زار معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان والوفد المرافق له، عدداً من المؤسسات التعليمية والجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، والتقى عدداً من المسؤولين والمستثمرين، إلى جانب اللقاءات الثنائية التي عقدها، كما تضمنت الزيارة إقامة الملتقى الاستثماري في مجال التعليم في المملكة، الذي عُقد في إطار زيارة العاصمة “واشنطن”.


يأتي ذلك ضمن برنامج الزيارة التي قام بها الوزير البنيان ووفد التعليم، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال المدة من 6 إلى 10 فبراير 2024م؛ لتعزيز التعاون العلمي والتعليمي والبحثي بين المؤسسات العلمية والتعليمية في البلدين، والاطلاع على أفضل التجارب والممارسات العالمية في مختلف المجالات التعليمية، ومجالات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتعليم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص، إضافةً إلى جذب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية في التعليم العام والجامعي، والتعريف بالفرص والتسهيلات المتاحة للمستثمرين التي تقدمها حكومة المملكة في سياق التحولات الاستثمارية والاقتصادية التي تشهدها المملكة في ظل رؤية المملكة 2030.
وبدأ البرنامج بزيارة معاليه لجامعة شيكاغو والالتقاء بقياداتها وعمداء الكليات ومناقشة خطط الجامعة للتعاون مع وزارة التعليم والجامعات السعودية في مجالات البحث والابتكار وإنشاء المدارس المستقلة لمرحلتي الطفولة المبكرة والتعليم العام.
والتقى في مدينة “واشنطن” وزيرة الدولة المساعدة لشؤون التعليم والثقافة، والمسؤولين في مكتب وزيرة الدولة المساعدة لشؤون الشرق الأدنى والجزيرة العربية بوزارة الخارجية الأمريكية، إضافةً إلى وزير الدولة المساعد للتعليم ما بعد الثانوي، ووزيرة الدولة المساعدة للتعليم الخاص وخدمات إعادة التأهيل بوزارة التعليم الأمريكية، حيث تحدث عن ما تشهده المملكة من تطور كبير في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية، واستعرض أبرز التطورات في النظام التعليمي في المملكة، وعلى وجه الخصوص خطط وزارة التعليم لتطوير المناهج التعليمية، بما يعزز مهارات القرن الحادي والعشرين، ومفهوم المواطنة العالمية، ويرسخ قيم السلام والتسامح وتقبل التنوّع الثقافي، إضافةً إلى جهود الوزارة في رفع مستوى مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات التعليمية عالية الجودة، مؤكدا حرص وزارة التعليم على توطين فرص التدريب والتطوير للمعلمين من خلال المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي.
وتضمنت زيارة “واشنطن” إقامة الملتقى الاستثماري في مجال التعليم في المملكة، الذي شهد حضور أكثر من (150) مستثمراً وممثلاً للجامعات والمؤسسات والشركات التعليمية والتقنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحضور ممثلين من وزارة الاستثمار والهيئة الملكية لمدينة الرياض، ونخبة من المستثمرين السعوديين في مجال التعليم، وقد هدف الملتقى إلى التعريف بالفرص الاستثمارية في مجال التعليم في المملكة، والإجابة عن استفسارات المستثمرين وتطلعاتهم للاستثمار في المملكة وافتتاح مكاتب إقليمية في مدينة الرياض، وإنشاء فروع للمدارس والجامعات الأمريكية في المملكة.
وناقش البنيان، في لقاء مماثل برئيس جامعة ولاية أريزونا، والرئيس التنفيذي لشركة سنتانا التعليمية المستجدات حيال خطة الجامعة لافتتاح جامعة في المملكة، والتي سبق استعراضها خلال زيارة الجامعة للمملكة، وزيارة وفد وزارة التعليم لجامعة ولاية أريزونا في وقت سابق، كما زار جامعة غالوديت المتخصصة في تعليم الطلاب ذوي الإعاقة السمعية، والتقى رئيس المعهد الوطني التقني للصم وناقش إمكانية التعاون معهما لإنشاء مراكز متخصصة في تعليم ذوي الإعاقة السمعية في المملكة، كما عقد عدداً من اللقاءات الثنائية مع المسؤولين في مجلس سياسات الشرق الأوسط وشركة خدمات الاختبارات التعليمية.
واجتمع وفد وزارة التعليم في مدينة نيويورك بمسؤولي كبريات شركات التمويل وشركات تقنيات التعليم والمستثمرين في الولايات المتحدة الأمريكية للتعريف بالفرص الاستثمارية في مجال التعليم في المملكة، والترحيب بمشاركتهم في تقديم الخدمات التعليمية في المجالات الاستثمارية ذات الاهتمام المشترك.
والتقى معالي وزير التعليم الطلاب المبتعثين في كل من مدينتي شيكاغو واشنطن العاصمة، حيث تحدث عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ومستهدفاته المستقبلية؛ مؤكداً دور المبتعثين في تقديم صورة مشرقة للمواطن السعودي وتعكس القيم الإنسانية والثقافية والاجتماعية للمملكة، وتبرز ماتمر به المملكة من تطورات في مختلف المجالات.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الولایات المتحدة الأمریکیة وزارة التعلیم

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية ..حين تفلس الإمبراطوريات

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان تقاليد الإمبراطوريات الغابرة عندما كانت تعاقب الشعوب لا لأنها ارتكبت جرمًا، بل لأنها تجرأت على قول “لا”، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على ما أسمته “شبكة تهريب نفط مرتبطة بالحوثيين”، متحدثة عن كيانات وأفراد، وأموال، وشبكات، وحسابات، في نبرة درامية تُخفي خلفها ارتباكًا سياسيًا أكثر مما تُظهر صرامة مالية.

