بوابة الوفد:
2025-08-02@17:34:16 GMT

أكذوبة المعتدلين والمتطرفين فى إسرائيل

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

منذ نشأتها وما قبلها، وبدعم من دولة الانتداب البريطانى والولايات المتحدة التى حلت محلها وهدف إسرائيل الأول والأخير، هو إفراغ فلسطين من سكانها لتجعل من أكذوبتها الكبرى المضللة أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض أمرا واقعا، يفضى إلى دولة يهودية خالصة. أما الخطة فتقوم على التسريع بالاستيطان والإكثار من المجازر، وشن حرب نفسية لإثارة الذعر والهلع لإجبار سكان الأحياء والمدن على الهروب فى الداخل الفلسطينى أو خارجه.

وحين كانت قبرص جزءا من الإمبراطورية البريطانية، هى المكان الذى يمكن أن يستقر فيه الصهاينة اليهود كتب هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية إلى وزير الخارجية البريطانى تشمبرلين يشرح له الطريقة المثلى لإخلائها من السكان الأصليين –طبقا لما جاء فى الجزء الثانى من كتاب الأيدلوجية الصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيرى– فقال: سيرحل منها المسلمون أما اليونانيون فسيبيعون أرضهم بكل سرور، ثم يهاجرون إلى اليونان أو إلى كريت. أما حاييم وايزيمان أحد من لعبوا دورا فى إصدار وعد بلفور، وأول رئيس لدولة إسرائيل فقد نشرت له أقدم مجلة يهودية «جويش كرونيكل» الأسبوعية اللندنية فى 13 أغسطس 1937، وثيقة تشير إلى أنه لكى يتسنى إقامة الدولة اليهودية وينجح مشروعها فإن ذلك يتوقف على «مدى إخلاص الحكومة البريطانية للتوصية الخاصة بنقل السكان» وهو لم يشأ هنا أن يصفهم بالفلسطنيين ولا بالشعب!
وبعد أربعة أشهر من الهزيمة العربية المدوية فى حرب يونيو 1967 قال مسئول الاستيطان فى الوكالة اليهودية «جوزيف وايتز» أنه لا يوجد مكان لكلا الشعبين فى هذا البلد، وأن تحقيق الأهداف الصهيونية يتطلب تفريغ فلسطين أو جزء منها من سكانها، وأنه ينبغى لذلك نقلهم إلى الدول المجاورة لتتمكن فلسطين من استيعاب ملايين اليهود من الشتات الأوروبى لتوطينهم -وفقا لأساطير دينية مختلقة- فى أرض الميعاد. وطبقا للتفسير اليهودى للتوراة فإن الله العلى الكريم أبرم عهدا لإبرام وهو نبى الله إبراهيم قائلا «سأعطى نسلك هذه الأرض من وادى العريش إلى النهر الكبير نهر الفرات» وهو حلم شعار من النيل إلى الفرات الذى لا يغادر عقلية القادة المؤسسين والحاليين لإسرائيل.
وفى صخب تلك الأساطير والأكاذيب وجنون العظمة الذى بات يتحكم فى الذهنية الإسرائيلية الحاكمة وغير الحاكمة تجرى التعمية عمدا على الأهداف الاستعمارية لنشأة الدولة العبرية التى عبر عنها بوضوح فى العام 1840 اللورد بالمر ستون الذى كان مهرجا يسلى زبائن المقاهى اللندنية ثم أصبح وزيرا للخارجية البريطانية ورئيسا للوزراء بقوله: ستكون فلسطين اليهودية سدا فى وجه أى محاولات شريرة، لإنشاء دولة عربية تضم مصر والشام، وتهدد المصالح البريطانية. وهو ترجمة صادقة لقول الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى ورث الدور الاستعمارى للإمبراطورية البريطانية التى قيل إن الشمس لا تغرب عنها: لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها!
