استهلاك الإنسان المفرط للحيوانات.. تهديد خطير على البيئة ومستقبل الكوكب
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
يساهم استهلاك الإنسان المفرط للحيوانات، في تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي وتنتج تربية الحيوانات ما بين 14 - 16% من إجمالي الغازات الدفيئة العالمية، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على البيئة ومستقبل كوكبنا.
اتجه بعض الباحثين من معهد العلوم البيئية بجامعة لايدن بنيوزيلندا لإجراء دراسة للبحث عن حلول علمية فعالة للجمع بين احتجاز الكربون والتحوّل الغذائي أو في نفس الوقت يمكن عبر تلك الطريقة إزالة كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه.
المحاصيل سريعة النمو
تعتمد الطريقة التي استخدمها الباحثون على زراعة محاصيل سريعة النمو، يمكن بعد ذلك تخزين كتلتها الحيوية بصورة دائمة في التكوينات الجيولوجية أو استخدامها كمادة أولية لإنتاج الطاقة المتجددة.
وتُسمى هذه الطريقة «الطاقة الحيوية الناتجة عن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه» (Bioenergy with carbon capture and storage)، واختصارها الشائع هو (BECCS).
كانت هناك مشكلة تواجه تلك الطريقة دائمًا، وهي أنّ تطبيقها، قد يأتي على حساب التوسع الزراعي في مناطق الغطاء النباتي الطبيعي، ما يهدد النظام البيئي والتنوع البيولوجي هناك.
الطائرات الكهربائية حل لرحلات أقل تاثيرا علي المناخ بنسبة 60%
نظر الباحثون إلى الأمر بمنظور مختلف بعض الشيء، وهو أنّ الأطعمة ذات المصدر الحيواني، لا تمد البشر بالفوائد الكافية مقارنة بما يستهلكه من العلف والمياه لذلك، فكروا في تحوّل البشر نحو البروتينات البديلة للبروتين الحيواني، وانة قد يساهم في إزالة واحتجاز الكربون، في نفس الوقت إنتاج طاقة متجددة من الكتلة الحيوية.
بالفعل، راح الباحثون يختبرون كيف يمكن لانتقال البشر نحو البروتين البديل أن يؤثر على إنتاج الطاقة الحيوية ويحافظ على النظم البيئية ويخزن الكربون. ووجدوا أنه كلما قل استخدام البشر للبروتينات الحيوانية، زادت فرصة إطلاق الطاقة الحيوية، وإمدادات المياه للناس والنظم البيئية.
تُظهر نتائج الدراسة أنّ استبدال 50% من المنتجات الحيوانية بحلول 2050، يمكنه أن يُوفر ما يكفي من الأراضي لإنتاج كتلة حيوية، تكفي لتوليد طاقة مقدارها يتراوح بين 26.4 إلى 39.5 ميغاواط/سنة، وفي نفس الوقت، يُزيل ما بين 5.9 إلى 9.3 غيغا طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون/سنة من الغلاف الجوي.
أما في حالة استبدال 100% من المنتجات الحيوانية على مدار 60 عامًا؛ فهذا من شأنه أن يزيل 700 غيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
إزالة الكربونحلل الباحثون المواقع الجغرافية العالمية اللازمة لإنتاج الكتلة الحيوية؛ لتخزين ثاني أكسيد الكربون. ووجدوا أنّ القدرة الجيولوجية للبلدان لعزل ثاني أكسيد الكربون وفقًا لطريقة لطاقة الحيوية الناتجة عن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، تختلف من بلد لآخر؛ فمثلًا، تميزت بعض البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين بقدرة كبيرة في العزل.
من جانب آخر، فإن زراعة محاصيل الكتلة الحيوية على الأراضي الزراعية، سيكون أكثر فاعلية في إزالة الكربون من إعادة الغطاء النباتي الطبيعي.
ربما يكون الاعتدال في استهلاك اللحوم حلًا من حلول التخفيف من آثار التغيرات المناخية، لكن هناك بعض السيناريوهات المحتملة التي أشار الباحثون إلى أنها في حاجة لدراسات أخرى مستقبلًا.
الطاقة الحيوية
هي نوع من أنواع الطاقة المتجددة والمشتقة من الكتلة الحيوية؛ والتي تشمل المواد العضويّة الناتجة من النباتات والحيوانات، وأمّا عن طريقة تحويل المواد الخام البيولوجية إلى طاقة حيويّة فتتمثّل من خلال تحويل المواد الكربوهيدراتيّة المعقدة في المواد العضوية إلى طاقة وبمعنى آخر فإن استخراج الطاقة الحيوية يعتمد على المصادر النباتية والحيوانية مثل؛ قصب السكر والقش وفول الصويا.
