المجاعة في شمال غزة.. موت يتهدد مئات الآلاف ومناشدات لا مجيب لها
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
#سواليف
“بنتي تبكي كل ليلة من ألم بطنها بسبب #الجوع، وتقول (أمي بدّي بطني تنام)”.. “احنا بنموت كل ساعة، وما بدناش غير اننا نطعم أطفالنا اللي ما إلهم ذنب.. صرنا نبحث في #علف_الحيوانات وحشائشهم”..
بهذه العبارات المصحوبة بصرخات ونبرات #القهر و #الألم والشعور بالعجز يشتكي #المواطنون في شمال قطاع #غزة، الذي يُفرض عليه #حصار خانق منذ السابع من أكتوبر الماضي مع اندلاع حرب_الإبادة_الجماعية التي يمارسها #الاحتلال الصهيوني بحق القاطع وأهله.
قرابة خمسة أشهر من العدوان على غزة، بات من الصعب على أهالي القطاع العثور على الحد الأدنى من #الطعام، وذلك بسبب تفاقم أزمة الجوع التي تجتاح القطاع، حتى أصبح رغيف الخبز سلعة نادرة وباهظة إن وجدت؛ حيث اضطر الكثير من السكان إلى طهي الأعشاب وخبز علف الحيوانات لسد جوعهم.
مقالات ذات صلة الشرطة الإسرائيلية تحقق في انفجار مسيّرة قرب بحيرة طبريا / صور 2024/02/19تحذيرات أممية
“أكثر سكان قطاع غزة يعانون من #الجوع_الشديد في ظل خطر حدوث #مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا لم يتوفر ما يكفي من الغذاء والماء النظيف وخدمات الصحة والصرف الصحي”.. جاء ذلك في تقرير يُعرف بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الشهر الماضي.
وأكد التقرير أن جميع سكان غزة – حوالي 2.3 مليون شخص – “يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي”، موضحًا أن 26% من السكان (نحو 577 ألف شخص) قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويواجهون جوعًا كارثيًّا (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) والجوع الحاد.
وقال التقرير إن هناك خطرا لحدوث المجاعة في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر تقييد وصول المساعدات الإنسانية. ويتضمن هذا التحليل الأخير للأمن الغذائي في غزة، بيانات من برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية.
سوء التغذية
ويعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، وتحدث بسببه أكثر من حالتي وفاة يوميًّا من بين كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع الشديد أو نتيجة لسوء التغذية والمرض معا”، وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن البرنامج حذر على مدى أسابيع من وقوع هذه الكارثة. وأضافت أن الوضع أصبح يائسا بدون ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستمر الذي طالبت به الوكالات الأممية. وأكدت أن الجميع في غزة ليسوا في مأمن من الجوع الحاد.
وقد أفاد خبراء الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي بأن سكان غزة قد استنفدوا جميع مواردهم فيما انهارت سبل عيشهم، ودُمرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأسر العثور على الطعام.
ويشتكي الكثيرون من سكان شمال غزة من أنهم غالبًا ما يمضون أياما كاملة دون تناول الطعام، وأن العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام. يقول أحد الطفال: “لقد متنا من الجوع، لا يوجد طعام، احنا جوعانين، هنا لا ماء ولا طعام، نريد أن تتوقف الحرب لنعود إلى حياتنا الطبيعية”.
تقول إحدى الطبيبات في شمال القطاع إن الضعف والهزال أخذ في الانتشار بين الأهالي، لا سيما الأطفال والعجزة، بالإضافة إلى أن فقدان الوزن وفقر الدم أمران شائعان، ويعاني الناس من ضعف شديد ومن الجفاف وأصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الصدر والأمراض الجلدية.
مناشدات بلا مُجيب
تقول مواطنة: “للناس اللي ما بتعرف.. احنا بشمال غزة، إلنا 5 شهور بدون أرز، بدون خضار، بدون طحين، بدون أي مواد غذائية، مافي أي مساعدات بتدخل لنا، حتى السوق ما فيه ولا أي حاجة، لجأنا طبعا إلى إن احنا نطحن اعلاف الحيوانات، وأكل الطيور وأكل البسس (القطط)”، مضيفة (وهي تبكي): “بتذكر أهلي كانوا دايما يقولولنا: ما فيه حد بينام جوع، بس احنا الآن بننام جعانين، أنا عمري ما تخيلت اننا ييجي علينا يوم ناكل أكل حيوانات.. احنا شو ذنبنا؟ شو ذنب الأطفال؟، يعني احنا لو ما متنا من القصف، نموت من الجوع حرفيًّا، هذ هو الوضع في شمال غزة”.
ورغم المناشدات الحقوقية والإنسانية للعالم أجمع بأن الوضع الإنساني في غزة -والشمال تحديدا- تجاوز المخاوف إلى الحقائق؛ حيث سُجل العديد من حالات الوقيات بسبب الجوع ونقص الغذاء، إلا أن المعابر لا تزال مغلقة، والمساعدات الإنسانية لا تكفي أقل من 10% من الاحتياجات المطلوبة، ومع ذلك لا يصل شيء منها إلى الشمال بسبب قيام الاحتلال بفصل الشمال عن بقية القطاع، ما يزيد المشهد بؤسا ويهدد بانتشار الأمراض المميتة بين الأهالي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الجوع علف الحيوانات القهر الألم المواطنون غزة حصار الاحتلال الطعام الجوع الشديد مجاعة شمال غزة من الجوع فی شمال الجوع ا فی غزة
إقرأ أيضاً:
المجاعة تشتّد بغزة.. أطفال تحولوا لـ"هياكل عظمية" وسط صرخات لا تنقطع
غزة - خاص صفا مع تفاقم المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية وخطيرة" في قطاع غزة، تحولت أجساد الأطفال الذي يصلون المستشفيات إلى "هياكل عظمية"، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد. وبدأت تُبرز العظام من تحت جلد العديد من الأطفال، وتظهر علامات واضحة على نقص التغذية. الموت جوعًا ويعاني أطفال غزة أوضاعًا صحية مأساوية للغاية، بفعل المجاعة والنقص الحاد في الغذاء، وتدهور الوضع الصحي، في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر. ولا يجد الأطفال ما يسد رمقهم أو يروي ظمأهم، ما يؤدي لموت بعضهم جوعًا، بينما يصارع آخرون الهزال وسوء التغذية والأمراض. ويواجه الفلسطينيون في القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي. وفق تقرير أممي وبحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، فإن قطاع غزة يواجه النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. ويواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتقرير. وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان". وأشار البرنامج في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، إلى أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة. وأضاف "هناك حاجة ملحة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية لقطاع غزة للوصول إلى كل المجوعين في كل أنحاء القطاع، قبل فوات الأوان". وذكر أن لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، مشددًا على ضرورة أن تسمح "إسرائيل" بدخول هذه المساعدات. وطالب بإدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع. "هياكل عظمية" بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن أهالي غزة يواجهون الموت بالتجويع والقصف والمستشفيات مكتظة بالشهداء والجرحى. وأوضح أبو سلمية "للتليفزيون العربي"، أن 147 شهيدًا، منهم 88 طفلًا ضحايا التجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة. وأشار إلى أن الاحتلال يقصف مناطق يدعي أنها آمنة غربي مدينة غزة، كما يدعي وجود مسارات إنسانية ويقصف منتظري المساعدات ومن يحاول تأمينها. بدوره، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران إن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في القطاع. وأشار إلى أن ما تم إدخاله من مساعدات قليل ولا يفي بحاجات سكان القطاع. وأضاف أن ما يقوم به الاحتلال في حق غزة يضرب جميع المواثيق والقوانين الدولية. وأكد أن الحاجة ملحة في قطاع غزة لحليب الأطفال بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في القطاع بشأن الأطفال والنساء الحوامل فظيع بسبب الجوع. وبين أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، موضحًا أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات في غزة على هيئات "هياكل عظمية". أوضاع متفاقمة وحذرت مؤسسات دولية وأممية من انهيار الأوضاع الإنسانية وتفاقم الكارثة غير المسبوقة في قطاع غزة، وزيادة أعداد الوفيات، بسبب سوء التغذية. وحسب الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) فإن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء يواجهون خطر الموت جوعًا ومرضًا، بفعل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع الجماعي كأداة ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرًا. وبات أهالي القطاع يعيشون مرحلة المجاعة الكاملة (المرحلة الخامسة) والمجاعة الحادة (المرحلة الرابعة) حسب التصنيف الأممي، وفق تقارير موثقة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو"، في ظل حاجة القطاع اليومية لأكثر من 500 شاحنة مساعدات إغاثية و50 شاحنة وقود. وحذرت "حشد" من تداعيات المجاعة علي سكان القطاع، والتي أدت حتى الآن لاستشهاد 147 مواطنًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، عدا عن 650 من المرضى والنساء وكبار السن ، في وقت لا تستطيع 50 ألف أم إرضاع أطفالها، بسبب سوء التغذية. ولا يزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، و60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع، منهن 11 ألف حالة حرجة. وتظهر التقارير أن نصيب الفرد اليومي من المياه الصالحة للشرب انخفض بنسبة 100%، فيما بات 99% من السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد وأكثر من ثلث السكان لم يأكل أي طعام لأيام متتالية ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، تفاقمت مع تشديد حصارها وإجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".