تمنينا الموت في السجن.. طبيب من غزة يروي فظاعات خلال اعتقاله (ِشاهد)
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
كشف طبيب فلسطيني من غزة، عن رحلة اعتقال مروعة، عاشها بعد هجوم قوات الاحتلال على المستشفى الذي كان يعمل فيه بمدينة غزة، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وروى الطبيب سعيد عبد الرحمن معروف، جانبا من التعذيب الذي تعرض له، على يد الاحتلال، بعد اعتقاله من المستشفى المعمداني بغزة، وكشف أنه تعرض لتكبيل يديه وقدميه وعصب عينيه، طوال فترة سجن استمرت سبعة أسابيع.
ووصف ما شاهده بأنه "تعذيب شديد جدا جدا جدا" وقال: "دخلت المعتقل وكان وزني 87 كغم، لكن خلال 45 يوما، فقدت 25 كغم وكذلك فقدت التوازن والشعور بالأشياء، كنت مكبلا طيلة هذه الفترة ومعصوب العينين ولا يمكن لأحد معرفة كم التعذيب ولا الإهانة إلا لمن عاشها".
ونفى معرفته بمكان اعتقاله، بسبب عصب عينيه طيلة الفترة، ولا يعلم ما إذا كان مكان الاعتقال داخل غزة أم خارجها، لكن الصليب الأحمر أوصله إلى معبر كرم أبو سالم قرب رفح، لحظة الإفراج عنه.
وفقد الطبيب معروف، أي اتصال بعائلته منذ لحظة اعتقاله، وأشار إلى أنه لا يعلم عنهم ما إذا كانوا أحياء أم نجوا من هجوم الاحتلال على مدينة غزة الشهر الماضي، تحت القصف العنيف.
وحاول حبس دموعه وهو يتحدث عن المكالمة الأخيرة مع ابنته، بعد حصار المستشفى، ومناداة جنود الاحتلال عبر المكبرات، كافة الأطباء والطاقم بالمستشفى للمغادرة، وكانت ابنته في منزل العائلة بمدينة غزة إلى جانب أطفاله الآخرين وزوجته ونحو 15 إلى 20 شخصا من أقاربه، بحسب "رويترز".
وقال: "بينما كان الجندي الإسرائيلي ينادي بمكبر الصوت بأن على الأطباء أجمعين والكوادر الطبية أن تغادر المستشفى اتصلت علي ابنتي وقالت لي: ’يا بابا القصف وصل المكان، ماذا نفعل؟’. ابنتي ليست وحدها خمسة أطفال مع أمهم، مع خالتهم، مع زوج خالتهم، يعني البيت به على الأقل ما يفوق الـ20-25 شخصا".
وتابع: "قلت لها كالتالي: يا ابنتي إذا قلت لكم اخرجوا ولا قدر الله حصل المقدور سينولني نوع من العذاب النفسي، وإذا قلت لكم امكثوا وحصل المقدور نفس النتيجة.. سلموا أمركم إلى الله، حابين تخرجوا يا بابا اخرجوا، حابين تظلوا، ظلوا، أنا معاكم في نفس الخندق. أنا الآن سأغادر إلى الجندي الإسرائيلي ومبعرفش وين مصيري".
وأردف قائلا: "ومنذ هذه اللحظة إلى اليوم لم أعلم ولم أدر ولم تصلني أي معلومة عن أطفالي ولا عن زوجتي".
وكشف أنه تعرف على وجود 100 أسير في مكان الاحتجاز، وكل واحد "كان يتمنى الموت من شدة العذاب الذي نتعرض له".
وقال إن النوم على الحصى في مكان الاحتجاز، كان أسوأ تجربة مرت عليه في حياته، وتابع: "أنا طبيب أطفال أعمل منذ 23 عاما في هذا المجال، لم أرتكب أي جريمة إنسانية، سلاحي هو قلمي ودفتري وسماعتي، ولم أغادر المكان، وكنت أعالج الأطفال داخل المستشفيات".
وقال: "كان شعوري عند نداء القائد لإحضارنا إلى مكان الدبابات، أو مكان تسليم أنفسنا، وظني أنني سأمكث عندهم ساعات قليلة وأغادر المكان، والظن الآخر أنه كان شعوري لو أخدوني أنا وبعض الزملاء حيعاملونا معاملة حسنة لأننا أطباء".
وبعد الإفراج عنه، استأنف الطبيب معروف، عمله، ودخل إلى قسم علاج الأطفال في مستشفى أبو يوسف النجار برفح ليكمل وظيفته رغم الأذى النفسي والجسدي الذي ألحقه به الاحتلال.
طبيب فلسطيني من غزة يقول إن القوات الإسرائيلية احتجزته عندما اجتاحت مستشفى في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وعرّضته للتعذيب لمدة 45 يوماً في السجون#الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/Z1qfSdZ2Cr — Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) February 4, 2024
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية طبيب غزة الاحتلال التعذيب غزة الاحتلال تعذيب طبيب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صحة غزة: 100 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الموت بردا
حذر المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش من تداعيات المنخفض الجوي الجديد الذي يهدد آلاف العائلات النازحة في المخيمات، معتبرا أن المطر والبرد يتحولان إلى تهديد لحياة الفئات الهشة.
وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن هناك تزايدا في الإصابات الفيروسية بسبب البرد الشديد ونقص الغذاء والدواء مما يشكل خطرا متزايدا على حياة الأطفال والنساء والمرضى تحديدا.
كما يلعب غياب المنازل والخيام دورا في تعميق خطر البرد على حياة الفئات الهشة التي لا يمكنها تحمل هذه الظروف المسببة للالتهاب الرئوي والتهابات القصبات الرئوية ونزلات البرد الحادة والأمراض الجلدية والارتجاف الشديد وتباطؤ التنفس وضربات القلب ويصل الأمر إلى الوفاة أحيانا.
وتسببت هذه الظروف في وفاة الطفلة رهف أبو جزر (8 أشهر) اليوم الخميس في خان يونس جنوبي القطاع، كما قال البرش، الذي أكد أن النقص الحاد في الأدوية يعمق من هذه الأزمة.
نفاد الأدويةوتعاني وزارة الصحة نفادا تاما لـ70% من أدوية السرطان وغياب ألف صنف دوائي أساسي، و312 دواء و710 من المستهلكات الطبية الأساسية مما يسبب شللا في الأقسام الحيوية وخصوصا الرعاية الأولية والأمراض المزمنة التي يتعرض المصابون بها للموت الحقيقي، حسب البرش.
وتم إحصاء 102 ألف طفل دون سن الخامسة في القطاع بينهم أكثر من 9 آلاف يعانون سوء تغذية حادا، فضلا عن المخاطر التي يسببها البرد الشديد، وفق البرش، الذي شدد على ضرورة فتح المعابر وإدخال الأدوية وحضّانات الأطفال وأطعمة المجاعة لوقف عداد الموت المتزايد.
ومع اشتداد هطول الأمطار تتفاقم معاناة النازحين في مخيمات قطاع غزة، حيث غرقت خيام مئات الأسر النازحة في عدد من المناطق، وسط توقعات بتفاقم الأزمة خلال الساعات المقبلة.
وقد حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) من أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى، وأن هطول الأمطار يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
إعلانوقالت الوكالة في تغريدة على منصة "إكس"، إنه يمكن تجنب هذه المعاناة من خلال تقديم المساعدات دون قيود بحيث تشمل تقديم الإغاثة والدعم الطبي المناسب.
ولا يزال القطاع يعاني نقصا كبيرا في الخيام والمواد الإغاثية بسبب عدم التزام الاحتلال بما تم التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل شهرين وخصوصا إدخال الخيام والبيوت المتنقلة والوقود والمساعدات الطبية.
ووفق المجلس النرويجي للاجئين، فإن القطاع لم يتلق سوى كميات ضئيلة جدا من مواد الإيواء بعد شهرين من سريان اتفاق وقف الحرب، في حين لم تتمكن الأمم المتحدة ومنظمات أخرى من إدخال سوى 15 ألف و600 خيمة تكفي 88 ألف شخص فقط.
وقال المجلس إن نحو مليون و300 ألف شخص بحاجة لمأوى من أجل النجاة خلال فصل الشتاء، ودعا قادة العالم لتوفير وصول غير مقيد إلى القطاع.