مسؤولو المخابرات الأمريكية: طهران لا تتمتع بالسيطرة الكاملة على مجموعاتها الوكيلة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
أفادت مصادر مطلعة بأن مسؤولي المخابرات الأمريكية يقدرون أن طهران لا تتمتع بالسيطرة الكاملة على مجموعاتها الوكيلة في الشرق الأوسط، بما في ذلك تلك المسؤولة عن مهاجمة وقتل جنود القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة.
وذكرت المصادر أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مسؤول عن إرسال الأسلحة والمستشارين العسكريين والمعلومات الاستخبارية لدعم الميليشيات في العراق وسوريا، وكذلك الحوثيين في اليمن، لكن هذه الجماعات لديها طموحات وأجندات مختلفة، والتي تتداخل في بعض الأحيان، لكن لا يبدو أن طهران تتمتع بسلطة كاملة على اتخاذ قراراتها العملياتية، وفقا لما نقله موقع "بوليتيكو" وترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف الموقع الأمريكي أن هذا التقدير الاستخباراتي يعني أنه قد يكون من الصعب التنبؤ بالإجراءات التي ستتخذها الجماعات المدعومة من إيران، إلا أنه قد يقلل أيضًا من فرصة انجرار الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع طهران.
فأي إشارة إلى أن إيران كانت متورطة بشكل مباشر في الأمر بالهجمات على القوات الأمريكية أو الإشراف عليها من شأنها أن تجعل انتقام واشنطن من طهران أكثر احتمالا، بحسب "بوليتيكو".
وفي السياق، أشارت التقارير إلى أن الولايات المتحدة تدرس ضرب أهداف إيرانية في العراق وسوريا رداً على الهجوم الأردني، لكن مسؤولي بايدن لم يناقشوا خططهم علنًا.
وليس لدى واشنطن خط اتصال منتظم ومباشر مع طهران، ومع تصاعد العنف في المنطقة، سعت إدارة الرئيس، جو بايدن، إلى فهم مدى تورط النظام في توجيه الهجمات على القوات الأمريكية.
وأدى افتقار طهران إلى السيطرة على الحوثيين والميليشيات في العراق وسوريا إلى تشويش المداولات في واشنطن حول كيفية الرد على الهجمات المتكررة على المصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك الهجوم على قاعدة "البرج 22" العسكرية الأمريكية بالأردن في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين.
وفي السياق، قال أحد المسؤولين الأمريكيين: "ربما تكون هذه هي الفترة الأكثر تعقيداً التي رأيتها في هذه المنطقة".
ورغم أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن طهران هي التي توجه جميع الهجمات في المنطقة، لكنها تعلم أنها تؤجج الأزمة، ولذا تحمل إدارة بايدن إيران المسؤولية عن الهجمات جزئيًا على الأقل.
اقرأ أيضاً
الكل في واحد.. هكذا أحيت حرب غزة محور المقاومة المدعوم إيرانيا
وفي هذا الإطار، قال بايدن للصحفيين يوم الثلاثاء: "إنني أحملهم المسؤولية، بمعنى أنهم يزودون الأشخاص الذين فعلوا ذلك بالأسلحة".
وإزاء ذلك، كان على الإدارة الأمريكية أن تسير على خط رفيع في كيفية الرد على هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا، إلى جانب استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر، وسيتعين عليها أن تفكر في كيفية قياس ردها على الهجوم الذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن، بحسب "بوليتيكو".
فالرد بقسوة شديدة يعني مخاطرة الإدارة الأمريكية بتصعيد العنف وتقريب نفسها من صراع مباشر مع إيران، أما الرد الضعيف فيرجح استمرار الجماعات المدعومة من إيران في الهجوم، ما يعرض حياة المزيد من الجنود الأمريكيين للخطر.
وهنا يشير الموقع الأمريكي إلى احتمال توقف قريب للهجمات التي تشنها إحدى المجموعات المدعوة من إيران، وهي كتائب حزب الله، التي تعمل في العراق ولعبت دوراً في مئات الهجمات بطائرات مسيرة على القوات الأمريكية، وهي أيضًا جزء من مظلة "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي يحملها المسؤولون الأمريكيون مسؤولية الهجوم في الأردن.
وأصدرت الكتائب بيانا غير عادي في 30 كانون الثاني/يناير الماضي، ذكرت فيه أنها ستوقف عملياتها ضد الولايات المتحدة، ما علق عليه مسؤول أمريكي بقوله: "على حد علمنا، هذا بيان موثوق ودقيق لنواياهم. أعتقد أنه ليس من قبيل الصدفة أنهم أعلنوا ذلك بعد الهجوم على قاعدة البرج 22، الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين".
يأتي ذلك فيما يتوقع مسؤولو المخابرات الأمريكية أن تستمر حملة الحوثيين في البحر الأحمر، واستهدافهم للعشرات من سفن الشحن الدولية، بما في ذلك السفن الأمريكية.
وكان مجتمع الاستخبارات قد قدر في الأصل أن الحوثيين سيحاولون تجنب الصراع مع الولايات المتحدة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية بغلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن هذا التقدير بدا غير صحيح.
ووسع الحوثيون نطاق استهدافهم للسفن في البحر الأحمر حتى بعد أن أغرقت البحرية الأمريكية 4 زوارق تابعة لهم وقتلت عشرة مسلحين منهم، ولذا فإن التقدير الاستخباراتي الأمريكي يرجح أن يواصل الحوثيون حملتهم العسكرية حتى توقف إسرائيل عدوانها على غزة، بحسب "بوليتيكو".
وإذا انتهى العدوان على غزة، يقدر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية بأنه سيكون هناك على الأقل توقف تكتيكي في المنطقة من قبل جميع الجماعات المدعومة من إيران، ولذا تحاول الإدارة الأمريكية حاليا التوسط في هكذا اتفاق بين إسرائيل وحماس.
اقرأ أيضاً
إنترسبت: دعم أمريكا الراسخ لإسرائيل بحرب غزة يوحد محور المقاومة المدعومة من إيران
المصدر | بوليتيكو/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران العراق سوريا الأردن البرج 22 حزب الله الحوثيون حماس إسرائيل طهران المدعومة من إیران الولایات المتحدة القوات الأمریکیة فی العراق وسوریا فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
إيران تعلّق على مدى قبولها بـمفتشين أمريكيين إذا توصلت لاتفاق نووي
علّقت إيران الأربعاء على مدى قبولها بدخول مفتشين نووين أمريكيين إلى مواقعها النووية، حال توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن برنامجها النووي.
وقال محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأربعاء، إن بلاده قد تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال مفتشين أمريكيين لزيارة المواقع النووية الإيرانية إذا نجحت المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
ومن المتوقع أن تعقد طهران وواشنطن جولة سادسة من المحادثات لحل الصراع المستمر منذ عقود حول البرنامج النووي الإيراني مع توقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أخبارا سارة".
وأضاف إسلامي في مؤتمر صحفي بطهران "من الطبيعي ألا يُسمح لمفتشين من دول معادية بالدخول، ولكن في حال التوصل إلى اتفاق نووي، فقد نسمح لمفتشين أمريكيين عاملين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مواقعنا النووية".
واختلف البلدان حول مسألة تخصيب اليورانيوم في إيران والذي تعتبره واشنطن طريقة محتملة لصنع أسلحة نووية وتطالب بوقفه تماما، في حين تؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية فقط وترى أن مسألة وقف التخصيب بالنسبة لها خط أحمر.
وقال إسلامي "التخصيب هو أساس وركيزة الصناعة النووية في البلاد. لنفترض أنه يُسمح لشخص ما بامتلاك محطة كهرباء فرعية وشبكة كهرباء، لكن لا يُسمح له بإنشاء محطة طاقة".