ما احتمالية اندلاع حرب إقليمية بعد تطورات البحر الأحمر؟ خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
أجمع محللون وخبراء على أن المنطقة مرشحة لجميع الاحتمالات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتطورات في البحر الأحمر، فضلا عن عدم إمكانية التنبؤ بقرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
يقول الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي إن عسكرة البحر الأحمر بالأساطيل الغربية والأميركية تجعل المنطقة ساحة خصبة للتوتر الشديد، "وقد تصاب إحدى السفن العسكرية"، في ظل عدم القدرة على تقدير حجم القدرات الحوثية.
ويضيف مكي -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن الحلول الحالية ترقيعية لكونها مجرد محاولات لصد ضربات مستمرة من دون القدرة على تدمير المنصات أو منع الهجمات، علاوة على عدم رغبة واشنطن في شن حرب.
ويخلص إلى أن حرب غزة مرشحة للتصاعد "وقد يتورط الجميع بأزمة الشرق الأوسط، وقد تندلع حرب شاملة تتورط فيها دول كبرى، من بينها أوروبا الغربية".
وينبه إلى أن واشنطن منخرطة بالحرب وقرار شنها كان بالاتفاق بينها هي وعواصم غربية مع تل أبيب "لتصفية المنطقة من الجماعات المسلحة بسبب وجود مشاريع تطبيعية مستقبلية تدمج إسرائيل بالشرق الأوسط كدولة قائدة".
وحسب مكي، لم يطالب أي مسؤول أميركي بوقف دائم لإطلاق النار، بل طالبوا بهدنة إنسانية مؤقتة، مع تأكيد ضرورة هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفا أن واشنطن وعواصم غربية تدعم إسرائيل دبلوماسيا وعسكريا وإعلاميا.
كل الاحتمالات مفتوحة
بدوره، يؤكد الباحث المختص بالقضايا الإقليمية محمد صالح صدقيان أن المشكلة في استمرار العدوان على غزة والتهديد باجتياح رفح، وليست في الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون؛ "فما يحدث بالبحر الأحمر وباب المندب انعكاس لما يحدث في غزة".
ويضيف صدقيان أن الإيرانيين حذروا من فتح جبهات جديدة بعد أكثر من شهر لاندلاع حرب غزة، "وقد تفتح جبهات أخرى جديدة، لأن طهران لا يمكن أن تسيطر على أفعال حلفائها".
ويصف من ينظر لأزمة البحر الأحمر بعيدا عن حرب غزة بأنه غير واقعي، مستدلا بحديث الحوثيين أنهم سيتوقفون عن شن هجمات ضد السفن المتجهة لإسرائيل إذا توقف العدوان على غزة.
ويلفت صدقيان إلى أن نتنياهو لم يحقق أهدافه الإستراتيجية، وقد يقدم على حماقة من نوع معين خارج فلسطين المحتلة، ويؤكد أن كل الاحتمالات مفتوحة حول الطريقة التي ستنتهي بها الحرب الحالية.
ويزيد أنه بعد 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تولدت قراءة إيرانية بعدم توسيع نطاق الحرب، حيث عملت طهران على تنفيذ هذه القراءة، لأن نتنياهو يريد استدراج الأميركان والإيرانيين إلى صدام.
"تشتيت للانتباه"
من جانبه، يرى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس أن الحوثيين استهدفوا خط ملاحة دوليا وحولوه إلى صراع ضمن أجندة إقليمية، مضيفا أن آلاف السفن اضطرت لتحويل مسارها لرأس الرجاء الصالح، مما ضغط على التجارة الدولية.
وينبه إلى أن الحوثيين استهدفوا 25 سفينة، بعضها ليست لها علاقة بإسرائيل، مما دفع 25 دولة لتشكيل ائتلاف لحماية السفن والشركات التجارية، معتقدا أن ما يحدث تشتيت للانتباه ويساعد الإسرائيليين، وليس الفلسطينيين.
ويؤمن بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملون من أجل السلام باليمن، ولكن الحوثيين لا يودون ذلك، واستهدفوا السفن التي ليست لها علاقة بإسرائيل وأخذوا بحارة رهائن.
وحول تصويت مجلس الأمن الأخير ضد مشروع قرار جزائري بشأن وقف إطلاق النار بغزة، يرى لورانس أن واشنطن مخطئة باستخدام الفيتو وكان عليها ألا تستخدم حق النقض، لكنه أشار إلى ما سماها "لعبة دبلوماسية بمجلس الأمن"، قبل أن يضيف أنه كان يجب على الجزائريين التواصل مع واشنطن مثلما فعل الإماراتيون سابقا.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
محور عسكري جديد في القرن الإفريقي
متابعات تاق برس- كشف مصادر إعلامية إريترية، عن ترتيبات لتشكيل محور عسكري جديد في القرن الأفريقي يضم كلا من “مصر والسودان والصومال وإرتيريا”، وسط صمت رسمي من الأطراف المعنية، في وقت تتصاعد فيه التحولات الأمنية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
ويأتي المحور العسكري – بحسب الزاوية نت- وسط توترات كبيرة تشهدها منطقة الهضية الإثيوبية بين أديس ابابا الطامعة في الوصول إلى البحر الأحمر وإريتريا التي ترفض تلك المحاولات، وتحشد على الحدود عبر انتشار واسع لوحدات وآليات قوات الدفاع الإريترية، ضمن تحركات تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري وتأمين النقاط الاستراتيجية على طول الشريط الحدودي.
وتمر العلاقة بين دولتي إثيوبيا وإريتريا بحالة من التوتر منذ فترة طويلة بسبب تحركات تقوم بها أديس ابابا وكثيرا ما تحدث الرئيس أسياسي أفورقي إلى تصاعد الجدل الإقليمي حول ملف البحر الأحمر، ومطالب إثيوبيا المتكررة بالحصول على منفذ بحري، وتحديداً ميناء عصب.
حيث قال أفورقي في لقاء تلفزيوني “كيف لنا أن نعطي ميناء عصب لآبي أحمد، بينما هو لديه اتفاقية تجارية مع جيبوتي؟ وفسر التصريح على نطاق واسع كإشارة إلى استمرار التقارب مع جيبوتي، وربما رسالة ضمنية لإثيوبيا بأن إريتريا لن تكون “جسر عبور” على حساب المصالح الجيبوتية.
ووجه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتهامات مباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن أبو ظبي تلعب دوراً خفياً وخطيراً في تأجيج الأزمات بالقرن الأفريقي، وعلى رأسها النزاع في السودان، والتوتر المتصاعد حول موانئ البحر الأحمر.
وأشار إلى أن رئيس الإمارات محمد بن زايد يحاول بسط نفوذ بلاده على ميناء عصب الحيوي، وقال إن ما يحدث ليس مجرد مطالب إثيوبية، بل جزء من مشروع توسّعي تقوده أبو ظبي عبر شبكة من الموانئ والقواعد العسكرية.
وأضاف: “هذا ليس نهجًا شبيهاً بما قام به زايد المؤسس، بل سياسة توسعية تسعى للهيمنة على البحر الأحمر والمحيط الهندي”.
إثيوبياإريترياالسودان