حصلت الجزيرة على شهادات لبعض المرضى الذين تواجدوا داخل مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة أثناء حصار واقتحام الجيش الإسرائيلي المجمع الطبي في وقت سابق من الشهر الجاري.

وبعد عملية الإجلاء للمرضى من داخل مستشفى ناصر إلى مستشفى غزة الأوروبي، تحدث شاب وسيدة عن التفاصيل المأساوية التي عاشها المحاصرون أثناء تواجد الجيش الإسرائيلي داخل المستشفى.

وقال أشرف أبو أحمد "كنت أمكث في مستشفى ناصر نتيجة إصابتي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. حاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى وطلب من إدارته عدم المغادرة لأن المشفى "آمن".

وأضاف أبو أحمد "بعد فترة قصيرة طالبنا الجيش بإخلاء المستشفى والمنطقة أيضا، وبإخراج جميع المرضى القادرين على المشي، ثم دخل الجيش وحاصرنا في أحد المباني وقطع عنا الكهرباء والمياه والغذاء لمدة 5 أيام".

وتحدث عن ظروف بالغة الصعوبة أثناء تواجد الجيش داخل المستشفى. وقال أشرف أبو أحمد "حُرمنا من أبسط الأشياء، توقف العلاج لدينا، وصلت شاحنة أدوية من الخارج والجيش منعها من الدخول للمستشفى. عشنا في الظلام الدامس، وتساقطت علينا قطع جبس من السقف نتيجة القصف، كان لدينا 6 حالات وفاة في العناية المركزة بسبب عدم وجود أكسجين".

احتجاز الطاقم الطبي

وأضاف شاهد العيان للجزيرة أن الجيش الإسرائيلي احتجز أفراد الطاقم الطبي وقيد أيديهم، وذلك بعد إدخال طائرة مسيرة إلى الغرف في المستشفى لتصوير محتوياتها والأشخاص. وقال إن "الجيش اعتدى على أحد المرضى بشكل وحشي واعتقل عددا من النساء والشباب ومسنين اثنين، وأخرج جثثا من المقبرة المحيطة بالمستشفى ثم أعادها".

بدورها، تحدثت السيدة سائدة أبو عودة عن ظروف اعتقال شقيقتها الوحيدة التي كانت ترافقها في المستشفى. وقالت سائدة "اعتقلوا أختي وليس لدي أحد وأهلي ليسوا معي. أختي التي احتجزها الجيش الإسرائيلي هي مريضة بداء السكري.

وأضافت "أشعر بقلق شديد على أختي ولا أعرف مصيرها حتى الآن. زوجي مصاب ولا أعرف أين هو، بقينا لمدة 5 أيام دون أكل وشرب مياه".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن -أمس الأحد انتهاء عمليته العسكرية في مستشفى ناصر بخان يونس، بعد أكثر من 10 أيام من اقتحامه وتحويله إلى ثكنة عسكرية، حيث أقر الجيش باعتقال نحو 200 شخص من داخل المستشفى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مستشفى ناصر

إقرأ أيضاً:

ما نعرفه عن عملية إسرائيل الفاشلة في خان يونس

على وقع تصعيد عنيف وتكثيف شديد للغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، نفذت قوة إسرائيلية خاصة عملية أمنية في خان يونس فشلت في تحقيق أهدافها.

وأدت العملية إلى اغتيال أحمد كامل سرحان مسؤول العمل الخاص في ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وتردد في البداية أن العملية تستهدف "تحرير" أسرى من قبضة المقاومة الفلسطينية، على غرار عمليات إسرائيلية سابقة سعى من خلالها جيش الاحتلال إلى الوصول إلى بعض أسراه في غزة، وانتهت في معظم الحالات إلى الفشل.

وتأتي العملية الإسرائيلية الجديدة في سياق خاص، يتميز بتكثيف الغارات على مختلف أرجاء القطاع، وانتشار المجاعة بين سكانه، كما تأتي يوما واحدا، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عمليات برية واسعة في مناطق بشمال وجنوب قطاع غزة، ضمن حملة جديدة أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، وذلك رغم دخول مفاوضات وقف إطلاق النار مرحلة وُصفت بالحاسمة.

فما الذي جرى خلال هذه العملية، وما أبرز نتائجها؟

عناصر عسكرية بملابس نسائية

قال شهود عيان لمراسل الجزيرة في خان يونس هاني الشاعر إن قوة إسرائيلية خاصة دخلت إلى المنطقة متنكرة بملابس نسائية وفي مركبة مدنية، واقتحموا منزلا وقاموا بإعدام فلسطيني واعتقال زوجته وأطفاله، ثم قتلوا طفلا آخر أثناء انسحابهم من المنزل.

إعلان

وبعد تنفيذ العملية، شن الاحتلال أكثر من 40 غارة على مدى 40 دقيقة لتأمين انسحاب القوة الخاصة، تزامنا مع إطلاق نار مكثف من الطائرات المروحية والدبابات الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وقال المراسل إن الغارات الجوية استهدفت خيام النازحين وسط المدينة، إضافة إلى معمل الأدوية بمجمع ناصر الطبي.

وأفادت وكالة الأناضول أن القوة الخاصة اعتقلت زوجة وأبناء سرحان، وبينهم طفل بعمر 10 سنوات بعد قتله.

