أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شروط جديدة لأي اتفاق تهدئة مع حماس، الأمر الذي أثار تساؤلات عن نواياه بشأن ذلك.

فهل يغير نتنياهو من شروط المفاوضات أثناء التفاوض، وما هي دوافعه من وراء ذلك؟

بعد أن تم الاتفاق على إطار المفاوضات في قمة "باريس 2"، وفي الوقت الذي من المفترض أن تبدء فيه المفاوضات في الدوحة ومن ثم القاهرة يقوم نتنياهو بوضع شروط جديدة للمفاوضات، كمطالبته بأن يتم نفي الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية الى الدوحة.

  بالإضافة إلى ذلك، فهو يعارض عودة المهجرين والنازحين إلى شمالي القطاع، فيما سرب أن نتنياهو وبخ رئيس الموساد على موافقته إدخال 500 شاحنة مساعدات إلى غزة.

وهذه ليست المرة الأولى لنتنياهو في محاولة إدخال شروط جديدة، فمثلا نتنياهو منذ سنوات أضاف شرطا للسلطة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وشرط كون أي دولة فلسطينية مستقبلية منزوعة السلاح.

 ولكن يبقى السؤال، ما هو هدف نتنياهو من وراء ذلك؟!

أولا، هذه طريقة سهلة لإفشال المفاوضات، ومن المعروف أن نتنياهو يعارض الاتفاق مع حماس لأسبابه الخاصة. ثانيا، نتنياهو الذي يخوض منافسة على أصوات اليمين يريد أن يظهر بمظهر القائد المتشدد الصلب في المفاوضات أمام قاعدة المصوتين له من اليمين. ثالثا، يريد نتنياهو إظهار منافسه بيني غانتس كصورة نقيضة له بحيث يبدو نتنياهو القائد الصلب الذي لا يتنازل على عكس غانتس. رابعا، تحسين صورته، فهو متهم كمن أيد حركة حماس قبل السابع من أكتوبر ومرر لها حقائب الأموال، والآن يريد – ضمن حملة إعادة تسويق نفسه – الظهور بمظهر الزعيم الأكثر تشددا ضد حماس. خامسا، التنصل من أي تبعات مستقبلية لصفقة تبادل مع حماس، تحت حجة أنه كان المعارض لأي اتفاق معها.

لكن في النهاية يمكن القول إن هناك حدودا لما يستطيع نتنياهو فعله لتخريب اتفاقية تبادل باتت أغلبية الشارع الاسرائيلي تؤيدها وتطالب بها.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نتنياهو الأسرى الفلسطينيين الموساد غزة دولة فلسطينية أخبار فلسطين التهدئة في غزة اتفاق التهدئة في غزة التفاوض مع حماس الحرب على غزة وقف الحرب على غزة بنيامين نتنياهو بني غانتس نتنياهو الأسرى الفلسطينيين الموساد غزة دولة فلسطينية أخبار فلسطين مع حماس

إقرأ أيضاً:

الرجل الذي يريد أن يصبح ملكاً.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة بن سلمان

في توقيت لا يمكن اعتباره مصادفة، نشرت الصحفية الأمريكية المخضرمة كارين إليوت هاوس كتابها الجديد "الرجل الذي يريد أن يصبح ملكاً: محمد بن سلمان وتحول السعودية"، في لحظة حرجة من تاريخ الشرق الأوسط، حيث تصاعد دور السعودية بقيادة ولي عهدها محمد بن سلمان في إعادة رسم توازنات الإقليم، على خلفية التحولات الدراماتيكية في الصراع بين إيران وإسرائيل، وتبدل التموضعات الجيوسياسية عقب الحرب على غزة، وانخراط المملكة في ملفات حاسمة تتعلق بالتطبيع ومفاوضات الأسرى والسلام.

الكتاب، الذي راجعه الكاتب الأمريكي البارز والتر راسل ميد في صحيفة "وول ستريت جورنال" بتاريخ 3 تموز/ يوليو 2025، يقدّم شهادة من الداخل الأميركي على تحول ولي العهد السعودي إلى "ملك غير متوّج فعليًا"، يباشر إعادة تشكيل الدولة والمجتمع في المملكة، ولكن ليس بالضرورة ضمن مسار ديمقراطي، بل عبر رؤية مركزية تُعلي من "التحكم الحداثي" على حساب الانفتاح السياسي.

سعودية جديدة.. لا تشبه القديمة

كارين هاوس ليست صحفية عابرة في الشأن السعودي؛ فقد بدأت تغطية المملكة منذ السبعينيات، ونالت جائزة "بوليتزر" في 1984 عن تغطياتها العميقة للشرق الأوسط. في كتابها الجديد، تنقل تحولاتها الشخصية من متابعة صحفية إلى "شاهدة على نهاية سعودية قديمة وصعود أخرى جديدة"، حيث أصبح محمد بن سلمان هو الدولة.

ترصد هاوس، من خلال مقابلاتها داخل السعودية، ملامح التغيير الذي أحدثه "MBS"، كما يُعرف دوليًا، من فتح المجال أمام النساء في الفضاء العام وسوق العمل، إلى إقصاء عدد كبير من أفراد العائلة المالكة، وإعادة ترتيب الاقتصاد والمجتمع والدين بما يتناسب مع رؤيته الصارمة لـ"رؤية 2030".

لكن الأهم من التغييرات الاجتماعية، حسبما تبرز هاوس، هو كسر بن سلمان للسلوك التقليدي لآل سعود؛ فهو لا يرى مشكلة في التزلج على الرمال في نيوم، أو الظهور بجاكيت "باربور" الإنجليزي ونظارات "توم فورد" وحذاء "Yeezy" الأمريكي، في سباقات الفورمولا E، في مشهد رمزي يُلخّص شكل الحكم الجديد: مزيج من الحداثة الغربية والهوية السعودية، تحت هيمنة الفرد الواحد.

تحديث بلا ديمقراطية

يؤكد الكاتب والتر ميد في مراجعته أن ولي العهد لا يسعى إلى ديمقراطية، بل إلى تحديث اقتصادي واجتماعي تحت سلطة مركزية صارمة. ويقول: "محمد بن سلمان لا يريد تقاسم الحكم، بل يريد النجاح فيه بمفرده". وهذا ما يجعل تجربته محل جدل؛ فبينما يتلقاها الغرب بعيون منبهرة لما فيها من "علمانية مقنّعة"، فإن الأصوات الحقوقية ترى في تلك التغييرات شكلاً من الاستبداد الجديد المغلف بالتكنولوجيا والانفتاح الاقتصادي.

وبينما يتحدث الكتاب عن إعجاب بعض السعوديين، خاصة النساء والشباب، بالانفتاح النسبي، إلا أن أسئلة كبرى تظل دون إجابة: ماذا عن الحريات السياسية؟ ماذا عن المعتقلين؟ وماذا عن المعارضة المقموعة في الداخل والخارج؟ وماذا عن ثمن التحالفات الخارجية، مثل ملف التطبيع مع إسرائيل، الذي بات يطبخ على نار هادئة بدعم أميركي واضح؟

رجل في قلب لعبة إقليمية كبرى

يتزامن صدور الكتاب مع عودة المملكة إلى قلب اللعبة السياسية في الشرق الأوسط. محمد بن سلمان لم يعد "قائدًا شابًا طموحًا" فقط، بل رقماً حاسماً في ملفات ساخنة: التفاوض على إنهاء حرب غزة، الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، بل وأيضًا "هندسة ما بعد إيران"، بعد التقهقر الإيراني الإقليمي عقب الضربات الإسرائيلية، كما يشير ميد.

وفي هذا السياق، فإن فهم شخصية بن سلمان ـ بحسب ميد ـ ليس ترفًا، بل ضرورة استراتيجية لصناع القرار في واشنطن وتل أبيب، الذين يجدون أنفسهم اليوم مضطرين للجلوس معه، بل الاعتماد عليه في مشاريع إعادة رسم خارطة المنطقة.

المعضلة: كيف نحكم على التغيير؟

يبقى السؤال الجوهري الذي يطرحه الكتاب، بذكاء غير مباشر: هل ما يحدث في السعودية ثورة تحديث فعلية، أم هندسة اجتماعية من فوق؟ وهل يمكن لعقود من المحافظة والسلطوية أن تُستبدل بتغيير سريع تحت سلطة فرد واحد؟ وأين يقف المواطن السعودي من هذه التحولات؟

الكتاب لا يجيب بشكل نهائي، لكنه يضع القارئ أمام حقيقة واحدة: محمد بن سلمان قد لا يكون ملكًا رسميًا بعد، لكنه يحكم كملك فعلي، ويعيد تشكيل السعودية على صورته.. وصورة المستقبل الذي يريده.

https://www.wsj.com/world/middle-east/the-man-who-would-be-king-review-a-very-modern-monarch-bd35aa6d

مقالات مشابهة

  • أكسيوس يكشف تفاصيل رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار بغزة
  • مصادر لـ القاهرة الإخبارية: مصر وقطر تواصلان جهودهما لإنهاء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق بشأن غزة
  • الرجل الذي يريد أن يصبح ملكا.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة ابن سلمان
  • الرجل الذي يريد أن يصبح ملكاً.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة بن سلمان
  • مسؤولون إسرائيليون يكشفون عن رغبة نتنياهو حول المفاوضات.. وهذا موعد رد حماس
  • نتنياهو يرغب في صفقة بأي ثمن وترقب لرد لحماس
  • تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس
  • يسرائيل هيوم: نتنياهو سيزور واشنطن لإعادة الأسرى وتوسيع التطبيع ثم استئناف الحرب
  • جهود مكثفة للوسطاء.. حماس تدرس مقترحات تفاوضية جديدة.. وهذا رد نتنياهو
  • واشنطن ستؤيد تمديد وقف إطلاق النار في غزة بعد فترة الـ60 يوما