد الإبادة الجماعية..
وتحدث فيوزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو، الذي ألقى الضوء حول مفاهيم الإبادة الجماعية وعقلية الإبادة التي تعامل بها قادة إسرائيل مع الفلسطينيين..
كما تحدث عن تجربته في الخارجية التركية في إدارة المفاوضات التي جرت بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مراحل متعددة كما تحدث عن دوره في المفاوضات التي جرت بين السورؤيين والإسرائيليين، وأكد أنه يعرف العقلية الإسرائيلية عن قرب..
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لتبرير الإبادة الجماعية بما جرى يوم ٧ اكتوبر وتتناسى تاريخها عبر أكثر من سبعة عقود من الاحتلال والتهجير والاستيطان واقتحامات المسجد الأقصى..
وشدد على ضرورة رفع الصوت عاليا من أجل إنهاء الحرب على قطاع غزة، ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني..
ووجه أوغلو الشكر إلى جنوب إفريقيا وإلى رئيسها على جرأتهم في المبادرة والذهاب إلى محكمة العدل الدولية من أجل وقف الحرب على غزة، ومحاكمة إسرائيل عهلى جرائمها..
وقال بأن هذا لا يعفي بقية الدول العربية وخصوصا تركيا والسعودية ومصر على القيام بدورهم من أجل وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني..
وقال: "هذه الجهود يجب أن تتضامن من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني وإرسال طائرات لإلقاء المساعدات الغذائية والطبية الضرورية.. يجب التعبير عن إنسانيتنا.. إنهم يموتون بسبب الجوع والقصف".
وأضاف: "نحن لا نريد الحرب مع إسرائيل وإنما لمساعدة الفلسطينيين في غزة وأن نرسل رسالة إلى إسرائيل بأننا لا نحاربها وإلى الولايات المتحدة للعمل من أجل إنهاء هذه الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ووقف دعمها لاسرائيل".
وتحدث في الندوة زعيم حزب العمال البريطاني السابق عضو البرلمان البريطاني جيرمي كوربين الذي دعا إلى الاستمرار في ممارسة الضغط الشعبي والسياسي والإنساني من أجل وقف الحرب في غزة.
وأشاد كوربين بموقف جنوب إفريقيا، ووصفه بالشجاع، وأكد أن قرار محكمة العدل الدولية يمثل إنجازا حقيقيا حيث أنه قبل التحقيق في كون إسرائيل دولة تمارس الإبادة الجماعية، معتبرا أن ذلك يمثل نقلة تحول حقيقية لطنها لا تعفي عن الاستمرار في التحرك الشعبي للضغط من أجل العدالة للشعب الفلسطيني باعتباره الضامن للاستقرار في المنطقة.
من جهته ريتشارد فولك، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في فلسطين صاحب كتاب الأراضي المحتلة منذ عام 1967 (2008-2014)، عن تجربته في الشأن الفلسطيني، وأكد أن الحرب الحالية يجب أن تتوقف، وأن العالم لا يجب أن يبقى مكتوف الأيدي كما هو عليه الحال اليوم.
وشاركت في الندوة شخصيات فكرية وسياسية عربية ودولية من أمثال عز الدين أبو الريش، أستاذ الطب والصحة العامة السريرية، جامعة تورنتو، وفيليس بينيس، صحفية ومؤلفة وناشطة اجتماعية، معهد دراسات السياسات، أستراليا، و آفي شلايم، المؤرخ اليهودي المعروف مؤلف كتاب الجدار الحديدي: إسرائيل والعالم العربي، أكسفورد، المملكة المتحدة/إسرائيل، و مصطفى البرغوثي، طبيب، ناشط في مجال حقوق الإنسان، زعيم سياسي، الضفة الغربية، فلسطين، والرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي وآخرون.
