مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
في المنطقة حراك دولي أبرزه أميركي لبلورة صفقة تؤدي إلى تهدئة مؤقتة في غزة وعمليات تبادل الأسرى.
وفي لبنان أيضا حراك غربي هدفه مقاربتان الأولى حصر لهيب جبهة الجنوب والثانية التشجيع على انتخاب رئيس للجمهورية ولو من باب المجاملات الدبلوماسية في هذه المرحلة.
الحراك الغربي تصدرته في الساعات الأخيرة الزيارة القصيرة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني (ديفيد كاميرون) وتعقبها زيارة لنظيره الفرنسي (STEPHANE SEJOURNE) الأسبوع المقبل.
وفي السياق نفسه ترددت معلومات عن احتمال مرور الموفد الأميركي آموس هوكشتاين على بيروت بعد زيارته المقررة لتل أبيب الأسبوع المقبل لكن أي مصدر رسمي لبناني لم يؤكد الأمر.
أما على المستوى الداخلي اللبناني فيتوقع أن يعقد مجلس الوزراء جلسة منتصف الأسبوع المقبل بجدول أعمال من ستين بندا إذا ما أدرجت فيه البنود المؤجلة من جلسات سابقة.
ومن بين هذه البنود تلك المرتبطة بحوافز مقترحة لموظفي القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين.
حياتيا أيضا قررت الشركات المستوردة للبنزين والديزل والغاز إستئناف تسليم المواد النفطية في الساعات المقبلة.
وعزت هذا القرار إلى ما تبين لها من أن الضريبة الإستثنائية المشكو منها ليست مفروضة على المبيعات.
في قطاع غزة يتواصل العدوان الإسرائيلي لليوم التاسع عشر بعد المئة على إيقاع آمال بالتوصل إلى هدنة.
وتخللت العدوان ضربات قاسية يوجهها المقاومون للقوات الغازية ولا سيما في خان يونس.
وفي جديد المخططات العدوانية إتجاه جيش الإحتلال نحو تركيز عدوانه على رفح عند الحدود الجنوبية للقطاع.
في المقابل تتابعت الإنسحابات الميدانية الإسرائيلية من القطاع في ما اعتبره مراقبون مؤشرا على إقتراب صفقة وقف إطلاق النار والإفراج عن أسرى.
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا من أجل الإسراع في إنضاج هذه الصفقة ولذلك ستوفد وزير خارجيتها أنطوني بلينكن إلى المنطقة مجددا.
وكان الوسيط القطري قد أعلن موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار المؤقت غداة الإجتماع الإستخباري الذي عقد في باريس واشار إلى أنه سلم المقترح إلى حركة حماس التي تدرسه حاليا بشكل إيجابي.
ومن المعروف أن لسان حال الحركة يؤكد التمسك بوقف نهائي للعدوان وانسحاب قوات الإحتلال من قطاع غزة قبل أي مبادرة سياسية.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
لبنان أولا أم غزة أولا؟ انه السؤال المطروح على المسؤولين في لبنان اليوم. حتى الآن خيار غزة اولا هو الارجح، وخصوصا عند ثنائي امل - حزب الله، ما انعكس على موقف الحكومة اللبنانية، كما أثر سلبا على حركة سفراء اللجنة الخماسية، وربما على التحرك المستقبلي للجنة .
والسؤال: ماذا بعد اصرار حزب الله على ربط مصير لبنان بالتطورات العسكرية في غزة؟ وألا يمكن ان يؤدي الموقف المذكور الى حرب شاملة على لبنان؟
توازيا، الملف الرئاسي باق على تعقيداته، فيما لبنان ينتظر وصول وزير خارجية فرنسا الثلاثاء الى بيروت لاستكمال المسعى الذي بدأه وزير خارجية بريطانيا على صعيد تطبيق القرار 1701 وتجنيب لبنان تداعيات الحرب الاسرائيلية - الفلسطينية.
في السياق, الميدان حافظ على حماوته. اذ سقطت صواريخ من لبنان على مستوطنة كريات شمونة، في حين شن الجيش الاسرائيلي غارات على مواقع عدة في الجنوب.
