جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@18:18:06 GMT

السودان الأرض الضائعة

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

السودان الأرض الضائعة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

أتون حرب مشتعلة تدور رحاها في السودان الشقيق، مُهددة بضياع الأرض وضياع جميع أطر الحياة وجميع الأعراف الإنسانية، وبقي السودان أرضًا تنتشر فيها جثث ملقاة على قارعة الطرقات.

تصفية عرقية ممنهجة لكل من يرفع صوته أو يعترض بكلمة حق، فلقد حرقوا الأخضر واليابس وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ وهجروا أصحاب مدن بأكملها من مدنهم وبيوتهم وقتلوا شبابهم بلا رحمة بل مثلوا بجثثهم.

حرقوا البيوت والمساجد والمستشفيات والبنوك وكل ما كان يحمل أملاً نحو حياة سعيدة لهذا البلد الغالي العزيز حوله الغوغائيون المرتزقة إلى خراب.

زرعوا القلاقل والفتن وباتوا على طحن السودان في حقدهم وصفاتهم النتنة التي لا يرتكبها سوى فاجر مختل.

مئات الآلاف من النازحين يرزحون تحت حياة صعبة، فقدوا فيها أولادهم ومالهم وأرضهم وبيوتهم وفروا بأرواحهم إلى حيث رمى بهم القدر في مأساة إنسانية عربية أخرى مع صمت مُطبق من العالم بأكمله، فلا أمم متحدة تعرفهم، ولا جامعة عربية تدعمهم، ولا لجان حقوق إنسان؛ حيث يعرف الكثيرون بحال السودان وما يحدث فيه من سحق لكل سوداني شريف لا يحلم سوى بالعيش الكريم في بلاده ولكن العالم تركهم يواجهون مصيرهم المحتوم من قتلة وسفكة دماء.

غزة تستصرخ الجميع والسودان يستصرخ الجميع، فهل من مُغيث لوطنين عربيين تطاولت عليهما أيادي الظالمين العابثين قبل فوات الأوان وقد فات بآلاف من قتلوا وسحقوا في حروب غير متكافئة.

سقوط السودان هو سقوط معقل من معاقل العرب والمسلمين وسقوطنا في ديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا وكل ما نعيشه اليوم هي خطط ممنهجة للقضاء على أقطار الإسلام وهدم قلاعه الباسلة بخبث التنفيذ الذي تقوم به مليشيات مأجورة قاتلها الله.

اليوم أناشد شرفاء الأمة أن يناصروا إخوانهم وأن تعود أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى رشدها وأدعو كذلك جميع الدول الشريفة لإنقاذ السودان وأهله، فقد بلغ السيل الزُبى، وبلغت القلوب الحناجر وصحائف التاريخ تكتب ولن ترحم في عدم إنقاذ أرواح العزل المدنيين التي أزهقتها فصائل الدمار والخراب في السودان الحبيب.

تبًا لمن تعمد هذه الحروب الممنهجة في وقت ضاعت فيه أمة الإسلام والعروبة في شهواتها وملذاتها مع انفجار شلالات الدم في أقطارها وليبقَ التاريخ شاهداً على وهن الأمة واستسلامها وانقيادها لحزب الشيطان فقد أهلكت السودان وطُمست وأصبحت أرضاً ضائعة، كما ضاعت فلسطين من عشرات السنين، فهل من مُنقذ وهل من مخرج نستفيق معه من سبات عميق وظلام دامس، فعساه قريب.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هيئة مكافحة الفساد تنظم فعالية خطابية إحياءً للذكرى السنوية للصرخة

يمانيون/ صنعاء نظمّت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، اليوم، فعالية خطابية بالذكرى السنوية للصرخة للعام 1446هـ.

وفي الفعالية، أكد عضو الهيئة الدكتور حبيب الرميمة، أن الصرخة في وجه المستكبرين، موقف مبدئي، وفعل مقاومة يعبّر عن الرفض الكامل لهيمنة الظالمين، ولقبول واقعٍ يُفرض بالقوة والخداع.

وأوضح في الفعالية التي حضرها عضوا الهيئة المهندس حارث العمري والدكتورة مريم الجوفي والأمين العام أحمد عاطف، أن المستكبرين لا يخافون الصوت العالي بقدر ما يخافون من الصوت الواعي، لأنه سلاح أهم في وجه مشاريع السيطرة، والإعلام الموجَّه، والتزييف، بينما الصرخة الواعية تفضح، وتحرّك، وتلهم، وتُربّي جيلًا لا يقبل أن يكون تابعاً.

وأشار إلى أهمية إحياء ذكرى الصرخة، باعتبارها شعار كان وما يزال موقفاً وسلاحاً أثبت فاعليته في وجه قوى الاستكبار العالمي، وإعلاناً للبراءة من أعداء الله والأمة، ورفضاً لسياسة وجرائم أمريكا بحق الشعوب المستضعفة، ورداً عملياً على ما تقترفه أمريكا والكيان الصهيوني من أعمال قتل وانتهاكات في مختلف دول العالم.

ولفت الدكتور الرميمة، إلى أنه في وقت كان النظام السعودي يوم أمس يخنع لترامب، كان أبناء اليمن يضربون العدو الصهيوني بالصواريخ الفرط صوتية، تحت شعار الصرخة الذي أضاف عزة وكرامة واستقلال وحرية لليمن وشعبه.

فيما أكد الناشط الثقافي ضيف الله الجرادي، أن الصرخة أصبحت اليوم عالمية لأنها صوت الحق، مشيراً إلى أن الشعار جاء في وقت كانت الأمة تعيش في حالة ضعف وهوان.

وذكر أن الشهيد القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي، انطلق بهذا الشعار من منطلق المسؤولية أمام الله ومواجهة الظالمين والبراءة من أعداء الله، ووعيه بتحركات أمريكا واسرائيل في ظل معاناة الأمة وخضوعها وضعفها.

وأفاد الجرادي بأن الصرخة حققت أهدافاً كثيرة ومنها تحطيم جدار الصمت أمام قوى الاستكبار العالمي، وارتقت باليمن والأمة إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة أعدائها، وبنت واقعاً محصناً من الاختراق، وتحوّلت إلى صواريخ بالستية وفرط صوتية وطائرات مسيرة تدك معاقل الطاغوت الصهيوني، الأمريكي.

بدوره لفت الناشط الثقافي أسامة المحطوري، إلى أن الشهيد القائد أطلق الصرخة لمواجهة الفساد العالمي والأمريكي والإسرائيلي في وقت وصلت الأمة فيه إلى حالة من الخنوع، شكلت حينها الصرخة نقلة للأمة من حالة اللا موقف إلى حالة الموقف لمواجهة الأعداء.

وبين أن الصرخة حدت كثيراً من نفوذ وهيمنة أمريكا على العالم لأنها شعار مستوحى من القرآن الكريم وله أثر عظيم في نهوض الأمة وحريتها واستقلالها، ما يتطلب التهيئة لمواجهة الأعداء الذين تغيظهم هذه الصرخة ويستفزهم نهوض الأمة.

حضر الفعالية رؤساء الدوائر ومدراء العموم وموظفو وموظفات الهيئة.

مقالات مشابهة

  • هيئة مكافحة الفساد تنظم فعالية خطابية إحياءً للذكرى السنوية للصرخة
  • فعالية خطابية لهيئة مكافحة الفساد بذكرى الصرخة
  • علي جمعة: الإسلام علّم الإنسانية مبادئ الحرب الرحيمة
  • كيف نظم الإسلام سلوك المسلم في مجلسه مع الآخرين؟.. علي جمعة يوضح
  • من اليمن إلى فلسطين: المشروع القرآني يفرض معادلاته
  • مفتي الجمهورية: الأزهر الشّريف مصدر رائد في صناعة المجدّدين والمصلحين
  • مفتي الجمهورية: الأزهر مصدر رائد في صناعة المجدّدين والمصلحين
  • ثُمَّ شَقَّتْ هَدأةَ الليلِ رُصَاصة !!
  • ما هي أنواع الحج في الإسلام؟ اعرف كيفية أداء مناسكه
  • القبيلة اليمنية… قلعة الصمود وركيزة المشروع التحرري