سودانايل:
2025-05-09@07:39:35 GMT

شيخ الامين يمسك ب (الكمشة) وليس ب (الكلاشنكوف)

تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT

أعرف أسر كثيرة في حي بيت المال وغيره من الأحياء الامدرمانية يتوجهون الي مسيد شيخ الامين وهناك يجدونه ممسكا ب ( الكمشة ) وليس ب ( الكلاشنكوف ) ومع الابتسامة المشرقة توجد في داره الرحبة جرعة الدواء وقوم يسترون الموتي وتوجد مدرسة وشربة ماء وطمأنينة ومبيت ومس
طبعا من واجب الجيش أن يحرر كل الحاميات والمقررات والبيوت التي دخلها ودنسها الدعم السريع ولكن اشغال الناس و ( الفيهم مكفيهم ) بإشعال حرب ( دونكوشوتية ) ضد انسان أعزل لم يرفع سلاحا ضد أحد وكان كل سلاحه الذي نحتاجه بشدة في هذه الأيام العصيبة هو ( قدح الكسرة والملاح وموية الزير وقيلولة هادئة واسترخاء وسط كل هذا القصف والقصف المضاد من طرفين مازالا يبحثان عن نصر أصبح مستحيلا في ظل حرب كلما مرت عليها ساعة تزيد مثل كرة الثلج وقد أصبحت مثل قصر التيه بكل دهاليزه العديدة المعتمة التي غابت عنها الخرائط واختفت الاتجاهات ومعالم الطريق والدول الكبري لها القدح المعلي في ماساتنا التي استفحلت وشبت عن الطوق وحتي دول الجوار الافريقي صرنا بالنسبة لهم كما مهملا وقد أنكروا علينا يد سلفت ودين مستحق رغم أننا لم يحدث أن امتنينا علي أحد والسودان وأهله لم يحدث أن تقاعسوا عن إغاثة الملهوف ومد يد العون بكل أريحية وكرم وحتي في أحلك الظروف كان شعار اهلنا ( الفقراء اتقسموا النبقة ) وكل العالم وحتي امريكا فهمت مقولة الثوار في ساحة الاعتصام ( عندك خت ، ماعندك شيل ) ورأيت بام عيني الاعتصام الكبير الذي احتشد له السود أمام البيت الابيض احتجاجا علي الجريمة البشعة التي ارتكبها شرطي أمريكي وقد جثم بركبته علي رقبة جورج فلويد وازهق روحه بكل قسوة ، نعم كانت هنالك كراتين كبيرة بها من المال الكثير وضعه المعتصمون بكل اقتناع ومن ليس عنده شيء يأخذ من الكرتونة دون حرج وقد طبق الجميع شعار ثورتنا المجيدة الذي عبر الأطلنطي ووصل الي اسوار البيت الابيض مع توفر الغذاء والماء الصحي والعصائر للجميع في وحدة وطنية رائعة.


نقول لشيخ الأمين لقد قمت بواجب عجز الطرفان المتقاتلان عن القيام به ، وياللعجب تتوفر عند الطرفين ادوات القتل والدمار ويعوزهما طبق الكسرة وحلة الملاح وماء القلة وعنقريب للنوم وعنقريب للتشييع وغسيل من رحلوا بكل ما يستحقه الراحلون من كرامة ودفن يحفظ للإنسان ادميته فيخرج من دنيانا مصانا تحفه الملائكة وتغشاه رحمة الله سبحانه وتعالي باذن الله الواحد القهار.
شيخ الامين تحمل المسؤولية التي هرب منها الجميع ولم يزعم أنه رئيس أو وزير وكان يردد دائما بأنه في خدمة كل من شتته هذه الحرب اللعينة العبثية وأنه سيظل مرابطا في عرينه في الوقت الذي كان بإمكانه أن يشد الرحال لدول يجد فيها الراحة والعيش الرغيد .
لا نريد أن نضفي هالات من الإعجاب بهذا الإنسان الذي أصبحت أعماله في مجال الخير تتحدث عنه وهو يقوم بهذا العمل ورأينا نتائجه ملموسة في وجوه المحتاجين وقد تحولت البلاد كلها محتاجة غنيها وفقيرها والجميع صاروا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وكما قلنا فإن مسيد شيخ الامين كان شمعة أضاءت جحافل الظلام ولكن أن تتكالب السهام حوله فهذا مما لا يمكن فهمه !!.. ومتي كانت خدمة الآخرين في مثل هذه الأجواء القاتمة جريمة تجعل البعض يتركون الكر والفر حيث ميادين النزال ويغيرون علي الاماكن الآمنة حيث لجأ إليها المحتاجون بحثا عن ضرورات الحياة التي عزت علي الجميع.
اتركوا شيخ الامين وأمثاله في حالهم وبلادنا بها من الخير الكثير ياهؤلاء !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر.

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: شیخ الامین

إقرأ أيضاً:

الهدوء الذي يسبق العاصفة

 

 

علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com

يعيشُ الوطن العربي حالة تاريخية غير مسبوقة من الترقب، تتراوح فيها نسبة انتصار الأمة ومصيرها بين معدليْ ممتاز جدًا وسيئ جدًا، ولكل حالة من الحالتين أسباب وشروط وضوابط. وإذا كان الكثير من عرب زماننا يعيشون في حالة سيئة جدًا الى درجة الثمالة، ويعتقدون بأن حالة الممتاز جدًا أضغاث أحلام وإفراط في التفكير، فإن الواقع اليوم يساوي بين الحالتين في احتمالية التحقيق.
شكَّل "طوفان الأقصى" حالة تاريخية صادمة ومُفاجأة لعرب زماننا قبل العدو، وخاصة النُخب العربية بفئتيها الرسمية والعامة؛ بسبب تراكم غبار الفكر التاريخي وتشكيله ضبابية كثيفة على الوعي وربيبه الفكر؛ حيث تلبسوا بتلابيب الهزيمة وأنتجوا ثقافة البؤس والفجيعة، وعلقوا شماعة بؤسهم على العرب بتاريخهم وثقافتهم وموروثهم وأدوات حضارتهم، وانتقوا من تاريخ الأمة وموروثها ما يعزز ويدعم سردياتهم ويبرر حالتهم في الخنوع والاستسلام والتسليم بضعفهم وقوة خصومهم وبراعتهم وقوة حيلهم وتدبيرهم. وأصبحوا يترقبون المعجزات لتغيير حالهم وموائد من السماء وهم عاكفون في تقاعسهم ومتواكلون على تدبيرهم.
أتى الطوفان، فزلزل تلك القناعات والسرديات، وكشف عوار فكرهم، وبرهن لهم أنَّ الصراع صراع إرادات أولًا ثم قوة سلاح واقتصاد وعدد وعُدة، وفي المقابل رأوا حجم العدو الحقيقي حين واجه الإرادة؛ حيث تآكلت سرديات أدواته وقلاعه التي تستر خلفها لعقود ليدخل الرعب في قلوب أبناء الأمة، ويُعجزهم حتى عن مجرد التفكير في مواجهته.
قليلٌ من عرب زماننا من أدركوا وظيفة كيان العدو ومهمته وحقيقة قوته، وأدواته للسيطرة على وعي الأمة وعقلها أولًا ليتمكن من مقدراتها وثرواتها وجغرافيتها لاحقًا، لهذا اختصروا التفكير وحملوا السلاح وواجهوا العدو، فالسلاح هو اللغة الوحيدة التي يخشاها العدو ويفهم أثرها البالغ عليه.
ما زال الطوفان يعتمل في وجدان الجميع بين مُصدق ومُكذب لما حدث، وخاصة انكشاف العدو وظهوره على حقيقته؛ الأمر الذي سيجعل عرب زماننا يقلبون الرأي في موروثهم العقلي والنقلي المكتسب من ثقافات وعد بلفور وسايكس بيكو وحلف بغداد وكامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو.
ومن لم يُقلب الرأي سيتجاوزه الزمن ويصبح رأيه شبيهاً بالخرافات والأساطير التي ظهرت قبل الحقائق العلمية الدامغة والناسخة لما قبلها.
وسيدفع الطوفان وثقافته بمعاصريه إلى نسخ الثقافات الانهزامية الموروثة والمتناسلة من تاريخ الخلافات النفعية البالية والاحتلالات السالبة لكل شيء. من يتأمل حالة مواجهة اليمن اليوم لقوة كبرى، يعلم بأنَّ وراء تلك المواجهة ارادة انتصار صلبة قبل كل شيء، ومن يرى حالة كيان العدو وتشظيه يعلم بأنَّ ما بُني على باطل فهو باطل، حتى وإن سلَّمنا جدلًا أو يقينًا بأنَّ المقاومة ومحورها هُزمت والعدو ومحوره انتصر، فأعراض الطوفان وصدمته كفيلان بإحداث ارتدادات قوية وعميقة ومراجعات تُشبه محاكاة الفناء بداخل كيان العدو ورعاته، لأنهم وبكل بساطة وصلوا المرحلة النهائية للطُغاة وهي الغلو في البطش والقتل والدمار.
الطوفان ليس حالة عابرة؛ بل ثقافة عابرة للحدود والأجيال معًا. والله غالب على أمره.
قبل اللقاء.. من يعتقدون بأنَّ التاريخ أصبح مادة مستقرة في بطون كتب المناهج التعليمية فهم واهمون؛ فما زال التاريخ يُصنع كل يوم، وعلى كل أن يختار موقعه من الإعراب والتاريخ معًا. 
وبالشكر تدوم النعم.
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سباق الخبرة والطموح.. 10 مرشحين يتنافسون على رئاسة جامعة كفر الشيخ: من يمسك بزمام القيادة؟
  • وسطي وليس محافظا.. التفاصيل الكاملة لاختيار بابا الفاتيكان الجديد
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • ماذا يعني اسم سيندور الذي أطلقته الهند على عمليتها ضد باكستان؟
  • بوتين: تحالف موسكو وبكين من أجل شعبينا وليس ضد أحد
  • كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
  • الرئيس الشرع: سوريا ليست على هامش الخريطة اليوم واقتصادها مرتبط بالاقتصاد العالمي ويجب رفع العقوبات المفروضة عليها جراء ممارسات النظام البائد وليس هناك أي مبرر لبقائها لأنها ستكون عقوبات على الشعب
  • مسؤول أميركي: ما توصّلنا إليه مع الحوثيين تفاهم شفهي وليس اتفاقا
  • الاعيسر يشيد بالادوار الوطنية للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بعد لقاء قائد قوات الاورطة الشرقية الامين داؤاد محمود
  • الهدوء الذي يسبق العاصفة