بوابة الوفد:
2025-08-02@17:31:45 GMT

عدسة جديدة

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

تعد التكنولوجيا من أكبر الألفاظ شيوعا واستخداما فى عصرنا. والتكنولوجيا، بمعناها الشامل، هى المعرفة والأدوات التى يؤثر بها الإنسان فى العالم الخارجى ويسيطر بواسطتها على المادة لتحقيق النتائج العملية والعلمية المرغوب فيها. أما إذا انتقلنا إلى تكنولوجيا الاتصال فيتبين أن لها جانبين: الأول فكرى ومعرفى، ويتمثل فى علم الاتصال وما يتصل به من دراسة وسائل الاتصال ومجالاتها ومستوياتها، والجانب الثانى هو المادى أو التقنى لتكنولوجيا الاتصال.

وفى عصر المعلومات أصبحت التكنولوجيا المتطورة، وفى مقدمتها الحاسبات الآلية والهواتف الذكية، تتحكم فى جميع الأنشطة ومجالات العمل المختلفة، تدعمها وتطورها وتضيف إليها إمكانات وقدرات جديدة، وإعلام العصر والمستقبل يعتمد أساسًا فى جميع فنونه ومجالاته وأنشطته وأعماله على تكنولوجيا المعلومات المتطورة فى ظل التسابق والتنافس الإعلامى الرهيب فى مجال الخدمات الإخبارية بصفة خاصة.

ويتبين مما سبق أن مصطلح تكنولوجيا الاتصال يتسع ليشمل داخله مصطلح تكنولوجيا المعلومات، والذى يتمثل فى جانبه المادى فى الحصول على المعلومات وتحليلها وتخزينها وبثها وتوصيلها مستفيدة من تلك التقنيات والأساليب الفنية فى الكتابة والطباعة والتصوير، مازجة بين الأدوات والأجهزة حتى وصلت إلى المرحلة الإلكترونية الكاملة ثم التفاعلية.

ويكشف تحليل التطورات الراهنة فى تكنولوجيا الاتصال عن أن العالم يمر بمرحلة تكنولوجية اتصالية جديدة تتسم بسمة أساسية هى المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية لتحقيق الهدف النهائى وهو توصيل الرسالة إلى الجمهور المستهدف، ويطلق البعض على هذه المرحلة اسم «تكنولوجيا» الاتصال متعدد الوسائط «Multi Media» أو تكنولوجيا الاتصال التفاعلية «Interactive» أو مرحلة التكنولوجيا المهجنة والتى تتمثل مرتكزاتها الأساسية واللازمة لنموها فى تطور تطبيقات الإنترنت والهواتف الذكية وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعى.

ومن هذا المنطلق ظهر ما يسمى بوسائل الإعلام المدمجة «الكروس ميديا» (Cross-Media) والتى تعرّف بأنها شبكة من وسائل الإعلام المجمعة والمترابطة ماديا( من حيث الشكل) ومعنويًا (من حيث المضمون)، ويسعى هذا الدمج بين وسائل الإعلام إلى تحقيق الاستقرار وتوسيع نطاق الانتشار وحدود التأثير وفق تقنية معقدة يصعب تحديدها؛ فكل وسيلة لها خصائصها الخاصة المتفردة عن غيرها من وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن محتوى وسائل الإعلام المدمجة يعد نتاج التهجين بين وسائل الإعلام، وهى عملية تفقد خلالها كل وسيلة جزءًا من هُويتها الخاصة وتكتسب خصائص الوسائل الأخرى.

وفى النهاية، ومع التطور التكنولوجى واتساع نطاق تطبيقات شبكة الإنترنت، أصبح من الضرورى أن يتبنى منظور الجمهور الحقيقى للثقافة الإعلامية المعاصرة عدسة وسائل الإعلام المدمجة، لأن الأشخاص فى الحياة اليومية، كأفراد ومجموعات، يشكلون هُوياتهم ويجدون ممارساتهم من خلال كونهم مستهلكين للمضامين الإعلامية المتنوعة، وبالرغم من أن هذه التقنية لا تزال مستحدثة وفى طور التجريب بعديد من الدول فإنها تمثل وجهًا جديدًا لإنتاج المواد الإعلامية من المتوقع أن تتجه إليه كثير من وسائل الإعلام مستقبلًا فى سياق البيئة الإعلامية التنافسية وما تفرضه من تحديات تحتم ضرورة السعى نحو مواكبة العصر وتوظيف تقنيات الإعلام الجديد.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد عثمان جامعة المنصورة عدسة جديدة التكنولوجيا النتائج العملية تکنولوجیا الاتصال وسائل الإعلام الإعلام ا

إقرأ أيضاً:

مدير مكتب زيلينسكي: روسيا تنقل تكنولوجيا عسكرية متقدمة إلى كوريا الشمالية

اتهم أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بنقل تكنولوجيا عسكرية متقدمة إلى كوريا الشمالية، تشمل طائرات مسيّرة هجومية من طراز "شاهد-136"، والمساهمة في تطوير قدرات بيونغ يانغ على إنتاجها محليًا.

وقال يرماك، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الجمعة، إن روسيا تساعد كوريا الشمالية في إنشاء خطوط إنتاج للطائرات الانتحارية المسيرة، وتشارك في تبادل تقنيات تطوير الصواريخ، ما يعكس تنامي التعاون العسكري بين البلدين وسط تصاعد الحرب في أوكرانيا.

زيلنيسكي: روسيا هاجمت أوكرانيا بأكثر من 3800 طائرة مسيرة ونحو 260 صاروخا خلال يوليوارتفاع حصيلة القصف الروسي على كييف إلى 26 قتيلاً .. أوكرانيا تطالب بعزل روسيا

وبحسب تقرير استخباراتي أوكراني صدر في يوليو الماضي، فإن وزارة الدفاع الروسية تقدم دعمًا مباشرًا لبيونغ يانغ، يشمل تزويدها بالمعدات والأسلحة والذخائر، في إطار خطة لزيادة "اندماج القوات الكورية الشمالية ضمن الوحدات القتالية الروسية". وأشار التقرير إلى "احتمال كبير" بمشاركة وحدات كورية شمالية في القتال على الأراضي الأوكرانية المحتلة، للمساهمة في تعزيز التواجد الروسي وشن عمليات هجومية أوسع.

في السياق ذاته، جدّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في منتصف يوليو، دعمه الكامل وغير المشروط للمواقف الروسية بشأن أوكرانيا، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مدينة وونسان الساحلية. وأكد الجانبان عزمهما على توسيع التعاون الثنائي، بموجب معاهدة الشراكة الاستراتيجية والدفاع المشترك التي تم توقيعها العام الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) أن كيم أبلغ لافروف بأن التحالف بين البلدين "يمثّل استجابة للتغيرات الجيوسياسية العالمية"، مؤكدًا أن كوريا الشمالية "مستعدة تمامًا لتقديم الدعم وتشجيع جميع الخطوات التي تتخذها القيادة الروسية لمعالجة جذور الأزمة الأوكرانية".

ويأتي هذا التصعيد في ظل تحذيرات دولية من توسع دائرة الصراع في أوكرانيا، وتحوله إلى بؤرة لتبادل النفوذ العسكري والتقني بين حلفاء موسكو من خارج أوروبا.

طباعة شارك فولوديمير زيلينسكي روسيا كوريا الشمالية بيونغ يانغ

مقالات مشابهة

  • الحكومة البريطانية تعين صحفيا من ذا صن رئيسا للاتصالات
  • ”زراعة الشرقية“: تكنولوجيا حديثة لمراقبة الحرارة وتحديد أوقات الري
  • الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025
  • هيئة الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عربية وعالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ
  • مدير مكتب زيلينسكي: روسيا تنقل تكنولوجيا عسكرية متقدمة إلى كوريا الشمالية
  • عبد المنعم سعيد: أمريكا تخلت عن الصناعة التقليدية لصالح تكنولوجيا النخبة.. فيديو
  • “تريندز” يؤكد أهمية الإعلام الرصين في تعزيز التفاهم الإنساني ومكافحة المعلومات المضللة
  • الخارجية السورية: اللقاء التاريخي بين بوتين والشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا
  • محافظ الأقصر يُجري حركة تكليفات جديدة داخل الديوان العام لتعزيز الكفاءة
  • بإمكانيات جبارة.. سعر ومواصفات هاتف Oppo Reno 14