لجريدة عمان:
2025-07-05@13:39:53 GMT

البيروقراطية المعطلة لصالح الإبادة

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

إنه الجمعة، يمنعني الترقُّب من مواصلة النوم. لا أحتاج القهوة للتنبُّه هذا الصباح، إلا أنني أجد يدي دون تفكير، تضع الملعقة والملعقتين قبل إضافة الماء للركوة. ما تزال أمامي ساعات قبل أن يبدأ بث الجلسة. أقرأ المقالات التي تتنبأ بالحكم، أُشاهد تقارير قصيرة حول حصيلة اليوم السابق، أضع الهاتف جانبا.

توصينا مدونات الصحة بأن نتحاشى هواتفنا خلال الساعات الأولى من استيقاظنا؛ حتى لا نُشجع السلوك القهري والإدماني على الهاتف.

غير أن هذا يُشعرنا بأننا نخذل، ونُسلّم، ونتشاغل عن أداء واجبنا الإنساني. وفي الليالي التي نُقرر أن نفصل فيها، ننهض اليوم التالي على شعور بأنها كانت الليلة الأسوأ على غزة.

لم يبقَ كثيرون حولي ممن يؤمنون بالمؤسسات العالمية الحقوقية والإنسانية. كثيرون صاروا لا يرونها إلا باعتبارها أداة في يد القوى الإمبريالية، تُبرر لها، وترعى مصالحها. لكن -جزء مني على الأقل- لا يرضى بإلقاء الرضيع، في محاولة التخلص من ماء حمامه- كما يذهب المثل.

لكني أتساءل إن كانت أي جهود ستكفي بعد لترميم الثقة بين إنسان الجنوب العالمي، والمؤسسات العالمية. يُمكننا أن نُجادل -ليوم المجادلة- حول أن مفاهيم حقوق الإنسان تستحق الإيمان بها، مهما أُسيء تطبيقها وتفسيرها واستغلالها. وأن الجهد يجب أن يذهب في سبيل محاربة سوء التطبيق هذا، عوض النيل الإطار النظري الذي بُنيت عليه، والتشكيك في نوايا تطويره بالأساس. إلا أن شرخ الثقة من العمق بحيث لم يعد ممكنا ردمه، كما يبدو. فوق هذا لا يبدو أن ثمة من يُشغل بالثقة الضائعة، أو كيف يتم إعادة بنائها.

إنه الجمعة، يوم تاريخي، وإن لم يكن بالتاريخية المرتجاة. يتصادف -يا سبحان الله- مع كشف إسرائيل عن اضطلاع بعض موظفي الأونروا في هجمات السابع من أكتوبر. لا يحتاج الأمر لذكاء، لنرى ما يرجوه الكيان من هذه الخطوة. أولا، النيل -بطريقة ما- من المؤسسة التي أدانته (لكون محكمة العدل الدولية، والأونروا تابعتين للأمم المتحدة). وثانيا والأهم-، لهذه الخطوة سوابق في محاولة تعطيل عمل وإلغاء مؤسسة الأونروا؛ لأنها شهادة حية على التهجير خلال النكبة الفلسطينية الأولى.

والآن لنتوقف لحظة ونتساءل على سبيل الجدل: ماذا لو كانت ادعاءات الاحتلال صحيحة؟ (هذا بالطبع دون التحدث عن حق الفلسطينيين في المقاومة، وكون المليشيات المسلحة جزءا لا يتجزأ من فعل المقاومة) أعني، هل عنى في يوم من الأيام (ولو أن التشبيه ظالم) فساد بعض القضاة نقض مفهوم مؤسسات العدل؟ لم لا يؤخذ الكل بجرم البعض، إلا في حالة الغزاويين!

لا يفاجئنا موضوع قطع التمويل عن الأونروا (لطالما كانت محل استهداف الجيش الإسرائيلي، وخفض الدعم الأمريكي لها كان في الحسبان سابقا) بقدر ما تفاجئنا السرعة الخاطفة التي اختار فيها أهم الممولين ذلك. إذ أن القرار لم يتطلب سوى أيام، ساعات في بعض الحالات. يتوقع المرء أن يُجرى تحقيق حيادي يفصل في صحة الادعاءات قبل اتخاذ قرار يمس حياة الآلاف. قرار يرقى لأن يكون مساهمة في الإبادة. كل من يعيش هنا «تطلع عينه» من بيروقراطية مؤسسات الدولة الألمانية. ثمة إيمان بأن تعقيد عملية اتخاذ القرار يحمينا جميعا من الطامحين في سلطة مطلقة. أسأل نفسي اليوم إن كانت ألمانيا نجحت -كما تظن- في ذلك. أم أن بيروقراطيتها موجهة ضد البعض.

