سماح أبوبكر عزت: زيارة أجنحة المعرض تحولت إلى تقليد سنوى للأسر المصرية
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قالت الكاتبة سماح أبوبكر عزت إنّ هناك اهتماماً كبيراً من القيادة السياسية بملف الطفل من منطلق تنمية الأسرة وبناء الإنسان المصرى، مؤكدة أن معرض الكتاب أصبح تقليداً سنوياً لدى الأسر المصرية، وفرصة لجمع شملهم والتشارك في نشاط واحد من خلال زيارة المعرض.
وأكدت، خلال حوارها لـ«الوطن»، أن لقاءات واجتماعات الأسر المصرية باتت نادرة بسبب انشغال كل فرد بأنشطة الحياة، أو حتى الانشغال بتصفح وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها.
* كيف ترين علاقة الأسرة بمعرض الكتاب؟
- معرض الكتاب فرصة لجمع شمل الأسرة والتشارك في نشاط واحد من خلال زيارة المعرض التي أصبحت تقليداً سنوياً لدى الأسر المصرية، وخلال زياراتي للمعرض رصدت مشاهد تجمع أفراد الأسرة الواحدة، والتشاور حول شراء عناوين معينة من الكتب، ومن هنا فالمعرض يخلق حالة من التلاحم الأسرى، فضلاً عن ارتباطه بالترفيه، خصوصاً بعد نقله إلى التجمع الخامس ومشاهدة الفقرات الفنية والأنشطة والمسابقات، وبالتالى يقدم المعرض حالة من التنفيس عن الزوار بعد انتهاء الامتحان والمذاكرة، خصوصاً مع إتاحة الكتب بأسعار مخفضة في العديد من الأجنحة.
* ما رأيك في تخصيص معرض لكتاب الطفل؟
- عودة معرض كتاب الطفل ضرورة، لأنه يجعل الطفل يشعر بالخصوصية والاهتمام به، ومصر كانت من أوائل الدول التي نظمت معرض الكتاب للأطفال وارتبط في السابق بأعياد الطفولة، وأتمنى أن يكون لدينا معرض كتاب إضافي للأطفال في وقت آخر من أجل إتاحة الفرصة لمشاركة عدد كبير من الناشرين وبالتالى عرض الإصدارات والأنشطة.
سماح: والدى الفنان أبوبكر عزت كان شغوفاً بالقراءة ويقرأ بتركيز شديد.. ويعقوب الشارونى نذَر حياته للكتابة للطفل* كيف كانت علاقتك بمعرض الكتاب بحكم نشأتك في أسرة تهتم بالثقافة والفنون؟
- كان للكتاب دور مهم في حياتنا، خاصة أن والدى الفنان أبوبكر عزت كان شغوفاً بالقراءة ويقرأ بتركيز شديد جداً، ووالدتى الكاتبة كوثر هيكل اهتمت بالكتابة والقراءة، فضلاً عن أن القراءة كانت عادة يومية لها، بل كانت القراءة ومناقشة الكتب من الأمور التي قرّبت بينهما، من بعد تعارفهما في التليفزيون المصرى، وحتى قبل الارتباط الرسمى بينهما، ونشأتُ في تلك الأجواء، ووجدتُ الكتب من حولى في كل مكان داخل المنزل، وكأنها من أفراد البيت، ولذلك شكّل معرض الكتاب والرحلات إليه بهجة كبيرة، وخلال دراستي في مدرسة الراهبات كانت المدرسة حريصة على تنظيم رحلات إلى معرض الكتاب، وبالمناسبة مدرسة الراهبات حريصة على اتباع هذا التقليد إلى الآن من منطلق الاهتمام بالناحية الثقافية للطالبات، وأحرص أيضاً على تنسيق لقاء خلال أيام عملى في المعرض لطالبات المدرسة.
* ما رأيك في اختيار يعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل؟
- خطوة رائعة واختيار مستحق، فهو رائد أدب الأطفال ليس في مصر وحدها ولكن في المنطقة العربية بأكملها، فقد نذر حياته للكتابة للطفل وتقديم ندوات وورش حكى للأطفال، وكان لديه القدرة على إدارة الحوار بجاذبية مع الصغار، وكان دائم التشجيع لى بمنتهى الحب.
* كيف ترين مظاهر الاهتمام بالطفل في المعرض؟
- قال أينشتاين: «لا تنقصنا المعرفة ولكن ينقصنا الخيال»، ومن هنا تأتى أهمية القراءة للطفل، فالقراءة من شأنها أن توسع وتحفز خيال الأطفال والإنسان عموماً، فالخيال هو المحرك للعقل واكتشاف وتحقيق أى تقدم في مختلف المجالات، وهناك العديد من الأمثلة، دافنشي رسم الغواصة في القرن السابع عشر قبل اختراعها، أى أن الخيال ملهم للواقع والاكتشافات الجديدة، ومحفز الخيال هو القصة، ومن هنا تأتى أهمية القراءة وتردد الأطفال على معرض الكتاب، لأن القراءة تنمى شخصية الطفل، والقيادة السياسية حالياً تولى اهتماماً بتنمية الأسرة المصرية، وتنمية الأسرة تبدأ من تنمية الطفل.
جائزة الدولة للمبدع الصغير تهتم بالأدب والفنون والابتكارات وتستهدف اكتشاف المواهب ورعايتها* ما أبرز مظاهر اهتمام الدولة بالأطفال؟
- لعل أبرز هذه المظاهر إطلاق جائزة الدولة للمبدع الصغير، والتي تهتم بعدة مجالات، سواء الأدب أو الفنون أو الابتكارات، وتستهدف اكتشاف المواهب ورعايتها في مختلف المجالات، ومن الجميل في الجائزة استمرار رعاية الفائزين بعد إعلان الفوز، وفي مجال الكتابة يتم طباعة الأعمال الفائزة، والجائزة محفزة للمواهب، وبحكم أنى عضو في اللجنة العليا التقيت العديد من المواهب المبهرة، خصوصاً في الأقاليم، وهؤلاء الأطفال لديهم رغبة في إثبات الذات، والأطفال في الأقاليم لديهم طموحات وأحلام عريضة، أذكر أحد الأولاد قال لى: «عايز أكون زى زاهى حواس لما أكبر».
* ما الفعاليات المصاحبة لمعرض كتب الطفل؟
- هناك الكثير من الأنشطة المتنوعة للأطفال في معرض الكتاب، سواء في جناح الطفل أو قصور الثقافة وجناح «حياة كريمة»، وتُقدَّم هذه الأنشطة بمشاركة العديد من الكُتاب، وهى فرصة طيبة للتفاعل بين الكُتاب والأطفال، وتسهم في مداومة الأطفال على زيارة المعرض، وقد شاركت في ندوة عن «الطفل والأدب» إلى جانب ورشة دمج مع الأطفال ذوى الإعاقة وكانت ورشة تفاعلية فيها حكى ورسم وتلوين، وأسعدنى التفاعل مع الأطفال.
* ما رأيك في الأعمال المقدمة للطفل في الفترة الحالية؟
- هناك العديد من الأعمال الرائعة، وفي المقابل هناك أعمال تُكتب من أجل الجوائز، وعموماً الطفل يحب قراءة الأعمال التي تمس حياته وتخاطبه بلغته دون تعالٍ أو استخفاف بعقليته.
* على أي أسس يتم تقييم الكتابة للطفل؟
- الكتابة للطفل تحتاج إلى تسليط الضوء عليها نقدياً من أجل تقييمها لأنها تفتقر إلى المعايير والضوابط، وأحياناً لا تؤخذ على محمل الجد، في الخارج هناك اهتمام كبير بالكتابة للطفل ونقد هذه الأعمال وعقد النقاشات حولها ومن بينها الفعاليات المخصصة لمناقشة الكتابة للطفل في معرض بولونيا.
* كيف تواكبين تطور عقليات الأطفال؟
- أنا من أكثر الكُتاب حرصاً على الوجود بين الأطفال طوال الوقت، سواء في المدارس الدولية وغيرها، أو من خلال عملى مع مبادرة «حياة كريمة»، في الأقاليم، وأحرص على الاستماع للأطفال بشكل خاص من أجل ملامسة أحلامهم وأفكارهم ومشكلاتهم وتقديم معالجات مناسبة في الأعمال المقدمة لهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب الثقافة وزارة الثقافة الکتابة للطفل معرض الکتاب العدید من من أجل
إقرأ أيضاً:
“كرة القدم”.. معرض فوتوغرافي في أسبوع القاهرة للصورة يحتفي بجوهر اللعبة
القاهرة - الوكالات
في أحد الفناءات النابضة بالحياة في موقع وسط القاهرة، يدعو معرض “كرة القدم” الزوّار إلى الدخول في عالم اللعبة الحقيقي: الشوارع، حيث تعيش كرة القدم بروحها الخام وغير المفلترة.
يُعرض هذا المعرض كجزء من فعاليات “أسبوع القاهرة للصورة”، وهو مساهمة فخورة في برنامج يحتفي بالإبداع في المنطقة. بتنظيم من Digitent World وMiddle East Archive، مع عرض خاص للمصورة الضيفة أمينة زاهر، يجمع المعرض أرشيفًا بصريًا غنيًا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إلى جانب بورتريهات مؤثرة للاعبين دوليين بعدسة زاهر. وتشكّل هذه الأعمال معًا قصة واحدة وقوية — كيف تتجاوز كرة القدم الحدود والخلفيات واللغات لتوحّدنا جميعًا.
هنا، تتحول الجدران الخرسانية إلى لوحات فنية، ويُعيد الجرافيتي إحياء أمثال شعبية نعرفها جميعًا، وتعلّق القمصان في الهواء كأعلام لانتصارات منسية. وفي القلب، تقف كرة قدم مجسّمة وعاكسة كتمثال يكرّم كل طفل ركل الكرة في زقاق، حالمًا بشيء أعظم.
وتقول مروة أبو ليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة فوتوبيا: "حاولنا في دورة هذا العام من أسبوع القاهرة للصورة الوصول إلى جماهير أكبر، وتقديم توثيق بصري من خلال الصورة للموضوعات المهمة لقطاع عريض من الناس وبالطبع الرياضة- خاصة كرة القدم هي واحدة من هذه الموضوعات والتي تلتقط فيها عدسة الكاميرا لحظات لا تنسى لبدايات من الطموح والأمل في الشوارع قبل أضواء الملاعب والجمهور الصاخب، ففي الشوارع تبدأ الأحلام، وتسجل الكاميرا لقطات تؤكد الإيمان بأن كل شيء ممكن، وهو ما نؤكد عليه أيضا من خلال الاحتفاء بأبطال من الأطفال والشباب بدون مأوى استطاعوا تحقيق إنجازات عظيمة ويستحقون أن يحصلوا على فرصة للاحتفال بهم".
ويقول كريم حسني المؤسس المشارك ل"NAFAS": "نؤمن بقوة الرياضة، ومن الرائع أن يُساهم معرض "كرة القدم" في نشر الوعي حول بدايات وأهمية كرة قدم الشوارع في مصر من خلال ربط الرياضة بالفن في حدث يتم في قلب القاهرة".
تقول جيسي عبد الله، الشريكة المؤسسة والمستشارة الإبداعية في Digitent World:
“هذا المعرض يدور حول المكان الذي تبدأ فيه كل الحكاية. قبل الملاعب والأضواء، كانت كرة القدم دومًا ملكًا للشوارع. هناك نقع في حب اللعبة، وهناك يكون الجميع جزءًا منها، وهناك تكون الأرض متاحة للجميع.”
وقد تم إحياء هذا المعرض الغامر من خلال التعاون الإبداعي مع شركائنا في تصميم الفضاء Morph، الذين ساعدوا في تحويل المكان إلى رحلة تستعرض الجذور الثقافية والعاطفية لكرة القدم.
يقام المعرض من 8 إلى 18 مايو 2025، في 37 شارع طلعت حرب، وسط البلد، القاهرة.
“كرة القدم” ليس مجرد احتفاء بالرياضة، بل هو تذكير ببداياتها المتواضعة، وبقوتها في جمع الناس، ومكانتها في القصص اليومية لمنطقتنا.
نحن فخورون بأن نكون جزءًا من أسبوع القاهرة للصورة، وأن نقف إلى جانب معارض تستمر في تشكيل والاحتفاء بمشهد القاهرة الإبداعي النابض