اقليميا، المعارك متواصلة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس. وفيما اعلن الوسيط القطري ان حركة حماس اعطت تأكيدا ايجابيا اوليا في شأن مقترح هدنة انسانية، فان الحركة نفت الامر معتبرة انها لم تسلم حتى الان اي رد لأي جهة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
أين ما ولوا وجوههم فخيبة وانكسار، بصفقة تبادل – إن تمت – او بمواصلة اطلاق النار..
هي حال الحكومة الصهيونية التي ضاقت بها الخيارات حد الانفجار، فقرأ العارفون بحالها من اهل الخبرة السياسية والعسكرية والاعلام في تل ابيب اسوأ السيناريوهات.
هم الصهاينة العاجزون عن اتخاذ قرار، فان اكملوا حربهم فمزيد من الخسائر ولا نتائج مرجوة من الميدان الذي يذكرهم كل يوم انهم خائبون وجنودهم مغرقون، وإن ساروا بالمفاوضات فإن اي اقتراح تحت سقف الرماح العالية التي رفعها عتاة الحرب الصهاينة تعني هزيمة مدوية، وستفجر حكومة الحرب من اساسها.
هذا ما خلص اليه تحليل المشهد على الشاشات العبرية، وتشي به كواليس المفاوضات السياسية، والكلمة الفصل الآن بيد الادارة الاميركية – الشريك الكامل بالجريمة الصهيونية بحق غزة واهلها، والشريك الكامل بالخيبة من نتائج الميدان، الا ان ضيق وقت البيت الابيض الانتخابي تعارض مع هروب بنيامين نتنياهو الى الامام، لذا فإن ادارته منكبة بالبحث عن مخارج له مع حلفائها قد لا تكون بمتناول اليد قبل فوات الاوان ..
والى الآن فإن كلمة الميدان لم تبدل صداها الذي ينخر عمق الوعي الصهيوني، ومشاهد وحول غزة المجبولة بدماء ابنائها وهي تغرق آليات الصهاينة وجنودهم انبل تعبير عن حالة الغزاة المحتلين الهاربين على الدوام الى ارتكاب المجازر بحق المدنيين، فيما ثابتة المقاومين التي جددها اليوم التواصل بين اسماعيل هنية وزياد نخالة، ان لا اتفاقات لا تفضي الى وقف الحرب واعادة الاسرى واعادة الاعمار ورفع الحصار ..
اما الحصار الذي يطبق على الصهاينة جيشا ومستوطنين في الشمال، فلا حل له بحسب قادتهم الغارقين بتعداد خمسمئة منزل اصيب بصواريخ المقاومة التي اطلقت من لبنان، كان تحصن بها الجنود الصهاينة بعد ان دمرت المقاومة مواقعهم واصابت ثكناتهم عند الحدود..
فيما العودة هاجسهم مع الضياع الحكومي عن اي موقف واضح قد يفسر لهم واقع اليوم الثاني من الهدنة المتداولة ببنود التفاوض او حتى اليوم الثاني بعد الحرب..
وما عليهم الا سماع موقف حزب الله الذي جدده اليوم نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم بان الحزب غير معني بنقاش اي امر يرتبط بجبهة الجنوب اللبناني قبل وقف حرب غزة، وأن المقاومة جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي مهما كان واسعا بما هو أوسع وأشد إيلاما...
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
ثلاثة ملفات تبدو مترابطة:
صفقة غزة ، وهي مازالت عالقة بين الشروط التي تضعها إسرائيل وبين انتظار الجواب الذي سيعطيه يحيي السنوار.
احتمال الضربة الاميركية البريطانية ردا على مقتل ثلاثة جنود اميركيين وعشرات الجرحى في قاعدة أميركية في الأردن .
استمرار التصعيد في جنوب لبنان بالتزامن مع المساعي الدولية لسحب فتيل الحرب من هذه الجبهة .
في هذا السياق ، وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ، الذي زار لبنان ، قال في حديث إلى "ال بي سي آي": "نحن بحاجة إلى ترسيم جديد للحدود للتأكد من التوافق عليه ، كما نحتاج الى أن يقوم حزب الله بتحريك قواته شمال نهر الليطاني وبعيدا من الحدود ، ومن الواضح أن هذا سيتطلب قوات جديدة عند الحدود ودورا حيويا للجيش اللبناني" .
وغداة إعلان إيران سحب مستشاريها من سوريا، قتل مستشار عسكري إيراني، في غارة إسرائيلية على سوريا فجر اليوم، وخلفت الغارة ايضا ثلاثة قتلى على الأقل. الموقع المستهدف تابع لحزب الله.
عراقيا ، وبعدما علق حزب الله العراق عملياته ضد القوات الأميركية ، أعلن فصيل آخر هو "حركة النجباء" المدعوم من إيران أنه سيواصل شن هجمات على القوات الأمريكية حتى تنتهي الحرب في غزة.
لبنانيا ، تعميم بديل عن التعميم 151 سيحمل الرقم 166 سيصدره مصرف لبنان ، وجاء الإتفاق على التعميم الجديد بين أعضاء المجلس المركزي ، بعد اجتماع ماراتوني برئاسة الحاكم بالإنابة وسيم منصوري .
البداية من المقابلة التي خص بها ديفيد كاميرون " ال بي سي آي " وهي المقابلة الوحيدة التي أعطيت لمحطة تلفزيونية في جولته الأخيرة في المنطقة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
اجتاز التعميم 151 حقل الألغام وجرى إبطال مفعول نسف أموال المودعين بفزلكة موازنة وبعد اجتماع ماراتوني وعصف مصرفي استمر ثماني ساعات بين الحاكم بالإنابة وسيم منصوري وأعضاء مجلسه المركزي تم تعديل التعميم مع سابق الإصرار والمناصفة في تقاسم المسؤولية بين مصرف لبنان وجمعية المصارف على أن يعقد غدا اجتماع ثنائي بين الطرفين لوضع اللمسات الأخيرة على آلية التنفيذ البيان حرر, وعلى المصارف الالتزام بعدما وحد منصوري ميزانياتها على 89 و500 اما السعر الرسمي 15 الفا فلن يعود موجودا في السوق فور صدور الموازنة في الجريدة الرسمية.
وتقول مصادر المركزي للجديد: تمثيلية تعدد الارقام انتهت أما من لن يحسن وضعه من المصارف، فستظهر عليه علامات الاختفاء من السوق،
ولكن هناك تدابير سيتخذها الحاكم بالانابة تساعد هذه المصارف على إعادة التوازن وإطلاق عملية القطاع المصرفي والاستدانة بالدولار وما خلا سريان مفعول التعميم المعدل المعجل فإن الأرض السياسية خلت من المسيرات الدبلوماسية بعد مغادرة الهنغاري والبريطاني الأجواء اللبنانية على أن يشهد الأسبوع المقبل زيارة لوزير الخارجية الفرنسي الجديد في جولة تعارف مرفوعة على خماسية وعلى القرار 1701 قبل أن يخرق الموفد الأميركي آموس هوكشتاين جدار الصوت قادما من تل أبيب إذا ما أحرز تقدما مع الجانب الإسرائيلي.
أما المفعول الرجعي لهذه الزيارات المكوكية فمعقود على اليوم التالي لغزة وهي شكلت دول طوق للجبهة الجنوبية في مسعى لإخراج الإسرائيلي من مستنقع القطاع ومن هذا المنطلق جرى تعويم شعار حل الدولتين منتهي الصلاحية وترفيع القرار 1701 إلى مقام التطبيق بالضغط على لبنان وبإجلاء حزب الله عن الحدود وتأمين عودة المستوطنين إلى الأراضي المحتلة فيما واقع الحال يفرض على المندوبين الدائمين لدى إسرائيل والناطقين باسمها والجوالين على مصالحها أن يضغطوا عليها لتطبيق القرار الأممي.
وبينما بنيامين نتنياهو ينازع للبقاء في الحكم لإجهاض المحاكمة بتهم الفساد فقد أطلق بالونات حرارية في سماء صفقة التبادل وخلال عيادته جرحى جيش الاحتلال تعهد أمامهم بعدم إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر الكامل وهو وعد عائلات الأسرى باستعداده لصفقة تبادل ولو كلفه ذلك التضحية بحكومته وتفكيك ائتلافه ليعود ويستجدي وزراءه عدم الخروج من الحكومة على قاعدة أن ذلك سيضر بوحدة الجانب الإسرائيلي.
دخل نتنياهو في مخاض عسير فيما المقاومة الفلسطينية وقفت وقفة رجل واحد في الميدان كما في المفاوضات فأبدت مرونة مع الوساطة القطرية وتمسكت بأولوية شروطها وانفتاحها على أي مسار يضمن إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال وتحرير الأسرى وعلى رأسهم أثقلهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي.
