خلافات مالية ورفض أوروبي يهددان اتفاق الهجرة بين لندن وباريس
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
كشفت تقارير إعلامية بريطانية النقاب عن المحادثات البريطانية-الفرنسية بشأن اتفاق للحد من الهجرة غير النظامية عبر بحر المانش تواجه خطر الانهيار، بعد أن تعثرت ليلة الأربعاء في ظل خلافات مستمرة حول التمويل والمعارضة الأوروبية، ما يهدد آمال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في إعلان “اختراق سياسي” خلال زيارة الدولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وذكرت صحيفة "الغارديان" أنه وبينما كان ستارمر يأمل في استغلال القمة الثنائية التي تختتم اليوم الخميس لإعلان اتفاق يعيد بموجبه بعض طالبي اللجوء الذين يعبرون القناة إلى فرنسا، أكدت مصادر من الجانبين أن المحادثات ما تزال تراوح مكانها، مع استمرار الخلافات حول حجم الدعم المالي البريطاني، والقيود القانونية داخل فرنسا، فضلاً عن اعتراض دول أوروبية جنوبية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني قوله: إن “المفاوضات معقدة ومتغيرة”، مشيرًا إلى أن أي اتفاق يتطلب أيضًا التشاور مع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، وليس فقط مع باريس.
ويأتي ذلك في وقت تأمل فيه حكومة ستارمر في إحراز “تقدم ملموس” بملف الهجرة غير النظامية، حسب ما ذكره متحدث باسم “داونينغ ستريت”، بينما اعتبرت مصادر فرنسية أن مطالب باريس بزيادة التمويل “حساسة للغاية سياسيًا” في الداخل البريطاني.
تفاصيل الخلافات المالية
ووفق الصحيفة فإن فرنسا تطالب بزيادة الدعم البريطاني لتغطية تكاليف توسيع عمليات المراقبة على سواحلها الشمالية، بما في ذلك تمويل زوارق ودوريات وشراء معدات متقدمة مثل الطائرات المسيّرة ومناظير الرؤية الليلية، بالإضافة إلى تعزيز وحدات خاصة تعمل على الشواطئ لاعتراض المهربين والمهاجرين.
يُذكر أن بريطانيا كانت قد وقعت اتفاقًا سابقًا بقيمة 480 مليون جنيه إسترليني قبل عامين لدعم هذه الجهود، لكن فرنسا ترى أن المهام الموكلة إليها ازدادت وأنها بحاجة إلى دعم إضافي لتوسيع نطاق عملياتها.
معارضة أوروبية من الجنوب
عقبة أخرى بارزة تقف أمام الاتفاق هي المعارضة الشديدة من دول "مجموعة البحر المتوسط 5" (قبرص، اليونان، إيطاليا، مالطا، وإسبانيا)، التي تخشى من أن يؤدي ترحيل طالبي اللجوء إلى فرنسا إلى إعادة تدفقهم نحو الجنوب الأوروبي، بما يشكل عبئًا إضافيًا على أنظمتها المثقلة أصلًا.
وتسود مخاوف في هذه الدول من أن طالبي اللجوء الذين يُعادون من بريطانيا إلى فرنسا، قد يحاولون مجددًا دخول أوروبا عبر أراضيهم، مما يفاقم من التحديات الأمنية والإنسانية في المنطقة.
يُعد هدف ستارمر الأساسي من الاتفاق هو الوصول إلى صيغة “واحد داخل، واحد خارج”، بحيث تستقبل بريطانيا طالبي لجوء ممن لديهم صلات أسرية واضحة في البلاد، في حين تعيد من لا تنطبق عليهم الشروط.
وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق ستشهد ترحيل ما يصل إلى 2600 شخص سنويًا فقط، وهو ما يعادل نحو 6% من عدد المهاجرين الذين عبروا المانش في العام الماضي، على أن يتم توسيع الرقم لاحقًا بعد تقييم التجربة الأولية.
رغم طابعها الرمزي، خاصة مع إعلان استعارة المملكة المتحدة لنسيج "بايو" التاريخي من فرنسا، إلا أن زيارة ماكرون تمثل اختبارًا حقيقيًا لاستراتيجية ستارمر في "إعادة ضبط" العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر عقب "بريكست".
وتتزايد الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني داخليًا لإثبات فاعلية سياساته في ملف الهجرة، الذي يلقى اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، في وقت يعاني فيه من تراجع شعبي جزئي بسبب وعود سابقة لم تتحقق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية زيارة فرنسا بريطانيا العلاقات بريطانيا فرنسا علاقات زيارة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ماكرون: يجب على لندن وباريس إنهاء الاعتماد على أمريكا والصين
أفادت وكالة انباء "الشرق" أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال، أمس الثلاثاء، إن على بريطانيا وفرنسا التعاون في مواجهة التهديدات العديدة التي تزعزع استقرار العالم والعمل على حماية أوروبا من "الاعتماد الاقتصادي المفرط" على الولايات المتحدة والصين.
ولفت إلى ضرورة تعزيز التحالف بين فرنسا والمملكة المتحدة، مؤكداً أن التعاون الوثيق هو السبيل لمواجهة تحديات العصر، وشدد على أن البلدين من أقدم الدول ذات السيادة في أوروبا، مشيراً إلى أهمية اتخاذ قرارات مستقلة في الشؤون الاقتصادية والتقنية والدبلوماسية، وفق ما نقلته "سكاي نيوز" البريطانية.
وبالرغم من أن لندن ليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، إلا أن ماكرون يرى أنه لا يمكن للمملكة المتحدة الوقوف مكتوفة الأيدي لأن الدفاع والأمن، والقدرة التنافسية، والديمقراطية جوهر هوية البلدين على حد تعبيره، ومهما للترابط في جميع أنحاء أوروبا كقارة.
واستعرض ماكرون مجموعة من التهديدات الجيوسياسية التي تواجه الدولتان، مؤكداً على ضرورة الحذر من "الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة والصين"، مضيفاً: "أننا بحاجة إلى حماية اقتصاداتنا ومجتمعاتنا من مخاطر هذه التبعية المزدوجة".
ويرمز الخطاب إلى تحسن العلاقات الذي يسعى إليه حزب العمال، المنتمي ليسار الوسط بزعامة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في إطار إعادة ضبط أوسع للعلاقات مع الحلفاء الأوروبيين في أعقاب الخلافات التي اندلعت بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفق وكالة "رويترز".
ويُجري ماكرون زيارة رسمية لبريطانيا تستمر 3 أيام، التقى خلالها الملك تشارلز الثالث، في ظل تحسّن العلاقات بعد تولي حزب العمال الحكم. وتتركز الزيارة على ملفات الهجرة والدفاع، وسط تطلعات لتعزيز التعاون بين البلدين، بحسب "فرانس 24".
و أشاد الرئيس الفرنسي، بعودة العلاقات الوثيقة بين فرنسا وبريطانيا، ليصبح أول زعيم أوروبي يزور لندن منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، داعياً إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الدفاع والهجرة والمناخ والتجارة، وذلك في خطاب نادر أمام البرلمان البريطاني.