تحت رعاية الملك.. ولي العهد يتوج الحريري بكأس السعوديةرئيس البرلمان العربي يدعو لاجتماع ثلاثي بين لجان فلسطينقتيل وجريحان في حادث طعن بشمال اليابانترامب يهزم هايلي آخر منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية بكارولاينا الجنوبيةرئيس الأرجنتين يعرب عن أمله في فوز ترامب بالانتخابات

 

تناولت صحف السعودية تطورات الحرب الصهيونية على غزة وفلسطين، والجهود الدولية للحل، والمساعدات المصرية للأهالي من النازحين، بالإضافة إلى أحدث انتصارات الرئيس الأمريكي السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

قالت صحيفة “عكاظ”: “تستعد الحكومة المصرية خلال الفترة القادمة لطرح تطوير منطقة «رأس جميلة» بمدينة شرم الشيخ، التي تطل على البحر الأحمر، باستثمارات سعودية مالية ضخمة، وذلك بعد نجاح صفقة «رأس الحكمة» على البحر المتوسط باستثمارات إماراتية، في إطار جهود الحكومة المصرية لزيادة مواردها من العملة الصعبة، وخطتها للنهوض بالتنمية العمرانية المتكاملة بحلول عام 2052 لمواجهة الزيادة السكانية، فضلاً عن خلق أنشطة اقتصادية متميزة، وتوفير فرص عمل لأعداد كبيرة من الشباب المصري خلال العقود القادمة”.

ويأتي تطوير «رأس جميلة»، التي تبلغ مساحتها 860 ألف فدان، باستثمارات سعودية لم توضح قيمتها بعد – حسب مصدر مصري - بهدف وضعها على خريطة السياحة العالمية، لتكون قِبلة للزائرين من شتى بقاع الأرض، لموقعها الجغرافي والاستراتيجي المهم، خصوصا بعدما تم وضعها ضمن «المشاريع المصرية الكبرى» لتنمية الساحل الشمالي.

وأضاف المصدر لـ«عكاظ» أن هناك اجتماعا حكوميا مرتقبا للإعلان عن الصفقة، كما حدث من قبل في منطقة «رأس الحكمة»، وربما يكون خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي المرتقب برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي نهاية الأسبوع الجاري، متوقعاً أن يكون من بين بنود الاجتماع الحديث عن منطقة «رأس جميلة» باستثمارات سعودية، وذلك في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين المملكة ومصر، والاستثمار في المشاريع القومية الكبرى، منوهاً إلى أن الاستثمار بأرض «رأس جميلة» لم يكن وليد اليوم، بل كان معروضا عام 2021، ونظراً إلى ظروف «كورونا» وغيرها تم تأجيل الاستثمار بها إلى وقت آخر.

وأوردت صحيفة “الشرق الأوسط”، ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، من أن مجلس الحرب وافق على السماح لوفد إسرائيلي بالتوجه إلى قطر لمواصلة محادثات صفقة تبادل المحتجزين مع حركة «حماس».

وقالت الهيئة إن المسئولين الإسرائيليين يضعون جدولاً زمنياً لتنفيذ الصفقة إذا سارت المفاوضات وفق ما هو مخطط له بعد اجتماع للمفاوضين والوسطاء في باريس، وصفه مسئول إسرائيلي بأنه خلق أساساً متيناً للتفاوض.

وتوقعت الهيئة نقلاً عن المسئولين أن يتم تنفيذ الاتفاق قبل حلول شهر رمضان، ليدخل حيز التنفيذ في 10 مارس.

وقالت إنه من المقرر أن يتوجه الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة لبحث تفاصيل الاتفاق خلال أيام قليلة.

واجتمع مجلس الحرب في إسرائيل، ليل السبت، بعد عودة الوفد الإسرائيلي من محادثات في باريس، لمناقشة الإفراج عن رهائن واتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب ضد «حماس».

وكان وفد إسرائيلي برئاسة رئيس «الموساد» ديفيد بارنياع قد توجه إلى باريس، الجمعة، لمتابعة مشروع هدنة نوقش في العاصمة الفرنسية نهاية يناير، مع نظيريه الأمريكي والمصري ورئيس وزراء قطر.