أما الجلسة الثانية، التي حملت عنوان: "نحو العمل"، فقد سلطت الضوء على الالتزامات الواقعية بالعمل تتجاوز الكلمات، وما يمكن أن يفعله المجتمع المدني لدعم المجتمع الدولي، وكذلك القانون والنتائج داخل الأمم المتحدة، وما يمكن أن تفعله من تلقاء نفسها لتصعيد الضغوط لدفع إسرائيل لإنهاء غزة، والهجوم من خلال وقف إطلاق النار الفوري، والإغاثة في حالات الطوارئ، وحملة إعادة الإعمار، والسياسية إدارة غزة وكبح جماح عنف المستوطنين.
وأدار الحوار: مصطفى سيريتش، المفتي الفخري للبوسنة، وشارك في الحوار رمزي بارود، وهو مؤلف، أكاديمي، محرر صحيفة فلسطين كرونيكل، فلسطين / الولايات المتحدة الأمريكية، وجان أوبيرج، رئيس المؤسسة العابرة للحدود الوطنية لأبحاث السلام والمستقبل، لوند، السويد، و والدن بيلو، الفلبين، أستاذ وناشط وسياسي، عثمان بوجاجي، أستاذ، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب النيجيري، و جون وايتبيك، محامٍ ومؤلف دولي، باريس.
أما الجلسة الثالثة، التي تحدثت عن "تمكين الأمم المتحدة؛ ومحكمة الضمير الشعبية"، فقد عمدت لاستكشاف مشاريع العمل الأكثر طموحًا التي تسعى إلى خلق وعي أكبر بالنطاق الكامل المتعلقة بجرائم غزة، وإصلاحات الأمم المتحدة التي يمكن أن تفعل المزيد لمنع أي تكرار لهذه الجرائم في المستقبل، أي ضمان عدم تكرار الإبادة الجماعية أو غيرها من الجرائم الدولية الخطيرة.
وقد أدار الجلسة أفيري إف جوردون، الأستاذ الفخري بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، وهو أستاذ زائر وبروفيسور بيركبيك كلية الحقوق بجامعة لندن.
وشارك في تسليط الضوء على ريتشارد فالك، وبيني جرين، أستاذ القانون والعولمة، مدير المبادرة الدولية لجرائم الدولة في جامعة كوين ماري في لندن، ومونج زارني، ناشط في مجال حقوق الإنسان، زميل غير مقيم، مركز توثيق (الإبادة الجماعية) من كمبوديا، و أسلي بالي (رسالة فيديو) أستاذ القانون بجامعة ييل، كلية الحقوق.
وأعرب الكاتب والمؤرخ اليهودي آفي شلايم في تصريحات خاصة لـ "عربي21" عن تفاؤله بمستقبل القضية الفلسطينية على الرغم من ضخامة الثمن الذي دفعه الفلسطينيون في مواجهة الحرب الأخيرة.
وقال أفي شلايم: "نحن الآن أمام تحول تاريخي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإسرائيل الآن في الزاوية وهي متهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية، والعالم كله الآن شاهد على هذه الجرائم.. وهذا معنى مهم بالتأكيد سيكون لها تأثير على مكانة القضية الفلسطينية في العالم بالتأكيد".
واعتبر شلايم، أن خطوة جنوب إفريقيا كانت مهمة لجهة تعرية الجرائم الإسرائيلية وتقديمها عبر أجهزة القضاء، وأيضا في كونها جريئة ودفعت قوى دولية أخرى بالوقوف خلفها.
من جانبه رأى الدكتور مصطفى البرغوثي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن القضية الفلسطينية تعيش منعرجا تاريخيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد قرار محكمة العدل الدولية، الذي يتهمها بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وهذا له تداعيات كبيرة ليس فقط على مكانة القضية الفلسطينية، وإنما على مكانة إسرائيل في العالم بالدرجة الأولى، باعتبارها تمارس جرائم إبادة جمكاعية.
وأشار البرغوثي إلى أن الشعب الفلسطيني على مدى الأشهر الأربعة الأخيرة من العدوان يواجه عدوانا ثلاثيا إسرائيليا ـ أمريكيا ـ بريطانيا، وأن الحديث عن أن إسرائيل تخوض حربا ضد حماس أكذوبة لا معنى لها، لأن ما يجري على الأرض هو حرب ضد الشعب الفلسطيني".
