ترامب يراهن على الرسوم الجمركية.. ويربح مؤقتاً رغم مخاوف الاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق إنجاز غير تقليدي: فرض رسوم جمركية مرتفعة على بعض من أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ومع ذلك قوبلت الاتفاقات التي تلتها بترحيب واسع، واعتُبرت بمثابة انتصارات سياسية واقتصادية.
ففي وقت لا تزال فيه الأسعار مرتفعة والتضخم يضغط على المستهلك الأمريكي، أقدم ترامب على واحدة من أجرأ خطواته منذ توليه الحكم: فرض ضرائب تاريخية على الواردات.
وبينما رفض عدد كبير من الاقتصاديين هذه السياسات، معتبرين أنها ستزيد التكاليف على الشركات والمستهلكين، نجح ترامب حتى الآن في قلب التوقعات لصالحه.
السر وراء ذلك وفقا لما كشفه موقع “سي إن إن” هو أسلوب تفاوضي يعتمد على التهديد بأقصى العواقب ثم التراجع عنها، ما يجعل أي اتفاق يُبرم بعد ذلك يبدو وكأنه انتصار.
فمثلًا، هدد ترامب بفرض تعرفة بنسبة 25% على الواردات اليابانية، لكن الاتفاق النهائي نص على نسبة 15% فقط — رغم أنها لا تزال أعلى من النسبة التي كانت مطبقة سابقًا (1.5%).
ويقول وزير الخزانة سكوت بيسنت: "لترامب دائمًا خطة، حتى وإن لم تكن واضحة دائمًا"، فيما أشار محللون إلى أن المستثمرين لا يهتمون كثيرًا بمستوى الرسوم بقدر اهتمامهم بوضوح الصورة وغياب الغموض.
وقد بدأت الأسواق الأميركية بالتعافي منذ أبريل الماضي، حين جمّد ترامب لمدة 90 يومًا تنفيذ رسوم "يوم التحرير" التي كانت قد أدت إلى هبوط حاد في الأسواق. كما استثنت الإدارة الأميركية الهواتف الذكية والإلكترونيات من الرسوم المفروضة على الصين، ما ساهم في تهدئة الأسواق. وفي منتصف مايو، تم التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع بكين خفض الرسوم الجمركية من 145% إلى 35%.
كما نجحت الإدارة في التوصل إلى اتفاقات مماثلة مع بريطانيا، واليابان، وعدد من الدول الآسيوية مثل إندونيسيا والفلبين.
واستخدم ترامب الرسوم الجمركية كأداة ضغط لفتح الأسواق أمام المنتجات الأميركية، من لحوم الأبقار إلى الأرز والسيارات.
مع ذلك، لا تزال الصورة بعيدة عن الحسم. إذ يُتوقع أن تفرض رسوم إضافية على عشرات الشركاء التجاريين خلال الأيام المقبلة، كما يلمح ترامب إلى رفع التعرفة العامة من 10% إلى 15% أو 20%.
وحتى الآن، لا تزال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي متعثرة، ما ينذر باحتمال تصعيد متبادل.
ويتخوف مراقبون من أن استمرار هذه السياسات قد ينهك الاقتصاد الأميركي مع بدء نفاد المخزون المستورد قبل فرض الرسوم.
وفيما بدأت مؤشرات التضخم بالارتفاع، لا تزال ثقة المستهلك دون مستوياتها الطبيعية، وسوق العمل بدأ يُظهر بعض علامات الضعف، بينما يواصل الدولار الأميركي الهبوط بشكل حاد.
بالمحصلة، يظهر ترامب اليوم في موقع المنتصر، لكنه انتصار لا يخلو من الهشاشة، وقد يتحول بسرعة إلى أزمة إذا تعثرت الأسواق أو تصاعدت الردود التجارية المضادة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة الأسواق الأميركية الرسوم الجمركية الرسوم الجمرکیة لا تزال
إقرأ أيضاً:
ترامب يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على الشاحنات الثقيلة بدءاً من نوفمبر
تأتي هذه الخطوة في إطار حملة حمائية أوسع تعتمد نهجاً جديداً يفرض الرسوم وفقاً للبلد أو المنطقة التي تنشأ منها البضائع، بدلاً من التركيز على طبيعة المنتجات. اعلان
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منشور على منصته "تروث سوشيال"، عن رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على الشاحنات الثقيلة المستوردة إلى الولايات المتحدة، تدخل حيز التنفيذ في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.
فيما عزا البيت الأبيض القرار إلى مسائل تتعلق "بالأمن القومي" ودعم الصناعة المحلية، لا سيما شركات تصنيع الشاحنات الأمريكية مثل بيتربيلت وكينورث وفريتلاينر وماك تراكس.
حزمة رسوم جمركية واسعة النطاقفي 26 أيلول/سبتمبر، أعلن ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية العقابية تستهدف مجموعة واسعة من السلع المستوردة، تشمل فرض رسوم بنسبة 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية، و25% على الشاحنات الثقيلة، و50% على خزائن المطابخ والحمامات، و30% على الأثاث المنجد. وجميع هذه الرسوم مقررة للدخول حيز التنفيذ بين الأول من تشرين الأول وأوائل تشرين الثاني.
وتأتي هذه الخطوة في إطار حملة حمائية أوسع تعتمد نهجاً جديداً يفرض الرسوم وفقاً للبلد أو المنطقة التي تنشأ منها البضائع، بدلاً من التركيز على طبيعة المنتجات.
إلى جانب ذلك، فرض ترامب رسوماً جمركية قطاعية على سلع محددة مثل السيارات والصلب والألمنيوم والنحاس، مستنداً في ذلك إلى أسس قانونية مختلفة عن تلك المستخدمة في الرسوم الجغرافية.
Related "صناعتنا السينمائية سُرقت من دول أخرى".. ترامب يتوعد بفرض رسوم 100% على الأفلام المنتجة في الخارجروما تناشد بروكسل لإقناع واشنطن بالتراجع عن فرض رسوم ضخمة على المعكرونةترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من الهند اعتبارًا من الأول من أغسطس تحديات قانونية وانتظار قرار المحكمة العلياإلا أن قانونية الرسوم الجمركية الجغرافية لم تُثبت بعد، إذ من المتوقع أن تصدر المحكمة العليا الأمريكية قرارها في هذا الشأن مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، بعد أن قضت محكمة اتحادية بعدم قانونية العديد من الضرائب التي أعلنها الرئيس في هذا السياق.
ويُنظر إلى هذه الإجراءات الجديدة على أنها جزء من تحول في أسلوب إدارة ترامب، الذي يسعى إلى اعتماد تدابير قانونية أكثر متانة عند اتخاذ إجراءات تتعلق بالرسوم الجمركية، في ظل المخاطر المرتبطة بالقضية المطروحة أمام المحكمة العليا بشأن قانونية رسومه الجمركية العالمية الشاملة.
توترات تجارية وردود فعل دوليةويثير تطبيق الرسوم الجديدة تساؤلات حول توافقها مع الاتفاقيات التجارية القائمة، لا سيما اتفاقية الولايات المتحدة مع كندا والمكسيك ، وكذلك الاتفاق الذي تم الإعلان عنه صيف هذا العام مع الاتحاد الأوروبي.
وبحسب وكالة رويترز، ولم يُشر إعلان ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" إلى ما إذا كانت الرسوم الجديدة ستطبق بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المفروضة على أساس جغرافي. غير أن الاتفاقيات التجارية التي أبرمت مؤخراً مع اليابان والاتحاد الأوروبي وبريطانيا تتضمّن أحكاماً تضع حداً أقصى للرسوم الجمركية على منتجات محددة مثل الأدوية.
ووصفت أستراليا الإجراءات الجديدة بأنها "غير عادلة" و"غير مبررة"، بينما أعلنت طوكيو أنها لا تزال تدرس التأثير المحتمل لهذه الخطوات.
تداعيات اقتصاديةوفي أعقاب إعلان الحزمة في نهاية أيلول/سبتمبر، انخفضت أسهم شركات الأدوية في جميع أنحاء آسيا، إذ تراجع سهم شركة سي.إس.إل الأسترالية إلى أدنى مستوياته في ست سنوات، وهبط سهم سوميتومو فارما اليابانية بأكثر من 3%، كما نزل مؤشرا قطاع الأدوية في هونغ كونغ والهند بأكثر من 1%.
وانخفض أيضاً مؤشر يتتبع شركات صناعة الأثاث المدرجة في الصين بنحو 1%. ويشير مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أن الرسوم الجمركية المتزايدة تسهم في رفع تكاليف المستهلكين داخل الولايات المتحدة وتلقي بظلالها على النمو الاقتصادي العالمي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة