في مثل هذا اليوم 9 فبراير، شهدت مصر والعالم العديد من الأحداث التاريخية التي حملت في تفاصيلها مرارة الحزن، وأبكت الكثيرين، فما بين حادث كوبري عباس الذي راح ضحيته طلاب مصر الغاضبين من الاحتلال البريطاني في 1946، وما بين رحيل مفجع لملكة الأردن، فيما كانت الأحداث المبهجة حاضرة أيضا باختراق الإمارات لعالم الفضاء بعد مشروع مسبار الأمل.

1946.. حادث كوبري عباس 

في زمن الاحتلال البريطاني لمصر، كانت هناك العديد من الثورات والتظاهرات التي انتفضت لمقاومة الاحتلال، وكانت في إحدى فصول النضال من أجل الحرية خروج طلاب جامعة فؤاد الأول "القاهرة حاليًا"، للمطالبة بجلاء تام للقوات البريطانية من مصر، ووقف مفاوضات حكومة النقراشي مع بريطانيا. 

حادث كوبري عباس

البداية كانت في 9 فبراير 1946م، عندما أصدرت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة "الاتحاد العام للطلاب"،  قرارًا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمرات عامة، وطالبت بعدم الدخول في المفاوضات إلا على أساس الجلاء التام، وهو ما حدث بالفعل حيث انعقد المؤتمر العام الأول في يوم 9 فبراير 1946 في جامعة فؤاد الأول، بمشاركة المئات من طلاب الجامعة والمعاهد والمدارس، واعتبر المؤتمر أي مفاوضات مع الاحتلال بمثابة "عملًا من أعمال الخيانة يجب وقفه"، وطالب بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا.

اضخم مظاهرة جامعية 

وسرعان ما انتفض الطلاب للمطالبة بجلاء الاحتلال التام، حيث خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية فعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، وبالتزامن مع عبور الطلاب لكوبري عباس حاصرتهم قوات الشرطة من جانبي الكوبري، قبل أن تتخذ الشرطة قرارًا بفتح الكوبري ليبدأ الاعتداء على الطلبة الذين تساقطوا في النيل وقتل وجرح أكثر من 200 مصري، وبالتزامن مع مظاهرة كوبري عباس، خرجت مظاهرة مماثلة في المنصورة أُصيب فيها 7 شبان و3 جنود واعتقل أربعة، كما اعتقل عدد من الشبان في أسوان وفي اليوم التالي عمّت المظاهرات القاهرة والأقاليم.

وكشفت التحقيقات في الحادث عن اعتراف أقر مأموري كل من بندر الجيزة وبندر مصر القديمة بأن الأوامر صدرت إليهم من رؤسائهم الإنجليز "فيتز باترك" حكمدار الجيزة، ورسل باشا حكمدار القاهرة، من أجل عدم السماح للطلاب بعبور الكوبري.

وفي أعقاب الحادث، خرجت جنازة صامتة على روح الشهداء في 12 فبراير، وأقام طلبة الأزهر صلاة الغائب عليهم وحدثت اشتباكات بين الشباب والبوليس أمام كلية الطب لفض مؤتمر عقده الطلبة بالكلية واعتقل عدد يتراوح بين 36 و50 شابًا وحدث اشتباك آخر في الإسكندرية أصيب فيه متظاهرين كما قامت مظاهرة بالزقازيق قتل فيها اثنان وفي المنصورة قتل واحد وجرح المئات، وفي 16 فبراير أُغلقت المحال العامة في الأحياء الوطنية الأحياء التي يسكنها أغلبية من المصريين احتجاجًا على الحوادث وحدادًا على القتلى وقامت مظاهرة في حي الأزهر.

9 فبراير.. يوم الشباب المصري

وتخليدًا لتلك الذكرى، يحتفل المجلس القومي للشباب يوم 9 فبراير من كل عام بيوم الشباب المصري، الذي يتزامن مع ذكرى تضحيات طلبة جامعة القاهرة من أجل تحقيق الاستقلال التام لمصر، والتي عرفت بحادثة كوبري عباس، والذي يعد من الأيام الخالدة في تاريخ الحركة الطلابية والشبابية في مصر

1977.. رحيل ملكة الأردن في تحطم مروحية

ومن بين الأحداث المؤلمة، كان حادث تحطم المروحية الملكية في الأردن والتي كانت تقل الملكة علياء الحسين، وهو الحادث الذي أثار الكثير من الجدل، بعدما ادعى البعض بأن الحادث مدبر. 

الملكة علياء الحسين

والملكة علياء  بهاء الدين طوقان، هي ملكة الزوجة الثالثة لملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، والتي ترعرعت في القاهرة حيث ولدت في 25 ديسمبر 1948، لعائلة من أصل فلسطيني من عائلات مدينة نابلس، وكان والدها هو السفير الأردني السابق في المملكة المتحدة بهاء طوقان، وتزوجت من ملك الأردن في 24 ديسمبر 1972، حيث أنجبا: الأميرة هيا، والأمير علي. 

ووقعت حادثة المروحية الملكية الأردنية، في 9 فبراير 1977، أثناء رحلة تفقدية أجرتها الملكة إلى المناطق النائية في منطقة الطفيلة، حيث سقطت المروحية الساعة 17:30 بالتوقيت المحلي، وكان من بين ضحايا الحادث وزير الصحة محمد البشير والطيار بدر الدين ظاظا صديق الملك حسين والطبيب العسكري ومهند الخص، المرافق الخاص للملكة علياء طوقان.

2004.. الصهاينة المتطرفون يخربون ساحة "الأقصى"

وفي 9 فبراير 2004، كان العالم شاهدًا على إحدى جرائم الاحتلال المتواصلة بتدنيس المسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحم مجموعة من المتطرفين اليهود ساحة "الأقصى" وبدأوا بتحطيم أعمدة رخامية أثرية قرب المتحف الإسلامي، وهذه التحف المعمارية يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى، فيما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في نفش اليوم "تهديدات من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بتفجير المسجد الأقصى، حال تنفيذ ما عرف حينها بـ "خطة شارون للانسحاب أحادي الجانب من غزة".

2021.. مسبار الأمل الإماراتي يخترق مدار المريخ

وفي 9 فبراير 2021، وبالتحديد في تمام الساعة 7:45 مساءً بتوقيت دولة الإمارات، دخل مسبار الأمل مدار المريخ، في حدث تاريخي جعل الإمارات أول بلد عربي ينجح في اختراق عالم الفضاء الخارجي، وخامس وكالة فضائية حول العالم.

مسبار الأمل الإماراتي 

ويعد مسبار الأمل أحد خطوات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، بل هو أهم ملامح البرنامج الفضائي الإماراتي، حيث بدأ مهمته الاستكشافية للفضاء، والتي انطلقت في 20 يوليو 2020 إلى المريخ. 

وبالبحث في تصنيع المسبار فقد تم بناؤه المسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء، وشارك فيه تطويره جامعة كولورادو بولدر، وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي، ولعل الهدف الرئيسي من المسبار هو دراسة دورات الطقس اليومية والموسمية، وأحداث الطقس في الجو المنخفض مثل العواصف الترابية، وكيفية تغير الطقس في مناطق المريخ المختلفة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فبراير 9 فبراير الأردن مسبار الأمل المريخ مسبار الأمل

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تنظم أول مدرسة صيفية بمشاركة طلاب من الصين

في إطار حرصها على تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي مع كبرى الجامعات العالم، نظمت جامعة القاهرة "أول مدرسة صيفية مشتركة" من خلال مكتب الجامعة للعلاقات الدولية، بالتعاون مع معهد اللغات الإفريقية والآسيوية بجامعة شنغهاي للعلوم الدولية بالصين، حول " الإبتكار والإستدامة والثقافة"، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين والطلاب من الجانبين المصرى والصينى، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة هايدي بيومي المشرف على مكتب العلاقات الدولية بالجامعة.

وصرح د.محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة أن المدارس الصيفية تمثل نمطًا جديدًا تتبناه جامعة القاهرة ضمن استراتيجيتها لتعزيز التفاهم الثقافي والتقارب الحضاري بين الشعوب، وفتح آفاق أوسع للتبادل العلمي والأكاديمي، وهي مبادرات تستند إلى برامج دراسية وورش عمل تفاعلية تُعنى بتعليم اللغة، والتعريف بالثقافات المختلفة، والتعامل مع قضايا التنمية المستدامة والتحديات العالمية المشتركة، بما يسهم في بناء جسور من التعاون والفهم المتبادل بين مصر ودول العالم، وعلى رأسها الصين.

وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن المدرسة الصيفية شارك بها 27 طالبًا منهم 20 طالبا من الصين، و7 طلاب مصريين بالإضافة إلي اثنين من الأساتذة من دولة الصين، مشيرًا إلي أن المدرسة الصيفية تضمنت تقديم عدد 8 محاضرات قدمها كبار أساتذة جامعة القاهرة من كليات الآثار والهندسة والآداب والطب والاقتصاد والعلوم السياسية، إلى جانب تقديم عدة ورش عمل للطلاب لصقل مهاراتهم وقدراتهم.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الطلاب من جامعة القاهرة عقدوا عدة ندوات مع نظرائهم من دولة الصين، مثلت نموذجًا للتعاون البناء والفعال في العديد من المجالات، لافتًا إلي أن المدرسة الصيفية نظمت عدة زيارات ترفيهيه للطلاب إلى العديد من المعالم السياحية بمصر للتعرف علي الثقافة والحضارة المصرية عن قُرب.

وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن جامعة القاهرة مستمرة في دعم البرامج المشتركة والأنشطة العلمية العابرة للحدود، بما يعزز من مكانتها كجامعة بحثية رائدة في المنطقة، وأن تنظيم هذه المدرسة الصيفية يمثل خطوة مهمة نحو دعم الدبلوماسية الأكاديمية بين مصر والصين، وتعزيز التعاون البحثي والثقافي بين طلاب وأساتذة الجامعتين.

ومن جانبه قال الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، خلال افتتاحه المدرسة الصيفية، إن إدارة جامعة القاهرة حريصة على الانفتاح الأكاديمي على المؤسسات الدولية المتميزة، لترجمة رؤيتها في بناء جسور معرفية وإنسانية مع مختلف شعوب العالم، بما يُسهم في إعداد كوادر شبابية قادرة على قيادة المستقبل.

و أكد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث أهمية العلاقات الاستراتيجة بين مصر والصين والتي شهدت تطورًا كبيرًا في مختلف المجالات، مشيرًا إلى علاقات التعاون القائمة بالفعل بين جامعة القاهرة والعديد من المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية والجامعات في الصين ومن بينها جامعة شنغهاي للعلوم الدولية.

ومن جهتها، قالت الدكتورة هايدي بيومي مدير مكتب العلاقات الدولية بجامعة القاهرة إن المدرسة الصيفية تمثل منصة متميزة لتمكين الطلاب من الانخراط في بيئة تعليمية دولية، وتبادل التجارب الثقافية، مما يسهم في بناء جيل من الشباب الواعي والمنفتح على العالم، مشيرًة إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية جامعة القاهرة لتعزيز حضورها علي الساحة الدولية وتفعيل الشراكات الأكاديمية مع العديد من الجامعات المرموقة عالميًا.

و أعرب ممثلو جامعة شنغهاي الدولية عن سعادتهم بالشراكة مع جامعة القاهرة، مؤكدين أن هذه المدرسة الصيفية تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون المثمر بين الجانبين، وتعكس قوة العلاقات الصينية-المصرية في مجالات التعليم والبحث العلمي والتدريب.

وأشارت الدكتورة تشين يويانج نائب عميد كلية الدراسات الآسيوية والأفريقية، إلى عمق علاقات التعاون المشتركة بين جامعة القاهرة العريقة  وجامعة شنغهاي، وأن تنظيم المدرسة الصيفية يأتي في إطار العلاقات القوية بين مصر والصين، مؤكدة اعتزازها لدراستها داخل جامعة القاهرة منذ سنوات عديدة وأنها سعيدة للعودة للجامعة مرة اخرى.

كما أعربت، الدكتورة لي يان المسئولة عن الأنشطة الطلابية بجامعة شنغهاي للعلوم الدولية، عن سعادتها لزيارتها الأولى  لمصر ولجامعة القاهرة العريقة، متطلعة إلي توسيع نطاق التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات التي تعود بالنفع علي الطلاب.

وقد شارك فى المحاضرات نخبة من أساتذة جامعة القاهرة بكليات الهندسة والآداب والآثار والدراسات الإفريقية، والطب، ومنهم: د.محسن أبوالنجا، ود.فاطمة عاشور، ود.طارق توفيق، ود.سالي فريد، ود.أحمد عمار، ود.منى الشربيني.

طباعة شارك جامعة القاهرة مدرسة صيفية مشتركة التعاون الأكاديمي والثقافي

مقالات مشابهة

  • الرهوي: الاحتلال السعودي الإماراتي سيرحل مذلولاً والشعب يرفض التجويع والهيمنة
  • جامعة القاهرة تنظم أول مدرسة صيفية بمشاركة طلاب من الصين
  • إثر خلافات بينهما.. شخص ينهي حياة شاب بالإسكندرية
  • طولان: شيكابالا أسطورة وأيقونة زمالكاوية على مدار التاريخ
  • تصاعد استهداف الاحتلال جنوب غزة.. واستشهاد العشرات في غارات إسرائيلية متفرقة
  • المخدرات طيرت عقله.. شاب ينهي حياة زوجته الحامل في المعادي
  • فيل ينهي حياة سائحتين دفاعًا عن صغيره في زامبيا
  • ما كنش قصدي.. عامل محارة ينهي حياة نجله ويدعي وفاته بالمنوفية
  • صعق كهربائي ينهي حياة شاب في العياط
  • إعلام عبري:عباس يوقّع وثيقة تتضمن تغييرات جذرية تشمل إلغاء رواتب الأسرى وإدخال تاريخ الاحتلال في المناهج الفلسطينية