وقال تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء السبت، لقناة «إن 12» الإسرائيلية: «لقد عاد الوفد من باريس، ربما يكون هناك مجال للتحرك نحو اتفاق».

ونقلت هيئة البث في وقت سابق عن مصادر مطلعة على محادثات باريس، قولها إنه بحسب الإطار الجديد الذي صادق عليه مجلس الحرب، سيتوقف القتال ليوم واحد مقابل كل محتجز يتم الإفراج عنه، بإجمالي نحو 6 أسابيع، حيث من المتوقع الإفراج عن 40 شخصاً.

كما سيتم الإفراج عن 10 سجناء أمنيين فلسطينيين في إسرائيل مقابل الإفراج عن كل محتجز. 

وستوافق إسرائيل على أن يعود النازحون من جنوب قطاع غزة إلى منازلهم في شمال القطاع، وكذلك إعادة إعماره.

وذكرت الهيئة أن مصادر إسرائيلية عبرت عن تفاؤلها بالتوصل إلى تفاهمات قبل شهر رمضان، وأن هناك إمكانية لإجراء مفاوضات في القاهرة.

غير أنها نقلت في الوقت نفسه عن مسئول أمني قوله إن الصفقة المحتملة لن تمنع تنفيذ عملية برية في رفح.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، ما ذكره تلفزيون «القاهرة الإخبارية» نقلاً عن مصادر له، يوم أمس، السبت، القول إن مصر بدأت في إقامة مخيم للنازحين الفلسطينيين بخان يونس جنوب قطاع غزة، على أن ينتهي العمل فيه بنهاية الأسبوع الحالي.

وأضاف التلفزيون أن المخيم سيكون بسعة 400 خيمة، ويتسع لنحو 4000 شخص، وسيكون مزوداً بالكهرباء ودورات المياه «من أجل التخفيف من معاناة الفلسطينيين».

وأشار التلفزيون إلى أن إقامة مخيم خان يونس ستعقبه إقامة مخيم آخر شمال دير البلح بوسط قطاع غزة، ومستشفى ميداني ومركزين لتوزيع المساعدات بمدينة رفح الفلسطينية بجنوب القطاع.

من اليابان، أوردت الصحيفة، ما قالته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن شخصاً لقي حتفه، وأصيب اثنان، صباح اليوم، الأحد، في حادث طعن داخل متجر صغير بمدينة سابورو في جزيرة هوكايدو بشمال اليابان.

وذكرت الهيئة أن أحد العاملين بالمتجر التابع لسلسلة «سيكومارت» قال للشرطة المحلية، إن رجلاً استخدم ما يشبه سكين المطبخ في سلوك عدائي قبيل الساعة السابعة صباح اليوم بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت غرينتش أمس، السبت)، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتعرض ثلاثة من العاملين بالمتجر، تتباين أعمارهم بين الأربعينات والستينات، للطعن، وتم نقل رجل أربعيني إلى المستشفى؛ حيث توفي لاحقاً. 

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن الشرطة القول إن المصابَين الآخرين، وهما رجل وامرأة، لم يفقدا الوعي.

وأضافت الهيئة أنه تم القبض على عاطل عمره 43 عاماً في مكان الحادث بتهمة الشروع في القتل.

وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن دونالد ترامب هزم أمس، السبت، نيكي هايلي، آخر منافسيه الجمهوريين، في الانتخابات التمهيديّة بولاية كارولاينا الجنوبيّة، وفق ما أظهرت توقّعات بثّها عدد من وسائل الإعلام الأميركيّة.

ويُمثّل فوز ترامب انتكاسة كبيرة لهايلي التي تُجسّد جناحاً أكثر اعتدالاً في الحزب الجمهوري؛ خصوصاً أنّ الانتخابات جرت في الولاية التي كانت حاكمة لها لستّ سنوات.

ورغم هزيمتها، أعلنت هايلي عزمها البقاء في السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام ترامب، في الانتخابات التمهيدية للحزب في كارولاينا الجنوبية.

وقالت هايلي لمؤيديها خلال تجمع في تشارلستون: «لن أتخلى عن هذه المعركة».

وذكرت صحيفة الرياض، أنه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رعى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس السبت، حفل سباق كأس السعودية في نسخته الخامسة، وذلك بميدان الملك عبد العزيز للفروسية بالجنادرية في الرياض.

وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله الأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس مجلس إدارة هيئة الفروسية رئيس مجلس إدارة نادي سباقات الخيل، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض، والأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز، وزير الرياضة، والأمير عبد الله بن خالد بن سلطان، عضو مجلس إدارة نادي سباقات الخيل رئيس اللجان الفنية.

وأوردت صحيفة “الرياض”، أن عادل بن عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، ثمن مواقف الدول الآسيوية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، والرافضة للمجازر الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الغاشم في قطاع غزة، مطالبهم ببذل المزيد من الجهود، من أجل حشد الضغط الدولي اللازم لوقف هذه المجازر، التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء.

في السياق ذاته، ثمن "العسومي" قرار الجمعية البرلمانية الآسيوية بإنشاء لجنة خاصة بفلسطين لنصرة الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة، داعياً إلى اجتماع مشترك بين لجنة فلسطين بالبرلمان العربي ولجنة فلسطين بالجمعية البرلمانية الآسيوية ولجنة فلسطين التابعة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في أقرب وقت ممكن.

وقال إنها ستكون الخطوة الأولى من نوعها من أجل تنسيق الجهود البرلمانية العربية والآسيوية والإسلامية، لنصرة الشعب الفلسطيني في محنته والتي تتطلب تنسيق وتوحيد الجهود أكثر من أي وقت مضى.

وقالت صحيفة “الرياض” إنه استشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال المكثف والمتواصل على قطاع غزة، جوا، وبرا، وبحرا، الذي يدخل يومه الثاني والأربعين بعد المئة.

وأفادت مصادر محلية، باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح مختلفة، في سلسلة غارات لطائرات الاحتلال، استهدفت منازل في حي الزيتون بمدينة غزة، وتواجه سيارات الإسعاف صعوبة بالغة في نقل الجرحى، وجثامين الشهداء، بسبب استمرار القصف.

كما تعرضت أحياء الصبرة، وتل الهوى، والدرج بمدنية غزة إلى قصف مدفعي مكثف، مخلّفا عشرات الإصابات.

واستشهد ستة مواطنين، وأصيب آخرون، في استهداف طائرات الاحتلال عددا من المنازل في النصيرات، والبريج، ودير البلح وسط قطاع غزة.

ومن الرياض، التقى الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأعرب عن أمله في فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال ميلي لترامب، في مقطع مصور نشره على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”: "أنت رئيس عظيم وآمل أن تفوز، وأن أراك رئيسا مرة أخرى"، بحسب ما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء.

واجتمع ميلي مع الرئيس الأمريكي السابق قبل أن يتحدث في "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" في واشنطن، حيث خصص الرئيس الأرجنتيني كلمته لانتقاد الاشتراكية وتدخل الحكومة في الاقتصاد.

وقال ترامب إن ميلي هو رئيس يمكنه "جعل الأرجنتين عظيمة مرة أخرى".

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: 40 شخصا 43 عاما اجتماع الحكومة اجتماع ثلاثي استمرار القصف استثمارات سعودية استثمارات كبيرة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الانتخابات التمهيدية البرلمان العرب البحر المتوسط التنمية العمرانية الحرب الصهيونية على غزة الحكومة المصرية فی الانتخابات بن عبد العزیز الإفراج عن رأس جمیلة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو أمام الكونغرس.. استدرار العواطف والسلاح واستدامة الحرب والدم

لم يضيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقته في الحديث أمام مجلسي الكونغرس عن غير الحرب والسلاح والدم وتقديم صورة مؤلمة عما يصفها بالأهوال التي تعرضت لها إسرائيل فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

كان استدرار الخزائن الأميركية عبر البكائيات الإسرائيلية التقليدية ووصْل رحم العلاقة الوطيدة بين تل أبيب وواشنطن الهدف الأهم للخطاب الذي ألقاه الرجل المتهم على نطاق واسع بإدارة أبشع إبادة مفتوحة في العصر الحديث ولكن بدعم أميركي وفوق منصة ما يوصف بأعظم مجلس تشريعي في العصر الحديث، وتلك مفارقة أخلاقية توقف عندها كثيرون.

 

لم يكن السلام في أي وقت ضمن القضايا التي عرضها نتنياهو أمام الكونغرس، كما كانت صفقة تبادل الأسرى الغائب الأهم عن خطاب المسؤول الأول في إسرائيل رغم أن الولايات المتحدة الأميركية كانت العرّاب الأهم والأقوى من أجل دفع الصفقة المذكورة إلى الأمام.

 

فلماذا يتجاهل نتنياهو أهم ما يمكن أن تراهن عليه واشنطن -على الأقل في إدارتها الحالية- في تبييض جزء من صورتها التي يراها كثير من مواطنيها الرافضين للحرب ملوثة بالدماء الفلسطينية؟ وما الذي تستفيده واشنطن من مواصلة الالتحام أكثر فأكثر بروح التطرف في الحكومة اليمينية بإسرائيل؟

 

حتى لا تنتهي الحرب

 

يعرف نتنياهو أكثر من غيره أن تقدم صفقة الأسرى هو الخطوة الأولى نحو إنهاء الحرب، وإنهاء الحرب في المقابل هو الخطوة الأخيرة قبل أن يرمي بحكومته إلى قاع الهزيمة وربما إلى غياهب السجون.

 

وبتجاهل نتنياهو قضية الصفقة -وهي أهم قضية تشغل بال معظم الإسرائيليين اليوم- في خطابه أمام الكونغرس، وهو أهم خطاب يلقيه الرجل زمانا ومكانا وسياقا- تظهر أهداف عدة، أبرزها:

 

السعي المتواصل لعرقلة الوصول إلى أي اتفاق، وهو ما يعني أن كل ما قام به من تطمينات واصطحابه عددا من أسر الأسرى في رحلته إلى واشنطن لم يكن أكثر من ذر رماد في عيون أدمنت البكاء والترقب انتظارا لعشرات الأسرى الذين تحتجزهم فصائل المقاومة في قطاع غزة، ولا يبدي نتنياهو استعدادا لإعادتهم حتى يعود القهقرى ناقضا ما استعد له.

 

 إدارة مشهد ما قبل السقوط: يراهن نتنياهو على الحرب باعتبارها السياق الوحيد الذي يمكن أن يحميه، وكل إطالة في أمدها وتضييق لمسارب الهدنة هو طوق نجاة للمسؤول الإسرائيلي الأكثر إثارة لغضب الحقوقيين في أنحاء العالم، وهو ما يؤكد ما ذهبت إليه الصحافة الإسرائيلية بأن نتنياهو ذهب إلى واشنطن حاملا مطالبه ومصالحه الشخصية المتركزة بشكل خاص على استمرار الحرب.

 

يتناقض الحديث عن الصفقة مع استمطاره مزيدا من الأسلحة الأميركية الأكثر قتلا وفتكا، وهو ما كان محل تركيز واضح منه في خطابه المطول أمام مجلسي الكونغرس.

 

وفي سبيل الحرب يراهن نتنياهو على الزمن حتى يستمر العدوان إلى حين نجاح داعمه الأساسي والأهم دونالد ترامب، رغم الصعوبات المتعددة التي باتت تعترض هذا الفوز المرتقب، ذلك أن نتنياهو غير راض عن مستوى دعم الديمقراطيين لحربه المسعورة وانقسام قواعدهم الشعبية وقادتهم السياسيين تجاهها.

 

فصائل المقاومة وأنصارها ما فتئوا يتهمون الولايات المتحدة وقيادتها الديمقراطية بأنها المساند الأقوى والأعتى لعدوان إسرائيل المستمر على قطاع غزة منذ قرابة 10 أشهر، ومن دون واشنطن كانت معركة طوفان الأقصى قادرة على جرف أكثر من قطاع وجدار وقرى محصنة وحكومة في إسرائيل، حسب هؤلاء.

 

ومن أجل استدرار الدعم الأميركي كان نتنياهو واضحا في سردياته التقليدية أن الحرب ليست بين حماس وإسرائيل ولا بين إسرائيل وإيران، وإنما هي بين العالم الحر والإرهاب، وأن إسرائيل تخوض الحرب نيابة عن أميركا، وتكفي تلك المقدمة لتوقع نتيجة استجدائه "أعطونا السلاح بسرعة لننتصر بسرعة".

 

يمثل خطاب نتنياهو في الكونغرس بحد ذاته وتجاهله قضية الصفقة ونهاية الحرب رسالة إلى التيارات اليمينية المتطرفة المكونة والداعمة لحكومته في إسرائيل وخارجها أنه لا تراجع عن موقفه المعروف بشأن استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها.

 

ورغم ما أثاره الخطاب من تداعيات ومواقف فإن نتنياهو أحرز نجاحا في تحقيق نصر سياسي جزئي من خلال كم الاحتفاء الذي لاقاه خطابه في الكونغرس.

 

وقد أشار بعض المغردين إلى أن المشرعين الأميركيين الحاضرين للخطاب صفقوا له 79 مرة خلال خطاب استمر 53 دقيقة لا أكثر، وهو ما يعني أن التصفيق كان موازيا لكل جملة.

 

ومع ذلك، فقد قاطعه نحو 80 مشرعا ديمقراطيا، وتعالت الأصوات المناهضة له في أوساطهم ومن خارجهم، واعتبرته رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي "أسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية حظيت بشرف مخاطبة الكونغرس".

 

والواقع أن خطاب نتنياهو في الكونغرس كان منذ الإعلان عنه قبل أسابيع إشكاليا وباعثا لردود فعل رافضة أو متحفظة في أوساط حقوقية وسياسية بأميركا وخارجها، لما يرمز إليه من مفارقات أخلاقية، فهو حديث مسؤول سياسي يلاحقه القضاء الدولي وتطارده الاتهامات بالمسؤولية عن أفظع مجازر العصر الحديث أمام أهم مجلس تشريعي في العالم، لكن نتنياهو -وهو يدرك حجم المأزق الذي يحيط به من كل جانب- لم يفوّت تلك الفرصة رغم ضغوط المعارضة والعائلات الإسرائيلية عليه بتأجيل سفره إلى الولايات المتحدة حتى استعادة الأسرى من قطاع غزة.كما يدرك أن هذا الخطاب يأتي في لحظة فارقة في تاريخ المنطقة وحاضر الولايات المتحدة في ظل ما سبقه من تطورات متعلقة بمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب وانسحاب الرئيس الحالي جو بايدن من السباق الرئاسي وتقديم نائبته كامالا هاريس مرشحة للحزب الديمقراطي.

 

والواقع أن نتنياهو بخطابه أمس أمام الكونغرس حطم رقما قياسيا، وأصبح أكثر مسؤول أجنبي تحدث أمام مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) عبر التاريخ، متجاوزا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل الذي تحدث 3 مرات أمام الكونغرس إبان الحرب العالمية الثانية، فخلال نحو ربع قرن من الزمن خطب نتنياهو 4 مرات أمام الكونغرس، وكانت أولاها في عام 1996 ثم في عامي 2011 و2015، وأخيرا 2024.

 

التفاف وخدعة لعائلات الأسرى

 

ناقض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه بسرعة، فقد أعطى مؤشرات قبل سفره إلى الولايات المتحدة على قرب التوصل إلى صفقة أسرى، كما واصل إرسال إشارات مماثلة أثناء سفره إلى واشنطن لإلقاء خطابه الرابع أمام الكونغرس.

 

ومن أبرز هذه المؤشرات:

 

اجتماع مطول مع فريق التفاوض قبيل ساعات من سفره إلى الولايات المتحدة، وخلال ذلك قرر إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أول أمس الأربعاء أن زيارة وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة لإجراء مباحثات بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس "أُجّلت إلى الأسبوع المقبل".

 

أبلغ نتنياهو عائلات الأسرى في لقائه معها قبيل سفره أنه قد يتم التوصل قريبا إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح أقاربهم، وذلك رغم احتدام القتال في القطاع.

 

كما ذكر نتنياهو -خلال لقاء مع ممثلي عائلات الأسرى الذين رافقوه إلى واشنطن- أن شروط إعادة جميع المحتجزين من غزة "بدأت تنضج"، مشيرا إلى أن إسرائيل تسعى إلى إعادتهم لأنه هدف من أهداف الحرب.

 

وبالتزامن مع ذلك تحدث وزير إسرائيلي عن تقدم ملموس نحو إبرام صفقة تبادل الأسرى.

 

ورغم أن المعارضة وعائلات الأسرى تتحدث باستمرار عن ألاعيب نتنياهو وحيله الهادفة لتخفيف الضغط السياسي عنه في وقت يواصل فيه رفض صفقة التبادل فقد رأت أن ما حدث مثّل تلاعبا بمشاعر أهالي الأسرى الذين استقبلهم وأكد لهم أن شروط التفاوض بشأن الأسرى بدأت تنضج، في حين ذهبت أطراف في حكومته إلى التصريح بأن هنالك تقدما فعليا في صفقة الأسرى، لينتهي الأمر بغياب تام لقضيتهم عن خطابه الطويل.

 

متتالية من الشروط والتعقيدات التي ظل نتنياهو يطيل بها أمد الحرب والتفاوض منذ أشهر، وسط حديث متصاعد عن رفضه رؤية الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي يتهمها بأنها تسعى إلى فرض رؤية للحل تخالف رؤيته.

وأمام الخديعة الكبيرة التي وقعت فيها أسر الأسرى كان نتنياهو في مواجهة وابل من الانتقادات الشديدة من المعارضة المناوئة له التي رأت في خطابه عارا وجريمة تجاه الأسرى وعائلاتهم.

 

وزيادة على ذلك لاقى نتنياهو توديعا واستقبالات غير ودية من جماهير كبيرة في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، فقد غادر مطار بن غوريون في تل أبيب والاحتجاجات تحيط به من كل جانب، وحين وطئت قدماه أرض الولايات المتحدة كانت الاحتجاجات الصاخبة في استقباله رفضا لحربه على قطاع غزة ومطالبة له بسرعة إنهائها والموافقة على صفقة تبادل.

 

وبينما كان يلقي خطابه أمام الكونغرس كان الآلاف يتجمعون خارجه، وكانت صيحاتهم تقرع مسامعه وتنغص عليه ما يلاقيه من احتفاء من أعضاء الكونغرس.

 

وبين المطالب الشعبية الإسرائيلية المتصاعدة بإيجاد انفراج لطوفان اللهب المتواصل وإعادة الأسرى وبين إصرار نتنياهو على السير قدما نحو نصر يوغل كل يوم في البعد وتنقطع السبل الموصلة إليه يبقى الأسرى السطر الأخير في أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي ورفاقه الذين يعرفون أنهم سيكونون الأسرى القادمين إذا وضعت الحرب أوزارها.


مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو بحث مع بايدن مطالب جديدة وتعهد بإرسال اقتراح محدث خلال يومين للوسطاء
  • نتنياهو أمام الكونغرس.. استدرار العواطف والسلاح واستدامة الحرب والدم
  • قبل ساعات من لقائهما المنتظر.. مسؤول إسرائيلي يكشف عن أول اتصال بين نتنياهو وترامب منذ القطيعة
  • “نيويورك تايمز”: فجوة بين التصفيق والواقع.. خيبة أمل داخل “إسرائيل” من خطاب نتنياهو
  • نيويورك تايمز تتحدث حول التصفيق لنتنياهو في الكونجرس رغم فشله في الحرب
  • الإعلان عن صفقة ''لوجيستية'' كبيرة بين واشنطن والرياض
  • انتقادات داخل إسرائيل لخطاب نتنياهو: تحدث ساعة دون ذكر صفقة الأسرى
  • "شارب" اليابانية ومجموعة "العربي" توقعان عقد شراكة لتصنيع الثلاجات باستثمارات 50 مليون دولار
  • صحيفة صينية: خروج بايدن من السباق الرئاسي يزيد حالة عدم اليقين إزاء العلاقات
  • صحيفة عبرية: كافة تفاصيل الصفقة بين إسرائيل وحماس تم التوصل إليها بالفعل