فى أعقاب حرب يونيو التى يسميها الإسرائيليون تفاخرا حرب الأيام الستة صاح «مناحم بيجن» زعيم التيار الصهيونى اليمينى الذى أصبح بعد نصر أكتوبر حزب الليكود قائلا: سيناء جزء من أرض إسرائيل الكبرى، وأننى سأتخذ فيها مرقدى الأبدى وأبنى فيها قبرى. وفى كتابه البديع «بطولات المصريين وأثرها فى الأدب الإسرائيلى» للأكاديمى الكبير الراحل دكتور «إبراهيم البحراوى» أستاذ الأدب العبرى بكلية الآداب جامعة عين شمس، استطلع فيه عبر شهادات حية لجنود وضباط أسرى إسرائيلين لدى السلطات المصرية، وعبر قراءته لنصوص من الأدب العبرى العقلية التوسعية المترسخة فى المجتمع الإسرائيلى، التى كان من الطبيعى تخرج إلى الوجود أسطورة الجيش الذى لا يهزم والذى تمكن عبر ستة أيام فقط من هزيمة ثلاث دول عربية واحتلال الجولان والضفة الغربية وغزة وسيناء. كشف الكتاب كيف أحدثت حرب الاستنزاف الباسلة ونصر أكتوبر العظيم زلزالا وجه ضربات موجعة لمشاعر التفوق والعنجهية وجنون العظمة التى سيطرت على الإسرائيليين شعبا وحكومة. وعبر رحلته البحثية اكتشف الدكتور البحراوى جهل الضباط والجنود الأسرى بمصر وتاريخها، وقال له أحدهم إنه تعلم أن الحضارة المصرية قد اندثرت، وأن سكان مصر الحاليين من الشعوب البدائية. ولاحظ دكتور البحراوى من جهة أخرى، أن اتجاهات الضباط الأسرى نحو قضية التسوية السياسية، أى عبر التفاوض، مرهونة لديهم بالقدرة العربية على حرمان إسرائيل من وضع الاحتلال للأراضى العربية، وهو الوضع الذى فضله معظمهم.
ليس هذا السرد التاريخى بعيدا عن حرب الإبادة الجماعية التى يشنها نتنياهو على مدار نحو خمسة أشهر على الشعب الفلسطينى فهى جزء من المخطط الصهيونى القائم على التهجير القسرى أو بالتراضى للشعب الفلسطينى وشطب القضية الفلسطينية. وليس التهديد باقتحام رفح المتاخمة للحدود المصرية سوى مجرد تعبير عن الإيديولوجية الصهيونية التوسعية الذى سمح لها الدعم الأمريكى السياسى والمالى والعسكرى غير المحدود أن تتحدى القانون الدولى، وأن تتجاهل المعاهدات الثنائية، وأن تمضى قدما فى تنفيذ مخطط عشوائى يفتقد للكفاءة وينعدم فيه الحياء والضمير ويحفل بالأكاذيب اليومية، والمشاهد التمثيلية الفاشلة عن تحرير رهينتين لم يثبت أنهما كانتا لدى حركة حماس.
فى الحرب الراهنة منح بايدن طبقا لصحف إسرائيلية وأمريكية الضوء الأخضر لنتنياهو لاقتحام رفح المكدسة بنحو مليون ونصف لاجئ فلسطينى، بصرف النظر عن الخسائر الباهظة المؤكدة فى أرواح البشر، أو دك رفح على رؤوس سكانها. المعلقون الإسرائيليون فى الفضائيات العربية يرون أن معظم هؤلاء هم أعضاء فى حماس أو متعاطفون معها. وهو ما يعنى أنهم إرهابيون يستحقون الموت. نتنياهو الذى يخوض معركة من أجل أنقاذ مستقبله السياسى، يقول أن عدم دخول رفح يعنى خسارة الحرب التى يخوضها وسط الأحياء السكنية وداخل المستشفيات التى يحتمى بداخلها مواطنون عزل فضلا عن المرضى، ويمنحه الظهير الأمريكى والأوروبى بالصمت وبخلط الوراق مزيدا من الوقت لارتكاب أفظع الجرائم .
أمدتنى هذه الحرب بجانب الفزع والقهر والاكتئاب، بالاقتناع بصحة الرؤية التى تذهب أنه لا فرق بين معتدلين وبين متطرفين فى إسرائيل، فقد نجحت السياسات العنصرية التى اكتسبتها الصهيونية من الحركة النازية فى خلق مجتمع يمرح التطرف والعنف فى كل مؤسساته. أقول هذا لمن ينتظر سقوط نتنياهو لكى تتبدل الأوضاع الراهنة، وهى أوضاع ستبقى إن بالمراوغة أو بالدهاء والدعم الغربى، ولن تتبدل سوى بالبحث عن عناصر القوة فى الموقفين الفلسطينى والعربى، لتعزيزهما للتوصل لحل للدولة الفلسطينية طبقا للقرار الأممى 242. أما غير ذلك فهو قبض الريح.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش الولايات المتحدة الفلسطنيين الحكومة البريطانية الوكالة اليهودية