وحول مصير حل الدولتين الذي عاد لدائرة الضوء مجددا، قال البرغوثي: "هذا الحل قبرته إسرائيل نفسها، وهو يطرح الآن للتضليل ليس إلا.. نحن أمام حرب إبادة حقيقية بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "لكنني مع ذلك أنا متفائل بالمستقبل، فقد أثبت الفلسطينيون أنهخم أصحاب حق واعترف العالم جميعا بم؟لوميتهم بعد قرار محكمة العدل الدولية الناجمة عن خطوة جنوب إفريقيات"، وفق تعبيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مؤتمر الحرب الفلسطينية بريطانيا بريطانيا فلسطين مؤتمر حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة القضیة الفلسطینیة الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی الأمم المتحدة من أجل
إقرأ أيضاً:
البعد اليمني للحرب الإيرانية الإسرائيلية.. قلق خليجي من تحولات المحور
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: Amwaj.media, كتبه: جورجيو كافيرو
بدأت حرب الأيام الاثني عشر بين إيران وإسرائيل وانتهت الشهر الماضي—أو على الأقل تجمدت—بهدنة غامضة أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين بقبولها. ومع ذلك، يخشى العديد من المراقبين أن انهيار هذه الهدنة الهشة هو مسألة وقت وليس احتمالًا.
وبغض النظر عن مصير وقف إطلاق النار، فإنه لا يؤثر على الأعمال العدائية بين الحوثيين، وإسرائيل. وقد نفذ الحوثيون عملياتهم بطائرات مسيرة وصواريخ منذ دخول الهدنة الإسرائيلية-الإيرانية حيز التنفيذ، متعهدين بمواصلة ضرباتهم حتى انتهاء حرب تل أبيب على غزة.
في الأول من يوليو/تموز، رد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس على محاولة هجوم صاروخي حوثي على مطار وأهداف أخرى في إسرائيل بإعلانه أن “مصير اليمن هو نفسه مصير طهران”، في إشارة إلى قصف بلاده للعاصمة الإيرانية. وصرح كاتس: “بعد ضرب رأس الأفعى في طهران، سنضرب الحوثيين في اليمن أيضًا. من يرفع يده على إسرائيل—ستُقطع تلك اليد”.
يبدو أن جماعة الحوثي برزت كقوة تتزايد جرأتها نتيجة للحرب بين إسرائيل وإيران. فقد وفر الصراع للحوثيين فرصة أخرى لإثبات دورهم كطليعة لـ “محور المقاومة” الذي تقوده طهران. ومما يؤكد هذه الحقيقة هو أن الجماعة اليمنية أطلقت صاروخًا باليستيًا على يافا بعد يومين من “عملية الأسد الصاعد” الإسرائيلية ضد إيران، بينما ظلت جماعة حزب الله اللبنانية والفصائل العراقية الموالية لإيران على الحياد.
قالت فينا علي خان، الزميلة في مؤسسة القرن، لموقع “أمواج ميديا” إن الحوثيين “لطالما وضعوا أنفسهم كحليف طهران الأكثر تقدمية—وقد أعطتهم [الحرب الإسرائيلية-الإيرانية] الدافع والفرصة لإثبات ذلك”.
وأضافت: “من وجهة نظر الحوثيين، فإن الضربة الإسرائيلية على إيران كانت بالتأكيد منسقة مع واشنطن—وهو ما سيزيد من تصلب موقفهم ويقلل من أي رغبة في إجراء محادثات سرية مع الولايات المتحدة. لقد تمكن الأمريكيون من خسارة المزيد من المصداقية في المنطقة، مما منح الحوثيين ذخيرة جديدة لتبرير دعايتهم”.
تحليل- ولي العهد السعودي يعيد ضبط البوصلة الخليجية تجاه الحوثيين لقاء الخطرين يزلزل المنطقة: كيف يغيّر تحالف الحوثيين وحركة الشباب قواعد اللعبة؟!ومع ذلك، بقدر ما تمكن الحوثيون من الاستفادة من الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، فإن تجميد الصراع بإعلان وقف إطلاق النار في 24 يونيو/حزيران—بعد وقت قصير من الهجوم الصاروخي الإيراني لحفظ ماء الوجه على قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تستضيف القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)—قد يكون قد جاء بمثابة راحة للحوثيين.
ورغم أن إسرائيل فشلت في تحقيق نصر حاسم، لا يمكن إنكار أن 12 يومًا من القصف المكثف أضعفت إيران. ولو استمرت الحرب لفترة أطول، لكانت طهران قد واجهت تحديًا خطيرًا في قدرتها على تزويد حلفائها الإقليميين مثل الحوثيين—وهو سيناريو كان سيتطلب من الحوثيين إعادة معايرة نهجهم على المدى الطويل.
قالت الدكتورة إليزابيث كيندال، مديرة كلية جيرتون بجامعة كامبريدج، لموقع “أمواج ميديا” خلال حرب الأيام الاثني عشر: “بينما سيتمكن الحوثيون من الاستمرار لبعض الوقت بالاعتماد على المخزونات والإنتاج المحلي، فمن المرجح أن تتضاءل قدراتهم بمرور الوقت [بدون دعم مستمر من الدولة الإيرانية]. وبغض النظر عن الطبيعة غير المتكافئة للصراع، فإن هذا سيتطلب تعديلات على طموحاتهم العسكرية”.
حتى قبل أن تشن إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 يونيو/حزيران، كانت متانة الاتفاق الموقع بين الحوثيين والولايات المتحدة في مايو/أيار موضع شك—وقد أضافت الحرب الإيرانية-الإسرائيلية توترًا واضحًا. يتضمن الاتفاق بين الحوثيين وواشنطن إنهاء الهجمات البحرية على الأهداف الأمريكية مقابل إنهاء القصف الأمريكي في اليمن. وصفت ماريسا خرما، الزميلة غير المقيمة في معهد بيكر بجامعة رايس، الاتفاق بين الحوثيين والولايات المتحدة بأنه “مهتز في أحسن الأحوال” بسبب الحرب بين طهران وتل أبيب.
أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على آفاق الاتفاق الحوثي-الأمريكي هو مدى احتمال انجرار الحوثيين إلى صراع أوسع محتمل في المنطقة في حال استئناف الضربات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية على إيران. ومما يزيد من هذه التحديات تصور واسع الانتشار بأن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووفده انخرطوا في مفاوضات نووية مع إيران بسوء نية خلال الشهرين اللذين سبقا إطلاق إسرائيل “عملية الأسد الصاعد”. وقد أضعف هذا التصور بشكل كبير مكانة الدبلوماسيين الأمريكيين في نظر العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية.
الرابحون والخاسرون من وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيينقالت أروى مقداد، الخبيرة في الشأن اليمني بجامعة أكسفورد، لموقع “أمواج ميديا”: “لقد أضرت الضربات الإسرائيلية على إيران بالمصداقية الأمريكية المتضائلة بالفعل في المنطقة. وبما أن هذه الضربات حدثت خلال مفاوضات أساسية، فإن الناس والسياسيين على حد سواء لم يعودوا يثقون في الاتفاقات مع الولايات المتحدة ويدفعون باتجاه مواقف أكثر عدوانية. وبشكل عام، فإن هذا سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.”
تشعر دول الخليج العربية بالقلق لأسباب عديدة بشأن تجدد المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية، حيث يعد الوضع في اليمن متغيرًا مهمًا في هذه المعادلة. إن مدى خطر استئناف الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية على إيران على إفشال الاتفاق الحوثي-الأمريكي يثير قلق السعودية بشكل خاص. ووفقًا لعلي خان من مؤسسة القرن، فإن المملكة ترى الهدنة التي توصلت إليها واشنطن مع الحوثيين “وسيلة لإبعاد النار عن عتبة بابها”.
المملكة عازمة على تجنب خلق تصور بوجود اصطفاف سعودي مع أي عدوان أمريكي-إسرائيلي ضد إيران أو الحوثيين، خوفًا من كيفية أن يدفع مثل هذا التصور طهران إلى الانتقام من المملكة. وتساعد هذه الديناميكية في تفسير سبب إدانة السعودية السريعة والقوية لـ “عملية الأسد الصاعد” وانخراطها في جهود خفض التصعيد. تسعى السعودية إلى “حرمان الحوثيين أو إيران من أي ذريعة لشن هجمات عابرة للحدود أو ضربات على البنية التحتية للطاقة السعودية”، حسبما ذكرت فينا علي خان.
وأضافت: “في الوقت الحالي، يشعر المسؤولون السعوديون بثقة معقولة بأنهم محميون—لكنهم لا يتوهمون بشأن مدى سرعة تغير الأمور. لا يزال لدى كل من الحوثيين وإيران خيار استهداف أصول الطاقة السعودية، حتى لو لم يكونوا يعتزمون استخدام هذه الورقة بعد.”
وعلى النقيض، بدت الإمارات متفاجئة وربما محبطة عندما توصل الحوثيون وترامب إلى اتفاق في مايو/أيار. حتى وقت قريب على الأقل، يُزعم أن الإماراتيين كانوا يضغطون على واشنطن لدعم هجوم جديد ضد الحوثيين على الساحل الغربي لليمن—وهي مبادرة تم التخلي عنها الآن فعليًا.
من غير الواضح ما إذا كانت تداعيات الحرب الإسرائيلية-الإيرانية قد تؤدي إلى دفعة متجددة لإخراج الحوثيين من السلطة. “حتى الآن، أصيب الكثيرون بخيبة أمل، مقتنعين بأن الرغبة الدولية في مواجهة الحوثيين قد تبخرت تقريبًا. بينما ما زلت أعتقد أن عملية مدعومة دوليًا [لإضعاف] الحوثيين لا تزال غير محتملة في الوقت الحالي، فقد أعاد الصراع الحالي إحياء فكرة أنه إذا ضعفت إيران، يمكن أن يتغير التوازن—وقد تتاح لهم أخيرًا فرصة لمواجهة الحوثيين بشكل مباشر”، حسبما أشارت فينا علي خان.
وكما قالت علي خان، فإن المعارضين اليمنيين للحوثيين شاهدوا “عملية الأسد الصاعد” بـ “مزيج من الابتهاج والأمل المتجدد” بينما رأوا في إيران الضعيفة “نقطة تحول محتملة—قد تتحول في النهاية إلى حركة حوثية أضعف”.
ومع ذلك، فإن ما إذا كانت الإمارات ستقدم دعمها لعملية مناهضة للحوثيين يظل متغيرًا مجهولًا. مطاردة بذكرى طائرات الحوثيين المسيرة وصواريخهم التي ضربت عمق أبوظبي في عام 2022، تسير القيادة الإماراتية بحذر. تدرك الإمارات أن أي خطوة علنية ضد الحوثيين يمكن أن تحول بنيتها التحتية للطاقة ومعالمها الفاخرة إلى أهداف محتملة للانتقام.
في نهاية المطاف، من غير المرجح أن تستفيد أي دولة خليجية عربية من خروج ديناميكيات الصراع عن السيطرة. فالمخاطر ببساطة عالية جدًا بالنسبة للجميع. وهذا الواقع المحفز يولد مصلحة راسخة في دعم جميع المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى دفع إسرائيل وإيران والولايات المتحدة نحو خفض التصعيد.
اختتمت ماريسا خرما من معهد بيكر بجامعة رايس بالقول: “أثبتت الحرب عدم جدواها لكل من الإمارات والمملكة في اليمن، والمسار الوحيد للمضي قدمًا الذي يتفق عليه الجميع هو مسار دبلوماسي يجب أن تقوده الولايات المتحدة. وحتى الآن، أثبت ذلك أنه هش في أحسن الأحوال”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةللأسف لا توجد لدينا رعاية واهتمام بالفنانين واصبحنا في عالم...
انا لله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل...
أنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...