حملات شعبوية لكسر الجامعة اللبنانية وتعطيل التفرغ
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": ارتفعت وتيرة السجال حول ملف التفرغ في الجامعة اللبنانية، الذي بات جاهزاً لرفعه إلى مجلس الوزراء بعدما أنجز في صيغة شبه نهائية بين وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي ورئيس الجامعة الدكتور بسام بدران. يأخذ النقاش الذي يترافق مع حملات في بعض الأوساط الجامعية والسياسية أيضاً طابعاً شعبوياً ومصلحياً ويحمل الكثير من علامات الاستفهام، ويطرح تساؤلات عما إذا كانت هناك استهدافات لفرملة إقرار الملف وتعزيز الجامعة وإستعادة استقلاليتها لا بل أنه تحول إلى بازار لتغطية المخالفات التي تراكمت وأدت إلى انفجار أزمات الجامعة.
والحال أن هذا الملف الذي يُفترض أن يرفع قريباً إلى الحكومة، قد يكون اكثر موثوقية، لأسباب عدة، أولها أنه لم يُعد بوصاية سياسية مباشرة، وإن كانت تبقى حاضرة عند إقراره، وثانياً لأنه أُنجز وفق ثلاثية الحاجة الاكاديمية والأقدمية والتوازن، علماً أن إقرار ملف 2014 كان سياسياً بامتياز، بعد إدخال مئات الاسماء ضمن بازار المحاصصة، وبعضهم لم يناقش رسالة الدكتواره. وثالثاً، لم يكن ممكناً تنقية التفرغ في جامعة تراكمت فيها مشكلات منذ سنوات، ذلك أنه ترسخت في بنيتها ممارسات المحاصصة والهيمنات السياسية والطائفية، وطالت حتى الوحدات والأقسام وأيضاً الحركة النقابية للاساتذة.
الجامعة اليوم وان كانت تحتاج إلى عملية إصلاحية، إلا أنها ليست عاجزة عن الاستمرار. عدد الطلاب اليوم يبلغ 64 الفاً، ومع إحالة نحو 1050 أستاذاً إلى التقاعد منذ عام 2014، فإنها تحتاج إلى تفرغ ما يقابلهم وفقاً للحاجات والملاكات. والقياس هنا لا يتعلق فقط بالعدد إذ أنه يمكن أن يتغير بين كلية وأخرى ووفقاً للاختصاصات، لذا التفرغ يأخذ بالاعتبار حاجة السنوات اللاحقة، طالما أنه ليس سنوياً.
التفرغ هو حاجة للجامعة من أجل استقرارها واستمراريتها ايضاً، لكنه مرتبط باستكمال الحلقات الأخرى، خصوصاً مجلسها، واستعادة استقلاليتها وإعادة تنظيم أوضاعها أكاديمياً. وقد حان الوقت لكشف الحملات العبثية التي تؤذي الجامعة، تماماً كما يجب مواجهة الحملات السياسية والطائفية التي تريد بقاء الجامعة مكاناً للتوظيف والمحاصصة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
في ذكرى الوحدة.. هذه أبرز حروب اليمن خلال 3 عقود
تمر الذكرى الـ 35 للوحدة اليمنية اليوم الخميس وسط آمال اليمنيين بإنهاء الانقسام والصراعات التي مرت بها البلاد خلال ثلاثة عقود ونصف.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعاني منها اليمن جراء الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين منذ عام 2014، إلا أن الب
وشهدت عدة محافظات فعاليات احتفالية إحياء لذكرى تحقيق الوحدة الوطنية.
وفي 22 أيار/ مايو 1990، تم الإعلان عن تحقيق الوحدة بين دولتي: الجمهورية العربية اليمنية (شمال) وجمهورية اليمن الديمقراطية (جنوب) ودمجهما في دولة واحدة، وتم الاتفاق على تسميتها الجمهورية اليمنية.
ومنذ تحقيق الوحدة اليمنية، شهدت البلاد عدة حروب وصراعات هذه أبرزها:
حرب 1994
شهد اليمن عقب الوحدة خلافات سياسية كبيرة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي كان يرأس حزب "المؤتمر الشعبي العام" (رئيس الشطر الشمالي سابقا) ونائبه علي سالم البيض، الذي كان رئيسا للشطر الجنوبي قبل الوحدة، وأحد القادة البارزين في الحزب الاشتراكي اليمني.
واستمر الصراع بين شريكي الوحدة، حتى اندلعت في أبريل/نيسان 1994 حرب أهلية كبيرة بين الشمال والجنوب، استمرت حتى يوليو/تموز من العام نفسه، وخلفت آلاف القتلى، فضلا عن خسائر مادية واقتصادية كبيرة، وفقد اليمن فيها مليارات الدولارات ما أدى إلى تضرر واسع لاقتصاد الدولة الجديدة وفقا لوكالة الأناضول.
واندلعت الحرب بعد تمركز علي سالم البيض في مدينة عدن (جنوب) مع بعض المسؤولين في الحزب الاشتراكي، حيث أعلن من هناك قيام جمهورية اليمن الديمقراطية، بينما وصفه صالح بـ"الانفصالي" ولوح بالتمسك بالوحدة ولو بالقوة.
وجاء اعتكاف البيض، في عدن، بعد أن وجه اتهامات لصالح وحزبه بتهميش الجنوبيين والاستئثار بالقوة والثروة وتنفيذ اغتيالات استهدفت عددا من قادة الحزب الاشتراكي، وسط نفي من الأخير.
وانتهت هذه الحرب بسيطرة قوات الشمال على الجنوب، بينما غادر علي سالم البيض، وعدد من مساعديه، إلى خارج البلاد.
حروب صعدة
اندلعت الحروب الست بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي في محافظة صعدة (شمال) بين 2004 و2010.
وانتهت الحرب الأولى بمقتل مؤسس جماعة الحوثي حسين بدر الدين الحوثي، على يد قوات الجيش اليمني في أيلول/ سبتمبر 2004.
عقب ذلك شهدت صعدة 5 حروب بين الجانبين، وامتدت إلى محافظة عمران حتى انتهت الحرب السادسة مطلع 2010 بإعلان من الرئيس علي عبدالله صالح، عن اتفاق بين الطرفين ينهي الصراع.
وحسب إعلام يمني، أدت هذه الحروب الست إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، فضلا عن خسائر مادية كبيرة.
حرب مستمرة منذ 2014
في يوليو 2014 اشتعلت الحرب اليمنية بين القوات الحكومية والحوثيين الذين سيطروا حينها بقوة السلاح على محافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي 50 كيلومترا.
وبعد سيطرتهم على عمران اجتاح الحوثيون صنعاء في سبتمبر 2014 وسيطروا عليها بقوة السلاح بدعم من قوات الرئيس السابق حينها علي عبدالله صالح، الذي تم إزاحته من السلطة بعد ثورة شعبية عام 2011 وتم بعدها انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا توافقيا للبلاد في فبراير 2012.
وفي فبراير 2015، نجح هادي، في مغادرة صنعاء إلى عدن، بعد أن فرض عليه الحوثيون إقامة جبرية، وانتقل بعدها إلى سلطنة عمان وصولا إلى السعودية.
وفي مارس/آذار 2015، تم الإعلان عن تحالف عسكري ضد الحوثيين بقيادة السعودية، لدعم الحكومة في استعادة اليمن من الجماعة.
وبعدها اشتعل الصراع بشكل غير مسبوق، ونفذ التحالف العربي آلاف الغارات الجوية، مع استمرار المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين حتى نيسان/ أبريل 2022 حينما تم الإعلان عن هدنة بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الحرب في اليمن منذ اشتعالها تسببت في مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.