إقرأ أيضاً:

الهيمنة على المسجد الإبراهيمي: الاحتلال يكافئ الصهيونية الدينية بالسيطرة على المقدسات

غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:

في خطوة اعتبرها الفلسطينيون انقلابًا على الوضع القائم وانتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا سحب صلاحيات وزارة الأوقاف الفلسطينية وبلدية الخليل في إدارة المسجد الإبراهيمي الشريف، ونقلها إلى ما يُعرف بـ«المجلس الديني اليهودي» في مستوطنة كريات أربع.

هذه الخطوة غير المسبوقة قوبلت برفض شعبي ورسمي واسع، وسط مخاوف متصاعدة من أن تكون تمهيدًا لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الحرم الإبراهيمي، بل وامتدادًا لسيناريو تهويد المسجد الأقصى لاحقًا.

أن القرار الذي صدر دون أي تنسيق مع الجهات الفلسطينية، يضرب بعرض الحائط كل التفاهمات الدولية حول المدينة القديمة في الخليل، ويضع المسجد الإبراهيمي، ثاني أقدس مسجد في فلسطين، على رأس أولويات مشروع التهويد الاستيطاني الذي تقوده حكومة يمينية متطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو وبدفع مباشر من وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

الخطورة لا تكمن فقط في نقل الصلاحيات الإدارية، بل في التداعيات الرمزية والسياسية لهذه الخطوة؛ إذ تمثل إعلانًا ضمنيًا بأن إسرائيل قررت تجاوز سلطة الأوقاف الإسلامية وبلدية الخليل، ومباشرة أعمالها التهويدية من خلال جهة دينية استيطانية لا تعترف أصلًا بهوية المكان وتاريخه الإسلامي.

التطور الجديد يأتي بعد أكثر من ثلاثة عقود على صدور قرار لجنة «شمغار» الإسرائيلية، التي قسمت المسجد الإبراهيمي عقب المجزرة التي نفذها المستوطن باروخ جولدشتاين عام 1994، لتصبح 60% من المساحة خاضعة لليهود، فيما تبقى للمسلمين مساحة محدودة يتحكم بها الاحتلال إداريًا وأمنيًا.

ومع قرار نقل الصلاحيات الجديد، تفتح إسرائيل الباب أمام تغييرات بنيوية في طبيعة الحرم، مثل تركيب نظام إطفاء متطور وكاميرات مراقبة وبناء سقف في ساحة يعقوب، وكلها أعمال تهدف إلى تعزيز الوجود اليهودي في المسجد، تحت ذريعة السلامة أو التنظيم، لكنها في الحقيقة تجسيد فعلي لسياسة فرض الأمر الواقع.

وتزامنًا مع هذا القرار، حذّرت جهات فلسطينية رسمية ودينية من أن يكون هذا التحول مجرد مقدمة لفرض سيطرة مماثلة على المسجد الأقصى المبارك، ضمن سياسة «التهويد أو الأسرلة المتدرج» التي بدأت بهدوء في الحرم الإبراهيمي، لكنها لا تنوي التوقف عنده.

رفض شعبي

في الأسواق القديمة للخليل، وتحت ظلال مآذن المسجد الإبراهيمي، يغلي الغضب الشعبي من القرار، الذي قد يحرم الفلسطينيين من الصلاة في حرم إبراهيم تدريجيًا.

يقول المواطن الخمسيني سعيد الجعبري: «لم نعد نثق بأي وعود دولية. كل يوم نخسر جزءًا من الحرم، واليوم الاحتلال يعلن صراحة أنه لم يعد يعترف بأي صلاحية فلسطينية. هذا احتلال ديني بلباس إداري».

