في خضم زحمة الحياة وضغوطات العمل، يتسلل وباء صامت، أو شبحًا خفيًا يدعى الاحتراق الوظيفي، شعور سلبي يُهدد طاقتنا وحيويتنا، ويُعيق قدرتنا على الإنتاج، أو مواجهة الضغوط التي تحيطنا في العمل، لكن الكثير لا يعلم أنه يعاني من أزمة نفسية تحتاج إلى تدخل سواء من جانبه، من خلال إعادة تقييم أوضاعه أو باللجوء إلى طبيب مختص.

ما هو الاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق الوظيفي، حالة من الاحتراق والإرهاق تستهدف الجسد والعقل بشكل كبير، نتاج ضغوطات العمل المُفرطة، رغم كونه ليس مرضًا عضويًا، إلا أن أعراضه تظهر على الجسد بشكل كبير، مثل التعب المُزمن، الأرق، الصداع وضعف التركيز، ويصل إلى التأثير بشكل مباشر على الصحة النفسية، مُسببًا القلق والاكتئاب وفقدان الشغف بالعمل، حتى وإن كنت تعمل في ظيفة أحلامك، بحسب وليد هندي استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن».

أعراض الاحتراق الوظيفي

وعن أعراض الاحتراق الوظيفي، أكد «هندي»، أن له أعراض تظهر على الجسد، يمكن ملاحظاتها فمنها التعب المزمن، إلى جانب الشعور بالأرق، وفي بعض الأحيان صداع، إلى جانب تغيرات في الشهية، ضعف الجهاز المناعي، ما بدوره  يتسبب في العديد من الأمراض.

الأمر لم يقتصر على الأعراض العضوية فقط، بل يحدث تأثيرًا أيضًا على الإنتاجية في العمل، إلى جانب الانسحاب من العلاقات الاجتماعية، وبالتبعية ونتيجة إلى ذلك تزيد نسبة التغيب عن العمل.

أسباب الاحتراق الوظيفي  

وللاحتراق الوظيفي أسباب عدة، لعل أبرزها زيادة العبء في العمل، ويأتي ذلك من مواصلة العمل لساعات طويلة، خاصة في ظل وجود ضغوطات مُتزايدة، إلى جانب ذلك يكون المقابل المادي لا يكافئ الضغط الذي تقدمه، علاوة على بيئة العمل التي تتحكم نفسيًا بشكل كبير في إمكانية تقبل الموظف لوظيفته، حتى وإن كانت تحمل العديد من الضغوطات، بحسب استشاري الصحة النفسية.

عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية يتسبب في الاحتراق الوظيفي أيضًا، مع عدم وجود وقت كافٍ للراحة أو الأنشطة الترفيهية، إضافة إلى الشعور بالملل أو عدم الرضا عن العمل، أو الوظيفة الخاصة بك، وعدم وجود فرص للتطور أو الشعور بالمساهمة، بحسب موقع «هارفارد بيزنيس ريفو».

كيف نتغلب على الاحتراق الوظيفي؟

من طرق التعامل مع الاحتراق الوظيفي بشكل إيجابي وصحيح، هي مناقشة عبء العمل مع المدير، إلى جانب طلب الدعم أو إعادة توزيع المهام، وقبل كل ذلك يجب وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية، من خلال تخصيص وقت كافٍ للراحة والأنشطة الترفيهية.

تشكل الرياضة دورًا هامًا في تجنب الإصابة بالاحتراق الوظيفي، لذا يجب ممارستها بانتظام، إذ تُساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر، إضافة إلى ذلك النوم بشكل كاف، والحصول على فرص للراحة والتأمل، وفي حال زيادة المشاعر السلبية يجب اللجوء إلى طبيب مختص.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتراق الوظيفي أسباب الاحتراق الوظيفي العمل الاحتراق الوظیفی إلى جانب

إقرأ أيضاً:

جولة الإعادة.. حشدٌ صامت في منتصف النهار وعودة المنسحبين تُشعل المنافسة

شهد اليوم الأول من جولة إعادة الدوائر الملغاة لانتخابات مجلس النواب 2025 حراكًا انتخابيًا متصاعدًا اتسم بالتغير السريع في خريطة التأثير داخل 30 دائرة انتخابية موزعة على 10 محافظات، تضم 2372 لجنة فرعية يتنافس فيها 623 مرشحًا على 58 مقعدًا نيابيًا.

وحسب تقرير المتابعة الميدانية الصادر عن الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، بدت الجولة المعادة مختلفة جذريًا عن الجولة الملغاة، حيث تراجع “الحشد الاستعراضي” الذي ميّز المشهد السابق، لصالح تصويت منظم قائم على الولاءات العائلية والتحالفات الجغرافية، قبل أن تعود الكثافات مرة أخرى مع منتصف اليوم مدفوعة بعودة عدد من المرشحين المنسحبين إلى السباق، مما أعاد رسم خريطة المنافسة داخل عدد من الدوائر.

أولاً: ارتفاع الحشد في منتصف اليوم وعودة أدوات التنظيم التقليدية

رصد مراقبو الائتلاف ارتفاعًا تدريجيًا في أعداد الناخبين أمام اللجان الانتخابية بعد فترة هدوء نسبي صباحية، مع استخدام حملات انتخابية وسائل نقل منظمة لنقل الناخبين دون دعاية مباشرة، سعيًا للالتزام بالتعليمات التنظيمية والابتعاد عن مخالفات الجولة السابقة.

