طريق الحرير إلى الشرق الأوسط وعر على واشنطن
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
يحذّر الكاتب هارلي ليبمان في الناشيونال إنترست من خطر استراتيجية طريق الحرير الصينية على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فأين تكمن الخطورة؟
تعرف الصين حق المعرفة الطريق الصحيح والممهد للشرق الأوسط. بينما تسلك الولايات المتحدة طريقا وعرة بسبب سياساتها المتناقضة. وتملأ الصين حاليا فراغ الولايات المتحدة عن طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية البراغماتية مع أبرز دول المنطقة وبالتالي تنجح في تحقيق الأمن عن طريق التنمية.
وتلتزم الصين بمبادرة طريق الحزام الصينية بالاستثمار في البنية التحتية المادية والرقمية، والتي تربط الموانئ والمرافق واعتماد منصات الحكومة الالكترونية. وتساهم هواوي وعلي بابا بتنشيط التحول الرقمي في الخليج، رغم محاولات الولايات المتحدة عرقلة هذه التقنيات بطرح 5G. وتسعى السعودية لاستثمار 50 مليار دولار في الصين والتي تعتبر أكبر شريك تجاري لها. وهذه السياسة تناسب رؤية السعودية 2030 التي تضع تطوير الذكاء الاصطناعي والصناعات الرقمية والبنية التحتية للمدن الذكية من أهم أهدافها. ويلعب موقع السعودية الجيوسياسي دورا في تمكين الصين من الوصول إلى أوروبا وإفريقيا عبر إيران والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر.
ولم تكتف الصين بالتعاون الاقتصادي فقد ساعدت السعودية في برنامجها للصواريخ البالستية وتصنيع طائراتها المسلحة دون طيار. وسعت الصين لبناء قاعدة عسكرية في أبو ظبي لكن أمريكا عطلت المشروع. ويخلص الكاتب للقول بأن تعزيز وجود الصين الأمني في الشرق الأوسط عن طريق التنمية سيجعل حلفاء أمريكا ينظرون للصين كشريك أمني أكثر التزاما من الولايات المتحدة.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا تكنولوجيا مشروع نيوم الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط وامتداد الأزمة
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حقَّ الفلسطينيين في التمتّع بالكرامة والعدالة وحقّ تقرير المصير، ودعا إلى إنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في الاجتماع الخاص المنعقد في نيويورك: إن حقوق الشعب الفلسطيني خلال العامين الماضيين انتُهكت بشدّة. وشدّد على الحقّ غير القابل للإنكار للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، وطالب مجدّدًا بإنهاء الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، مؤكّدًا أنّ «... الوقت قد حان لإنهاء الاحتلال غير القانوني الذي تمارسه إسرائيل».
بالتزامن مع هذا التصريح من الأمين العام للأمم المتحدة، أطلق بنيامين نتنياهو، على الرغم من توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، موجة جديدة من الهجمات العسكرية على الحدود اللبنانية والسورية، ووضع الحدود الجنوبية للبنان بشكل متواصل تحت نيران المدفعية والغارات الجوية الإسرائيلية. وبذلك يجري عمليًّا انتهاك إعلان وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية-السورية مع إسرائيل بصورة مستمرة، فيما يواصل نتنياهو تقويض ترتيبات وقف القصف والهجمات على هذه المناطق الحدودية، ولا سيّما مع لبنان.
المشهد الأمني العام في جنوب لبنان، وكذلك على الشريط الحدودي بين سوريا وإسرائيل، بات بالغ التأزّم، واندلعت موجة جديدة من نزوح المواطنين اللبنانيين والسوريين من المناطق التي تتعرّض لنيران المدفعية أو للقصف الجوي من قِبل الجيش الصهيوني، لتعود المنطقة مرّة أخرى إلى حالة من انعدام الأمن. ورغم اتساع رقعة التظاهرات الاحتجاجية في أغلب المدن الأوروبية وفي الولايات المتحدة ضدّ حكومة نتنياهو وضد استمرار نهجه العسكري في منطقة الشرق الأوسط، فإنّ معظم المحللين السياسيين في أمريكا يعتقدون أنّ الموجة الجديدة من الهجمات العسكرية التي تشنّها حكومة نتنياهو في لبنان وسوريا تتمّ بضوءٍ أخضر من دونالد ترامب لنتنياهو.
ذلك أنّ استراتيجية ترامب حيال الشرق الأوسط لا تقوم على تحقيق أمن مستدام، بل إنّ استمرار الهجمات العسكرية والجوية الإسرائيلية على الحدود السورية واللبنانية يجري في إطار تنسيق بين نتنياهو وترامب. ومن هذه الزاوية، ما دام «ترامب ونتنياهو» يتحرّكان في الاتجاه نفسه وبالتناغم عينه، ستبقى المنطقة واقفة على عتبة أزمات متعاقبة ومتنوّعة، تتوالى مرحلة بعد أخرى.
إنّ المجازر وعمليات القتل الجماعي التي يتعرّض لها الناس في غزة، والتي تحوّلت اليوم إلى أرضٍ مدمَّرة، هي ثمرة التنسيق في تنفيذ مخططات ترامب ونتنياهو، رغم أنّ جزءًا من المجتمع الإسرائيلي يُظهر تبرّمه من هذا الواقع، وقد اضطر بعضهم إلى اللجوء إلى دولٍ محيطة بإسرائيل.
إنّ الاستراتيجية الشرق أوسطية لترامب ونتنياهو تقوم على صناعة اللااستقرار وفرض حالة الطوارئ في عموم المنطقة، بحيث لا يُتَصوَّر بلوغ أيّ مستوى من الثبات والهدوء إلا عبر القبول بالصورة التي يرسمانها هما للشرق الأوسط. وبالنظر إلى مقاربة ترامب ونتنياهو، فإنّ الشرق الأوسط اليوم غارق في أزمةٍ لا يستطيع كثير من المحللين السياسيين في الغرب توقّع نهايتها.
كثيرون يعتقدون أنّه ما دام ترامب ونتنياهو يتوليان دفّة السياسة في الإقليم، فإن دول الشرق الأوسط ستنتقل من أزمة إلى أخرى، وستجد نفسها دائمًا مضطرة للامتثال لشروط الأزمات المتناسلة التي يفرضها نتنياهو وترامب ويمدّدانها. ويرى عدد كبير من الخبراء السياسيين في الغرب أنّ ترامب قد سلّم مفتاح الشرق الأوسط وطريقة إدارة السياسة فيه إلى نتنياهو، وأنّ الأخير لا يرى في الممارسة السياسية في هذه المنطقة إلا إعادة إنتاجٍ لأزمة فوق أخرى، ويواصل ترجمة هذا التصوّر على أرض الواقع.
ويذهب كثير من المحللين السياسيين الغربيين إلى أنّه في المستقبل القريب، ومع استمرار التحالف الوثيق بين ترامب ونتنياهو، لا يمكن التعويل على شرق أوسطٍ مستقرٍّ يسير في طريق النمو والسكينة. فالمنطقة ستبقى، فعليًّا أو بالقوة الكامنة، مركزًا لإنتاج شتّى أشكال الاضطرابات والأزمات. ومن الضروري البحث عن جذور عدم استقرار الشرق الأوسط في هذا الترابط بين ترامب ونتنياهو وفي نظرتيهما إلى مجمل هذه المنطقة؛ إذ إنّ ترامب يرى في نتنياهو شريكَه وحليفه الاستراتيجي في مقاربة قضايا الشرق الأوسط.