قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، الجمعة، إن الاستثمار في تركيا فرصة ذهبية لما تتمتع به من إمكانيات كبير في العديد من المجالات.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الخطيب بالمنتدى التركي السعودي للاستثمار والأعمال إلى جانب وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح.

ونُظم المنتدى الذي شارك فيه من الجانب التركي وزيرا الخزانة والمالية محمد شيمشك، والثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، من قبل مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية وهيئة العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية "دييك"

وأكد الخطيب أنّ السياحة جزء من رؤية 2030 السعودية، وأن الرؤية تشمل أيضا التعدين والرياضة وقطاعات أخرى نسيتها السعودية لفترة طويلة لانشغالها بالصناعات البتروكيماوية.

وأشار الخطيب إلى أن قصر مدة الرحلة بين تركيا والسعودية عامل مهم للسياحة، وقال إن "مطار المدينة المنورة الذي بناه مستثمرون أتراك جميل ومن الطراز الذي يشجع المستثمرين".

وقال الخطيب: "الاستثمار في تركيا فرصة ذهبية، والمملكة العربية السعودية تنفق مليارات الدولارات لتحقيق رؤيتها لعام 2030".

وبين أنّ تركيا من أفضل الدول التي تنفذ مشاريع الطرق والنقل والمطارات والسكك الحديدية والبناء.

وقال: "في السنوات العشر أو العشرين المقبلة، لا يوجد بلد آخر يمكنه تنفيذ هذا القدر من الاستثمارات. لم يعد لدى المقاولين في المملكة العربية السعودية المزيد من القدرة، ونحن بحاجة إلى المزيد من الإمكانات".

ومن جانبه وزير الاستثمار السعودي الفالح أفاد أنّ المملكة وصلت لمنتصف الطريق بما يتعلق بأهداف رؤيتها 3030 التي أعلنت عنها عام 2016، وأنها تمضي قدما في تحقيقها.

وبحسب الفالح لدى تركيا الكثير مما تحتاجه السعودية، وبين أن البلدين يتمتعان بإمكانات كبيرة.

ولدى البلدين بحسب الوزير السعودي فرص مهمة للتجارة قائلاً: "القطاع الخاص في السعودية وتركيا أمامه فرص كثيرة أيضا خارج البلدين. هناك تأخر في التنمية بسبب وضع الحرب في الشرق الأوسط، باعتبارنا أكبر اقتصادين في الشرق الأوسط، لدينا الفرصة لمساعدة المنطقة برمتها وإعادة بنائها".

ومن المناطق التي يمكن للبلدين التعاون فيها بحسب وزير الاستثمار السعودي، هي القارة الإفريقية

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الاستثمار فی

إقرأ أيضاً:

السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi

عند الحديث عن تأثير أي نشاط تنموي أو اقتصادي، غالبًا ما يواجه المسؤولون – ولا سيما التنفيذيين منهم – سؤالًا جوهريًا: متى يبدأ التأثير الحقيقي بالظهور؟ وهل ما نقدمه من تحليلات هو مجرد تنظير بعيد عن الواقع، أم أنه قراءة قابلة للتطبيق يمكن قياس أثرها؟ وعند تأمل المشهد السياحي السعودي وما يشهده من حراك متسارع، يتضح أن تغير الانطباعات الدولية بات أمرًا ملموسًا، حتى من خلال أدوات بسيطة؛ كفيديوهات الأجانب الذين يشاركون تجاربهم داخل المملكة، أو التقارير الصحفية العالمية التي تتناول التحولات السعودية من زاوية السياحة وتجربة الزائر.

هذا المدخل يقود إلى ضرورة توضيح جوهر التحول؛ فالسياحة في المملكة أصبحت ركيزة مركزية في رؤية السعودية 2030، لا باعتبارها قطاعًا اقتصاديًا واعدًا فحسب، بل بوصفها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة السعودية عالميًا. وقد عمد المخططون في هذا السياق إلى وضع القطاع السياحي في قلب التحول الوطني، مستندين إلى تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي قادر على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهو ما تؤكده مؤشرات الأداء المرتبطة بالرؤية.

ومن منظور اتصالي، يتضح أن “صورة الوجهة السياحية” ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما يراه السائح، ويسمعه، ويعيشه خلال وجوده في أي دولة. وتجمع الدراسات على أن الصورة السياحية تُبنى من مزيج من العناصر: المعالم، البنية التحتية، مستوى التفاعل الثقافي، وقيمة التجربة نفسها. وهذه العناصر مجتمعة تُسهم في تشكيل الانطباع العام لدى الزائر، وتحمل أثرًا مباشرًا على صورة الدولة خارجيًا.

في السعودية، اتسع نطاق القطاع ليشمل السياحة الثقافية، والترفيهية، والبيئية، وسياحة اليخوت الفاخرة، إلى جانب السياحة الدينية التي تظل ركنًا رئيسًا في سوق السفر العالمي. وتلعب الجهات الرسمية، وعلى رأسها الهيئة السعودية للسياحة، دورًا محوريًا في الاتصال المؤسسي الدولي عبر حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” وبرامج الترويج المستهدفة، التي تبرز الثقافة السعودية وتراثها الغني وتجارب الزوار المختلفة. كما تعمل الهيئة على إشراك الشركاء الدوليين، تنظيم الفعاليات العالمية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية لتوصيل رسالة المملكة كوجهة عالمية متنوعة. 

وخلال الفترة الماضية، حرصت على متابعة حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” ورصد أدائها في مختلف الأسواق الدولية. وعلى الرغم من النجاحات الواسعة التي حققتها هذه الحملات بوصفها واجهة محورية لصورة السعودية السياحية عالميًا، فإن تطويرها يستدعي قراءة نقدية لبعض الجوانب التي يمكن تحويلها إلى عناصر قوة تعزز حضورها وتأثيرها.

ومن أبرز التحديات التي لاحظتها الحاجة إلى مزيد من التجانس في الرسائل البصرية والقصصية، ولا سيما في أسواق أمريكا الجنوبية والشرق الأقصى. فغياب هذا التجانس قد يؤدي إلى تفاوت الانطباعات بين جمهور وآخر. ويمكن تحويل هذا التحدي إلى فرصة عبر بناء هوية سردية موحدة تستند إلى القصص السعودية الأصيلة، مع القدرة على التكيّف مع خصوصيات كل سوق مستهدف.

كما أن الحملات – شأنها شأن العديد من الحملات الإعلامية العالمية – تعتمد في بعض الأحيان على محتوى دعائي مباشر دون إظهار كافٍ للتجارب الحقيقية للزوار، مما قد يحد من مستوى المصداقية. ويمكن تجاوز ذلك عبر تعزيز دور المحتوى التوليدي من المستخدمين (UGC)، وإبراز قصص الزوار الدوليين بوصفها شهادات حيّة داعمة للثقة، مع ضرورة تبني استراتيجية منظمة لدعم هذا النوع من المحتوى وجذب شرائح جديدة من الزوار المحتملين.

ويظهر كذلك جانب يحتاج إلى تطوير، ويتمثل في ضعف الربط بين الرسائل الاتصالية والقطاعات السياحية المتخصصة كالسياحة البيئية، وسياحة المغامرات، والتجارب الثقافية العميقة. ويمكن تحويل هذا الجانب إلى فرصة عبر تجزئة المحتوى وإطلاق حملات دقيقة تستند إلى البيانات السلوكية لكل فئة من السياح، إلى جانب الاستفادة من صناع المحتوى المحليين الذين يمتلكون فهمًا عميقًا لثقافتهم وقادرين على تقديمها بطريقة جاذبة للسياح.

أما التحدي المتعلق بالمنافسة الإقليمية القوية، فيمكن أيضًا تحويله إلى مساحة تميز من خلال إبراز الهوية السعودية المتفردة، وما تحمله من عمق ثقافي، وتنوع جغرافي، وضيافة أصيلة، وهي عناصر جوهرية يصعب تقليدها وتمنح المملكة ميزة تنافسية واضحة في سوق السياحة العالمي. وبهذه الخطوات، يمكن لحملات “Visit Saudi” الانتقال من الترويج التقليدي إلى اتصال مؤسسي دولي مؤثر يعزز مكانة المملكة عالميًا.

بقي القول، تمثل السياحة السعودية اليوم أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ إنها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة المملكة عالميًا. ومع استمرار تطوير حملات “Visit Saudi” وتعزيز سرديتها وتخصيص محتواها، يمكن للسعودية ترسيخ حضورها كوجهة دولية أصيلة وحديثة في آن واحد. فالعالم يبحث عن تجارب جديدة، والمملكة تمتلك المقومات، والرؤية، والهوية القادرة على صناعة هذا التحول.

ـــ

أكاديمي ومتخصص في الاتصال المؤسسي

السياحة السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • وزير البلديات والإسكان يطلع على المشاريع والخدمات البلديَّة بنجران
  • الشاهد: الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية فرصة لتعزيز الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال
  • وزير الاستثمار: تحرير الجمارك والدفع بالعملات المحلية يدعمان التجارة بين الدول الأفريقية
  • جلب وتلقي الحشيش.. السعودية تنفذ الإعدام بمواطنين في جازان
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi
  • السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمة
  • في مكة المكرمة.. السعودية تنفذ الإعدام بسوداني أخفى كوكايين بأحشائه
  • عمار معاذ: محمد صلاح أمام فرصة ذهبية للرد على منتقديه بحصد لقب أمم أفريقيا