ثم، كيف وصل الشمال العالمي إلى مرحلة تُعتبر فيها دولة (أي دولة، دعك من كونها دولة احتلال، تنشر تقريرًا يتهم الشعب الذي تحتله) أكثر مصداقية من الأمم المتحدة؟ ما يجعلنا نُفكر.. لحظة.. هل يفقد الغرب أيضا ثقته في المؤسسات الدولية التي سخرها لمصالحه لوقت طويل!

أما اليوم، فها هي الصحف تتحدث عن احتمالية ارتباط حوالي 10٪ من موظفي الأونروا بميليشيات فلسطينية مسلحة (بالمقاومة بمعنى آخر) حسب تقرير الوول ستريت جورنال. وبناءً على هذا تدعي أن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، معتمدة على تقارير هيئات على صلة بحماس.

هذا التسفيه بحقوق البشر القضايا العادلة، وبذل أي ثمن لقاء ذلك، حتى وإن كان يُهدد الثقة بالمؤسسات الدولية، يجعلنا نفكر أن ما من وسيلة لمجابهة نظام كهذا عدا خلق قوة مضادة عبر مؤسسات بديلة تنضوي تحتها الدول المعادية للقوى المهيمنة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة

دمشق-سانا

أكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية التي أُطلقت اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة.

وقال الرئيس الشرع في كلمة خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة في قصر الشعب بدمشق: إنه “في يوم من الأيام وفي غابر الزمان، ولدت حكاية مدينة اجتمع فيها معشر من الناس، يُقال إن سيرة أوائل الخلق بدأت فيها، وتكاثر الناس، ولكثرتهم بدأت البشرية تحتاج إلى بناء السلوك المنضبط، زرعوا وصنعوا وبنوها، وهكذا حتى بنوا أول عاصمة عرفتها البشرية، إنها دمشق”.

وأضاف: إنه “من يستعرض التاريخ يجد أن الشام بداية حكاية الدنيا ومنتهاها، ويتبين له أن ما عشناه في زمن النظام البائد أذلّ حقبة في تاريخ الشام”.

وتابع الرئيس الشرع: “أيها الشعب السوري إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وأن زمان نهضتكم قد حان، ودماءكم لم تذهب سدى، عذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وأن هجرتكم قد انقطعت وسجونكم قد حُلت وأن الصبر أورثكم النصر”.

وأشار إلى أن “احتفال اليوم عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح، تستمد منه القوة والعزم والسرعة والاتقان والابتكار في الأداء”.

وأوضح الرئيس الشرع أن “الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع”، مؤكداً أن “الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج”.

2025-07-03Ali Ghaddarسابق الرئيس الشرع: لقد أثبتم جميعاً أن سوريا لا تنقصها المواهب بل تحتاج فقط إلى ثقة واحتضان وها نحن نبدأ معكم ومنكم صفحة جديدة تكتب بنور لا ينطفىء انظر ايضاًالرئيس الشرع: لقد أثبتم جميعاً أن سوريا لا تنقصها المواهب بل تحتاج فقط إلى ثقة واحتضان وها نحن نبدأ معكم ومنكم صفحة جديدة تكتب بنور لا ينطفىء

آخر الأخبار 2025-07-03الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة 2025-07-03الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج 2025-07-03وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري 2025-07-03الرئيس الشرع: أيها الشعب السوري إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وأن زمان نهضتكم قد حان، ودماءكم لم تذهب سدى، عذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وأن هجرتكم قد انقطعت وسجونكم قد حُلت وأن الصبر أورثكم النصر 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم 2025-07-03مدير فريق تطوير الهوية البصرية وسيم قدورة: عملنا امتدّ لأشهر طويلة وانتهى بهوية بصرية وطنية متكاملة تعبر عن جوهر الدولة السورية وهيبتها السيادية وثقافتها العميقة 2025-07-03بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع.. بدء فعاليات حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية في قصر الشعب بدمشق 2025-07-03أهالي مدينة طرطوس يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا في ساحة المحافظة 2025-07-03من ساحة السبع بحرات بدير الزور… الأهالي يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسورية 2025-07-03أهالي حماة في ساحة العاصي يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • تعرف على أبرز الوثائق والتحقيقات التي تفضح الاحتلال.. الأكثر إجراما عالميا
  • أحمد الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم
  • تغيير محافظ بغداد.. ائتلاف المالكي ورئيس المجلس يرفضان جلسة اليوم
  • العميد بن عامر يحذر.. ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر الصمت
  • عبد الملك الحوثي: مستمرون ولن تثنينا تهديدات العدو الإسرائيلي
  • وزير الرياضة: ثورة 30 يونيو كانت نقطة الانطلاق الحقيقية لبناء دولة راسخة بمؤسساتها
  • «الداخلية» تناقش جهود تصفير البيروقراطية
  • الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة
  • وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري
  • الداخلية تناقش توحيد الإجراءات وحوكمتها لدعم تصفير البيروقراطية