انتشرت فرق الرصد التابعة للائتلاف في 10 محافظات، من بينها:

البحيرة: لجنة (18) بمدرسة الكوم الأخضر – حوش عيسى

أسوان: لجنة (39) بمدرسة الشلال غرب الإعدادية المشتركة – قسم أول أسوان

الجيزة: لجنة (21) بمدرسة المرازيق الابتدائية المشتركة – البدرشين

أسيوط: لجنة (26) بمدرسة الإعدادية المشتركة – مركز أبو تيج

ولُوحظت عودة "المعاونين الشباب" في محيط اللجان لمساعدة الناخبين، خصوصًا النساء وكبار السن، دون توزيع مواد دعائية، خلافًا للجولة الملغاة التي شهدت مخالفات واضحة.

ثانيًا: التصويت الجهوي يعيد رسم خرائط التنافس

أظهر التقرير أن حالة “الاستعراض أمام اللجان” تراجعت مقارنة بالجولة الملغاة، واستعاضت عنها أنماط تصويت صامت قائم على الروابط العائلية والقبلية، خاصة في القرى والمراكز الريفية.

وأشار مراقبو الائتلاف إلى أن تأثير الرموز العائلية في عدد من الدوائر بدا أكبر من تأثير الحملات الانتخابية الرسمية، في مشهد يعكس استمرار هيمنة التصويت الجهوي على العملية الانتخابية.

وشملت المتابعة الميدانية عدة لجان في أسوان والمنيا وسوهاج وإسنا، منها:

لجنة (5) بمدرسة الحصايا الثانوية المشتركة – إدفو.

لجنة (25) بمدرسة بني خالد للتعليم الأساسي – مغاغة.

لجنة (6) بمدرسة المؤسسة – البلينا.

لجنة (13) بمدرسة الشهيد عبدالجليل عبدالحليم – إسنا.

ثالثًا: عودة المنسحبين تُشعل سباق الإعادة

سجل التقرير نشاطًا متزايدًا داخل الدوائر التي عاد إليها مرشحون سبق إعلان انسحابهم ثم عادوا للسباق بعد رفض طلباتهم لعدم استيفاء الضوابط القانونية.

وكان من أبرز هؤلاء:

كمال الدالي – دائرة أول الجيزة

عمرو القطامي – أول أكتوبر

هشام الجاهل – المحمودية

عودة هؤلاء المرشحين أسهمت في رفع وتيرة الحشد وزيادة التفاعل الجماهيري داخل دوائرهم، حيث بدا أن “الانسحاب السابق” تحوّل إلى عامل تعاطف عزّز حضورهم الانتخابي بدلًا من إضعافه.

رابعًا: الحشد السلفي يظهر في دوائر حزب النور

وثّق مراقبو الائتلاف حضورًا بارزًا للحشد المرتبط بالتيار السلفي في الدوائر التي يخوض فيها حزب النور المنافسة، وخاصة:

لجنة (26) بمدرسة الإخصاص – مركز سنورس – الفيوم

لجنة (35) بمدرسة الثانوية العسكرية بنين – حوش عيسى – البحيرة

لجنة (15) بمدرسة القصر الإعدادية – الداخلة – الوادي الجديد

في المقابل، غاب هذا النوع من الحشد في الدوائر التي لا يوجد بها مرشحون يمثلون هذا التيار، مما يعكس نمط مشاركة انتقائيًا غير عام.

خامسًا: التزام أكبر وانخفاض في المخالفات الانتخابية

أظهر التقرير انخفاضًا ملحوظًا في معدلات المخالفات الانتخابية، خاصة المتعلقة بالدعاية ومحاولات التأثير على الناخبين، مقارنة بالجولة الملغاة، وهو ما يعكس تحسنًا في انضباط الحملات الانتخابية وارتفاع مستوى الرقابة التنظيمية.

وأكد الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية أنه سيواصل متابعة العملية الانتخابية خلال يومي التصويت، مع توثيق أي تجاوزات أو ممارسات غير قانونية، بما يعزز نزاهة العملية الانتخابية ويضمن تمتع الناخبين بحقهم في المشاركة الحرة بعيدًا عن الضغط أو الاستقطاب.

طباعة شارك مجلس النواب 2025 انتخابات مجلس النواب 2025 إعادة الدوائر الملغاة اليوم الأول من جولة إعادة الدوائر الملغاة الائتلاف المصري لحقوق الإنسان اللجان الانتخابية المخالفات الانتخابية المرحلة الأولى من انتخابات النواب انتخابات مجلس النواب محافظات المرحلة الأولى

مقالات مشابهة

  • الإمارات تؤكد الالتزام بمواصلة العمل لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة
  • كيف تخفّض احتمال إصابتك بالفيروسات التنفسية هذا العام
  • بعد نجاح الجزء الأول .. موسم جديد لـ "ورد وشوكولاتة" | تفاصيل
  • معًا لمناهضة العنف الوظيفي ضد المرأة.. إطلاق فعالية النيابة الإدارية الأحد
  • دراسة صادمة: مراهقون يلجؤون إلى روبوتات الدردشة الذكية لدعم صحتهم النفسية
  • الكهرباء الوطنية تؤكد تسريع مشروعَي محطتي تحويل الزرقاء لتعزيز موثوقية الشبكة الكهربائية
  • الأمان الوظيفي.. قراءة واستنتاج
  • جولة الإعادة.. حشدٌ صامت في منتصف النهار وعودة المنسحبين تُشعل المنافسة
  • عدو صامت يقف خلف تراجع نتائج ريال مدريد هذا الموسم
  • تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية للمصريين في 2025.. حقائق صادمة