يخط المغرب سياسته الدبلوماسية الجديدة القائمة على تعدد الشركاء وفتح جبهات أخرى للاستثمار والتعاون، مع القَطع شيئا فشيئا مع رؤيته السابقة القائمة على التركيز على الشركاء التقليديين، والاعتماد بالأساس على المحور الأوربي.

وتمثلت الخطوة الجديدة في حصول المغرب على اتفاق مبدئي لنيل وضع “شريك الحوار القطاعي” لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وذلك خلال الاجتماع الـ56 لوزراء الشؤون الخارجية بالدول الأعضاء في الرابطة المنعقد يومي 11 و 12 يوليوز 2023 في جاكرتا بإندونيسيا.

وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية، في بلاغ، أن المملكة، هي أول دولة إفريقية تنال هذه الصفة، وتتوخى من عقد هذه الشراكة “الارتقاء بمستوى تعاونها مع (آسيان) إلى مستوى أعلى، بما يسهم في إرساء السلم والاستقرار والأمن والتنمية والازدهار الإقليمي في كلا المنطقتين”.

وفي هذا الصدد، أشار محمد الشرقي، باحث متخصص في الشأن الاقتصادي، إلى أن هذه الخطوة “مهمة جدا للتواصل ومعرفة هذه المنطقة”، حيث إن المغرب على الدوام يتكلم الفرنسية ويخاطب بها المستثمرين الأوربيين، ولم يقم بدعاية لنفسه خارج هذه الدائرة، معتبرا هذه الخطوة “فرصة للمغرب لمعرفة هذه الدول وتعزيز شراكات بناءة معها”.

وبين الشرقي، في تصريح لـ “اليوم 24″، أن دول تكتل (آسيان) تعتبر قوة صاعدة وتضم دولا لها قدرة صناعية كبيرة، في الوقت الذي يشكل المغرب، في الجانب الآخر، “منطقة جاذبة وبوابة لإفريقيا وأوربا، فالمغرب لديه موقع استراتيجي في غاية الأهمية”.

وتابع أن المغرب، وإن لم تكن له عضوية داخل التكتل، فصفة الشريك تمنح له حق الحضور والمشاركة، وتفتح له مجالات متعددة للتعاون الاقتصادي، حيث لن يمثل نفسه فقط بل سيمثل القارة الإفريقية كلها.

وأشار الشرقي، إلى أن أهم شيء بالنسبة للمغرب في هذه المرحلة هو الحضور في هذه التكتلات، فهناك “عالم يتشكل ولا نعرف كيف سيكون”.

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن المغرب يشهد دينامية دبلوماسية كبيرة على الصعيد العالمي، من خلال احتضانه تظاهرات كبرى من قبيل القمة الإفريقية “جيتيكس” الحاضنة للمنتظم التكنولوجي، كما سيستقبل منتدى البنك الدولي الذي سيعطي إشعاعا كبيرا للمغرب.

وأوضح الشرقي، أن هذا الحضور الدبلوماسي الوازن يجب أن يتعزز بالانخراط في هذه التكتلات، بحيث لا يمكن أن تحقق طفرات اقتصادية ناجحة مستقبلا إلا في هذه الإطارات، وبالتالي فلابد من تعزيز هذا التوجه باعتبار أن المغرب لديه “إمكانات اقتصادية وتجارية ومقومات استثمارية واعدة”.

يشار إلى أن رابطة (آسيان)، التي تأسست عام 1967، تضم بلدان أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين وبروناي وفيتنام ولاوس وبورما وكمبوديا. وتعد الرابطة ثالث أكبر كتلة اقتصاديه في آسيا. وهناك ست دول أخرى تتمتع بوضع “شريك الحوار القطاعي” مع (آسيان) وهي سويسرا والنرويج وتركيا وباكستان والبرازيل والإمارات العربية المتحدة.

كلمات دلالية تكتل آسيان قوة صاعدة وزارة الخارجية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: وزارة الخارجية فی هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: التكامل بين الدبلوماسية والسياسات الاقتصادية ضرورة لتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا

أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، ضرورة التكامل بين السياسة الخارجية والسياسات الاقتصادية لتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا.

واستقبل وزير الخارجية اليوم الأربعاء، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، وعقدا لقاءً مشتركًا مع عدد من السفراء المقرر نقلهم إلى السفارات والبعثات المصرية في الخارج.

وأشاد «عبد العاطي» بالتعاون والتنسيق المستمر بين وزارتى الخارجية والهجرة والاستثمار والتجارة الخارجية لدعم الاقتصاد والتنمية، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي تضطلع به السفارات المصرية في الخارج لدعم الأهداف الاقتصادية والتجارية للدولة، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وفتح الأسواق الخارجية أمام الصادرات والشركات المصرية، موضحًا الدور الفاعل للسفارات في الترويج للفرص الاستثمارية بمصر.

وأكد وزير الخارجية الحرص على تطوير آليات العمل داخل البعثات الدبلوماسية المصرية بما يخدم الرؤية التنموية للدولة المصرية، ويعزز من التنسيق بين البعثات الدبلوماسية ووزارة الاستثمار والتجارة الخارجية.

من جانبه، استعرض وزير الاستثمار والتجارة الخارجية الإجراءات والخطوات التي تتخذها مصر لتطوير الاقتصاد ودعم الأهداف التنموية، وأشار إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته الحكومة أرسى دعائم بيئية استثمارية أكثر تنافسية واستقرارًا، مما انعكس في ارتفاع معدلات النمو، وتحسن مؤشرات الاستثمار الأجنبي، وزيادة الثقة الدولية في الاقتصاد المصري.

وأضاف أن الرؤية الاقتصادية الوطنية تقوم على عدة محاور تتمثل في سياسة نقدية ترتكز على معالجة التضخم وتبني سعر صرف مرن وتشجيع التصدير، وكذا سياسة مالية تقوم على معدلات ضريبية تنافسية واختصار زمن الإفراج الجمركي، بالإضافة إلى سياسة تجارية تستند لتحرير التجارة والحد من العجز في الميزان التجاري.

اقرأ أيضاًعبد العاطي: تمثيل مصر يتطلب الدفاع عن مصالحها في جميع المحافل الإقليمية والدولية

عاجل| عبد العاطي يحذر من تداعيات «بالغة الخطورة» جراء التصعيد بين إسرائيل وإيران

عبد العاطي يبحث تداعيات الحرب الإسرائيلية - الإيرانية مع وزراء خارجية العراق والسعودية والبحرين

مقالات مشابهة

  • المشاط:تعزيز التعاون الإقليمي لزيادة الاستثمارات المشتركة عبر قارة إفريقيا
  • لقجع: استضافة كأس الأمم الإفريقية فرصةً للمغرب لإحياء ثقافته وحضارته العريقة
  • الإمارات وكوبا تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
  • وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يبحثان تعزيز الشراكة الإستراتيجية
  • وزير الخارجية يبحث تعزيز الشراكة والمستجدات الإقليمية مع نظيره الأمريكي
  • في أمسية “الاستثمار في الإعلام السياحي”.. خالد آل دغيم: الإعلام شريك استراتيجي في تعزيز مشاريع السعودية الكبرى
  • قرار عاجل من الخارجية السودانية بشأن سفيرها في الجزائر
  • وزير الخارجية: التكامل بين الدبلوماسية والسياسات الاقتصادية ضرورة لتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا
  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل وزير الاستثمار والتجارة
  • وزير الزراعة يستقبل المستشار الزراعي الهولندي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك