إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درمانان الأحد خلال زيارة قام بها لجزيرة مايوت عن نية الحكومة إنهاء "حق الأرض" المتعامل به والذي يمنح الجنسية الفرنسية لكل شخص يولد على أرض الجزيرة مهما كانت أصوله. وذلك عبر مراجعة للدستور سيقررها رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون.

ويأتي هذا القرار الذي وصفه حزبا الجمهوريون والتجمع الوطني (اليمين المتطرف) بـ"الجريء" بعد أسابيع من المظاهرات والاحتجاجات التي نظمها شبان للتنديد بانعدام الأمن وثقل الهجرة غير الشرعية على هذه الجزيرة التي تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية مختلفة.

مخاوف من تدهور الوضع الأمني في جزيرة مايوت الفرنسية © صورة من شاشة فرانس 24

وقال دارمانان: "سنتخذ قرارا راديكاليا يتعلق بإنهاء حق الأرض وسيطرح للمناقشة عندما سيقرر الرئيس ذلك".

 وتابع بعبارة أخرى: "لن يكون باستطاعة أي شخص الحصول على الجنسية الفرنسية ما لم يكن ابنا لأبوين فرنسيين"، مضيفا أن "هذا القرار سيضع حدا نهائيا لجاذبية هذه الجزيرة" التي يقصدها عدد كبير من الناس، لا سيما من جزر القمر المجاورة. فيما وصف دارمانان هذا القرار بأنه "قوي وواضح وراديكالي لكنه سيطبق فقط في جزيرة مايوت".

48 بالمئة من سكان مايوت أجانب

هذا، وتوالت ردود الفعل الإيجابية من اليمين واليمين المتطرف إزاء هذا الإعلان. إذ عبّر نائب من جزيرة مايوت منصور قمر الدين (الجمهوريون) عن "فرحته" بينما انتقده الحزب الاشتراكي. أما من الخضر، فلقد أعلنت ماري توسان، وهي مرشحة لخوض غمار الانتخابات الأوروبية في شهر يونيو/حزيران المقبل أن "قرار دارمانان لن يحل المشاكل التي تعاني منها جزيرة مايوت بل سيهدم قيمنا ويسيء لجمهوريتنا".

اقرأ أيضاجزيرة مايوت الفرنسية.. مبادرات أهلية لضبط الأمن ومواجهة المشكلات الاجتماعية

وتعتبر جزيرة مايوت من بين المناطق الفرنسية الأكثر فقرا. يعيش فيها حوالي 300 ألف شخص. 48 بالمئة منهم من سكان جزر القمر وفق غرفة الحسابات الإقليمية. ويعيش هؤلاء الناس بشكل غير شرعي ويأتون عبر قوارب من هذه الجزيرة التي لا تبعد سوى حوالي 70 كيلومترا من جزيرة مايوت. وحظي دارمانان باستقبال "بارد" من قبل سكان الجزيرة وبشعارات مناهضة للحكومة الفرنسية من بينها "جزيرة مايوت غاضبة" أو "نريد الآن أشياء ملموسة وواقعية" و"لا نريد فقط كلاما، نريد أعمالا".

"مطلب إنهاء حق الأرض قديم طالبنا به منذ عدة أشهر"

وفي فرنسا، عبّر نواب من اليمين الجمهوري عن استعدادهم لتقديم الدعم الكامل من أجل تمرير القانون الذي ينهي الحصول على الجنسية الفرنسية باسم مبدأ "حق الأرض".

وقال فيليب غوسلان، نائب من نفس الحزب زار عدة مرات جزيرة مايوت "الإعلان الذي قام به دارمانان جريء. لقد زرت هذه الجزيرة أربع مرات وشاهدت كيف تدهور الوضع فيها. أعتقد أن هناك مشكلة حقيقية مرتبطة بالأمن وبالهجرة".

وتابع: "نصف سكان مايوت هم أجانب من جزر القمر المجاورة. وهذا يؤثر سلبا على المرافق الطبية والتعليمية وعلى مؤسسات الدولة بشكل عام".

اقرأ أيضافرنسا: جزيرة مايوت.. دعوات لطرد الأجانب ووقف استقبال المهاجرين

وبخصوص إعلان دارمانان، أضاف نفس النائب "مطلب إنهاء حق الأرض" قديم، طالبنا به منذ عدة أشهر. على الغالبية البرلمانية أن تتحرك في هذا الاتجاه ونحن في حزب الجمهوريون، سندعمهم ونقول لهم نحن مستعدون لذلك".

توتر في جزيرة مايوت © صورة ملتقطة من شاشة فرانس24

وعرفت جزيرة مايوت احتجاجات ومظاهرات عديدة خرج خلالها سكان الجزيرة للتنديد بانعدام الأمن وتردي أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بسبب وصول أعداد هائلة من المهاجرين غير الشرعيين من جزر القمر المجاورة ودول أفريقية أخرى.

فيما وقعت عدة اشتباكات مع قوات الأمن. ما دعا بالعديد من المسؤولين في الحكومات الفرنسية المتعاقبة لزيارة هذه الجزيرة لكن هذا لم يؤد إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلة الهجرة. فهل سيساهم قرار دارمانان في حلها؟

طاهر هاني

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج فرنسا مايوت جيرالد دارمانان الهجرة غير الشرعية للمزيد الدستور كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد منتخب نيجيريا الدوحة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا هذه الجزیرة جزر القمر حق الأرض

إقرأ أيضاً:

وثيقة المواطنة .. أبعاد تربوية لإعداد جيل معتز بهويته

أصدرت دائرة المواطنة بوزارة التربية والتعليم وثيقة مخرجات التربية على المواطنة لمرحلة التعليم المبكر للعام الدراسي 2025/2026، التي اشتملت على عدد من المجالات كالمجال المعرفي والوجداني والمهاري.

وأشارت الوثيقة إلى أن للتربية على المواطنة أبعادًا عدة، منها البعد الديني، ويتضمن الالتزام بمبادئ الدين الحنيف، ووضع خطة للمفاهيم والفعاليات الدينية، وتعزيز القيم الفاضلة أثناء البرنامج اليومي، وسرد القصص والعروض المرئية الداعمة لهذه المرحلة. أما البعد الوطني، فهو الاعتزاز بالوطن، والمشاركة في المناسبات الوطنية، وتعزيز احترام رموز الوطن لدى الطلبة من خلال تنفيذ بعض الفعاليات في المدرسة.

ويتضمن البعد الاجتماعي القيم والاتجاهات الإيجابية نحو المجتمع، لإكساب الطلبة العادات الاجتماعية وممارسة السمت العماني من خلال التعاملات اليومية، ويتناول البعد البيئي استشعار المسؤولية تجاه النظام البيئي، وتنظيم حملات لحماية البيئة المحلية، والمحافظة على الثروات الوطنية، وتنظيم رحلات وإقامة حلقات علمية تهدف إلى التعرف على الموارد البيئية والطبيعية في البيئة العُمانية.

أما البعد الثقافي، فيُعنى بالإدراك بالمكونات الثقافية العُمانية، وتعريفهم بالحضارة العُمانية والمعالم التاريخية، وممارسة الطلبة للألعاب الشعبية في الساحة الخارجية، وإكسابهم بعض المهارات الحرفية من مهن الأجداد.

ويُعرّف البعد التقني بالتعامل الأمثل مع وسائل التقنية الحديثة (الرقمية)، وإكساب الطلبة مهارة الاستخدام الآمن للأجهزة الإلكترونية، وتنفيذ حلقات توعوية للهيئة الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور بأهمية الأمن الإلكتروني، والأضرار الناتجة عن استخدام التقنيات الحديثة، وذلك من خلال التعاون مع الجهات المعنية مثل المركز الوطني للسلامة المعلوماتية.

ويتناول البعد الاقتصادي إدراك ضرورة تنويع مصادر الأنشطة الاقتصادية مثل العملات والبيع والشراء، ودعم المنتج العُماني، وحقوق المستهلك، بالإضافة إلى زيارات ميدانية للتعرف على الموارد الطبيعية ذات المردود الاقتصادي في سلطنة عُمان، وتنفيذ أنشطة تُكسب الطلبة مهارات التعاملات الاقتصادية، مثل نشاط "حصّالتي" ومفهوم الادخار، وتثمين الثروات الوطنية من خلال عرض مقاطع مرئية معبّرة عن الموضوع.

وتتضمن الوثيقة عدة إجراءات يجب اتخاذها لتفعيل هذه المخرجات في المجالات المعرفية والمهارية والوجدانية، كما أوضحت فترة التنفيذ لكل إجراء، بالإضافة إلى مقترحات إضافية لإجراءات تفعيل المخرجات، وملحق خاص يحتوي على رمز الاستجابة السريعة، حتى يتيح الوصول إلى عدة روابط لفيديوهات تعليمية حول موضوعات متنوعة تتعلق بالمواطنة، بالإضافة إلى دفتر تلوين يتناول مفاهيم المواطنة، ورابط خاص بكُتيّب قصص يشمل قصص نجاح العُمانيين، يمكن أن تستفيد منه معلمة الحلقة الأولى في تقديم الموضوعات التي تخص التربية على المواطنة.

وبيّنت الوثيقة أن مخرجات التربية على المواطنة لا يقتصر تطبيقها في فترة تعليمية واحدة أو في المناسبات الوطنية فقط، وإنما ينبغي غرس مفهوم المواطنة في نفوس الطلبة طوال فترة البرنامج اليومي بشكل تكاملي مع المفاهيم الأخرى التي تُقدَّم لهم، وذلك وفق خطة واضحة طوال العام الدراسي.

كما كشفت الوثيقة عن مقترحات لتفعيل وثيقة التربية على المواطنة لمرحلة التعليم المبكر، من خلال عرض صور أو مقاطع مرئية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم والسيدة الجليلة ـ حفظهما الله ـ أثناء تفقدهما أحوال المواطنين في مختلف المحافظات، والاستفادة من البرامج والموارد الوثائقية عن الطبيعة في سلطنة عُمان، وعرض المشاركات الخارجية لطلبة الحلقة الأولى والجوائز التي حصدوها في المجالات المختلفة، وتنفيذ زيارات ميدانية للحرفيين العُمانيين للتعرف على الصناعات التقليدية، بالإضافة إلى زيارة المتاحف الوطنية والشخصية لمعرفة الموروثات التقليدية، والمشاركة في الأعمال التطوعية بما يتناسب مع خصائص مرحلة التعليم المبكر، وسرد القصص عن السمت العُماني والقيم الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • وثيقة المواطنة .. أبعاد تربوية لإعداد جيل معتز بهويته
  • "حرمان الأطفال من الجنسية ضرر لا يُصلح": قاضٍ فدرالي يجمّد قرار ترامب بشأن "حق المواطنة بالولادة"
  • وزارة الأشغال تعلن بدء أعمال للحد من الفيضانات في جونية
  • قاض فدرالي يوقف قرار ترامب تقييد حق المواطنة بالولادة
  • خلافات مالية ورفض أوروبي يهددان اتفاق الهجرة بين لندن وباريس
  • تعثر المحادثات بين بريطانيا وفرنسا بشأن الهجرة غير الشرعية
  • ماكرون وستارمر يتفقان على رادع جديد لقوارب الهجرة
  • الشرطة الفرنسية تداهم مقر حزب مارين لوبان
  • انعقاد ورشة للحد من مخاطر الأمراض المنقولة عبر المياه
  • غانا تُطلق فرقة أمنية للحد من خسائر تهريب الذهب