شيخ الامين يمسك ب (الكمشة) وليس ب (الكلاشنكوف)
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
أعرف أسر كثيرة في حي بيت المال وغيره من الأحياء الامدرمانية يتوجهون الي مسيد شيخ الامين وهناك يجدونه ممسكا ب ( الكمشة ) وليس ب ( الكلاشنكوف ) ومع الابتسامة المشرقة توجد في داره الرحبة جرعة الدواء وقوم يسترون الموتي وتوجد مدرسة وشربة ماء وطمأنينة ومبيت ومس
طبعا من واجب الجيش أن يحرر كل الحاميات والمقررات والبيوت التي دخلها ودنسها الدعم السريع ولكن اشغال الناس و ( الفيهم مكفيهم ) بإشعال حرب ( دونكوشوتية ) ضد انسان أعزل لم يرفع سلاحا ضد أحد وكان كل سلاحه الذي نحتاجه بشدة في هذه الأيام العصيبة هو ( قدح الكسرة والملاح وموية الزير وقيلولة هادئة واسترخاء وسط كل هذا القصف والقصف المضاد من طرفين مازالا يبحثان عن نصر أصبح مستحيلا في ظل حرب كلما مرت عليها ساعة تزيد مثل كرة الثلج وقد أصبحت مثل قصر التيه بكل دهاليزه العديدة المعتمة التي غابت عنها الخرائط واختفت الاتجاهات ومعالم الطريق والدول الكبري لها القدح المعلي في ماساتنا التي استفحلت وشبت عن الطوق وحتي دول الجوار الافريقي صرنا بالنسبة لهم كما مهملا وقد أنكروا علينا يد سلفت ودين مستحق رغم أننا لم يحدث أن امتنينا علي أحد والسودان وأهله لم يحدث أن تقاعسوا عن إغاثة الملهوف ومد يد العون بكل أريحية وكرم وحتي في أحلك الظروف كان شعار اهلنا ( الفقراء اتقسموا النبقة ) وكل العالم وحتي امريكا فهمت مقولة الثوار في ساحة الاعتصام ( عندك خت ، ماعندك شيل ) ورأيت بام عيني الاعتصام الكبير الذي احتشد له السود أمام البيت الابيض احتجاجا علي الجريمة البشعة التي ارتكبها شرطي أمريكي وقد جثم بركبته علي رقبة جورج فلويد وازهق روحه بكل قسوة ، نعم كانت هنالك كراتين كبيرة بها من المال الكثير وضعه المعتصمون بكل اقتناع ومن ليس عنده شيء يأخذ من الكرتونة دون حرج وقد طبق الجميع شعار ثورتنا المجيدة الذي عبر الأطلنطي ووصل الي اسوار البيت الابيض مع توفر الغذاء والماء الصحي والعصائر للجميع في وحدة وطنية رائعة.
نقول لشيخ الأمين لقد قمت بواجب عجز الطرفان المتقاتلان عن القيام به ، وياللعجب تتوفر عند الطرفين ادوات القتل والدمار ويعوزهما طبق الكسرة وحلة الملاح وماء القلة وعنقريب للنوم وعنقريب للتشييع وغسيل من رحلوا بكل ما يستحقه الراحلون من كرامة ودفن يحفظ للإنسان ادميته فيخرج من دنيانا مصانا تحفه الملائكة وتغشاه رحمة الله سبحانه وتعالي باذن الله الواحد القهار.
شيخ الامين تحمل المسؤولية التي هرب منها الجميع ولم يزعم أنه رئيس أو وزير وكان يردد دائما بأنه في خدمة كل من شتته هذه الحرب اللعينة العبثية وأنه سيظل مرابطا في عرينه في الوقت الذي كان بإمكانه أن يشد الرحال لدول يجد فيها الراحة والعيش الرغيد .
لا نريد أن نضفي هالات من الإعجاب بهذا الإنسان الذي أصبحت أعماله في مجال الخير تتحدث عنه وهو يقوم بهذا العمل ورأينا نتائجه ملموسة في وجوه المحتاجين وقد تحولت البلاد كلها محتاجة غنيها وفقيرها والجميع صاروا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وكما قلنا فإن مسيد شيخ الامين كان شمعة أضاءت جحافل الظلام ولكن أن تتكالب السهام حوله فهذا مما لا يمكن فهمه !!.. ومتي كانت خدمة الآخرين في مثل هذه الأجواء القاتمة جريمة تجعل البعض يتركون الكر والفر حيث ميادين النزال ويغيرون علي الاماكن الآمنة حيث لجأ إليها المحتاجون بحثا عن ضرورات الحياة التي عزت علي الجميع.
اتركوا شيخ الامين وأمثاله في حالهم وبلادنا بها من الخير الكثير ياهؤلاء !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: شیخ الامین
إقرأ أيضاً:
ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
أصبح الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على إيران أحد أبرز الضربات العابرة للحدود في تاريخ المنطقة الحديث. فالعملية، التي تجاوزت كونها استهدافًا لمنصات صواريخ أو منشآت نووية، شملت اغتيالات بارزة وهجمات إلكترونية معقدة. من أبرز تطوراتها اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين، بينهم اللواء محمد باقري، وفي الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده.
هذه الاغتيالات تشكل أقسى ضربة تتعرض لها القيادة العسكرية الإيرانية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). ومع ذلك، فإن الهجوم يتجاوز كونه عملية عسكرية بحتة؛ فهو تجسيد لعقيدة سياسية بُنِيَت على مدى عقود.
رغم التصريحات الإسرائيلية التي تصف العملية بأنها إجراء استباقي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن المنطق الإستراتيجي العميق يبدو أكثر وضوحًا: زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية وصولًا إلى انهيارها.
فلطالما اعتبر بعض الإستراتيجيين الإسرائيليين والأميركيين أن الحل الوحيد لاحتواء الطموحات النووية الإيرانية يكمن في تغيير النظام. وهذه الحملة تندرج في هذا التوجه القديم، لا فقط عبر الوسائل العسكرية، بل من خلال ضغوط نفسية وسياسية واجتماعية داخل إيران.
تُظهر التطورات الأخيرة أن العملية ربما صُمِمَت لإشعال شرارة انتفاضة داخلية. فالخطة مألوفة: اغتيال القادة، حرب نفسية، حملات تضليل، واستهداف رمزي لمؤسسات الدولة.
في طهران، أفادت التقارير بأن الهجمات الإلكترونية المدعومة إسرائيليًا والغارات الدقيقة أصابت مباني حكومية ووزارات، وعطلت مؤقتًا البث التلفزيوني الوطني؛ أحد أركان البنية الإعلامية للجمهورية الإسلامية.
في المقابل، تعكس التصريحات السياسية الإسرائيلية هذا المسار. ففي لقاءات مغلقة وتصريحات صحفية محددة، أقر المسؤولون بأن المنشآت النووية الإيرانية المحصنة عميقًا- بعضها مدفون لأكثر من 500 متر تحت جبال زاغروس والبرز- لا يمكن تدميرها دون تدخل أميركي مباشر باستخدام قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، التي لا تستطيع حملها سوى قاذفات B-2 أو B-52 الأميركية. وغياب هذه الإمكانات جعل القادة الإسرائيليين يقتنعون بأن وقف البرنامج النووي الإيراني لن يتحقق إلا بتغيير النظام.
إعلانهذا السياق يمنح الأفعال العسكرية والسياسية الإسرائيلية بعدًا جديدًا. فبعد الهجمات، كثفت إسرائيل رسائلها الموجهة إلى الشعب الإيراني، ووصفت الحرس الثوري ليس كمدافع عن الوطن، بل كأداة قمع ضد الشعب.
وكانت الرسالة: "هذه ليست حرب إيران، بل حرب النظام." وقد ردد شخصيات من المعارضة الإيرانية في الخارج- كرضا بهلوي نجل شاه إيران السابق، ولاعب كرة القدم السابق علي كريمي- هذا الخطاب، مؤيدين الهجمات، وداعين إلى إسقاط النظام.
لكن يبدو أن الإستراتيجية حققت عكس ما كانت ترجوه. فعوضًا عن إشعال ثورة جماهيرية أو تفكيك الوحدة الوطنية، عززت الهجمات شعورًا عامًا بالتماسك الوطني عبر مختلف التيارات. حتى بعض المنتقدين التقليديين للنظام عبّروا عن غضبهم مما اعتبروه اعتداءً أجنبيًا على السيادة الوطنية. وتجددت في الوعي الجماعي ذكريات التدخلات الخارجية- من انقلاب 1953 بدعم الـCIA، إلى حرب العراق- مفجّرة ردة فعل دفاعية متأصلة.
حتى بين نشطاء حركة "المرأة، الحياة، الحرية"- التي أشعلت احتجاجات وطنية إثر مقتل مهسا أميني عام 2022 أثناء احتجازها- برز تردد واضح في دعم أي تدخل عسكري أجنبي. ومع انتشار صور المباني المدمرة وجثث الجنود الإيرانيين، تراجعت مطالب التغيير السياسي لصالح خطاب الدفاع عن الوطن.
وبرزت شخصيات عامة ومعارضون سابقون للجمهورية الإسلامية يدافعون عن إيران ويُدينون الهجمات الإسرائيلية. فقد صرح أسطورة كرة القدم علي دائي: "أفضل الموت على أن أكون خائنًا"، رافضًا أي تعاون مع الهجوم الأجنبي. أما القاضي السابق والمعتقل السياسي محسن برهاني فكتب: "أُقبّل أيادي جميع المدافعين عن الوطن"، في إشارة إلى الحرس الثوري وبقية القوات المسلحة.
ما بدأ كضربة عسكرية محسوبة ضد أهداف محددة، قد ينتهي بتعزيز النظام لا بإضعافه؛ عبر حشد وحدة وطنية وتكميم الأصوات المعارضة. فمحاولة صنع ثورة من الخارج قد لا تفشل فقط، بل قد تنقلب ضد من خطط لها.
وإذا كان الهدف النهائي لإسرائيل هو تحفيز انهيار النظام، فقد تكون قد قللت من شأن الصلابة التاريخية للنظام السياسي الإيراني، ومن قوة التماسك الذي يولده الألم الوطني.
وبينما تسقط القنابل ويُقتل القادة، يبدو أن النسيج الاجتماعي الإيراني لا يتفكك، بل يعيد نسج نفسه من جديد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline