دبي- الشرق
أفادت مصادر رفيعة لـ"الشرق"، الأحد، بأن قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان من المرتقب أن يزور طرابلس، الاثنين، للقاء رئيس الحكومة المقالة من البرلمان عبد الحميد الدبيبة الذي قدم أيضاً دعوة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" لزيارة ليبيا.

وقالت المصادر إن لقاء البرهان والدبيبة "سيبحث القضايا الثنائية بين البلدين والحرب في السودان"، لافتةً إلى أن الدبيبة "لم يطرح مبادرة للقاء بين البرهان وحميدتي من أجل إنهاء الحرب في السودان".



وكان الدبيبة بحث، السبت، في اتصال هاتفي مع حميدتي "ضرورة تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار في السودان"، بحسب ما نقلته منصة "حكومتنا" التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية.

وقالت الحكومة الليبية المقالة من البرلمان في بيان، إن الاتصال بحث "مبادرة الدبيبة لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان"، مشيرةً إلى أن "الدبيبة قدم دعوة لحميدتي لزيارة ليبيا".

من جهته، قال قائد قوات الدعم السريع على منصة "إكس"، السبت، إنه سيلبي دعوة الدبيبة لزيارة ليبيا في "القريب العاجل"، ووجه الشكر له على "مبادرته وجهوده في دعم الاستقرار والسلام في السودان والذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة".

وأشار حميدتي إلى أنه بحث مع الدبيبة "تطورات الأوضاع في السودان ورؤيتنا لحل الأزمة من جذورها، وإعادة بناء السودان على أسس جديدة عادلة"، مضيفاً: "تطرقنا في الحديث إلى الجهود التي بذلت من أجل إنهاء الحرب والوصول إلى سلام في البلاد".

منبر جدة
وكانت مصادر من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أفادت، الجمعة الماضية، باستئناف المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع في منبر جدة مطلع مارس المقبل.

وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لوكالة أنباء العالم العربي AWP ، إن المفاوضات بين الطرفين ستنقل إلى جدة وثيقة مبادئ وأسس الحل الشامل للأزمة السودانية التي جرى توقيعها في العاصمة البحرينية المنامة الشهر الماضي بين نائب قائد الجيش شمس الدين كباشي، ونائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.

وبحسب المصادر، شددت الوثيقة على تكوين "جيش قومي مهني" من القوتين المتقاتلتين، و"القبض على قيادات تنظيم الإخوان وعلى رأسهم المطلوبون للمحكمة الجنائية الدولية والفارون من السجون"، و"تفكيك نظام الحركة الإسلامية".

وعبَّرت المصادر عن "مخاوف من أن تعمل قيادة الإخوان على عرقلة المفاوضات التي توقعت أن تمضي بشكل أفضل من الجولات السابقة"، مشيرةً إلى "حدوث هذا في جولات تفاوض سابقة".

وذكرت المصادر أن "قوات الدعم عقدت ورشة في مدينة عنتيبي الأوغندية في الفترة من 15 حتى 20 فبراير الجاري بحضور مفاوضيها في منبر جدة، وجميع أعضاء المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع، بالإضافة إلى الحواضن القبلية في إقليمي كردفان ودارفور التي تقاتل إلى جانب قوات الدعم السريع، وناشطين إعلاميين".

ونوّهت المصادر إلى أن "طابع الورشة كان سياسياً تفاوضياً تمهيداً لترتيب أجندة التفاوض بالنسبة لقوات الدعم السريع".

وكانت الحكومة السودانية شددت في وقت سابق خلال الشهر الجاري، على أن منبر جدة هو "المنصة الوحيدة" للتفاوض مع قوات الدعم السريع، معلنة رفضها القاطع لأي تفاوض خارجه.

وشدد وزير الإعلام السوداني المكلف جراهام عبد القادر، على أن منبر جدة "هو المنبر الوحيد الذي من خلاله يتم التفاوض بشأن الحرب التي فرضتها قوات الدعم السريع على البلاد".

وأكد على أن "حكومة السودان لن تجلس أو تتفاوض مع الدعم السريع في أي منبر آخر، وأن ما يبث أو يشاع بأن هناك موافقة على التفاوض مكانياً أو عبر الفضاء الإلكترونية معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة".

واتفق الطرفان على أكثر من هدنة في منبر جدة الذي انطلق في مايو الماضي، برعاية السعودية والولايات المتحدة، وانضمت إليهما لاحقاً الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) والاتحاد الإفريقي، لكنهما تبادلا الاتهامات بانتهاكها مراراً.

وقال السفير الأميركي السابق لدى الخرطوم جون جودفري، الأربعاء الماضي، إن بلاده "بذلت جهوداً مختلفة للخروج من الصراع عن طريق التفاوض في السودان"، مضيفاً: "كانت هناك محادثات جدة ومؤخراً المنامة ومنفتحون على إمكانية عودة المفاوضات بين الطرفين".

وشدد السفير الأميركي على ضرورة "مشاركة جهات خارجية لديها تأثير على كلا الطرفين في السودان".

وسبق أن أرجأ حميدتي قمة كانت مقررة مع البرهان، في جيبوتي قال وسطاء إقليميون إن الرجلين وافقا عليها وأشاروا إلى مشكلات فنية كسبب لعدم ذهاب حميدتي على الرغم من سفره إلى دول أخرى.

لكن البرهان عاد وأكد في اجتماعات مع الجنود خلال هذا الشهر، أن الحرب ستستمر ما لم تتمخض المفاوضات عن تقديم جنود قوات الدعم السريع إلى العدالة وإعادة المدنيين إلى ديارهم.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان منبر جدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

استهدف مخازن الدعم السريع بالفاشر.. الجيش السوداني يُصعّد عملياته في دارفور

البلاد – الخرطوم
في ظل تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعلن مصدر عسكري أن القوات المسلحة السودانية نفذت، أمس (السبت)، ضربات جوية دقيقة استهدفت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور غرب البلاد، في تطور يعكس تقدماً ميدانياً للجيش في معركة السيطرة على الفاشر، المدينة الاستراتيجية شمال الإقليم.
تأتي هذه الضربات في وقت يشهد فيه إقليم دارفور، ولا سيما مدينة الفاشر، معارك محتدمة بين الطرفين. وقد أعلن الجيش السوداني، مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة 10 نساء وستة أطفال جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على أحياء سكنية في الفاشر، وسط تقارير متزايدة عن تدهور الأوضاع الإنسانية.
من جهتها، أفادت منظمة “إنقاذ”، التي تضم متطوعين في العمل الإغاثي، بمقتل 14 شخصاً من عائلة واحدة إثر غارة جوية استهدفت مخيم أبو شوك للنازحين قرب مدينة الفاشر، متهمةً قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن القصف “المكثف” الذي طال المخيم مساء الجمعة.
وأوضحت القوات المسلحة السودانية في بيان نُشر على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك” أن “قوات الدعم السريع مستمرة في استهداف المدنيين العزل بالقصف العشوائي”، مؤكدةً أنها نفذت عمليات تمشيط لتأمين الأحياء ومنع محاولات التسلل والنهب، ومشددة على أن الأوضاع في الفاشر “تحت السيطرة التامة”.
وتحظى مدينة الفاشر بأهمية استراتيجية كبرى في الحرب الدائرة، كونها المدينة الكبرى الوحيدة في دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، وتمثل مفصلاً مهماً في تأمين الإقليم ومنع تمدد الدعم السريع. السيطرة على الفاشر تعني امتلاك زمام المبادرة في دارفور، وتُعدّ مفتاحاً حاسماً لأي تسوية أو إعادة تموضع عسكري قادم.
الضربات التي طالت مخازن الأسلحة تعكس قدرة الجيش على استثمار تفوقه الجوي في المعركة، وضرب عمق الإمداد اللوجستي لقوات الدعم السريع. ويُنظر إلى هذا التقدم كدليل على فعالية التنسيق بين الوحدات الجوية والاستخباراتية، في وقت يسعى الجيش إلى إعادة فرض سلطته على مناطق خارجة عن سيطرته منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
وفي ظل تدهور الوضع الإنساني، يسعى الجيش السوداني لتقديم نفسه كضامن للاستقرار وحامي للمدنيين، مقابل اتهامات متكررة لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق السكان، بينها قصف المخيمات ونهب الممتلكات. ويأمل الجيش أن تساهم هذه الصورة في كسب تأييد دولي وتعزيز موقفه في المحافل الدبلوماسية.

مقالات مشابهة

  • يوم يقنعو من الدعم السريع حيعملو ليك فتنة جديدة
  • توثيق ذاتي لمفقودي جرائم الدعم السريع بمخيم زمزم
  • استهدف مخازن الدعم السريع بالفاشر.. الجيش السوداني يُصعّد عملياته في دارفور
  • 21 قتيلا في هجوم لـ"الدعم السريع" على سجن شمال كردفان
  • أطباء السودان تكشف تفاصيل مقتل واصابة عشرات النزلاء في قصف قوات الدعم السريع سجن كبير
  • “أمنستي” تتهم الإمارات بتزويد “الدعم السريع” بأسلحة صينية
  • السودان.. مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال بنيران الدعم السريع
  • “العفو الدولية”: الدعم السريع السوداني يستخدم أسلحة وفرتها الإمارات
  • السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع
  • السودان يتهم خبراء أجانب بمساعدة “الدعم السريع” ويدعو لملاحقتهم