وفي بيان صادر عن حركتي حماس والجهاد أكد المؤكد في إنهاء العدوان وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال متطلبات الحياة لأهالي غزة وإنجاز صفقة تبادل متكاملة. التكامل الفلسطيني كشف المأزق الإسرائيلي، وعلى هذا المشهد قال كبير المراسلين العسكريين الإسرائيليين:
ما هذا الوضع الذي وصلنا إليه؟ إننا في انتظار موافقة السنوار على الصفقة. وبالانتظار فإن أمواج البحر الأحمر انتقلت إلى الشارع اليمني بملايين الملايين التي خرجت إلى ميدان السبعين نصرة لفلسطين ورفضا للعدوان الأميركي البريطاني على اليمن فيما أخطر البنتاغون إيران بضربات قد تمتد أياما أو أسابيع وأعد قائمة من الأهداف في سوريا والعراق... خالية الدسم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأسبوع المقبل حزب الله
إقرأ أيضاً:
سلاح حزب الله في السياقين اللبناني والإقليمي
ما إن وضعت الحرب الإسرائيلية على لبنان أوزارها، حتى تصدّر سلاح حزب الله أجندة السجالات اللبنانية الداخلية، وتقدم على غيره من العناوين، "الأولى بالرعاية"، من قبل الموفدين والمبعوثين العرب والدوليين، تارة تحت شعار "نزع الذرائع"، وأخرى تحت عنوان "حصرية السلاح" بيد الدولة، التي تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم.
ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر، دخل "سلاح المخيمات" على خط السجال متعدد الأطراف، بانتظار زيارةٍ يَنظر لبنانيون كثر إليها بوصفها "محطة تاريخية"، حيث من المقرر أن يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال أيام، إلى بيروت، لإجراء محادثات مع الرئاسات اللبنانية الثلاث، حول نزع السلاح الفلسطيني.
خريطة المواقف المحلية من مسألة "السلاح" معروفة تمامًا، جذورها ضاربة في زمن حروب الطوائف، الأهلية قبل نصف قرن، وتعمقت أكثر في مناخات "الفالق الزلزالي المذهبي" الذي ضرب البلاد والمنطقة في ربع القرن الأخير.
بيدَ أن جديدًا طرأ على حراك المواقف والمواقع اللبنانية، لم يعهده حزب الله منذ تأسيسه، وأعني به انتقال الدولة بمؤسساتها السيادية، من رئاسة وحكومة وغالبية نيابية، إلى تبني مطلب "حصرية السلاح" و"احتكار قرار الحرب والسلم"، بعد إسقاط ما كان يسميه الحزب بـ"المعادلة الذهبية": شعب وجيش ومقاومة. هذه المعادلة لم تعد قائمة اليوم، ولم يعد السلاح يحظى بالمظلة الرسمية / الشرعية التي تمتع بها سنوات طوالًا.
إعلانجديدٌ آخر طرأ على المشهد اللبناني، يتمثل في انتقال الجدل حول "السلاح" إلى داخل حزب الله و"الثنائي الشيعي" والبيئة الاجتماعية الحاضنة. ما كان يقال بالأمس، همسًا وعلى الهوامش، بات يقال اليوم، علنًا وفي المتن، والأسئلة المكتومة من قبل، أخرجتها الحرب ونتائجها المروّعة إلى العلن من بعد، لا سيما مع تفاقم مأزق "فراغ القيادة" الذي خلّفه رحيل القائد الكاريزمي للحزب "والمحور"، السيد حسن نصرالله.
وثمة تقديرات جادة، أخذت تستشرف تحولات وتبدلات في الحزب وبيئته، تسمح بالاعتقاد بأن تجربة احتكار "الثنائي" للتمثيل الشيعي في لبنان، قد لا تستمر طويلًا، وأن الباب بات مفتوحًا لنشوء قوى ومراكز جديدة على الساحة "الشيعية السياسية اللبنانية"، ولنا فيما واجهه الحزب والثنائي من تحدي العائلات والمجتمع المدني والمستقلين في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة في لبنان، ما يمكن أن يُعدّ بواكير وإرهاصات مرحلة جديدة.