يستذكر الجعبري لحظات الطفولة حين كانت ساحة المسجد مفتوحة للمصلين والزائرين دون حواجز، ويقول: إن الاحتلال منذ مجزرة 1994 يعمل على تقطيع الحرم وتمزيق حضوره الإسلامي، والقرار الأخير جاء ليُكمل هذا المشروع القديم الجديد.

ويضيف بغضب خلال حديثه لـ«عُمان»: «نحن نعيش في الخليل لكننا محرومون من الصلاة بحرية في مسجدنا. كل زاوية فيه مراقبة، وكل خطوة تحتاج لتصريح. والآن، يريدون أن يديروه من كريات أربع، هذه وقاحة ما بعدها وقاحة».

أما ناهد سويطي، وهي معلمة تسكن قرب المسجد، فتقول: «كأن الاحتلال يريد أن يقول لنا: إن صوتنا لم يعد له قيمة، وإن المسجد لم يعد لنا. هذا القرار يدوس على مشاعرنا الدينية والوطنية، ويفتح الباب لمزيد من الاقتحامات والتغييرات».

وتضيف خلال حديثها لـ«عُمان»: إن سكان الخليل اعتادوا العيش في حصار دائم، لكن ما يجري في المسجد الإبراهيمي تجاوز الحصار إلى الاستئصال: «الآن يدير شؤوننا مستوطنون، لا يعترفون بنا أصلًا.. كيف نقبل ذلك؟».

صلاحيات مغتصبة

من جهة رسمية، اعتبر رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، أن القرار الإسرائيلي «يمثل اعتداءً صارخًا على حقوق المواطنين الفلسطينيين، وعلى الصلاحيات التاريخية لبلدية الخليل ووزارة الأوقاف، التي تمثل الوصاية الدينية على المسجد الإبراهيمي منذ قرون».

وأضاف : إن «نقل الإدارة إلى مجلس مستوطنة كريات أربع هو عدوان على الإرث الإنساني المسجل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويشكّل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي والمواثيق التي تحفظ للمدنيين حقوقهم في الأماكن المقدسة».

وأشار أبو سنينة إلى أن البلدية كانت على الدوام المسؤولة عن تقديم الخدمات العامة للمنطقة، والإشراف على محيط الحرم، وأن قرار الاحتلال يعني عمليًا تقويض هذا الدور وإفراغه من مضمونه.

وشدّد على أن ما يجري «لا يهدف إلى التنظيم أو الصيانة كما يروّج الاحتلال، بل إلى تثبيت سيطرة استيطانية على مكان إسلامي خالص، وتحويله تدريجيًا إلى كنيس يهودي مغلق أمام المسلمين».

موقف الأوقاف

أما وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الدكتور محمد نجم، فقد اعتبر أن الخطوة الإسرائيلية «تندرج ضمن سلسلة من الإجراءات التعسفية التي لا يمكن أن تمنح الاحتلال أي شرعية في الحرم الإبراهيمي».

وقال نجم، في تصريح لـ«عُمان»: إن «الاحتلال يسعى جاهدًا لإلغاء الوجود الإسلامي في الحرم، من خلال التحكم في أوقات الصلاة، ومنع رفع الأذان، وفرض قيود على الحركة، والآن يريد استكمال السيطرة عبر إدارة تابعة للمستوطنين».

وأضاف: إن وزارة الأوقاف لن تتعامل مع هذا القرار، وستواصل أداء دورها التاريخي والديني، وستلجأ إلى كل المحافل الدولية من أجل وقفه.

وأكد نجم أن «تهويد الحرم الإبراهيمي لن يمر، وأنه كما سقطت قرارات أخرى ظالمة بحق مقدساتنا، فإن هذا القرار سيُفشل بإرادة أبناء الخليل وكل أحرار العالم».

شكوى اليونسكو في ظل هذه التهديدات المتزايدة للمسجد الإبراهيمي، أعلنت السلطة الفلسطينية أنها قدّمت شكوى رسمية إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، باعتبار أن المسجد مدرج ضمن قائمة التراث العالمي كممتلك حضاري إنساني.

وأشارت الشكوى إلى أن التغييرات التي تعتزم إسرائيل إجراءها، مثل بناء السقف جديد وتركيب الكاميرات، تُعد تعدّيًا مباشرًا على الطابع المعماري والديني للمكان، ومحاولة لإيجاد واقع جديد لا يعكس الحقيقة التاريخية.