وتختلف الطاقة الحيوية عن الوقود الأحفوري فالوقود الأحفوري عبارة عن طاقة غير متجددة تحتاج إلى ملايين السنين كي تُنتج، مثل النفط الخام والفحم، أما الطاقة الحيوية فهي طاقة متجددة ويمكن إنتاجها بسهولة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون الطاقة الحیویة الکتلة الحیویة
إقرأ أيضاً:
كواليس عرض بقيمة ١ مليون يورو لإطلاق أول جائزة نوبل في المناخ وصحة الكوكب
انضمت أصوات بارزة إلى الدعوة الموجهة إلى لجنة جوائز نوبل من أجل استحداث جائزة جديدة ضمن جوائزها مخصصة ومكرسة بالكامل لقضايا المناخ.
تواجه لجنة نوبل ضغوطاً للاعتراف بـ"أكبر أزمة في عصرنا" من خلال استحداث جائزة مكرسة لـ تغير المناخ.
وباعتبارها من أرفع الجوائز التي يمكن نيلها عبر التاريخ، تقتصر جائزة نوبل حالياً على ست فئات فقط: الفيزياء، والكيمياء، والسلام، والأدب، والاقتصاد، وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
يحصل الفائزون على جائزة مالية تقارب مليون يورو، إلى جانب مزايا أخرى تشمل شهادة فريدة وميدالية ذهبية. غير أنّ الدعوات إلى الاعتراف بالاختراقات البيئية تتصاعد مع تنامي تهديد تغير المناخ.
إيكوسيا تعرض مليون يورو لإطلاق جائزة نوبل للمناخاليوم، يحثّ محرك البحث الذي يزرع الأشجار "إيكوسيا" الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، المسؤولة عن اختيار الحائزين على جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والاقتصاد، على إطلاق أول جائزة من نوعها في المناخ والصحة الكوكبية العام المقبل.
وقد أودعت الشركة مليون يورو لدى كاتب عدل في برلين، مخصّصة حصراً للمساهمة في إنشاء الوقف المالي للجائزة. وتقول إنها منفتحة أيضاً على تمويل "مؤسسة طويلة الأمد" أو تقاسم التمويل مع منظمات أخرى "ملتزمة بالعدالة المناخية" لكي تحافظ حلول المناخ على مكانتها ضمن عائلة جوائز نوبل.
Related عملية للإنتربول.. توقيف مجرمين ضمن حملة على الإتجار بالحياة البريةوفي بيان أرسل إلى "يورونيوز غرين"، أوضحت "إيكوسيا" أنها لا ترغب في أي تأثير على الترشيحات أو أسماء الفائزين.
وبدلاً من ذلك، ستتّبع الجائزة المبادئ نفسها التي تحكم اليوم جائزة الاقتصاد، حيث يختار أعضاء اللجان المرشحين المؤهّلين من بين من تم ترشيحهم.
كيف ستبدو جائزة نوبل في المناخ والصحة الكوكبية؟تقول "إيكوسيا" إن الجائزة المقترحة تهدف إلى تكريم الأفراد أو المجموعات أو الشركات التي حققت "خطوات كبيرة" في الابتكار المناخي، أو التخفيف، أو التنظيم، أو المناصرة.
ويقول الرئيس التنفيذي لـ"إيكوسيا"، كريستيان كرول: "إن الطريقة التي نتكيف بها مع أزمة المناخ ستحدّد مصير الإنسانية".
ويضيف: "نؤمن بأن الخبرة والمكانة التي تتمتع بهما الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ولجنة نوبل ستجعلان هذه الجائزة الجديدة تُبرز وتكافئ وتُلهم الابتكارات الرائدة والأفراد المخلصين الذين يعملون بلا كلل لضمان بقائنا لأجيال مقبلة".
ما مدى احتمالية إطلاق جائزة نوبل مخصصة للمناخ؟لم تُضَف أي فئات جديدة إلى جوائز نوبل منذ عام 1968، حين استُحدثت جائزة العلوم الاقتصادية تكريماً لمؤسس الجائزة الأصلي ألفريد نوبل.
غير أن أصواتاً بارزة في مجال المناخ ترى أن الحاجة إلى منصة عالمية ترفع من شأن العمل المناخي لم تعد تحتمل التجاهل.
تقول الناشطة المناخية لويزا نويباور: "إن جائزة للمناخ والصحة الكوكبية ستشجّع الناس في أنحاء العالم على بناء حلول، وتحسين السياسات، وحشد المجتمعات للتحرك".
وتتابع: "لقد حان منذ زمن طويل أن تعترف تقاليد نوبل أخيراً بأكبر أزمة في عصرنا".
كما أيّد أندرياس هوبر، من "الجمعية الألمانية لنادي روما"، الحملة. ويقول: "إن الفكرة الأصلية لجائزة نوبل، أي تكريم أعظم فائدة للبشرية، تنطبق اليوم قبل كل شيء على أولئك الذين يحمون أسس وجودنا".
وردّد الزعيم البرازيلي البارز من السكان الأصليين ألفارو توكانو هذا الموقف، مشيراً إلى أن أكثر الجوائز هيبة في العالم ينبغي أن تعترف أخيراً بـ"أخطر مشكلة تواجه الكوكب".
وقد تواصلت "يورونيوز غرين" مع مؤسسة نوبل للتعليق.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة