الجزيرة:
2025-10-12@18:56:38 GMT

عام التنين.. الاحتفال الذي تنتظره الصين كل 12 عاما

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

عام التنين.. الاحتفال الذي تنتظره الصين كل 12 عاما

يعد التنين الحيوان الخامس في الأبراج الصينية، ويرمز في ثقافتها إلى الرخاء والمجد والثروة والحظ السعيد والبشائر الطيبة، ويعد عام التنين فريدا عن بقية الأعوام الصينية، إذ إنه الوحيد الذي يتخذ رمزا له حيوانا أسطوريا.

تحتوي دورة الأبراج الصينية على 12 حيوانا يمثل كل منها عاما، وكل عام يرتبط بأحد هذه الحيوانات "الجرذ والثور والنمر والأرنب والتنين والأفعى والحصان والماعز والقرد والديك والكلب والخنزير".

وكل 12 عاما ينتظر الصينيون قدوم هذا العام، فيستقبلونه باحتفالات ضخمة وألوان زاهية، معتقدين أنه يجلب لهم الحظ السعيد، إذ يشكل في الثقافة الصينية رمزا للعدالة والنبل والشرف، وينظر إليه دائما على أنه رمز للحظ السعيد.

وفي الأساطير الصينية ينظر إلى التنين على أنه قادر على التحكم في الرياح والأمطار والسيطرة على الخصوبة ومصادر المياه، لذلك يعتبر رمزا للوفرة والحصاد أيضا، علاوة على دلالته على قوة الإمبراطورية، وهو ما يمثل سلطة الحاكم وقوته.

رسم يجسد الإمبراطور الصيني ياندي (يمين) والإمبراطور هوانغ دي (غيتي) أسطورة التنين الصيني

من عبادة الطوطم في المجتمع البدائي نشأ رمز التنين ليصبح ظاهرة ثقافية مميزة للصين، وتجسد الحكايات الشعبية الصينية التنين بصورة مخلوق خارق بقرن وحراشف وشارب يطير في السماء ويغطس في الماء ويخترق الغيوم وينزل المطر.

ارتبط التنين ارتباطا وثيقا بالسلطة الإمبراطورية، حيث اعتبر الأباطرة أنفسهم "أبناء السماء من التنين الحقيقي" وزينت القصور الإمبراطورية برسوم التنين.

ويثير التنين عند الصينين مشاعر عميقة تجاه الوطن الأم ويشعل حماسة حب الوطن لديهم، خاصة عند ذكر "أولاد التنين وخلفائه"، ولا تزال أساطير وحكايات التنين حاضرة في اللغة الصينية الحديثة، مما يؤكد على تأصله رمزا لديهم رغم قدمه.

تعود أسطورة التنين إلى قصة إمبراطور أسطوري يدعى ياندي، وتقول إن نسله من نسل تنين قوي للغاية، وتحالف ياندي مع الإمبراطور هوانغ دي الذي كان إمبراطورا لأسرة تشين من 221 إلى 210 قبل الميلاد، واستطاعا معا قهر أعداء الصين وتوحيد البلاد بأكملها.

ومع مرور الوقت أصبح الكثير من الصينيين يعتقدون أن ياندي هو أحد أسلافهم، مما جعلهم يؤمنون بأنهم من نسل التنانين، فعزز ذلك مشاعر الفخر والاعتزاز لديهم وجعلهم يتمسكون بتراثهم وثقافتهم.

فانوس التنين الملون في الحي الصيني بسنغافورة بمناسبة عام التنين الذي وافق سنة 2024 (غيتي) دلالات التنين

من أهم الدلالات عن التنين استعمالات ألوانه التي يرمز كل منها إلى صفة أو معنى محدد، وأبرزها:

التنين الأحمر: يرمز إلى الفرح والاحتفالات والمهرجانات. التنين الأسود: يرمز إلى الرغبة في الانتقام والشر والكوارث. التنين الأبيض: يرمز إلى الموت والحداد والفضيلة والنقاء. التنين الأزرق والأخضر: يرمزان إلى الصحة والسلام والنمو وبدء حياة جديدة. التنين الأصفر: يرمز إلى الحكمة والقوة والحظ الجيد والإمبراطور. التنين الذهبي: يرمز إلى الثروة والقوة والازدهار والسلطة. الاحتفال بعام التنين

ويوافق عام التنين رأس السنة القمرية أيضا (عيد الربيع)، ويبدأ مع بداية أول شهر قمري في السنة الصينية، ويختلف موعد الاحتفال من عام إلى آخر، لكنه يصادف دائما الفترة الواقعة بين أواخر يناير/كانون الثاني ومنتصف فبراير/شباط.

وتستغرق النشاطات الاحتفالية -بما فيها الاستعدادات للعيد- أكثر من شهر، وكان الصينيون في العصور القديمة يرون أن رأس السنة القمرية بمثابة "شهر عسل" يمضونه في كل سنة.

في هذه السنة تنتقل الصين من عام الأرنب إلى عام التنين، وتستهل الاحتفالات بتوديع العام القديم، وتهدف إلى جلب الحظ والازدهار في العام الجديد.

وتضم الاحتفالات بعام التنين بعض الطقوس المميزة في جميع أنحاء الصين وتستمر 15 يوما، ويعود فيه ملايين الأشخاص إلى الصين قاطعين آلاف الأميال للاحتفال مع أسرهم، في أكبر هجرة جماعية في العالم كل عام.

ولا ترتبط هذه الاحتفالات بعام التنين، حيث إنه تقليد ثابت في كل رأس سنة قمرية، إذ يعد اجتماع شمل العائلة تقليدا ملزما، وتجبر التقاليد أفراد العائلة على الاجتماع فتغلق على إثرها معظم المحلات والمجمعات التجارية، ويلجأ الناس إلى شراء حاجياتهم قبل شهر من موعد العيد تحسبا لهذه الأزمة، كما يشترون الهدايا والتسالي والملابس الجديدة.

ومنذ التسعينيات من القرن الـ20 يمنح سكان الصين أسبوع إجازة من العمل بمناسبة العام الجديد.

ووفقا لوزارة التجارة الصينية، ينفق السكان في هذه الفترة أكثر من 820 مليار يوان (نحو 1115 مليار دولار) على التسوق والطعام.

الأبراج الصينية الـ12 وتبدأ بالجرذ وتنتهي بالخنزير ويعد التنين الحيوان الأسطوري الوحيد من بينها (غيتي)

ومن بين طقوس الاحتفال بعيد الربيع ورأس السنة الصينية رقصة التنين والعنقاء والألعاب النارية والاحتفالات الشعبية المهرجانات التقليدية المرتبطة بعام التنين، مثل مهرجان قوارب التنين (دوان وجيه)، وتقديم الهدايا الحمراء لكونها ترمز للحظ الجيد في الثقافة الصينية، وتحرص الأسر على لم شملها وتشارك أصنافا عديدة الأطعمة المخصصة لهذه المناسبة.

يحرص الصينيون على نظافة منازلهم قبل منتصف ليلة رأس السنة القمرية بهدف تخليصها من أي حظ سيئ قد يتراكم خلال العام الماضي، ويهتمون أيضا بتسوية الديون قبل حلول العام الجديد، بما في ذلك فواتير بطاقة الائتمان.

أما بالنسبة للمحظورات التي يجب تجنبها خلال الاحتفال بالعيد فأهمها قص الشعر أو غسله في اليوم الأول من العام الجديد، ومبعث هذا الاعتقاد أن الحرف الصيني لكلمة "الشَعر" هو الحرف ذاته في كلمة "الازدهار" الصينية، مما جعلهم يعتقدون أن غسل أو قص الشعر يعني التقليل من الثروة أو من فرص تحقيق الرخاء في العام المقبل.

كما يتوقف الصينيون المهتمون بالقراءة عن شراء الكتب، ويعود السبب في ذلك إلى كون لفظ كلمة "كتاب" باللغة الصينية يشابه لفظ كلمة "خسارة"، لذلك فإن شراء الكتب في هذه الفترة يعد بمثابة دعوة للحظ السيئ، وتشير التقاليد إلى أن حفاوة الاحتفالات تسهم في صفاء الطريق للعام الجديد.

فيمَ يتميز عام التنين عن غيره؟

في الثقافة الصينية يعني ربط السنة الصينية بحيوان معين تأثيره على الناس من حيث الزواج وفرص العمل وكذلك الثروة، ويعتقدون أن عام التنين أكثر الأعوام حظا لمواليده، إذ يؤمن الصينيون بأن الشخص المولود في ذلك العام يكون استقلاليا وقويا وشجاعا وذا نفوذ، علاوة على أنه يكون شخصا محظوظا.

وبسبب الحظوظ المرتبطة بعام التنين كثيرا ما يحاول الصينيون إنجاب أبنائهم فيه ليحظوا بتلك الصفات، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في عدد المواليد كل عام من أعوام التنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العام الجدید عام التنین رأس السنة یرمز إلى

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تحذّر من القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة

بينما تتصاعد الحرب الاقتصادية بين أميركا والصين، دخلت أوروبا على خط القلق من تداعياتها، إذ عبّرت الحكومة الألمانية عن "قلق بالغ" تجاه القيود التي فرضتها بكين على تصدير المعادن النادرة والمواد الحيوية، في خطوة اعتبرت مؤشرا على اتساع نطاق التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية.

ووسعت الصين مؤخرا قيودها على تصدير المعادن النادرة والعناصر الإستراتيجية، مضيفة 5 فئات جديدة إلى قائمة العناصر الـ17، ليشمل الحظر الآن جميع المعادن النادرة الثقيلة باستثناء 5 فقط.

وتعدّ هذه المعادن أساسا لتقنيات حيوية تشمل المغناطيسات العالية الأداء وأشباه الموصلات والأنظمة العسكرية الدقيقة.

وتوضح البيانات الجمركية التي جمعتها بلومبيرغ أن كوريا الجنوبية واليابان وأميركا وألمانيا وكندا تُعد من أكبر مستوردي هذه المواد التي أصبحت محورا للخلافات التجارية العالمية.

قلق كبير

وقالت الحكومة الألمانية إن القيود الجديدة "مصدر قلق كبير" لأنها تهدد الإمدادات الصناعية في قطاعات تعتمد بشدة على هذه المواد، خصوصا الإلكترونيات والسيارات والطاقة المتجددة.

وأضافت برلين أن احتكار الصين شبه الكامل لإنتاج المعادن الثقيلة وفصلها يمنحها "نفوذا مفرطا في الأسواق"، محذّرة من أن الخطوة قد "تخلق موجات صدمة جديدة عبر الصناعة الأوروبية".

تحركات مدروسة بغايات إستراتيجية

ونقلت بلومبيرغ عن جوليان إيفانز-بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في شركة كابيتال إيكونوميكس، قوله إن "النهج المتشدد من جانب بكين ينطوي على مخاطرة كبيرة وقد يعقّد المحادثات مع أميركا، حتى لو كانت نتائجه مثمرة على المدى البعيد".

وأضاف أن توقيت القيود "قد يبدو انتهازيا، لكنه في جوهره يخدم أهدافا جيوسياسية متوسطة الأجل تهدف إلى احتفاظ الصين بتفوقها في مجالات إستراتيجية".

وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه الإجراءات تأتي قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) في كوريا الجنوبية هذا الشهر.

إعلان

وتضيف الوكالة أن الجانبين "يكدّسان أوراق ضغط متبادلة" استعدادا للمفاوضات، في حين ينتهي وقف إطلاق النار الجمركي بين البلدين في 10 نوفمبر/تشرين الثاني ما لم يتم تمديده.

الزراعة والتجارة رهائن التوتر

وتلفت بلومبيرغ إلى أن الصين أوقفت مؤخرا مشترياتها من فول الصويا الأميركي، مما يفاقم الضغوط على المزارعين الذين شكّلوا قاعدة انتخابية رئيسية لترامب.

في المقابل، لوّح الرئيس الأميركي بإجراءات مضادة تشمل "تقييد بيع بعض المنتجات للصين"، قائلا: "نستورد منهم كميات هائلة، وربما علينا التوقف عن ذلك، لا أحد يعرف بالضبط ما سيكون عليه الوضع".

تأثيرات متشعبة على الصناعات العالمية

وتشير بلومبيرغ إلى أن تأخيرات سابقة في إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة تسببت هذا العام في "مشكلات كبيرة لشركات أوروبية وآسيوية"، وأن توسيع القيود الحالية "قد يخلق عبئا بيروقراطيا يهدد بخنق خطوط الإنتاج مجددا".

وتضيف أن ثقل الصين في سلاسل التوريد يجعل أي خطوة تقييدية منها بمنزلة "زلزال صناعي عالمي".

وتختم بلومبيرغ تحليلها بالتحذير من أن "مسار التراجع من حافة الهاوية بين واشنطن وبكين أصبح أكثر خطورة"، مؤكدة أن استمرار تبادل الإجراءات الانتقامية قد يجرّ الاقتصاد العالمي إلى مرحلة اضطراب جديدة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والدفاع.

مقالات مشابهة

  • التنين السيفي.. العثور على وحش بحري عمره 190 مليون سنة
  • تصعيد ترمب ضد الصين يهز البورصة السعودية.. و"تاسي" يتراجع 1.5%
  • أول تعليق من ابنة إيناس الدغيدي بعد زواج والدتها فى سن الـ 70
  • الصين ترصد مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن وحدة حرب نفسية بتايوان
  • نمو إيرادات قناة السويس والاستثمار المباشر.. أبرز توقعات «فيتش» لمصر
  • أول ظهور لابنة إيناس الدغيدي فى عقد قرانها
  • مشادة بين لاعب بالمنتخب وصحفي خلال الاحتفال بالتأهل لـ كأس العالم
  • ترامب يفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين
  • ألمانيا تحذّر من القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة
  • السعودية.. ضبط مقيم تحرش بالنساء في مكة.. ما العقوبة التي تنتظره؟