وأكدت السلطة في شكواها أن هذه التدخلات لن تنجح في طمس هوية المسجد، ولن تمنح إسرائيل أحقية في إدارة مكان ليس لها فيه أي جذور شرعية أو دينية.

استهداف مقدسات

من جهته ، يرى الدكتور عبد الله معروف، الباحث المتخصص في شؤون القدس والمسجد الأقصى أن القرار الإسرائيلي بنقل إدارة الحرم الإبراهيمي ليس سوى محطة في مسلسل طويل من السياسات التهويدية التي تستهدف الهوية الدينية الإسلامية في فلسطين.

ويقول معروف : إن «ما يحدث في الخليل هو بالضبط ما تحاول إسرائيل تنفيذه في القدس: فرض السيادة الدينية بالقوة، وتحويل الأماكن الإسلامية إلى رموز يهودية رغمًا عن أصحابها».

ويُذكّر بأن لجنة «شمغار» الإسرائيلية التي قسّمت الحرم بعد مجزرة 1994، كانت أول خطوة لشرعنة الاقتحامات، وأن القرار الجديد يُكمل هذه الخطة، ويمهّد لتجارب مماثلة في المسجد الأقصى.

ويؤكد أن الخطر الحقيقي يتمثل في تمرير هذه القرارات تحت غطاء «الصيانة» أو «الإدارة»، بينما الهدف الحقيقي هو فرض السيطرة الكاملة على أحد أبرز المعالم الإسلامية في فلسطين.

ويختم معروف بأن «الصمت الدولي والعربي، أو الاكتفاء بالشجب، يشجّع الاحتلال على مواصلة خطواته، وأنه إذا لم يتحرك المجتمع الدولي اليوم لحماية الحرم الإبراهيمي، فإن الدور سيأتي على المسجد الأقصى».

مشروع الضم

من جهته، يربط الباحث الفلسطيني في شؤون الاستيطان أحمد حنيطي هذا القرار بما يُعرف بمشروع الضم التدريجي للضفة الغربية، الذي يروّج له وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.

ويقول حنيطي، في تصريح لجريدة لـ«عُمان»: إن «إسرائيل تحاول اليوم إدارة المناطق الفلسطينية من خلال المستوطنين، وقرار نقل صلاحيات المسجد الإبراهيمي يؤكد هذا التوجه».

ويضيف: إن الهدف ليس فقط السيطرة الدينية، بل أيضًا فرض وقائع سياسية جديدة، بحيث تصبح البلديات الفلسطينية بلا سلطة فعلية، ويتم استبدالها بهياكل استيطانية تُدار من داخل المستوطنات.

ويحذر من أن هذا النمط من الإدارة قد يتم تعميمه لاحقًا على مناطق أخرى مصنفة (ج)، خاصة في شمال الضفة الغربية، ما يعني تقويض كامل لاتفاق أوسلو.

ويختم حنيطي بأن «الرد يجب أن يكون شعبيًا ودوليًا، عبر التحرك القانوني والإعلامي، والضغط لوقف هذا المخطط قبل أن يتحول إلى نموذج يُطبّق في كل مكان».

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى للإخوان في إسرائيل: فين علم فلسطين في مظاهراتكم؟
  • محافظ أسوان يقرر توقيع غرامة مالية لأحد الفنادق بسبب الأشجار
  • الهيمنة على المسجد الإبراهيمي: الاحتلال يكافئ الصهيونية الدينية بالسيطرة على المقدسات
  • فيديو عفوي لـ أبو خلف وزوجته البريطانية
  • صاروخ «فلسطين 2» يغير قواعد الاشتباك.. اليمن تدخل المعركة الجوية مع إسرائيل
  • الصهيونية تعبّر عن نفسها بقتل الأطفال جوعا
  • خبراء: الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين تنذر بتحول مواقف الغرب تجاه إسرائيل
  • فلسطين: يجب وقف إسرائيل عن جرائم الإبادة الجماعية في غزة
  • إعلان كندا بشأن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين يثير غضب إسرائيل
  • الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين خطوة رمزية تقلق إسرائيل