في موضوع "السلاح" حصرًا، وبمعزل عن المراجعات التي يشهدها الحزب وحلفاؤه وبيئته حول مختلف الشعارات والمُسلمات التي حكمت مواقفه وسلوكه وأداءَه في الحرب، يرى مقرب من الحزب أن من المشروع طرح السؤال حول وظيفة السلاح من جديد، بعد سنوات من النظر إليه بوصفه مسلمة من المسلمات، وواحدة من ثوابت المعادلة اللبنانية الداخلية والإقليمية.
فهذا "السلاح" كانت له ثلاث وظائف: الردع، الحماية والتحرير، وكانت كل وظيفة منها كافية لـ"شرعنته"، وتسويق الاستمساك به وتسويغه، بيد أن أيًا منها لم يعد قائمًا اليوم، فإسرائيل نجحت في "تكسير" معادلة "الردع المتبادل" التي أنشأها الحزب بعد حرب 2006، ولبنان من جنوبه إلى بقاعه، مرورًا بضاحيته، بات بلا حماية، وعرضة لاستباحة وعربدة إسرائيل.
أما التحرير فقد بات مهمة أجيال قادمة، إن ظل الحال على هذا المنوال، والمؤكد أنه ليس مطروحًا على جدول الأعمال "العملي" للحزب وأنصاره، وإن كان ما زال مدرجًا في الخطاب و"المبادئ".
إعلانويستشعر الحزب مأزقًا في خياراته. فالصبر و"ضبط النفس" و"كظم الغيظ"، لا تقلل من المخاطر المترتبة على استمرار إسرائيل في استنزاف الحزب في بنيته المادية والبشرية، ولا من تداعيات هذه الاستباحة على روح ومعنويات بيئته الشعبية، وتفضي إلى تآكل متسارع في منسوب الثقة بالحزب وسلاحه، موقعه ودوره.
وفي المقابل، فإن قيام الحزب بالرد على الغطرسة الإسرائيلية المتمادية، ليس من شأنه سوى إشعال فتيل حرب جديدة، ستُمارس خلالها آلة الحرب الإسرائيلية أعلى درجات "التوحش"، ومن دون رقيب وحسيب، بل ربما بتشجيع من أطراف محلية وعربية ودولية، تريد لمهمة استئصال الحزب وسلاحه، أن تكتمل، وإن على طريقة نتنياهو.
بين هذين الخيارين المُرين، اعتمد الحزب خيارًا ثالثًا، إذ وضع مسؤولية وقف الحرب ومعالجة تداعياتها، وإخراج الإسرائيليين من النقاط الخمس وتحرير الأسرى، في عهدة الدولة اللبنانية، وهو لا يكف عن ممارسة الضغوط على مؤسساتها، لكي تفعّل دبلوماسيتها وتستخدم ما بحوزتها وبحوزة أصدقاء لبنان، من أوراق لإنجاز هذه الأهداف، وهو في سبيل تسهيل المهمة على الدولة، يلتزم ضبط النفس الكامل، ويتعاون مع الجيش اللبناني جنوبي الليطاني، في عملية تسليم الأسلحة والمواقع، ما أتاح لرئيس الجمهورية القول إن 90 بالمئة من مهمة الجيش في الجنوب، قد أنجزت تمامًا، ومن دون معوقات.
لكن الحزب، وهو يراهن على "خيار الدولة" في تحقيق ما أخفق هو في تحقيقه: وقف العدوان، الانسحاب الكامل وتحرير الأسرى، يعرف في دواخله الحدود الضيقة لما يمكن للدبلوماسية أن تجترحه من معجزات، وهو يعرف في قرارة نفسه، أن الدولة لكي تنجح في مسعاها، عليه هو بالذات، أن يدفع الثمن، ودائمًا من "كيس سلاحه"، ليس في الجنوب فحسب، بل وفي كل الأراضي اللبنانية، وليس سلاحه وحده، بل سلاح حلفائه من لبنانيين وفلسطينيين كذلك. هي معضلة خيارات، أحلاها مُرّ، تضع الحزب في حالة من "التيه".
إعلانومما يزيد طين الحزب وخيارته، بِلّةً، أن ليس ثمة من خيار سهل لدمج سلاحه ومسلحيه في أجهزة الدولة العسكرية والأمنية، فليس ثمة من "نظرية للأمن الوطني اللبناني"، متفقٍ عليها، أو تحظى بدعم غالبية وازنة من اللبنانيين، وليس ثمة من "إستراتيجية دفاعية" طال الحديث فيها وعنها من دون أن ترى النور حتى الآن.
فلا سيناريو "الحشد الشعبي" مقبول من الرئاستين؛ الأولى والثالثة ومعهما فريق وازن من اللبنانيين، ولا صيغة الإدماج الفردي للمقاتلين في صفوف الجيش والأمن، مقبولة كذلك، بالنظر لأنها ستهدم أركان نظام "المحاصصة" في الوظائف والتشكيلات والتعيينات المعتمدة في لبنان، دع عنك جانبًا "الفيتوهات" التي ستنهال على لبنان من الخارج، حال الأخذ بأي صيغة من الصيغتين. يمكن لخيار "الدمج الفردي" لعناصر من الحزب أن يوفر حلولًا جزئية للمعضلة، بيد أنه لا يعالج مستقبل "جيشٍ" من المقاتلين الأشداء والمجربين، الذي أنشأه الحزب على امتداد عقود أربعة.
ومثلما يجد الحزب صعوبة بالغة في تسويق بقاء السلاح والحفاظ عليه لدى جمهرة الخصوم، وحتى بعض الحلفاء الذين أخذوا ينفضون من حوله، تجد الدولة نفسها في مأزق خيارات للتعامل معه ومع سلاحه. فثمة في الداخل والخارج، من يستعجل "نزع السلاح"، ويضعه شرطًا مسبقًا للفرج والانفراج. وثمة أطراف متشددة، لا تمانع اللجوء إلى "خيار القوة" لفعل ذلك.
لكن لبنان ما زالت لديه كثرة من العقلاء- في مقدمهم رئيس الجمهورية- الذين يرون أن "الحوار" وليس "القوة"، هو السبيل الوحيد لفعل ذلك، وأن اللجوء لخيارات عنيفة، محمّل بنذر عودة الحرب الأهلية، وخراب لبنان، على يد أبنائه هذه المرة، بعد أن ألحقت به إسرائيل خرابًا عميمًا في أشهر الحرب الوحشية عليه.
والأهم من كل هذا وذاك، أن خيار اللجوء إلى القوة، قد لا ينتهي بنزع سلاح الحزب، وإنما بتسليح بقية الأحزاب والأطياف والطوائف اللبنانية، وتلكم نتيجة يخشاها معظم اللبنانيين، الذين استذكروا بالأمس القريب فقط، الذكرى المؤلمة لحافلة عين الرمانة، شرارة الحرب الأهلية قبل خمسين عامًا.
إعلانالسلاح في بُعدَيه الإقليمي والدولي
تطوران إقليميان/ دوليان، قيد التشكل والتظهير، أثّرا، وسيؤثران على مسألة "السلاح" ومستقبله:
الأول؛ نشأ إثر سقوط نظام الأسد في سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الفائت، وما عناه ذلك، من انفراط عقد "المحور" بعد سقوط "واسطته"، وتجفيف مصادر وقنوات المال والسلاح التي تغذى عليها الحزب منذ نشأته، وكانت سببًا في بناء قوته واقتداره. وتشاء تطورات المشهد السوري أن تأتي إلى السلطة في دمشق، بفريق سياسي/ عقائدي، بينه وبين الحزب "ما صنع الحداد".
بيد أن ذلك، لم يُسقط رهانات بعض أعضاء الحزب وأصدقائه، على أن التطورات السورية قد تعيد الاعتبار لسلاح الحزب من جديد، وتجدد الحاجة للاحتفاظ به والحفاظ عليه، ولقد لاحظنا بعد أحداث الساحل السوري، وما ترتب عليها من موجة نزوح "مذهبية" إلى قرى وبلدات بقاعية وشمالية في لبنان، وما سبقها ولحق بها، من مناوشات على الحدود السورية اللبنانية، أن البعض ظنّ أن بالإمكان حفظ هذا السلاح لمواجهة "التهديد" القادم من الشرق والشمال هذه المرة، وربما ظنّ هذا البعض كذلك، أن هذه السردية قد تفلح في تبديد مخاوف فريق من اللبنانيين: (مسيحيين ودروز وعلويين)، من استمرار الحزب بالاحتفاظ بسلاحه.
