الأمم والمجتمعات الواعية المتحضرة، تسعى جاهدة لبناء مجتمع صحي معافى يتمتع أفراده بالصحة النفسية والبدنية، وترتفع بينهم معدلات اللياقة البدنية والذهنية، وقد أصبح تحقيق هذا الهدف مطلبا وطنيا بالغ الأهمية، تعد له الحكومات خططا وبرامج متكاملة.
إن التوعية بأهمية الرياضة والتشجيع على مزاولتها باستمرار، وسيلة ناجعة للمحافظة على صحة الأفراد، وتمتعهم بالنشاط والحيوية عند أداء المهام وإنجاز الأعمال اليومية، فكل نشاط بدني يعود على الإنسان ومجتمعه بالنفع والفائدة فإنه رياضة عملية فعالة، حيث يجدد الدورة الدموية ويبعث على النشاط والحيوية، ويقوي مناعة الجسم ضد الأمراض، ويضمن تحقيق معدلات إنتاج عالية.
فالعمل المنزلي المتوازن المشترك بين أفراد الأسرة يعد رياضة أسرية متكاملة، ومن ذلك التدبير المنزلي للنساء والفتيات، من أعمال الطبخ وترتيب الأثاث وتنسيق وري المزروعات، وأعمال الخياطة والتطريز والتنظيف، إضافة إلى أداء بعض التمارين الرياضية كالمشي في فناء المنزل والمساعدة في رعاية الأطفال، والاعتماد على النفس في ترتيب الحاجات الشخصية لطرد الخمول والكسل، وتجنب الاتكالية على الخدم والسائقين، مما تفشى بسبب الترف والرفاهية وإدمان استخدام الأجهزة الإلكترونية، وكثرة طلبات المطاعم وعروض مواقع التسوق.
وفيما يتصل بالرجال والشبان، فإن رياضة المشي نحو المساجد لأداء الصلوات، وزيارة الجيران والأرحام، وجولات شراء الاحتياجات اليومية من مجمعات الميرة والفرجان المجاورة سيرا على الأقدام ومشاركة جماعات الأقدام من أهل الدعوة والتبليغ والتعاون في الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع، والزراعة إضافة إلى النزهات البرية والبحرية، وغسيل السيارات، تعتبر رياضة مكتملة الشروط والعناصر، شريطة الاهتمام بالتغذية السليمة والنوم والاستيقاظ المبكرين وطريقة الجلوس والقيام، للحصول على قوام رياضي صحي متناسق وحالة مزاجية طيبة. ولا ننسى الرياضات الذهنية بقراءة القرآن والأذكار، ومطالعة الكتب والمراجع العلمية والثقافية المفيدة.
فإذا طبقنا هذه الأساليب العملية واعتمدناها أسلوبا لحياتنا اليومية، نكون رياضيين بالفعل ونضمن بإذن الله حياة صحية سليمة، تكفل لنا أداء كافة المسؤوليات والمهام بإنتاجية وفاعلية عالية المستوى، فليست الرياضة مقصورة على ارتداء بعض الأزياء الخاصة أو تكلف أداء بعض الأنشطة والفعاليات المبتورة خلال أوقات ومظاهر احتفالية في أماكن معينة خارج المنزل.
يجب أن نتخذ الرياضة أسلوب حياة شاملا يؤطر جميع مناحي حياتنا، دون فصلها عن واقعنا اليومي المعاش.
ونحن نواكب أجواء الاحتفال باليوم الرياضي، في هذه الأجواء الربيعية المنعشة الباعثة على النشاط والحيوية، فإننا نهيب بالجهات المختصة بضرورة تطبيق الإجراءات والقوانين في حق كل المخالفين لقيمنا وأخلاقنا النابعة من تعاليم الدين والعادات الحميدة، والتأكد من مطابقة الأنشطة والفعاليات لمفهوم الرياضة الحركية والتوعوية، والتزام اللباس المحتشم، وتخصيص أماكن ورياضات منفصلة تناسب كلا من الجنسين على حدة، مع التركيز على إبراز هويتنا الوطنية الأصيلة، دون الحاجة إلى الاستعراضات الراقصة والموسيقى المزعجة الصاخبة، مع ضمان انسيابية الحركة المرورية في كافة المواقع.
وبما أن الاحتفال باليوم الرياضي يتزامن مع احتفالية بعض الفئات الدخيلة علينا بما يسمى ب ( عيد الحب ) أو الفلانتاين المخالف لعقيدتنا وثوابتنا الشرعية والأخلاقية، فلابد من تشديد الرقابة وردع كل من تسول لهم أنفسهم باتخاذ أجواء اليوم الرياضي ذريعة لنشر مجونهم وخلاعتهم والترويج لبعض الأفكار والمعتقدات المنحرفة.
اللهم متعنا بالصحة والعافية والحياة السعيدة، وأجعلنا من عبادك المؤمنين الأقوياء في عقولهم وأبدانهم.
راشد العودة الفضلي – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اعرف الوقت المناسب لممارسة رياضة المشى في الطقس الحار
تشهد البلاد خلال الأيام الحالية، ارتفاعا فى درجات الحرارة، والتى يتزامن معها ارتفاع فى مستويات الرطوبة، والتى تزيد من الشعور بدرجات الحرارة المرتفعة، بنسبة تصل إلى 3 درجات أعلى من درجة الحرارة المسجلة.
وتعد رياضى المشى، من أبسط وأسهل التمارين الرياضية التى يمكن لأى شخص أن يمارسها، سواء بهدف إنقاص الوزن أو لزيادة اللياقة البدنية والحفاظ على الصحة العامة، لكن المشى خلال درجات الحرارة العالية يستلزم اتخاذ بعض الاحتياطات، لتجنب المشكلات الصحية المرتبطة بالحرارة، وفقا لموقع “Times of India”.
تأثير الحرارة المرتفعة على الجسم
قد يؤدي التعرض الطويل للحرارة الشديدة إلى أمراض مرتبطة بالحرارة، مثل الإجهاد الحراري أو حتى ضربة الشمس، والتي قد تكون مهددا للحياة فى حالة عدم تلقى العلاج اللازم.
لذلك ينبغي على من يمارس المشي يوميًا مراعاة بعض العوامل قبل الخروج تحت أشعة الشمس، وفي ظل موجة حر شديدة، يُصبح تحديد الوقت المناسب للمشي أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة والسلامة.
ما هو الوقت المناسب للمشي ؟
عادةً ما يكون الصباح الباكر وأواخر المساء أكثر برودةً من النهار، بسبب انخفاض درجات الحرارة وقلة التعرض لأشعة الشمس المباشرة، مما يجعل المشي أكثر راحةً وأمانًا.
ويعتبر الصباح الباكر، قبل الساعة السابعة صباحًا، وأواخر المساء بعد الساعة السادسة مساءً، بشكل عام أفضل وقت للمشي أثناء موجة الحر.
وعادةً ما تكون درجات الحرارة أقل في الصباح، لأن الشمس تكون أقل ارتفاعًا في الأفق، مما يقلل من التعرض المباشر للشمس وشدتها، كذلك تميل مستويات الرطوبة إلى الانخفاض في الصباح الباكر، مما يسمح بتبريد أكثر فعالية من خلال التعرق.
وفي المساء، تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض مع غروب الشمس، وكما هو الحال في الصباح الباكر، تكون شدة الشمس أقل، مما يقلل من خطر ارتفاع درجة الحرارة، ويمكن للمشي بعد غروب الشمس أن يوفر نهاية هادئة لليوم ويساعد على الاسترخاء والنوم.
نصائح للمشي بأمان خلال موجة الحر
يوجد عدد من النصائح التى تساعد على ممارسة رياضة المشى بأمان خلال درجات الحرارة المرتفعة، وهى:
اشرب الكثير من الماء قبل وأثناء وبعد المشي للحفاظ على رطوبة جسمك، مع تجنب المشروبات السكرية لأنها قد تسبب الجفاف.
ارتدى ملابس خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون، تسمح بالتهوية وتعكس ضوء الشمس.
ضع واقيًا من الشمس بعامل حماية عالى على الجلد المكشوف، وارتدى نظارات شمسية وقبعة واسعة الحواف لحماية وجهك من الأشعة فوق البنفسجية.
تعرف على علامات الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل الدوخة والغثيان والتعرق المفرط، وفور الشعور بأى من تلك الأعراض، توقف عن المشي فورا وابحث عن الظل إذا شعرت بتوعك.
اختر مسارات أو طرقًا مظللة ، مع إمكانية الوصول إلى مصادر المياه أو المرافق حيث يمكنك التبريد عند الحاجة.
خلال موجة الحر، فكر في تقليل شدة ومدة مشيك لتجنب الإجهاد المفرط.
كن على اطلاع دائم بتوقعات الطقس وتحذيرات الحرارة، و تجنب المشي خلال ساعات ذروة الحر عندما تكون درجات الحرارة في أعلى مستوياتها.
اليوم السابع
إنضم لقناة النيلين على واتساب