رئيسي: جرائم الكيان الصهيوني في غزة هي نتاج النظام العالمي الحالي غير العادل
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
طهران-سانا
أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن أسفه لما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية بدعم أمريكي غربي، منتقداً عدم فعالية المنظمات الدولية في مواجهة هذه الجرائم.
وأكد رئيسي في كلمة له اليوم خلال مراسم إحياء الذكرى الـ 45 لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية أن جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة هي نتاج النظام العالمي الحالي غير العادل مطالباً بإعادة النظر فيه وإقامة نظام جديد يسوده العدل.
وبيّن رئيسي أن أمريكا تعمد إلى استخدام حق الفيتو ضد الاقتراحات والقرارات التي تهدف إلى إنهاء الحرب وهي ماضية في تسليح كيان الاحتلال وتوفير كامل الدعم له مؤكداً أن النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني.
وأشار رئيسي إلى مجازر الإبادة التي يمارسها الكيان الإسرائيلي على مسمع ومرأى العالم بحق النساء والأطفال في غزة وبدعم مباشر من أمريكا وبريطانيا مشدداً على أن دعم فلسطين اليوم هو واجب إنساني ينبثق من أسس السياسة الخارجية لإيران التي تدعم حصول الفلسطينيين على حقوقهم العادلة، بما في ذلك حقهم في تقرير مصيرهم.
وفي سياق آخر أكد رئيسي حق الشعب الإيراني في الحصول على الطاقة النووية السلمية موضحاً أن إيران لم تترك طاولة المفاوضات النووية ولن تتركها.
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرت في 15 تقريراً لها بأن إيران لم تتورط في أي تحريف خلال نشاطاتها النووية قائلاً “لكن رغم ذلك فهم لا يلتزمون بتصريحاتهم أيضاً”.
وأكد رئيسي أنه ليس هناك أي مبرر لوجود القوات الأمريكية في المنطقة، لأن القضايا يجب أن تحل بواسطة الدول الاقليمية ذاتها مبيناً أن وجود الأجانب داخل المنطقة لن يقدم أي حل للمشاكل وإنما هو جزء من افتعالها.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
من السوفييت إلى إيران: هل تصمد البرامج النووية ؟
من السوفييت إلى إيران: هل تصمد البرامج النووية ؟
ذهب بعض سوادنة الفيسبوك والسوشيال ميديا، الخبراء في كل شيئ، من الإبرة إلي لصاروخ، إلى أن البرنامج النووي الإيراني قد دُمِّر بالكامل، وأن الحل الأمثل هو الاستسلام على غرار النموذج الياباني أو عبر صفقة تحفظ ماء الوجه. لكن يبدو أن هذه الآراء تتجاهل حقائق تاريخية وجيوسياسية بالغة الأهمية.
فمن جهة أخرى، يرى باحثون وعلماء أمريكيون متخصصون مشهود لهم بغزارة العلم أن القصف الجوي لا يكفي وان إيران قادرة على إحياء برنامجها النووي خلال سنوات قليلة بعد القصف ما لم يتم تغيير نظام الحكم جذرياً .
ويستند العلماء إلى حقيقة أن امتلاك المعرفة النووية التقنية والمهارات العلمية اللازمة يعني إمكانية إعادة البناء السريع لأي منشآت قد تُدمر.
كما يشير العلماء إلى صعوبة تغيير النظام لان أن القصف الجوي وحده لم ينجح تاريخياً في إحداث تغيير في الأنظمة السياسية، وأن تغيير نظام الحكم يتطلب غزواً برياً على نمط ما حدث في العراق وليبيا.
القصف الجوي وحده لم يكن كافيا لاقتلاع الحوثيين الفقراء في اليمن فما بالك بايران. يضيف الخبراء بأن غزو إيران بريا – بجبالها الوعرة ومساحتها الشاسعة وتعداد سكانها الذي يتجاوز تسعين مليون نسمة – سيتطلب حشوداً عسكرية تقارب المليون جندي، ما يجعل هذا السيناريو مستبعداً عملياً.
أيضا يعول خصوم أيران إلي أن الضغط الخارجي قد يغذي ثورة شعبية تطيح بالنظام ليعقبه نظام صديق للغرب. ولكن هذه أمنية صعبة المنال رغم إنها غير مستحييلة لان الشعوب تميل إلي تجاوز خلافاتها الداخلية والالتفاف حول حكومتها في حالة بروز تهديد أجنبي.
وكما هو معتاد، سيلعب التدخل الأجنبي علي كرت الأقليات المسنودة من الخارج: أهمها الأذري (أذربيجان) والاكراد والعرب والبلوش وتحريضها علي الثورة بحجة أن الفرس – ثلثي الشعب – يقمعون غيرهم. ويعتمد النجاح في تغيير النظام إلي حد بعيد علي مدي إستجابة الأقليات للتعاون علي اقتلاع النظام وهذا إحتمال لا يمكن إستبعاده ويظل المستقبل مفتوحا علي مختلف الإحتمالات – علما بان المرشد الأعلى، أية الله خاميني، أذري.
ويستدل هؤلاء الخبراء بتجربتي الاتحاد السوفيتي والصين في مجال التسلح النووي. فعندما اكتشفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أربعينات وستينات القرن السابق أن هاتين الدولتين الشيوعيتين تعملان على تطوير أسلحة نووية، ناقشت الإدارة الأمريكية آنذاك خيار القصف الجوي للمنشآت النووية.
غير أن الخبراء العلميين نصحوا بعدم جدوى هذا الأسلوب، لأن هذه الدول – لمجرد امتلاكها للمعارف الأساسية الذي تم – ستتمكن من إعادة بناء منشآتها بسرعة، ولن ينجح القصف سوى في تأخير البرنامج النووي لفترة وجيزة دون منع الحصيلة النهائية. أي أن الدولتين في النهاية ستصبحان نوويتين وغاضبتين.
وهذا ما يفسر امتناع واشنطن عن قصف المنشآت النووية السوفيتية أو الصينية رغم قدرتها على ذلك، حينها مع ثقتها في النصر لانها حتي حينئذ كانت الدولةالنووية الوحيدة في العالم ما يجعل هزيمتها أمرا مستحيلا.
امتنعت أمريكا عن قصف المواقع السوفيتية رغم أنها لم تتردد في إلقاء قنبلتين نوويتين على اليابان بعد استسلامها عملياً – ولم يكن هناك داع لقصف دولة استسلمت علي الطريقة اليابانية – ولكن غرض واشنطون كان توجيه رسالة إلى موسكو أن ترعي بقيدها.
ومع إحتمال عودة البرنامج النووي الأيراني في مستقبل قد يطول أو يقصر، – حتي لو سقط النظام الحالي وبغض النظر عن طبيعة النظام الخالف – لا شك أن الأحداث الأخيرة ستغري الكثير من دول العالم بمحاولة تطوير أسلحة نووية كضامن لأمنها كما فعلت كوريا الشمالية التي لن يجروء أحد علي قصفها.
وأهم الدول التي تملك إمكانية تطوير المهارات اللازمة، وقد تراودها أحلام نووية: تركيا والسعودية ومصر وكوريا الجنوبية واليابان والمانيا واخرون في أوروبا وغيرها.
مرحبا بعالم جديد، الفناء النووي فيه أقرب من حبل الوريد.
في النهاية، تبقى هذه القضايا محل جدل أكاديمي وسياسي، فالإجتماع البشري و الشؤون الدولية تحكمها متغيرات معقدة يصعب اختزالها في قوانين ثابتة – وهذا ما يجعلها أكثر صعوبة وتعقيدا من العلوم الطبيعية والهندسية رغم انكشافها الحاد لان يفتي فيها أي أحمق لم يقرأ مجلة ميكي.
لكن عندما يتعارض رأي الخبراء المتخصصين مع تحليلات “المؤثرين” السودانيين على فيسبوك، فالأولى بي – بطبيعة الحال – الأخذ بتحليلات فلاسفة الفيسبوك السوداني!
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب