موقع النيلين:
2025-05-25@17:02:01 GMT

إثيوبيا: لماذا؟ «2-2»

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT


مر بنا فى المقال السابق مدى استمرارية العوامل التاريخية والعوامل الجيو-سياسية التى تحكم طبيعة العلاقات بين مصر وإثيوبيا. والنقطتان الأكثر أهمية، وحساسية أيضًا، فى هذا الشأن مسألة التهديدات الإثيوبية، ومنذ العصور الوسطى وحتى الآن، فى التأثير على إمدادات مياه النيل إلى مصر، والنقطة الثانية هى أمن باب المندب وحرية الملاحة فى جنوب البحر الأحمر والقرن الإفريقى.

ورغم المشاعر غير الودية من جانب أباطرة الحبشة- إثيوبيا- تجاه مصر، فإن الأخيرة حرصت دائمًا على بقاء الدبلوماسية، بل القوى الناعمة كعامل ود وربط بين مصر وإثيوبيا. ربما لا يعلم البعض أن المسيحية دخلت إلى إثيوبيا من خلال مصر. وترتب على ذلك أن الكنيسة الحبشية أصبحت هى الابنة للكنيسة الأم، الكنيسة القبطية. وحرصت الأخيرة على رعاية الحياة الدينية فى الحبشة. واعتادت الكنيسة القبطية على إرسال مطران قبطى ليرأس الكنيسة الحبشية، ويعطى البركة للنجاشى إمبراطور الحبشة. واستضافت الكنائس والأديرة القبطية الرهبان الأحباش، حيث تلقوا التعليم والرعاية الدينية. ولعبت الكنيسة القبطية أدوارًا مهمة فى تهدئة، بل تحسين، العلاقات بين القاهرة وأباطرة الحبشة.

لكن السلطات فى الحبشة لم تنس العداء مع مصر، والتنافس التاريخى سواء فى حوض نهر النيل، أو فى جنوب البحر الأحمر. ويروى لنا التاريخ أنه كان من أهداف الاستعمار البرتغالى، زمن الكشوف الجغرافية، تنشيط طريق رأس الرجاء الصالح بالالتفاف حول إفريقيا، والتحالف مع الحبشة، وخنق طريق التجارة العالمى الرئيسى عبر البحر الأحمر، لإضعاف مصر، التى كانت تجارة الترانزيت، قبل حفر قناة السويس، تشكل المورد الأكبر فى الخزانة المصرية.

من ناحية أخرى، عمدت السلطات الحبشية إلى إثارة النزعة القومية الإثيوبية، فى محاولة للتغطية على الخلافات العميقة بين مختلف الأعراق واللغات التى تعيش تحت حكم الإمبراطورية الحبشية.

ومرة ثانية تتحالف السلطات الحبشية مع الاستعمار الأوروبى فى حملة منظمة لتشجيع التبشير الكاثوليكى ثم البروتستانتى بين الأحباش، لضرب نفوذ الكنيسة المصرية فى الحبشة. وبالفعل نجحت السلطات الإثيوبية فى الفصل بين الكنيسة الأم، الكنيسة القبطية، والكنيسة الحبشية، تحت زعم القومية الإثيوبية، وكيف تُشرِف كنيسة «أجنبية»، أى الكنيسة القبطية، على الكنيسة الوطنية الإثيوبية. والأكثر من ذلك هو تحالف السلطات الإثيوبية مع السلطات الإسرائيلية فى مسألة تمكين الرهبان الأحباش من دير السلطان فى القدس رغم أنه من الأديرة القبطية.

ومع ذلك وافقت القاهرة مع تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام ١٩٦٣ على أن تكون أديس أبابا هى دولة المقر، وليس القاهرة، حفاظًا على سلامة العلاقات بين أديس أبابا والقاهرة، ودرءًا لدعاوى ظهرت آنذاك بأن دولة المقر لا بد من أن تكون فى إفريقيا السوداء، وليست إفريقيا شمال الصحراء، إفريقيا العربية، وكان الهدف من ذلك ألا تكون القاهرة دولة المقر.

العلاقات الإثيوبية المصرية تمر الآن بمنعطف خطير، جراء تهديد سد النهضة لإمدادات مصر المائية، ثم تمدد إثيوبيا فى منطقة القرن الإفريقى وتعديها على وحدة الأراضى الصومالية، والصومال دولة عربية شقيقة، وهكذا تستمر إثيوبيا فى سياستها العدائية حتى الآن.

د. محمد عفيفي – جريدة الدستور

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الکنیسة القبطیة

إقرأ أيضاً:

لماذا تصدرت شاكيرا تريند جوجل؟

تصدرت الفنانه شاكيرا مؤشرات بحث جوجل خلال الساعات القليله الماضيه بسبب تعرضها لموقف محرج على المسرح خلال حفلها الذى أقيم مؤخرا فى مدينة مونتريال الكندية وأنتشر الخبر من خلال السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي. 

 

 

و الموقف كان عباره عن أن فقدت الفنانة شاكيرا توازنها أثناء مشيها بشكل دائرى وذراعاها مرفوعتان، فانزلقت وسقطت على جانبها على خشبة المسرح والتقط بعض الحضور الحادث في مقطع فيديو الذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى وتعاملت شاكيرا مع الموقف وتدحرجت على الأرض، ونهضت بهدوء وهى تبتسم، بل وأخرجت لسانها بطريقة مرحة، مما حول الموقف المحرج الذى تعرضت له لجزء من العرض، ثم أمسكت الميكرفون وأكملت الحفل بسلاسة.

 

 

و الجدير بالذكر أن  قامت شاكيرا بنشر  صورة أخرى التقطت لها أثناء لحظة السقوط، علّقت مازحة: "انظروا إليها.. لا تقولوا لي إنني لست مثل ملاك صغير يطير".

مقالات مشابهة

  • الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد الاستقلال الـ79
  • رفقًا بك
  • من أسرار التاريخ.. لماذا اغتال بيبرس السلطان قُطز؟
  • لماذا يستكين العرب؟!
  • لمرحلة القادمة: لماذا يجب أن يُمنح كامل إدريس الفرصة؟
  • لماذا يرفض الكوري سون قائد توتنهام الزواج قبل الاعتزال؟
  • لماذا يبتلي الله عباده وماذا أعد لهم؟ خطيب المسجد الحرام يجيب
  • لماذا تصدرت شاكيرا تريند جوجل؟
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: التعليم أساس العمل الروحي
  • لماذا سمي يوم الجمعة بسيد الأيام ؟