موكب مهيب وفرق فنية وهدايا قيّمة.. عرس أسطوري لكفيف جزائري أراد أبناء مدينته إبهاجه
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
في مشهد مهيب مليء بمظاهر البهجة والسرور وأجواء غير اعتيادية، شارك أهالي مدينة جزائرية شابا كفيف البصر، مراسم زفافه، في حالة فريدة من التضامن والدعم، أثارت إعجابا واسعا بمواقع التواصل.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور قيام حشود غفيرة من أهالي ولاية خنشلة الجزائرية، بحمل الشاب الكفيف شمس الدين قادة، والملقب بين أصحابه باسم "موكا" على الأكتاف في احتفاء وابتهاج كبيرين.
وبدأت القصة التي رصدها برنامج شبكات في حلقته بتاريخ (2023/7/18)، حين قام أحد أصدقاء موكا بنشر مناشدة في صفحة المدينة مرفقة بصورة الشاب الكفيف يقول فيها "صديقنا موكا لي فالصورة (الذي في الصورة) يوم السبت 15 جويلية (يوليو/تموز) العرس تاعو (في عرسه)، وما لقاش لي (ولم يجد من) يمشي معاه (معه) فالكورتاج (في الموكب)، مع العلم أن ما يشوفش (أنه لا يرى)".
وتابع صديق موكا في منشوره: "الكورتاج (الموكب) من طريق العيزار للبلدية، ونرجعو (ونرجع) للدار لي يدير (التي يقام) فيها العرس، لي يحتاج يعاونو (الذي يريد مساعدته) يراسلني نفرحو الزوالي (نفرّح هذا الفقير)".
وظهر المشهد بعدها وكأن جميع أهالي المدينة أرادوا جبر خاطر موكا، حيث شارك الآلاف منهم في فقرات حفل الزفاف، وتضمن ذلك مشاركة فرق موسيقية، وتقديم عروض تقليدية، كما شكلت له سيارات موكبا أسطوريا.
موكا الذي كان يريد فقط مشاركة لعدد من الشباب يساعدونه في موكب عرسه، فوجئ بكرم الحاضرين، حيث حصل على العديد من الهدايا، ومنها بدلة عرسه التي قدمها له أحد محلات المدينة.
تفاعل واسعوحظي ما قام به أهالي خنشلة بتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن ذلك ما غرد به دايب داقير الذي كتب "الخناشلة وجودهم وكرمهم لابنهم وأخيهم.. زواج مكفوف لكنه عوض بعيون أحبته الخناشلة.. تحيا خنشلة وناس خنشلة".
فيما أثنى مغردون على ما قام به أهالي المدينة باعتباره طبعا جزائريا أصيلا ومن ذلك ما غرد به يبتا ويسي "تضامن الجزائريين مع بعضهم مَثل يقتدى به لا مثيل له في العالم.. عقلية الجزائري فريدة من نوعها".
كذلك كتب حساب "مشتاق للحبايب" في السياق ذاته: "الوفاء متجذر في الشعب الجزائري الأصيل.. وجبر خاطر مؤمن وفقير ومعتر له ألف معنى ومعنى.. هنيئا لهما وبارك الله لهما وعليهما"، فيما قال محمد الشهري، إن العريس "يستاهل (يستحق) الجميل" مضيفا، "والله لو كنت بالجزائر الحبيبة كنت أول الحضور".
أما مومو إياد فغردت: "بالنسبة للحركة التضامنية والإنسانية بالخصوص من قبل الجزائريين، فهذا ليس بالجديد، فهم دائما ما يبهرون بوقفتهم الاجتماعية لإخوانهم الذين في حاجة لهم.. الأخذ بالخاطر من شيم أبناء الأصول".
سعادة العريس "موكا" بالفزعة التي شهدها من الناس لا توصف، حسبما علق به عند سؤاله عن شعوره لما حدث له في عرسه، حيث قال "إحساس يستحيل التعبير عنه، فلا مجاز حتى يمكن أن يصف إحساسي.. والهدايا وإن كان بعضها بسيطا إلا أنها كانت قيّمة بالنسبة لي.. وبارك الله في من حضر".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جدارية فنية جديدة من التراث السوري تزين مدينة نوى بريف درعا
درعا-سانا
أنجزت الفعاليات المحلية في مدينة نوى بريف درعا الغربي، جدارية فنية جديدة تتوسط المدينة ضمن حملة (بكرا أحلى)، والتي تهدف إلى تجميل الشوارع والساحات العامة على مراحل متتالية.
المهندس محمد العمارين منسق مبادرة (بكرا أحلى) أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن هذه الجدارية ليست مجرد لوحة تزين أحد الجدران، بل رسالة أمل تعبر عن إرادة أبناء المدينة في بناء واقع أجمل وأكثر إشراقاً، مشيراً إلى أن العمل جار اتوسيع نطاق الحملة بالتعاون مع الفعاليات الأهلية لتشمل أحياء وشوارع إضافية فيها.
وذكر العمارين أن فكرة الجدارية تعود إلى الفنانة التشكيلية نازك دبو ابنة مدينة نوى، والتي طرحت تصميماً يجسد التراث السوري القديم، حيث تضم اللوحة مشاهد من فنون العمارة التقليدية إلى جانب رموز من التراث المحلي، مثل الدلة والمهباج ما يعكس هوية المدينة وعراقتها.
وبين العمارين أن تنفيذ العمل كان تطوعياً بالكامل من قبل أعضاء المبادرة، واستغرق شهر ونصف الشهر، مؤكدا أن هذه المبادرات تهدف إلى تحسين الصورة الجمالية والحضارية للمدينة وجعلها بيئة أكثر راحة وجاذبية للمواطنين والزوار على حد سواء.
يذكر أن حملة (بكرا أحلى) أطلقها ناشطون من أبناء مدينة نوى، ونَفذت منذ تأسيسها سلسلة أنشطة خدمية وتجميلية شملت زراعة نحو 1500 شجرة متنوعة، إلى جانب تزيين جدران الشوارع العامة بلوحات فنية تعبر عن هوية نوى الثقافية والتراثية.
تابعوا أخبار سانا على