انتهى مؤتمر باريس لدعم الجيش قبل أن ينعقد، فإعلان تأجيله بعد تضارب في الرؤى بين الموقفين الفرنسي والأميركي حيال الملفات اللبنانية العالقة يشير إلى احتمال إلغائه اذا لم يتم الذهاب الى صيغة ما تحظى بموافقة اميركية، علما ان الخارجية اللبنانية تسلمت في الساعات الماضية من الجانب الفرنسي الورقة الرسمية بالاقتراحات الخاصة بمعالجة التوتر في الجنوب والتي تتضمن وقف العمليات العسكرية في جانبي الحدود مع تعزيز مهام قوات اليونيفيل، تفكيك مواقع "حزب الله" وانسحاب المقاتلين والمنظومات الصاروخية 10 كيلومترات وراء الخط الأزرق ونشر حوالى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة واستئناف الاجتماعات الثلاثية في الناقورة، على أن يتم الذهاب في مرحلة لاحقة الى ترسيم متدرج للحدود البرية وفق القرار 1701 واجراء مفاوضات لإنشاء منطقة خالية من أي أفراد مسلحة باستثناء الجيش وقوات اليونيفل، على أن يترك ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى الوقت المناسب.

     يظن البعض أن هذه الورقة قابلة للنقاش ويمكن وصفها بالمتوازنة إلى حد كبير، بيد أن الأجواء السياسية من قوى أساسية في البلد، تشير إلى أن الاهتمام اللبناني منصب فقط في هذه المرحلة على طروحات الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي نجح في إيصال مفاوضات الترسيم البحري إلى بر الأمان، وسوف يجهد لإتمام الترسيم البري أيضا عندما تصبح الظروف مؤاتية برعاية أممية، خاصة وأن هوكشتاين لا يخفي تأكيده أن أي حل في لبنان مرتبط بما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة، فهو يتعاطى بواقعية تامة مع التطورات الراهنة ويعي جيدا أن لبنان لن يفتح باب التفاوض قبل أن يتم وقف الحرب على قطاع غزة، علما ان مصادر مطلعة على الموقف الأميركي تعتبر ان لا تسوية في غزة، لأن ما تطرحه إسرائيل وتجهد ليصبح أمرا واقعا هو تقسيم غزة على غرار تقسيم الضفة الغربية.   والى حين زيارة هوكشتاين بيروت، فإن زيارة وفد من لجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي بيروت لم تكن أكثر من استطلاعية وتحذيربة في الوقت عينه، ففي عنوانها العريض ركز الوفد على ضرورة تطبيق القرار الدولي 170 ونقل اهتماما اميركيا بدعم الجيش، إلا أن اوساطا بارزة ومطلعة على الأجواء الاميركية، تشير إلى أن الوفد أبلغ القوى السياسية بضرورة عودة التهدئة والاستقرار إلى جنوب لبنان، وإلا فان الأمور قد تخرج عن السيطرة اذا لم تدخل غزة في هدنة خلال شهر رمضان، وعلى لبنان استغلال وقف إطلاق النار اذا حصل والبدء في مفاوضات ترتيب الأوضاع في الجنوب.   الأهم، وفق المصادر، أن حزب الله بالنسبة إلى الدول الغربية ليس حركة حماس، فالاتصالات التي يجريها الموفدون الغربيون في لبنان لا تنحصر فقط بالمسؤولين السياسيين، إنما تشمل أيضا حزب الله بعضها بالمباشر، وبعضها الاخر عبر قنوات سياسية واكاديمية. ومن هذا المنطلق، فإن الحزب هو الذي سيقدم ضمانات في ما خص القرار 1701، وليس الدولة اللبنانية، مع إشارة المصادر نفسها إلى أن الطرح الأممي في المرحلة الأولى لورقة الحل يتضمن سحب الحزب المظاهر العسكرية، لاسيما الثقيلة في جنوب الليطاني، في مقابل ضمان اسرائيل عدم القيام بأي خرق بري، بحري او جوي للقرار 1701، مع تأكيد المصادر ان انتشار الجيش في الجنوب سيكون نتيجة لحل سياسي، وليس العكس فهو لا يفرض الحل السياسي، مع تشديد المصادر على أن هذه الطروحات تشكل خارطة طريق أممية لحل في لبنان تمهيدا لتثبيت الحدود البرية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

فرنسا لا تزال ترى فرصة للحل.. وجنبلاط يطلق مبادرة سقفها الخيار الثالث رئاسياً

لم تكد تمر 24 ساعة على مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان وسط كم مثير من التقديرات بعدم تحقيقه أي تقدم في جهوده الآيلة الى استعجال إنهاء الأزمة الرئاسية حتى برز تطور داخلي لا يمكن عزله عن الأجواء التي تركتها زيارة لودريان. هذا التطور تمثل في كشف عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله عن "تحرك متجدّد لتكتل اللقاء الديموقراطي بحثاً عن مخارج لإنهاء الفراغ الرئاسي، معلناً أن "التكتل سيطلق مبادرة في جولة على مختلف الأفرقاء بهدف بناء قنوات تواصل بين الجميع، لبلورة الحل الرئاسي والخروج بموقف موحد".
 
وبدا واضحاً وفق المعطيات المتوافرة أن اللقاء الديموقراطي قرر التحرك مجدداً، وهو الذي سبق له أن قام بتحرك مماثل قبل أكثر من سنة، بدفع وتحفيز من لودريان نفسه الذي يتردد أنه طلب من "الكتلة الجنبلاطية" القيام بتحرك جديد لكونها تتمتع بموقع مستقل وعلى اتصال وعلاقات جيدة مع جميع الأفرقاء ولاقى التكتل ذلك باستجابة سريعة عل وعسى...
 
هذا التطور واكبته أجواء فرنسية ليست بالقتامة الغالبة محلياً في بيروت . إذ نقلت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين عن مصادر ديبلوماسية فرنسية أنها ترى بعد كل ما يقال عن زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت لا تزال هناك فرصة لنجاح مساعيه لانتخاب الرئاسة على ضوء ما سيجري من جهود إضافية من اللجنة الخماسية من أجل هذا الموضوع وقبل تموز أو آب لأن بعد هذه الفترة ستبدأ الحملة الانتخابية الأميركية ويصعب المجال بعد ذلك. وتعول المصادر على تضافر الجهود الأميركية في إقناع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من أجل التقدم نحو الانتخاب. كما أن فرنسا تعتمد على علاقة الثقة بينها وبين المملكة السعودية للتقدم معها على هذا الصعيد. وترى المصادر أن الإدارة الأميركية مهتمة بموضوع انتخاب الرئيس اللبناني وتدفع من أجله لأن إدارة الرئيس بايدن تعتبر أن لبنان بحاجة الى رئيس إذا أرادت إنجاح الحل الديبلوماسي بين لبنان وإسرائيل حول جنوب لبنان. لذا تعول المصادر على محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضيفه الأميركي في فرنسا يوم 8 حزيران حيث من المتوقع أن يتطرقا الى موضوع انتخاب رئيس لبناني وأيضاُ الى عدم التصعيد في الجنوب.
 
ولفتت هذه المصادر الى أن المحادثات التي أجراها لودريان مع نائب "حزب الله" محمد رعد تركت انطباعاً ملفتاً، إذ إن محمد رعد لم يلفظ اسم مرشح الحزب سليمان فرنجية وقال إن الحزب يؤيد انتخاب رئيس، فقال له لودريان إنه إذا كان هذا موقف الحزب فسيبلغه الى جميع محاوريه علماً أن كثيرين يقولون إن هذه الاقوال لـ"حزب الله" ليست صحيحة لكنها بالنسبة لفرنسا هي كلمة الحزب للمبعوث الفرنسي. وأضافت المصادر أن لودريان يدرك أن التوافق على التفاصيل بالغ التعقيد. وتعتقد أن "حزب الله" غير راغب بسحب مرشحه طالما لم يحصل على مرشح يعطيه ضمانات وأن موقف بري برفض فتح البرلمان لانتخاب رئيس هو لأن الثنائي الشيعي غير متأكد من فوز مرشحه. فالثنائي الشيعي فهم أن مرشحه لن يفوز وأن الحل الوحيد أمامه هو إيجاد مرشح تسوية ومن اجل ذلك يجب أن يقوم الثنائي الشيعي بالتشاور والتفاوض للتوصل الى توافق ولكن الثنائي يبدو غير مستعجل للقيام بذلك.
 
وسألت "النهار" المصادر إذا كان لحزب الله مصلحة أن يكون هناك رئيس في لبنان فأجابت أن هذا السؤال ينطبق أيضاً على البعض في القوى المسيحية إاذا كان من مصلحتها أن يكون هناك رئيس يتحمل مسؤولية الوضع اللبناني الحالي فمثلاً لو كان هناك رئيس ماذا سيفعل اذا كان ضد الحرب فهناك عدد من المسؤولين في لبنان الذين لا يرون مصلحة في انتخاب رئيس في لبنان حالياً في رأي المصادر. لكن الأهم وضع كل الأطراف أمام مسؤوليتهم لأن الجميع يقول للودريان أنه يؤيد انتخابات بأسرع وقت فعليهم أن يتحملوا هذه المسؤولية وينفذوا ما يقولون.

 
اما بالنسبة الى الوضع في الجنوب، فوضع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب عندما التقاه في الخارجية الفرنسية مساء الأربعاء في صورة محادثاته حول الجنوب مع وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز الذي التقاه منذ أسبوع.
وكتبت" نداء الوطن": يُتوقع أن يجدّد «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط تحركه في اتجاه القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب، اعتباراً من الأسبوع المقبل، لملاقاة مبادرة «الخماسية»، ومن ضمنها مبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان التي لا تزال حيّة، وفق مصادر «اللقاء»، وذلك في سبيل إيجاد مخرج للمأزق الرئاسي القائم.

وعلم أنّ سقف تحرك «اللقاء الديموقراطي» هو متابعة ما انتهى اليه الموقف الفرنسي الذي عبّر عنه أخيرا لودريان، وهو أن «الخيار الثالث» هو الحل لأزمة الانتخابات الرئاسية.

وأوضحت المصادر «أنّ المبادرة الجديدة تسعى الى تسوية داخلية تحفظ البلد في ظل أزمتين وجوديتين: الحرب المفتوحة مع إسرائيل، والنزوح السوري. وهذا يتطلب تسوية تحقّق بالحد الأدنى حماية البلد والمصلحة الوطنية». وقالت: «سندعو القوى السياسية الى الدخول في التسوية، سواء سمّيت حواراً أو تشاوراً، لا يهمّ، المهم أن نتلاقى كلبنانيين في ظل الانقسام العمودي في مجلس النواب، وهذه المهمة سيتولاها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وسيعلنها قريباً».

وأشارت المصادر الى أنّ أسس المبادرة هي نفسها التي يتحدث عنها «اللقاء الديموقراطي» منذ أكثر من عام ونصف العام، لكن المشكلة ليست في المواصفات والمعايير، بل في الانقسام الذي يمنع انتخاب رئيس الجمهورية.

وقالت مصادر بارزة في المعارضة لـ»نداء الوطن»، إنه قبل مبادرة النائب جنبلاط الجديدة، كانت هناك مبادرة والده وليد جنبلاط الذي طرح فيها أسماء ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية، ومن ضمنها الوزير السابق جهاد ازعور. واصطدمت مبادرته بإصرار الثنائي الشيعي على مرشحه سليمان فرنجية. ثم أتت مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي.

ولفتت الى أنّ أهمية هذه المبادرات سواء من الداخل أم من اللجنة الخماسية، أنها تظهر أكثر الفريق الذي يعطّل الاستحقاق الرئاسي.

وكانت فرنسا أجرت اتصالات مع الحكومة الإسرائيلية حول لبنان قبل ذلك. وأعربت المصادر عن انطباعاتها بان الإسرائيليين ليسوا ضد حل ديبلوماسي للجنوب ولو أن البعض في الحكومة يريد حرب. فما تقوله إسرائيل لفرنسا أن هناك إمكانية للقبول بحل ديبلوماسي وأنها منفتحة للجهود الفرنسية حول لبنان. وتقول المصادر إن اللبنانيين يشعرون بنوع من ارتياح كون البعض في الإدارة الإسرائيلية يحبذ حلاً ديبلوماسيا ولكن ما قاله سيجورني لبوحبيب أنه ينبغي الحذر لأن كل الإدارة الإسرائيلية ليست بهذا الرأي فمازال هناك في الإدارة الإسرائيلية الذين "يريدون حل المشكلة"بشكل مختلف وباريس تأخذ هذه التهديدات الإسرائيلية بجدية وتحذر اللبنانيين من ذلك وتعتبر ان هناك اتجاها لدى "حزب الله" للاعتقاد بان إسرائيل منهمكة في حربها في غزة وانها في راي الحزب ردت بشكل ضعيف على الهجوم الإيراني ما تعتبره باريس خطأ في تحليل الحزب لذا نبه سيجورني بوحبيب من خطورة الاعتقاد ان إسرائيل لن تقوم بعملية عسكرية على لبنان.

مقالات مشابهة

  • «الأمة القومي» يتخذ قراراً بشأن مجموعة «الإصلاح المؤسسي»
  • حزب فدرالية اليسار يعقد مجلسه الوطني على صفيح ساخن.. إشكالات تنظيمية تقف أمام إستكمال الاندماج
  • حركة الجهاد الإسلامي: ننظر بريبة إلى ما طرحه الرئيس الأميركي
  • فرنسا لا تزال ترى فرصة للحل.. وجنبلاط يطلق مبادرة سقفها الخيار الثالث رئاسياً
  • العراق وحالة الطوارئ الوطنية الأمريكية!
  • حزب فدرالية اليسار في مسعى لتعزيز وحدته خلال اجتماع مجلسه الوطني بعد استقالات
  • نِقوش على جِدار الحرب السودانية (5): حكومة بورتسودان
  • ألمانيا تحث الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا
  • ما صحة استشهاد 3 من عناصر الحزب في الغارة الإسرائيلية على حمص؟
  • الليرة قد تنتعش مُجدداً.. هذا هو الحل