تخصيص 2 مليون جنيه لتجهيز معمل الأنظمة المدمجة في كلية الذكاء الاصطناعي بسوهاج
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
أعلن رئيس جامعة سوهاج حسان النعماني، تخصيص 2 مليون و100 ألف جنيه لتجهيز معمل الأنظمة المدمجة وإنترنت الأشياء بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن إنشاء المعمل يأتي في إطار الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية بمجالات وعلوم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والذي يمثل أحد أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأضاف النعماني أن المعمل سيلعب دورا كبيرا في بناء القدرات وتقديم الاستشارات والحلول للمساهمة في إحداث التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، لذلك تسعى إدارة الجامعة جاهدة لتقديم كل أوجه الدعم الفني والمادي لخدمة العملية التعليمية، وتخريج جيل من الشباب الواعي والقادر على المشاركة بجدية في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعات ومؤسسات الدولة.
وأوضح الدكتور النميري علام عميد الكلية، أن معمل الأنظمة المدمجة وإنترنت الأشياء يعد إضافة قوية للجامعة بشكل عام وللكلية بشكل خاص، لأهميته البارزة في إكساب الطلاب مهارات جديدة في مجالات الحوسبة والمعلوماتية، وإعداد وتأهيل كوادر بشرية متميزة قادرة على التعامل مع تقنيات وأدوات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
تدريب على أساسيات إنترنت الأشياءوأشار الدكتور أحمد عبد الحكيم وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى أن المعمل يضم وحدة تدريب على أساسيات إنترنت الأشياء، ووحدة تدريبية على المعلوماتية الحيوية باستخدام إنترنت الأشياء، وأيضا وحدة أنظمة مدمجة للمعالجات الدقيقة، مضيفاً أن المعمل متخصص في تدريب طلاب الكلية على تحليل البيانات، وعملية التحكم عن بعد للأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى تدريبهم على تشغيل بعض الآلات عن طريق قراء البيانات اللازمة للتشغيل، وكذلك التحكم في عمليات الإضاءة وإنذار الحريق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة سوهاج سوهاج محافظة سوهاج الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.
يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.
لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟
يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.
أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.
يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.
من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.
يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.