قال نواف بسيسو، أحد أقارب الفتاة الفلسطينية عهد بسيسو، إنّ ابنة أخيه سافرت من مصر  إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، لاستكمال علاجها هناك، بعدما بتر عمها الطبيب هاني بسيسو إحدى قدميها دون مخدر نظرا لعدم توفر أي إمكانات طبية في فلسطين.

الحالة الصحية للفتاة الفلسطينية عهد بسيسو

وأضاف نواف بسيسو، لـ«الوطن»، أنّ الحالة الصحية للفتاة الفلسطينية عهد بسيسو، موضحًا أنّ إحدى قدميها بُترت وتستدعي تركيب طرفٍ صناعية بها، كما أنّ قدمها الثانية بها تهتكات ومسامير بلاتين.

وتابع نواف: «عهد سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فجر أمس، حيث تكفلت مؤسسة أمريكية تدعى بي سي آر بعلاجها».

عهد بسيسو

وتعود قصة الفتاة الفلسطينية عهد بسيسو إلى منتصف شهر يناير الماضي، حينما بتر عمها الطبيب الفلسطيني هاني بسيسو، ساقها على طاولة المطبخ دون استخدام أي مخدرٍ، بعدما أصيبت في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وساءت حالة ساقها، وكان بترها هو الخيار الطبي الوحيد، بحسب تصريحات سابقة أدلى بها عمها لـ«الوطن».

ودخلت الطفلة مصر عبر معبر رفح وبتسهيلاتٍ من الهلال الأحمر الفلسطيني، وقدّمت الطفلة عهد بسيسو، في تصريحات سابقة لـ«الوطن»، الشكر للدولة المصرية، معربةً عن أملها في أن تكون بحالة جيدة، وأكدت أن «ساقها فداءً للأقصى وفلسطين».

وروى الطبيب الفلسطيني هاني بسيسو ما حدث مع الطفلة عهد، وقال: «الطفلة رفضت إن حد يعملها أي شيء إلا أنا، ولما شوفتها ما عرفت أتصرف، كنت واقف مكاني متجمد، ماكنش عندي بنج، ولازم آخد القرار، وفكرت وقلت ما الطريقة الأسهل والأفضل إني أنقذها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عهد بسيسو هاني بسيسو الطفلة الفلسطينية الهلال الأحمر الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

الطفولة ليست وسيلة لصيد المشاهدات

يونيو 10, 2025آخر تحديث: يونيو 10, 2025

د. نزار گزالي

دكتوراه في علم النفس – أربيل

 

أثارت مقابلة تلفزيونية مع إحدى الأمهات على شاشة قناة عراقية ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، واستفزت مشاعر كثيرين ممن شاهدوا المقطع. في المقابلة، ترفض الأم ظهور ابنتها أمام الكاميرا، وتبرر ذلك بعبارة صادمة تقول فيها: “ابنتي جلحة لا تشبهني!”، في تعبير يوحي بالتحقير لا بالوصف.

الأكثر غرابة أن المذيعة، بدلاً من التدخل المهني أو وقف هذا الانحدار اللفظي، تضيف تعليقًا عنصريًا حين تقول: “لا، هي تشبه الهنود!”، لتُكمل بذلك مشهدًا إعلاميًا مختلاً يجمع بين الإساءة الأبوية والانتهاك المهني، وبين التنمر العنصري والاستغلال النفسي.

ورغم أن كثيرًا من التعليقات التي تفاعلت مع الفيديو عبّرت عن تعاطفها مع الطفلة، وأكدت على جمال ملامحها وبراءتها، بل ذهبت إلى حد التنبؤ بأنها “قد تصبح ملكة جمال في المستقبل”، إلا أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الألفاظ التي قيلت، بل في الأثر النفسي العميق الذي يمكن أن تتركه تلك اللحظة في تكوين شخصية هذه الطفلة.

التحقير العلني وأثره النفسي العميق

من منظور علم النفس التنموي، فإن تحقير الطفل من قِبل أحد والديه، خصوصًا أمام الآخرين أو في وسائل الإعلام، يُعد من أخطر أشكال الأذى النفسي. هذه الإهانة لا تمر مرور الكرام، بل تُخلّف ندبة داخلية تستمر في تشكيل صورة الطفل عن نفسه لسنوات طويلة. وقد تتجلى آثارها في سلوكيات مثل الخجل المفرط، ضعف الثقة بالنفس، الانطواء، أو اضطرابات في التعبير عن الذات والعواطف.

والفيديو الأخير مثال واضح على هذا الانتهاك؛ إذ تسبب في تشويه العلاقة بين الطفلة ووالدتها، حيث جرت شيطنة الأم بشكل واسع على منصات التواصل. ولكن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك؛ فالأم، التي يبدو أنها على قدر محدود من الوعي، وقعت في فخ الإعلام مرتين: أولًا، حين مارست عنفًا لفظيًا تجاه ابنتها أمام الكاميرا، وثانيًا، عندما استعانت بها لاحقًا لتبرير سلوكها، ما عمّق الخلل في علاقة عاطفية يُفترض أن تكون قائمة على الأمان والدعم غير المشروط.

حين يسقط الإعلام في فخ الانتهاك المضاعف

ما حدث لا يُعد مجرد تجاوز إعلامي، بل خرقًا صريحًا لأخلاقيات المهنة الصحفية. فالمؤسسات الإعلامية الرصينة تدرك تمامًا أن إشراك الأطفال في التغطيات الإعلامية يتطلب موافقة واعية من أصحاب الشأن، وهو أمر لا ينطبق على القُصّر. بل حتى موافقة الوالدين – إن وُجدت – لا تبرر تعريض الطفل للإهانة أو الاستغلال.

إن تصوير الطفلة، ثم نشر المادة دون مراجعة كافية لمحتواها، ومن ثم إثارة الرأي العام حولها، لا يدخل ضمن إطار “نقل الحقيقة”، بل يُعدّ نوعًا من الوصم الاجتماعي، بل وقد يصل إلى حد وصمة العار، خصوصًا إذا أُعيد تداوله مستقبلاً حين تكبر الطفلة وتُدرك ما قيل عنها وما تم بثّه دون حماية.

من المسؤول؟

صحيح أن سلوك الأم كان جارحًا وصادمًا، لكنها ليست الوحيدة المسؤولة. فالجهة الإعلامية التي سجّلت وبثّت وروّجت لهذا الفيديو تتحمل قسطًا كبيرًا من المسؤولية، لأنها تخلّت عن دورها التوعوي، وساهمت في إيذاء نفسي لطفلة لم تكن تملك حتى القدرة على فهم ما يجري.

خاتمة

الطفولة ليست مشهدًا عابرًا في برامج الإثارة، ولا مادة أولية لإرضاء شهوة “الترند”. هي مرحلة تكوينية تحتاج إلى احترام، حماية، وتعزيز. وإن ما حدث في هذه الحالة المؤلمة يستدعي وقفة حقيقية من المؤسسات الإعلامية، والمجتمع، والجهات الرقابية، لحماية الأطفال من أن يصبحوا ضحايا في مسرح يُفترض أن يكون للوعي، لا للإهانة.

ويجب ألّا يُمرّ ما حدث مرور الكرام؛ بل ينبغي فتح تحقيق مهني ومجتمعي جاد، يُفضي إلى محاسبة القناة والمذيعة، وردع كل من يرى في الطفولة مادة جاهزة للاستهلاك الإعلامي، دون وازع إنساني أو مسؤولية أخلاقية

مقالات مشابهة

  • شبانة: الأهلي يتحرك رسميا لمقاضاة هاني شكري
  • الطفولة ليست وسيلة لصيد المشاهدات
  • ترامب: إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس أنقذها من التدمير الكامل
  • شاهد.. لحظة إصابة صحفية برصاصة مطاطية في ساقها بلوس أنجلوس
  • «مياه على الرئة».. آخر تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم
  • لحظة إصابة مراسلة صحافية برصاصة مطاطية أثناء تغطيتها للاحتجاجات في أمريكا.. فيديو
  • مريم صبري عبد المنعم تكشف تطورات الحالة الصحية لوالدها.. فيديو
  • تدهور الحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم
  • «بحارب السرطان بالشغل».. آخر تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم
  • تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم