مَنْ يضمن تنفيذ القرار 1701... الحزب أم الدولة؟ انتشار الجيش رهن الحل السياسي
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
انتهى مؤتمر باريس لدعم الجيش قبل أن ينعقد، فإعلان تأجيله بعد تضارب في الرؤى بين الموقفين الفرنسي والأميركي حيال الملفات اللبنانية العالقة يشير إلى احتمال إلغائه اذا لم يتم الذهاب الى صيغة ما تحظى بموافقة اميركية، علما ان الخارجية اللبنانية تسلمت في الساعات الماضية من الجانب الفرنسي الورقة الرسمية بالاقتراحات الخاصة بمعالجة التوتر في الجنوب والتي تتضمن وقف العمليات العسكرية في جانبي الحدود مع تعزيز مهام قوات اليونيفيل، تفكيك مواقع "حزب الله" وانسحاب المقاتلين والمنظومات الصاروخية 10 كيلومترات وراء الخط الأزرق ونشر حوالى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة واستئناف الاجتماعات الثلاثية في الناقورة، على أن يتم الذهاب في مرحلة لاحقة الى ترسيم متدرج للحدود البرية وفق القرار 1701 واجراء مفاوضات لإنشاء منطقة خالية من أي أفراد مسلحة باستثناء الجيش وقوات اليونيفل، على أن يترك ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى الوقت المناسب.
يظن البعض أن هذه الورقة قابلة للنقاش ويمكن وصفها بالمتوازنة إلى حد كبير، بيد أن الأجواء السياسية من قوى أساسية في البلد، تشير إلى أن الاهتمام اللبناني منصب فقط في هذه المرحلة على طروحات الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي نجح في إيصال مفاوضات الترسيم البحري إلى بر الأمان، وسوف يجهد لإتمام الترسيم البري أيضا عندما تصبح الظروف مؤاتية برعاية أممية، خاصة وأن هوكشتاين لا يخفي تأكيده أن أي حل في لبنان مرتبط بما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة، فهو يتعاطى بواقعية تامة مع التطورات الراهنة ويعي جيدا أن لبنان لن يفتح باب التفاوض قبل أن يتم وقف الحرب على قطاع غزة، علما ان مصادر مطلعة على الموقف الأميركي تعتبر ان لا تسوية في غزة، لأن ما تطرحه إسرائيل وتجهد ليصبح أمرا واقعا هو تقسيم غزة على غرار تقسيم الضفة الغربية. والى حين زيارة هوكشتاين بيروت، فإن زيارة وفد من لجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي بيروت لم تكن أكثر من استطلاعية وتحذيربة في الوقت عينه، ففي عنوانها العريض ركز الوفد على ضرورة تطبيق القرار الدولي 170 ونقل اهتماما اميركيا بدعم الجيش، إلا أن اوساطا بارزة ومطلعة على الأجواء الاميركية، تشير إلى أن الوفد أبلغ القوى السياسية بضرورة عودة التهدئة والاستقرار إلى جنوب لبنان، وإلا فان الأمور قد تخرج عن السيطرة اذا لم تدخل غزة في هدنة خلال شهر رمضان، وعلى لبنان استغلال وقف إطلاق النار اذا حصل والبدء في مفاوضات ترتيب الأوضاع في الجنوب. الأهم، وفق المصادر، أن حزب الله بالنسبة إلى الدول الغربية ليس حركة حماس، فالاتصالات التي يجريها الموفدون الغربيون في لبنان لا تنحصر فقط بالمسؤولين السياسيين، إنما تشمل أيضا حزب الله بعضها بالمباشر، وبعضها الاخر عبر قنوات سياسية واكاديمية. ومن هذا المنطلق، فإن الحزب هو الذي سيقدم ضمانات في ما خص القرار 1701، وليس الدولة اللبنانية، مع إشارة المصادر نفسها إلى أن الطرح الأممي في المرحلة الأولى لورقة الحل يتضمن سحب الحزب المظاهر العسكرية، لاسيما الثقيلة في جنوب الليطاني، في مقابل ضمان اسرائيل عدم القيام بأي خرق بري، بحري او جوي للقرار 1701، مع تأكيد المصادر ان انتشار الجيش في الجنوب سيكون نتيجة لحل سياسي، وليس العكس فهو لا يفرض الحل السياسي، مع تشديد المصادر على أن هذه الطروحات تشكل خارطة طريق أممية لحل في لبنان تمهيدا لتثبيت الحدود البرية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
العودات يسلط الضوء على دور الشباب في التحديث السياسي
صراحة نيوز -سلط وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، عبدالمنعم العودات، الضوء على دور الشباب كقوة مؤثرة في مسيرة الوطن، وهو ما دفع إلى إطلاق مشروع التحديث بمساراته الثلاثة: السياسية والاقتصادية والإدارية.
وأضاف خلال لقاء حواري مع طلبة جامعة اليرموك، أن المشروع يهدف لجعل الشباب شركاء أساسيين في عملية البناء وقوة فاعلة في صنع القرار، انسجاماً مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني مع انطلاقة المئوية الثانية للدولة، معتبرين الشباب طاقة الحاضر وصناع المستقبل القادرين على رسم ملامح الغد بثقة واقتدار.
وأوضح العودات أن مشروع التحديث يمثل مشروع دولة متكاملاً يعكس قوة الأردن ومنعته، ويرتكز على قراءة وطنية معمقة لتجارب الماضي في العمل الحزبي، لتجاوز التحديات وتأسيس مرحلة أكثر تماسكا وفاعلية في الممارسة السياسية.
وأشار إلى أن الأردن يسعى لبناء نموذج ديمقراطي خاص عبر أحزاب سياسية برامجية فاعلة، قادرة على الوصول لمواقع صنع القرار، وتعزيز ثقافة المشاركة الفاعلة، والهوية الوطنية، وقيم المواطنة القائمة على سيادة القانون، بما يرفع مستوى الفاعلية السياسية ويوسع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار.
وأضاف العودات أن المنظومة التشريعية الحالية توفر جميع الضمانات القانونية لحماية حق الشباب في المشاركة السياسية والحزبية، مع تأكيد قانون الأحزاب حماية المنتسبين ومنح الطلبة حق ممارسة الأنشطة الحزبية داخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، مشدداً على أهمية الإعلام التقليدي والرقمي في التوعية وتعزيز اللحمة الوطنية.
من جانبه، أكد رئيس جامعة اليرموك، الدكتور مالك الشرايري، أن عقد اللقاء يعكس دعم الحكومة المستمر للشباب وتمكينهم من المشاركة في الحياة السياسية وصناعة القرار، واصفاً الجامعة بأنها منارة للعلم والحوار والمشاركة الفاعلة.
كما أكدت مديرة البرامج في مركز العالم العربي للتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان، سماح بني هاني، أن اللقاء يشكل المحطة الثانية في سلسلة الحواريات السياسية لإشراك الشباب في صناعة القرار، فيما أشارت علا الشريدة، نائب الممثل الإقليمي لمؤسسة هانس زايدل الألمانية، إلى دور الجامعة في دعم البحث العلمي وتعزيز المشاركة الوطنية، مؤكدة أن التوجيهات الملكية شكلت الأساس المتين لمنظومة التحديث السياسي في الأردن.
واختتم اللقاء بحوار موسع بين الوزير والطلبة، أجاب فيه العودات عن جميع التساؤلات ودعا الشباب الأردني للانخراط في العملية السياسية والحزبية.