السياحة المغربية تحقق قفزة تاريخية.. فهل هي مجرد طفرة مونديالية؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
يواصل قطاع السياحة في المغرب تحقيق أرقام غير مسبوقة، خاصة بعدما حطمت عائدات القطاع لأول مرة 10 مليارات دولار عام 2023، إثر استقبال 14.5 مليون سائح.
ويراهن المغرب على استقطاب 17.5 ملايين سائح بحلول عام 2026، خاصة أنه مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية ومؤتمرات دولية كبيرة.
وأبرز هذه الأحداث، احتضانه لكأس إفريقيا لكرة القدم عام 2025 وكأس العالم لكرة القدم عام 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال.
وتعتبر السياحة ثاني مصدر للنقد الأجنبي في البلاد خلال عام 2023 بعد تحويلات المهاجرين المغاربة بالخارج.
أرقام إيجابية
تقول وزارة السياحة إن عدد السياح الذين زاروا المملكة بلغ 14.5 مليون سائح عام 2023، بزيادة 34 بالمئة مقارنة مع العام الذي سبقه.
بينما عائدات السياحة من العملة الصعبة 105 مليارات درهم خلال 2023 مقارنة مع 93.6 مليار درهم خلال 2022، بزيادة 12 بالمئة.
الزبير بوحوت، وهو الخبير المغربي في القطاع السياحي، يصف الأرقام بـ”الإيجابية”، مقارنة مع 2022، خاصة أنها حققت نموا بنسبة 34 بالمئة، وهي تقريبا نسبة النمو المحققة على المستوى العالمي.
وعالميا، انتقل عدد السياح من 960 مليون سائح عام 2022 إلى مليار و300 مليون خلال العام الماضي.
وأوضح بوحوت أن الزيادة تم تسجيلها بشكل أكبر، على مستوى مغاربة العالم، لأن عددهم خلال هذه السنة تجاوز عدد السياح الدوليين، خلافا لوجهات أخرى، حيث يكون السياح الدوليون أكثر من المهاجرين.
ويشكل المهاحرون المغاربة نحو 51 بالمئة من إجمالي السياح الذين زاروا البلاد وفق وزارة السياحة المغربية.. “القطاع في البلاد تجاوز أزمة كورونا، والتوترات بالمنطقة”.
وبخصوص عائدات القطاع، أوضح أنه في الوقت التي ارتفعت المداخيل بـ12 بالمئة خلال 2023 مقارنة مع 2022، فإن عائدات السياحة على المستوى الدولي ازدادت بـ40 بالمئة.. هناك فرص وجب على البلاد استغلالها لتستقطب أكثر السياح”.
فرص واعدة
أوضح بوحوت أنه أمام بلاده فرص كبيرة لاستقطاب السياح أكثر، مما يستدعي تقوية الربط الجوي والبنى التحية.. “تقوية الربط الجوي عامل مهم يساهم في استقطاب مجموعة من الأسواق”.
وأشار إلى أن بلاده تنبهت إلى أهمية البنى التحية، وهو ما يتطلب تطوير العرض السياحي أكثر، بمعنى الرفع من عدد الفنادق والغرف والأسرة المتوفرة.
ودعا إلى الرفع من عدد الغرف في بلاده، لأنها تناهز 100 ألف غرفة حاليا، مقارنة مع البرتغال التي تبلغ نحو 200 ألف غرفة.
وتوجد عدد من المدن المعروفة سياحيا، مثل مراكش، والتي تعتبر قبلة للمشاهير الفن ونجوم الكرة، وأكادير المطلة على البحر، وطنجة، التي تستهوي كتاب وفنانين دوليين.
كذلك الصويرة، فضلا عن مرزوكة المعروفة بمناظرها الصحراوية من رمال وحياة الصحراء، ومدينة إفران المعروفة باسم سويسرا إفريقيا، والتي تستهوي محبي الثلوج.
وتابع: “البلاد تتوفر اليوم على ميثاق استثمار جديد يشجع على الاستثمار، مما سيجعل السياحة من القطاعات المستفيدة، حيث يستفيد المستثمرون، سواء كانوا دوليين أو مغاربة، من منحة مالية تشكل 30 بالمائة من القيمة الإجمالية للاستثمار بالقطاع السياحي، بالإضافة إلى صندوق محمد السادس للاستثمار الذي سيساهم في تطوير البنية التحية”.
وأوضح أن خارطة طريق بلاده في القطاع، تتحدث عن استثمارات في مؤسسات الترفيه والتنشيط، لأن الرفع من إنفاق السياح يتطلب عدم الاعتماد على مداخيل الفنادق والمطاعم والنقل السياحي فقط، بل يجب توفير مؤسسات للترفيه.
مشاريع الترفيه
ولفت الخبير المغربي إلى أن بلاده أطلقت مشاريع في مجال الترفيه مثل مدينة الترفيه بمراكش بثلاثة مليارات درهم، لافتا إلى أهمية سياحة المؤتمرات، والتي تساهم في جلب أكثر للسياح.
ويحتضن المغرب الكثير من المؤتمرات الدولية، حيث سبق أن احتضن الاجتماعات السنوية للبنك والنقد الدوليين في مراكش في أكتوبر الماضي.
وقال إنه على الرغم من أن بلاده في الطريق الصحيح في القطاع السياحي، إلا أنها لم تستطع استرجاع عدد السياح من ألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا خلال 2023 مقارنة مع 2019، ودعا إلى ضرورة استهداف الأسواق الكبرى الجديدة، مثل الصين والهند.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: عدد السیاح مقارنة مع
إقرأ أيضاً:
الجزائر ولبنان..علاقات تاريخية متجذرة
تربط الجزائر ولبنان علاقات تاريخية متجذرة قائمة على أسس التعاون والتضامن في ظل الإرادة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين في الارتقاء بها إلى آفاق أوسع وإضفاء المزيد من الزخم والحركية على التعاون الثنائي في شتى المجالات.
وتعزيزا لهذا المسعى،تأتي الزيارة الرسمية التي يقوم بها،اليوم الثلاثاء، رئيس جمهورية لبنان الشقيقة، جوزيف عون، الى الجزائر،والتي تشكل فرصة سانحة لبحث سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي والتطرق الى القضايا الاقليمية والدولية الراهنة.
وعبر كافة المراحل الصعبة التي مر بها هذا البلد الشقيق خلال السنوات الماضية، كانت الجزائر حاضرة بقوة من خلال دعمها الثابت والمتواصل، حيث أعربت في أكثر من مناسبة عن وقوفها إلى جانبه من أجل بلوغ مرحلة جديدة على درب تعزيز الاستقرار والسلم وتحقيق النمو الاقتصادي.
وفي هذا المنحى، كان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد دعا، في كلمة وجهها إلى القمة العربية ببغداد شهر ماي الماضي. الدول العربية إلى “قدر أكبر من التضامن مع الأشقاء في لبنان”،معتبرا أن “وحدة وسيادة وسلامة هذا البلد تظل جزءا لا يتجزأ من مسألة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها”.
وضمن هذا المسعى، أعربت الجزائر دوما عن استعدادها لمرافقة الجهود الرامية إلى إضفاء المزيد من الزخم على التعاون الثنائي مع لبنان، وهو ما أبرزه رئيس الجمهورية في رسالة تهنئة بعث بها إلى نظيره اللبناني، جوزيف عون، بمناسبة انتخابه رئيسا للبلاد مطلع العام الجاري، حيث أكد له “استعداده الكامل للعمل سويا على الارتقاء بالعلاقات التاريخية بين البلدين”.
وفي إطار زيارة رسمية قام بها إلى لبنان شهرجانفي الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، قال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، عقب استقباله من قبل الرئيس اللبناني، أن الجزائر “ستظل واقفة بثبات إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه لتقوية مؤسساته وإنعاش اقتصاده واستتباب الأمن فيه”.
وأكد عطاف وجود توافق حول “ضرورة إعادة تحريك العلاقات الثنائية وإعطائها حركية جديدة ومضمونا أوسع”.
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني على أهمية تفعيل العلاقات بين البلدين وعزمه على تطويرها في كافة المجالات.
كما أعرب بذات المناسبة عن تقديره للدعم الذي يلقاه لبنان من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مشيدا بمواقف الجزائر الداعمة للبنان في مجلس الأمن الدولي، لا سيما خلال العدوان الصهيوني الذي تعرض له نهاية السنة الماضية.
وقد لقيت مواقف الجزائر المتضامنة مع الشعب اللبناني الشقيق ترحيبا واسعا من قبل الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية في هذا البلد، خاصة عقب قرار رئيس الجمهورية تزويد لبنان “بشكل فوري” بكميات من الفيول لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية.
كما أرسلت الجزائر سنة 2020 أزيد من 200 طن من المساعدات إلى لبنان، مرفقة بطاقم طبي ومختصين في تسيير الكوارث، وذلك إثر الانفجار الذي وقع بميناء بيروت.مخلفا قتلى وجرحى، علاوة على مساعدتها له خلال الأزمة الصحية (كوفيد- 19).
وفي بادرة تؤكد متانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين وتجسد الإرادة السياسية في فتح آفاق جديدة وواعدة للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي, قرر رئيس الجمهورية سنة 2023 استئناف الرحلات الجوية بين الجزائر وبيروت.
بدورها، تعمل المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية-اللبنانية، منذ تنصيبها سنة 2022, على تعميق التعاون البرلماني وتوسيع أطره ليشمل مختلف المجالات، وكذا إعطاء دفع أكبر للتعاون المثمر بين البلدين والرفع من حجم التبادل التجاري وإنشاء شراكة استراتيجية في عدة قطاعات، لا سيما من خلال تفعيل مجلس رجال الأعمال الجزائري-اللبناني