لكن لنتوقف لحظة؛ ما الذي يزعج واشنطن فعلًا؟

هل هو تهريب النفط؟ أم كسر الحصار الأمريكي المفروض على اليمن ودول محور المقاومة، وآخره النجاح الذي حققته صنعاء في إنقاذ العملة الوطنية؟

هل الأمر فعلًا متعلق بـ”غسل أموال”؟ أم أن الغسيل الحقيقي يجري في غرف عمليات السياسة الأمريكية الملطخة بدماء الشعوب؟

تصريحات وزارة الخزانة ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) تبدو وكأنها نُسخت ولُصقت من أرشيف العقوبات القديمة. ذات العبارات: “شبكة مالية”، “شركات وهمية”، “غسل أموال”، “إيرادات مشبوهة”، و”التهديد للاستقرار الإقليمي”. كلمات تُستخدم كستار دخاني، لا لكشف فساد كما تدّعي، بل لحجب الحقيقة.

المضحك أن من شملتهم العقوبات لا يشكلون تهديدًا ماليًا على الاقتصاد الأمريكي ولا على بورصة نيويورك؛ لكن العقاب هنا ليس اقتصاديًا بقدر ما هو انتقامي.

فعندما يقف اليمن اليوم، وسط الحصار، ويعلن بوضوح أن بوصلته غزة، وأن صواريخه وطائراته المسيرة موجهة ضد الكيان الصهيوني وداعميه، فهل ننتظر أن ترد عليه واشنطن بتحية؟

وحين يتحول اليمن من بلد منكوب إلى ركيزة إقليمية تعيد رسم قواعد الاشتباك، وتخترق المعادلات الدولية من باب البحر الأحمر، لا بد أن يُعاقب في القاموس الأمريكي!

إن كانت أمريكا تبحث عن شبكات تهريب حقيقية، فلتنظر إلى شبكات التهريب التي تمد الكيان الصهيوني بالصواريخ والقنابل، وتُمرَّر عبر صفقات سلاح سنوية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.

وإن كانت تبحث عن “تمويل للإرهاب”، فلتسأل عن ملايين الدولارات التي تُغدق على جرائم الحرب في غزة والضفة ولبنان وإيران وسوريا واليمن، وتُصرف من ضرائب المواطن الأمريكي لدعم كيان يرتكب أبشع المجازر في العصر الحديث.

التوقيت ليس صدفة؛ فالعقوبات الجديدة تأتي بعد فشل الضغوط الأمريكية في وقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر وفي عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد أن أصبحت الضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية تشكّل تهديدًا استراتيجيًا لمصالح الغرب الداعم للكيان، لا سيما في خطوط الملاحة والطاقة.

كما تأتي بعد أن بات الموقف اليمني أكثر صلابة من كثير من الأنظمة المترنحة، وأصبحت صنعاء محورًا لا يمكن تجاوزه، لا في المعركة ولا في السياسة.

والمفارقة أن هذه العقوبات باتت، في نظر الشعوب، وسام شرف.

لأن كل من عاقبته واشنطن، إما أنه قاوم، أو دافع عن أرضه، أو أنه وقف مع فلسطين، أو لأنه كشف وجه أمريكا الحقيقي.

فالعقوبات اليوم أصبحت شهادة بأنك خارج دائرة التبعية، أنك لا تنتمي إلى حلف العملاء.

أنك لست من الذين يتسولون “الرضا الأمريكي”، بل من الذين يفرضون إرادتهم رغم الحصار.

فعندما تعجز أمريكا عن إيقاف مسيرة أو صاروخ أو موقف، تلجأ إلى العقوبات.

وعندما تفشل دبلوماسيتها في ليّ ذراع الدول الحرة، تلجأ إلى الخنق المالي.

لكن الأهم: حين تفقد قدرتها على التأثير في الميدان، تتحول إلى ضجيج فارغ على الورق، تمامًا كما تفعل الآن.

ليست هذه أول مرة تفرض فيها أمريكا عقوبات على اليمنيين، ولن تكون الأخيرة.

لكنها كل مرة تؤكد أن المسار صحيح، والاتجاه سليم، وأن الاستقلال له ثمن، لكن له أيضًا كرامة لا تُشترى.

فالعقوبات لا توقف إرادة الشعوب، ولا تحاصر الوعي، ولم ولا ولن تطفئ الشعلة التي أوقدها اليمنيون في وجه الظلم والطغيان.

فكلما عاقبتمونا.. زدنا يقينًا أننا على الطريق الصحيح.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي: الوزارة تضع دعم الجامعات الخاصة على سلم أولوياتها
  • وزير الثقافة يعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2025
  • العقوبات الأمريكية ..حين تفلس الإمبراطوريات
  • وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
  • نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر
  • نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر ونائب وزير الخارجية اليمني
  • استعرضا العلاقات الثنائية وناقشا المستجدات.. نائب وزير الخارجية يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر
  • وزير التعليم العالي يبحث مع جامعة باشاك شهير واقع التعليم العالي الخاص في الشمال السوري
  • معلومات الوزراء يستعرض جهود وزارة التعليم العالي للارتقاء بالمعاهد وتحقيق التكامل مع الجامعات
  • وزارة التعليم تمنع تدريس اللغة الكردية في الجامعات