ولم تعرف بعد تفاصيل الطريقة التي تسللت بها القوات الخاصة إلى موقع تنفيذ العملية في شارع الكتيبة وشارع 5 بخان يونس، ولكن مصادر أمنية وشهود عيان أوضحوا أن القوة الخاصة الإسرائيلية تركت خلفها -قبل أن تنسحب من منطقة الكتيبة- صندوقا فارغا ومموها يظهر من الخارج على شكل أمتعة نازحين، بهدف التمويه والتخفي بين المدنيين.

فشل في اعتقال سرحان

أكدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية فشل العملية الإسرائيلية الخاصة في خان يونس، وقالت إنها كانت تهدف لاعتقال القائد أحمد كامل سرحان.

وأعلنت أن العملية انتهت باستشهاد سرحان، الملقب بأبو محمد، عن عمر يناهز 43 عاما.

وفي التفاصيل، ذكرت ألوية الناصر صلاح الدين أن سرحان استشهد بعد اشتباك بطولي مع قوة خاصة إسرائيلية سعت لاعتقاله من منزله في منطقة الكتيبة وسط مدينة خانيونس، قبل أن تفشل العملية وتنتهي باستشهاد سرحان دون اعتقاله.

بدورها، أكدت قناة الأقصى الفضائية نقل جثمان الشهيد سرحان، الذي أعدمته القوة الإسرائيلية وسط خان يونس، إلى مستشفى ناصر الطبي.

الرواية الإسرائيلية

رسميا، لم تكشف إسرائيل -حتى الآن- عن تفاصيل ما جرى في خان يونس.

ولكن المتحدث باسم جيش الاحتلال إيفي ديفرين، قال في بيان مقتضب -فور انتهاء العملية- "قواتنا في ذروة عملية عربات جدعون ونعمل في جميع أنحاء قطاع غزة".

إعلان

كما قال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه "لا يوجد أي تغيير في صورة الوضع"، في إشارة إلى ما تم تداوله إعلاميا بشأن العملية الخاصة في خان يونس.

ومن جهته، علّق مراسل إذاعة جيش الاحتلال على الحدث قائلا إن "العملية في خان يونس تعثرت ولم تحقق هدفها الحقيقي، ولا حاجة لاغتيال شخص بتعريض قوة خاصة للخطر، إذ يمكن مهاجمته جوا".

بدورها، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "هدف العملية الخاصة في خان يونس كان اعتقال القيادي الفلسطيني لاستجوابه وانتزاع معلومات منه عن الأسرى الإسرائيليين، لكنها فشلت".

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن "الجيش نفذ عملية خاصة في خان يونس، لكنها لم تكن تهدف إلى تحرير رهائن"، مؤكدا أن العملية لم تسفر عن إصابات في صفوف القوات.

ماذا حدث أثناء وبعد فشل العملية؟

أكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت أكثر من 30 غارة جوية خلال تنفيذ العملية، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين على الأقل وإصابة عشرات آخرين، بحسب ما أفادت به مصادر طبية محلية.

وذكر شهود عيان أن الغارات طالت بلدات القرارة، والفخاري، وبني سهيلا، ومعن، ومحيط جامعة الأقصى، بالإضافة إلى منطقة الكتيبة وشارع خمسة، كما أصيب مبنى تابع للأمن داخل مجمع ناصر الطبي، ما ألحق أضرارا مادية بالمكان وأثار حالة من الذعر بين الكوادر الطبية والمرضى.

وقال الشهود إن الطائرات المروحية حلقت على ارتفاعات منخفضة وأطلقت نيرانا كثيفة، ما تسبب في حالة من الهلع بين السكان، لاسيما في ظل انقطاع خدمة الإنترنت في أجزاء واسعة من المدينة، وهو ما أعاق جهود التواصل وعمليات الإنقاذ.

وأفادت مصادر طبية في مجمع ناصر بأن المستشفى استقبل ستة شهداء وعشرات المصابين، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية، ووصفت المشاهد داخله بـ"المروعة".

إعلان

وذكرت المصادر أن عددا من الضحايا نقلوا بواسطة عربات بدائية وشاحنات، بسبب صعوبة حركة سيارات الإسعاف في ظل القصف المستمر.

وخلفت الغارات أضرارا مادية جسيمة في المباني السكنية والبنية التحتية خصوصا في منطقتي الفخاري وبني سهيلا شرقي خان يونس، فيما تعرضت غرفة الأمن داخل مجمع ناصر لتدمير جزئي نتيجة القصف، وتضرر مستودع المحاليل والمهمات الطبية.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: مروحية هجومية تسقط صاروخا بالخطأ داخل إسرائيل أثناء قصف غزة
  • بالصور: مستشفى حمد في غزة تصدر بياناً عقب تعرضها مقرها للقصف الإسرائيلي
  • الكويت تدين بشدة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى حمد في غزة
  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • ليبيا: العثور على 58 جثة مجهولة الهوية داخل مستشفى في طرابلس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة تحمل أسلحة من مصر
  • آثار الاستهداف الإسرائيلي لمخزن الأدوية بمستشفى ناصر الطبي بخان يونس
  • الجيش الإسرائيلي يعاقب 3 جنود رفضوا القتال في غزة
  • ما نعرفه عن عملية إسرائيل الفاشلة في خان يونس
  • الجيش الإسرائيلي يأمر سكان خان يونس بالإخلاء غربا فورًا