لكن التطورات المتسارعة في المشهد السوري، وبالأخص بعد جولة ترامب الخليجية ورفع العقوبات عن سوريا، وقمة الشرع – ترامب برعاية سعودية – تركية، قد أضعفت هذا الرهان تمامًا، إن لم تكن قد أسقطته، ورأينا على النقيض من ذلك، أقاويل وتنبُؤات، تنتشر في أوساط لبنان السياسية والإعلامية، بأن ثمة توجهًا إقليميًا- دوليًا، لا يمانع في إعادة "تلزيم" لبنان لسوريا الجديدة، في استعادة غرائبية لفصل من فصول العلاقة بين البلدين، امتدت زمن حكم الأسدين، ولا سيما بعد مؤشرات إلى أن سوريا في طريقها لإبرام تفاهمات مع إسرائيل حول الوضع في الجنوب، واستعادة اتفاقية فك الاشتباك (1974)، وربما الالتحاق بالقطار الأبراهامي في محطةٍ لاحقة.
إعلانومن غرائب المشهد اللبناني، أن الذين قاوموا شعار الأسد عن "تلازم المسارين" اللبناني والسوري منذ اتفاق 17 مايو/ أيار بين لبنان وإسرائيل في ثمانينيات القرن الفائت، هم أنفسهم الذين يميلون للأخذ بهذا الشعار من جديد، ولكن في سياق إقليمي متغير، يراهن على أن ينتهي بانتهاء ظاهرة المقاومة والسلاح، والدخول في ترتيبات وتفاهمات، من "قماشة أبراهامية" كذلك، فهل هذا هو ما قصده الأميركيون وهم يتحدثون عن عدد من الدول العربية التي ستلتحق بالقطار الأبراهامي قريبًا؟
الثاني؛ ويتصل بمفاوضات مسقط بين إيران والولايات المتحدة، التي يَرقُبها الحزب بخاصة، ولبنان بعامة، بكل اهتمام بالنظر لتداعياتها المباشرة على راهن ومستقبل هذا البلد. فإن توّجت المفاوضات بالوساطة العُمانية، بالوصول إلى اتفاق يعيد دمج إيران بالمجتمع الدولي والنظام الاقتصادي والمالي العالمي، فإن "السلاح" سيكون قد تحرر من دوره "الإقليمي"، ويصبح شأنًا لبنانيًا منفصلًا عن تداعيات الإقليم ومحاوره وعلاقاته الشائكة، أما إن انتهى مسار مسقط إلى الفشل، وعادت طبول الحرب لتقرع من جديد، فإن من المرجح أن يطيل ذلك أمد الحسم، وقد يَبقى الحزب ولبنان عالقين بانتظار انقشاع غبار الحرب والضربات العسكرية التي ستكون خيارًا أوحدَ متاحًا أمام إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، كما تشير لذلك معظم المواقف والتقديرات.
في مطلق الأحوال، يواجه الحزب في لبنان، ما تواجهه حماس في غزة: الضغط بورقة المساعدات والعقوبات وإعادة الإعمار، وهو سلاح أشد مضاءً من الحرب المباشرة، لا سيما أنه يستهدف البنى والأعيان المدنية لبيئة هذه الأطراف، ويلحق به أكبر الضرر وأشد المعاناة.
ولقد بات واضحًا، وموضع إجماع نادر، عربيًا ودوليًا، أن قرار "الإفراج" عن لبنان، لن يُتخذ قبل أن يتخذ الأخير قرارين إستراتيجيين: أولهما، وأهمهما، نزع السلاح، وثانيهما، إجراء ما يلزم من إصلاحات مالية واقتصادية وتشريعية، تضع حدًا للفساد والإفساد والهدر وخراب الإدارة العامة.
إعلانوإذا كان الحزب قد نجح في ختام حرب 2006، في إدارة معركة "جهاد البناء"، متوفرًا على ما يكفي من موارد من حلفائه، بالذات إيران، وفي ظروف لبنانية وإقليمية ودولية مواتية، فإن الحزب يقف اليوم عاجزًا عن إنجاز المهمة بقدراته الذاتية، أو بالاستناد إلى حلفائه، الذين تقطعت بهم سبل الوصول إليه وإمداده، تلكم معضلة، إن طالت واستطالت، ستخلق أزمة بين الحزب وبيئته، وستطعن في صدقية وعود التعافي والتعويض وإعادة الأعمار التي قطعها لجمهوره.. والمشهد اليوم، مختلفٌ تمامًا عمّا كان عليه قبل عشرين عامًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline