اكتشاف "مسلات" غريبة تشبه الفيروسات في أمعاء الإنسان وفمه
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قد يكون لدينا فهم كافٍ لجسم الإنسان، حيث أننا اخترعنا الأسبرين وقمنا بتسلسل الجينوم، لكن الباحثين ما زالوا يكتشفون أشياء جديدة عن الإنسان العاقل المتواضع طوال الوقت. مثال على ذلك؟ اكتشف العلماء للتو كيانًا لم يكن معروفًا من قبل يتدلى في أمعاء الإنسان وفمه. ويطلق الباحثون على هذه الهياكل الشبيهة بالفيروسات اسم "المسلات"، بسبب شكلها المجهري المفترض.
تتكاثر هذه الكيانات مثل الفيروسات، ولكنها أصغر وأبسط بكثير. نظرًا لصغر حجمها، فإنها تندرج ضمن فئة "أشباه الفيروسات"، والتي عادةً ما تكون RNAs مفردة الجديلة بدون غلاف بروتيني. ومع ذلك، فإن معظم الفيروسات الفيروسية هي عوامل معدية تسبب المرض، ولا يبدو أن هذا هو الحال مع هذه المسلات الصغيرة، وفقًا لما أوردته Live Science.
فلماذا هم داخلنا وماذا يفعلون؟ هذا هو السؤال الكبير. لدى المكتشفين في جامعة ستانفورد وجامعة تورنتو والجامعة التقنية في فالنسيا بعض النظريات. وقد تؤثر على نشاط الجينات داخل الميكروبيوم البشري، على الرغم من أنها تتواجد أيضًا في الفم. ولتحقيق هذه الغاية، تم العثور عليها باستخدام البكتيريا الشائعة الموجودة في الفم Streptococcus sanguinis كمضيف. ويُقترح أن هذه الفيروسات الفيروسية تصيب بكتيريا مختلفة في الفم والأمعاء، على الرغم من أننا لا نعرف السبب.
يبدو أن بعض المسلات تحتوي على تعليمات للإنزيمات المطلوبة للتكاثر، لذلك تبدو أكثر تعقيدًا من الفيروسات الفيروسية العادية، كما يشير العلم. على أية حال، كان هناك جدل حول "الدجاجة والبيضة" يدور منذ سنوات حول ما إذا كانت الفيروسات قد تطورت من أشباه الفيروسات أو ما إذا كانت أشباه الفيروسات قد تطورت بالفعل من فيروسات، لذا فإن المزيد من الدراسة يمكن أن تنهي هذه الحجة أخيرًا.
في حين أننا لا نعرف بالضبط ما تفعله تسلسلات المسلة هذه، فقد اكتشف العلماء مدى انتشارها في أجسامنا. تم العثور على هذه التسلسلات في حوالي سبعة بالمائة من بكتيريا الأمعاء البشرية و50 بالمائة من بكتيريا الفم. تتميز الهياكل القائمة على القناة الهضمية أيضًا بتسلسل RNA مميز عند مقارنتها بالمسلات الموجودة في الفم. وقد دفع هذا التنوع الباحثين إلى الإعلان عن أنهم "يتكونون من فئة من الحمض النووي الريبوزي (RNA) المتنوعة التي استعمرت الميكروبيوم البشري والعالمي ولم يلاحظها أحد".
وقال سيمون رو، عالم الأحياء الحسابي من معهد الجينوم المشترك التابع لوزارة الطاقة في مختبر لورانس بيركلي الوطني، لمجلة ساينس: "أعتقد أن هذا مؤشر آخر واضح على أننا مازلنا نستكشف حدود هذا الكون الفيروسي".
وأضاف مارك بايفر، عالم الأحياء الخلوي والتطوري في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل: "إنه أمر جنوني". "كلما نظرنا أكثر، كلما رأينا أشياء أكثر جنونًا."
وبالحديث عن الطب الحدودي، قام العلماء مؤخرًا بإنشاء بكتيريا مخصصة للكشف عن الخلايا السرطانية والزرعات البيومترية التي تكتشف رفض الأعضاء بعد جراحة الاستبدال. قد يكون جسم الإنسان شاسعًا وغامضًا مثل المحيط، أو حتى الفضاء، لكننا نحل ألغازه ببطء (ببطء شديد).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی الفم
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام في بيرو
ليما "أ.ف.ب": عثر عمال كانوا يحفرون في أحد شوارع ليما لتركيب أنابيب غاز على مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وفق ما أعلنت الشركة المسؤولة عن الاكتشاف.
واكتُشِفَت المومياء في أثناء تنفيذ موظفي شركة "كاليدا" لتوزيع الغاز حفريات في أحد شوارع منطقة بوينتي بيدرا الشعبي شمال العاصمة البيروفية.
وقال عالم الآثار خيسوس باهاموندي لوكالة فرانس برس: "عثرنا على كفن دفن لشخصية في مقبرة عمرها أكثر من ألف عام". وكانت الجثة في وضعية الجلوس، وذراعاها وساقاها مطويتان، ووجهها متجه نحو الشمال.
تعود المومياء التي اكتُشفت الأسبوع الفائت إلى جانب قطع فخارية إلى ثقافة تشانكاي في حقبة ما قبل الإنكا، والتي استوطنت معظم وديان ليما بين القرن الحادي عشر ومطلع القرن الخامس عشر.
وأوضح عالم الآثار خوسيه بابلو ألياغا أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في كونه يُظهر أن للعاصمة ليما "تاريخا أبعد" مما كان يُعتقد، ملاحظا أنها "كانت أيضا منطقةً مأهولة بثقافات ما قبل الحقبة الإسبانية، بثقافات تمتد آلاف السنين".
وأفاد باهاموندي أن الاكتشاف حصل في "مقبرة كبيرة تعود إلى ما قبل الحقبة الإسبانية". ومن بين الأشياء التي وُضعت كقرابين في المقابر، عُثر على عدد من القطع الفخارية الحمراء والسوداء.
وتضمّ ليما التي يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين نسمة أكثر من 500 موقع أثري، من بينها عشرات الـ"هواكاس" أي المقابر التي بناها سكان ما قبل الحقبة الإسبانية، ومعظمها من الطوب الطيني.
ومنذ أن بدأت شركة "كاليدا" عملياتها في ليما عام 2004، سجلت أكثر من 2200 اكتشاف أثري على نحو عرضي.