سودانايل:
2025-12-12@09:58:10 GMT

المواطن السوداني رَايحَة لِيهُو دولة

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

جرت العادة في بعض من نواحي بلاد السودان ، و عندما تعتقد الناس أَنَّ إمرؤاً يشتهي أو يفتقد أو يفتقر بشدة إلى شيء محدد ، أن يقال:
فلان رَايح لِيهُو كذا...
أو
علان رَايحَة لِيهُو كذا...
و ذلك من أبواب المداعبة و المبالغة و الأنس و الظرف الإجتماعي أو نحو ذلك ، و (كذا) تشير إلى ذلك الإشتهآء/الفقد/الإفتقار الذي قد يكون طعاماً معيناً أو نومة أو شَكلَة (عراك) أو دَقَّة (خناق و ضرب) أو بَكيَة (بكآء) أو حلم و أمنية أو أي فعل أو غرض ، و يبدوا أن هنالك أشيآء و حاجات كتيرة رَايحَة للمواطن/الزُّول السوداني و في مقدمتها دولته المخطوفة/المنهوبة التي إستولى عليها تنظيم الجماعة الإنقاذية المتأسلمة أو تنظيم جماعة الأخوان الذين يدعون/يظنون أنهم مسلمون ، و قد ترتب على إختطاف و رُوحَة الدولة السودانية رَوحَات عديدات و شلل و إنهيار و فوضى و عواقب وخيمة.

..
و قد عُرِفَت الجماعة المتأسلمة في بلاد السودان بجماعة (الكيزان) ، و هو إسمٌ أطلقه على (الجماعة) زعيمهم الدكتور حسن عبدالله التُّرَابِي الذي رُوِيَ عنه أنه قال:
الدين بحر و نحن كيزانه...
و قد إتخذ تنظيم الجماعة لنفسه عدة منظمات و أجسام ، و تَسَمَّىَٰ بمسميات عديدة تَنَوَّعَت و تَغَيَّرَت مع الزمن لتتناسب مع طموحات و أهداف الجماعة في الحكم و السلطة و النفوذ السياسي و الإقتصادي مثل: جماعة الأخوان المسلمين و جبهة الميثاق الإسلامي و منظمة الشباب الوطني و منظمة الدعوة الإسلامية و الجبهة القومية الإسلامية و ثورة الإنقاذ الوطني و المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي و حزب المؤتمر الوطني و حزب المؤتمر الشعبي هذا عدا العديد من الجمعيات و المصارف و الشركات...
و قد بدأ إختطاف الدولة السودانية صبيحة الإستيلآء على السلطة في الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية عن طريق خديعة الإنقلاب العسكري على الحكومة المنتخبة بكوادر التنظيم/الجماعة داخل الجيش تساندهم عناصر مدنية من التنظيم تسربلت بزي القوات النظامية ، و قد تلى ذلك الإنقلاب خطوات متلاحقة و متسارعة من سياسات التمكين التي تبنت منهج إقصآء الآخر و شعار الولآء للتنظيم/الجماعة قبل الكفآءة في التوظيف لجميع مرافق الدولة و العمل العام ، و كانت النتيجة تشريد الألاف من أصحاب المؤهلات و الكفآءات و الخبرات من جميع أجهزة الدولة في الخدمة المدنية و القوات النظامية بفرية الإحالة للصالح العام!!!...
و قد إمتدت سياسات التمكين إلى القطاع الخآص حيث مورست الضغوطات على الأفراد و البيوتات و الشركات التجارية عن طريق المضايقات و وضع العراقيل و تعطيل المصالح و فرض الضرآئب و الرسوم الباهظة مما أفضى إلى إفلاس البعض و هروب البعض و خروج الكثيرين من دآئرة المنافسة في الأسواق و التجارة و الصناعة التي صارت حكراً لأفراد التنظيم/الجماعة و أتباعهم/أذنابهم من: المحاسيب و الأرزقية و الطفيلية و نافخي الكير و حارقي البخور و ضاربي الدفوف و ماسحي الجوخ و الأحذية و المؤخرات!!!...
و قد مارس الكيزان التمكين بهمة و نشاط و لهفة يحسدون عليهم ، و راحوا يُجُوبِكُون و يَدَغمِسُون وظآئف الخدمة المدنية و القوات النظامية و يعينون من أصحاب الولآء البِسوَىَٰ و الما بِسوَىَٰ ، و كانوا في تهافتهم على التمكين ذي الزول الرَّايحَة لِيهُو وظيفة أو منصب أو لقب أو جاه و مال أو مثل ذلك الذي يظن أنه ليس هنالك يوم بكرة ، و هكذا رَاحت السلطة و الدولة السودانية بين مراكز القوى و كِرعِين: مجلس قيادة ”الثورة“ و مجلس الشورى و المجلس الأربعيني و التنظيم الخآص و جماعات/عصابات: المنشية و العشرة و البدريين و كتآئب: المجاهدين و الدَّبَابين و البرآء بن عازب و نسيبة بنت فلان و علان بن فلتكان و أصحاب الظلال!!!...
و هكذا تم الإستيلآء الكامل/التآم على السلطة و سرقة/إختطاف جميع أجهزة الدولة السودانية و أصولها و تسجيلها رسمياً لصالح منسوبي الجماعة/التنطيم و أتباعهم/أذنابهم ، و شمل ذلك جميع القطاعات العامة و الخآصة: الإقتصادية و التجارية و الصناعية و القوات النظامية و الأجهزة الأمنية و المليشيات الحكومية و الإعلامية و المنظمات الإجتماعية و الرياضية ، و لم تسلم من النهب و الإختطاف و التشويه و الإفساد حتى الموروثات و الأعراف و القيم و مكارم الأخلاق ، و قد قاد الإستيلآء على السلطة و أجهزة الدولة و أصولها إلى فساد و إستغلال و نهب لموارد بلاد السودان عظيم و غير مسبوق و ليس له مثيل منذ إنشآء مملكة كوش!!! ، و قد تمددَ الفساد و تَشَكَّلَ و تَنَوَّعَ و ”إنداحَ“ في كل المجالات و المساحات و الأجوآء حتى أصبحت الدولة السودانية طبقات من الدولة الموازية/الخفية و أجهزة و منظومات و مجموعات و عصابات تدير الإقتصاد و الفساد و جميع أمور العباد...
و جرآء ذلك الإختطاف إنهارت و رَاحت الدولة السودانية التي كانت تمثل السيادة و تحمي الأرض و العرض و تدافع عن الحدود و المواطن السوداني و تضمن الأمن القومي رُوحَة الشَّمَار في المَرَقَة ، فقد رَاحَت الدولة التي تصون و تنمي الموارد و الثروات القومية رُوحَة حبيبك و إلى غير رجعة ، و قد نامت أعين الدولة التي تحفظ القانون و تحاسب و تعاقب المسيء ، و قد دَقَست الدولة التي تحافظ على أمن و مصالح و ممتلكات المواطن و دخلت في غيبوبة عميقة ، و قد نست/تناست الدولة السودانية المخطوفة/المنهوبة مسئوليتها في تخطيط المشاريع التنموية: الزراعية و الصناعية و التعليمية و الصحية و الإجتماعية ، و لقد رَاحَت في خبر كان تلك الدولة السودانية التي كانت ترعى الثقافة و الآداب و الفنون و الرياضة...
و عندما راحت الدولة في جميع المجالات و أصابها الشلل ، و عندما بالغت الجماعة في الفساد و الإفساد و الدجل بإسم الدين و حماية بيضته إختلطت/إختلت المفاهيم و الأخلاق و القيم ، و تنازل المجتمع طواعيةً أو كرهاً عن دوره التوجيهي/الإرشادي و الرقابي لجماعات: الأرزقية و الطفيلية و السواقط و الأراذل و الدعاة المتأسلمين من فصيلة الببغاوات الذين تفاقم أمرهم بصورة عظيمة ، و الحال كذلك أطل الظلم الإجتماعي و الفقر برأسيهما و كان في صحبتهما الجهل و المرض و الرذيلة ، و ضعفت مساهمات الأفراد و تخلت/تهاونت الأسر عن مسئوليتها/دورها في أمور: التربية و التعليم و التنشئة بعذر أن العيشَ قد شَظُفَ و أن المعايش بِقَت جَبَّارَة و كل زول بقى في تَولَة (النفس) ، و تلى ذلك إختلاط الحابل بالنابل حتى أصبح الرزُ عدساً و الفاصوليا كَبَاباً...
و عندما بلغ الكبت و القمع و البطش و الدمار و الإستغلال و الفساد و البطالة و شظف العيش و الرهق الإقتصادي مداه إنفجر بركان ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية ، و قد زعزع تصميم الثوار و إصرارهم على إحداث التغيير و محاربة الفساد و تحقيق: الحرية و السلام و العدالة أركان دولة/دول التنظيم/الجماعة و أثار فيهم خوف و هلع عظيمين من إنفضاح/إنكشاف أمرهم و خبايا فسادهم و إفسادهم و تكالبهم على السلطة و الدنيا بإسم الدين ، فكان أن هرعوا إلى محاولة إستعادة زمام الأمور/السلطة بغرض حماية السمعة و المصالح الإقتصادية الهآئلة ، و قد إنتهجت الجماعة و سلكت شتى السبل و استخدمت أنواع عديدة من الحيل عبر جميع طبقات و مستويات التنظيم بغرض نشر الفتن و إثارة الفوضى و من ثم إفشال الثورة و تعويقها ، فكادوا المكآئد و خططوا المؤامرات و دبروا الإنقلابات العسكرية حتى إنتهى بهم المطاف إلى إشعال نيران الحرب عبر وكلآءهم في مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و الجيش و مليشيات الدفاع الشعبي و أجهزة الأمن و المخابرات...
و قد أفضت الحرب إلى القتل و الدمار و نزوح ملايين السودانيين من العاصمة و الأقاليم بحثاً عن أمانٍ رَايح لِيهُم ، فسافروا و حَامُوا بين الأمصار و البلدان و زَاعُو بكراع كلب في الولايات و البلدات التي ظنوا أنها ”آمنة“ ، و ساقتهم كرعينهم و الحرب و الخوف إلى شمال وادي النيل و دول الجوار الأفريقي و شبه الجزيرة الأعرابية و ساحل عمان و بقية العالم ، و كعادة السودانيين ، و عقب إستقرارهم في الملاجيء ، فسرعان من نسوا/تناسوا المصيبة و الكُبَة الوَاقعِين فيها و إِتلَمُّوا كيمان كيمان و شرعوا في الوَنَسَة و النَّضمَة و النِّقَة و الشَّمَار ، و قاموا عَرَّسُوا و سَووا العزومات و الحفلات و غنوا و رقصوا و هَجَجَوا و كَشَفُوا ، و وثقوا كل ذلك: تسجيلات و ڨيديوهات و بُوستَات و بُودكَاسَات و لَايفَات و رُومَات تذخر بها أسافير الشبكة العنكبوتية و وسآئط التواصل الإجتماعي ، بل و تَفَشخَرَ بعضٌ منهم و تَبُوبَرَ فَشخَرَة و بُوبَار من لا يخشى الفقر و فَسَقَ فسوقاً ما بعده فسوق و كأن بلادهم لا تعاني من ويلات و مصآئب الحرب ، و بدوا و كأنهم رَايحَة لِيهُم: نزحة و سفرة و حُوامَة و زُوَاعَة و لَمَة و وَنَسَة و نَضمَة و نِقَّة و شَمَار و عَرسَة و عَزُومَة و حفلة و غنوة و رقصة و هَجِيج و كَشفَة و فَشخَرَة و بُوبَار و تسجيلات و ڨيديوهات و لايفات و بودكاسات و رُومَات و فسوق...
و قد حَدَّثَ خبيرٌ ملمٌ بأمورِ و عادات و تقاليد و ثقافات الشعوب السودانية أنه و عندما يفسق ”الزول“ السوداني فذلك لأنه رَايح لِيهُو أدب و خلق عُرِف بهما و صارا من الصفات الأساسية لذلك ”الزول“ السوداني النمطي المرسوم في الذاكرات الأعرابية في دول شبه الجزيرة الأعرابية و ساحل عمان و بقية الدول الإسلامية و الإفريقية و العالمية و التي عرفته ”زولاً“ طيباً و ساذجاً و على الفطرة التي تقارب درجة العَبَاطَة و التي قد/ربما تتجاوز مرحلة العَوَارَة!!! ، لكن شآءت المشيئة و صارت الأقدار أن تَرُوح الفطرة و أن تقل مناسيب الطيبة و الأدب عند ”الزول“ السوداني بصورة متسارعة و مرعبة تشهد بها أسافير الشبكة العنكبوتية و وسآئط التواصل الإجتماعي...
و الشاهد هو أن ”الزول“ السوداني و عندما يَتَفَشخَرَ و يَتَبُوبَرَ و يَتَنَبَّرَ بسودانيته و نبله و حاجات تانية كتيرة فإنما يفعل ذلك بدافع الحنين إلى القديم المثالي الزاهي و الوردي ، أو بعبارة أخرى رَايحَ لِيهُو ماضي جميل و نبيل ، و يبدوا إنه مِشتَهِيهُو و لِيهُو زمن بفتش لِيهُو و ما لَامِي فيهو ، و ”الزول“ السوداني عندما يفجر في الخصومة و يبالغ في القتل و البطش فإنما يفعل ذلك لأنه رَايح ليهو حلم و سلام و تسامح و طيبة و فطرة و سماحة إشتهر بهم في قديم الأزمنة ، و اقترن بهم حتى عَرَّفَته بهم الأفراد و الجماعات و الأقوام و الشعوب و الأمم ، و شهدت له بذلك الركبان و الدول و المنظمات و المنتديات ، لكن يبدوا أنه قد رَاحت عليهو جميع/أغلب تلك الصفات في الوقت الحاضر...
الخلاصة:
هذه ”الرُّوحَة الدولية“ هي التي يعتقد صاحبنا أنها ربما تُفَسِّرُ بعض/كثير من سلوكيات ”الزول“ السوداني داخل و خارج بلاد السودان في الحقبة التي أعقبت إستيلآء جماعة الكيزان على السلطة و خطفهم/سرقتهم للدولة السودانية و أجهزتها و أصولها...
الختام:
إن الأشيآء الرَّايحَات على ”الزول“ السوداني كثيرة و مثيرة و لا تحصى و لا تعد ، و الأكيدة هي أن ”الزول“ السوداني رَايح لِيهُو كتير: دولة ذات سيادة و قيادة و سلام و أمن/أمان و نظام و قانون و عدالة و معاش كريم و مسكن لآئق و ملبس أنيق و نظيف و مأكل مفيد و مغذي و مشرب صحي و خدمات أساسية و رفاه و قيمة و إحترام و مقام و... و... و...
و بإختصار هو المواطن السوداني ، التَّطِير عِيشتُو ده ، شِنُو المَا رَايح لِيهُو؟!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدولة السودانیة القوات النظامیة بلاد السودان على السلطة ة الدولة ت الدولة

إقرأ أيضاً:

«السيسى» وبناء الدولة

تستحق مصر برلماناً يليق بتاريخها النيابى، الذى يعود إلى قرابة قرنين من الزمان، وتحديداً منذ عام 1824، منذ إنشاء المجلس العالى بموجب الأمر الصادر فى 27 نوفمبر 1824، ثم إنشاء مجلس الثورة عام 1827، ومجلس شورى الدولة عام 1854، ومجلس شورى النواب عام 1866، ومجلس شورى القوانين عام 1883، والجمعية التشريعية عام 1913، التى فاز فيها سعد باشا زغلول فى دائرتين، وتوقفت الحياة النيابية فى مصر بسبب الحرب العالمية الأولى، لتعود بعدها بصدور دستور 1923، وقد خص المجلس النيابى بغرفتين «مجلس النواب» و«مجلس الشيوخ».

استحقاق مصر لهذا البرلمان القوى الذى نرنو إليه فى تمثيل الشعب المصرى تمثيلاً حقيقياً للقيام بسلطة التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة العامة للدولة، ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ليس من باب الأمانى لأن مصر دولة كبيرة، أقدم دولة عرفها التاريخ، نشأت بها واحدة من أقدم الحضارات البشرية وقامت فيها أول دولة موحدة حوالى 3100 سنة قبل الميلاد، تمتلك أطول تاريخ مستمر لدولة فى العالم، وهى مهد الحضارات القديمة وملتقى القارات وأول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة، وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، حكمت العالم القديم من الأناضول للجندل الرابع حين بدأ العالم يفتح عينيه على العلوم والتعليم، فقد جاءت مصر، ثم جاء التاريخ عندما قامت مصر حضارة قائمة بذاتها قبل أن يبدأ تدوين التاريخ بشكل منظم.

هى دى مصر التى تعرضت لموجات استعمارية عاتية، ثم عادت لحكم أبنائها، محافظة على لغتها العربية، حاربت وانتصرت فى أعظم حرب عرفها التاريخ، حرب أكتوبر، ثم تعرضت لمحنة كادت تعصف بها على يد جماعة إرهابية لا يعرفون قدرها، وتعاملوا معها على أنها حفنة تراب، وكادت تضيع لولا أن هيأ الله لها جنداً أخذوا بيدها إلى بر الأمان على يد أحد أبنائها المخلصين الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أخذ على عاتقه مهمة بنائها من جديد حتى تبوأت مكانتها المرموقة بين الدول المتقدمة التى يحسب لها ألف حساب، أنقذ «السيسى» مصر من حكم الظلام، ثم أنقذها من الإرهاب المدعوم من الداخل والخارج والذى أرهقها عدة سنوات، ولم يكن «السيسى» طامعاً فى السلطة، ولكنه نفذ أمر الشعب الذى نزل بالملايين إلى الميادين يطالبه باستكمال مسيرة البناء. قبل «السيسى» المهمة الصعبة رئيساً للبلاد، فى وقت صعب وانحاز للشعب الذى انحاز له، وجعل «السيسى» الشعب له ظهيراً، لم ينتم لحزب، ولم يكن له حزب من الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، وطبق الدستور كما يجب، وعندما لاحظ ارتباك الأحزاب السياسية بسبب التخمة الموجودة هى الساحة قدم نصيحة كم ذهب لو أخذت بها الأحزاب لكانت أوضاعاً كثيرة تغيرت أقلها نشأة البرلمان القوى الذى ننشده وتستحقه مصر، عندما اقترح الرئيس السيسى على الأحزاب أن تندمج، وأن يبقى على الساحة السياسية ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحزاب قوية يتنافسون فى الانتخابات البرلمانية ليظهر منها حرب الأغلبية، ولكن الأحزاب الى أصبحت تزيد على المائة فضلت المظاهر والمناصب الحزبية على العمل الحزبى الحقيقى.

انحياز «السيسى» للشعب عندما أصدر «ڤيتو» لأول مرة يتخذه حاكم مصرى منذ فجر التاريخ، وهو تصحيح مسار الانتخابات البرلمانية هو انحياز للدستور الذى أكد أن السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها وهو مصدر السلطات، والبرلمان هو الضلع الثالث فى مثلث الحكم مع السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والمسار الذى حدده «السيسى» هو ألا يدخل مجلس النواب إلا من يختاره الناخبون من خلال انتخابات حرة نزيهة، تحية لرئيس مصر الذى يبنى دولة الحضارة من جديد.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • الجيل: حقوق الإنسان منظومة شاملة تبدأ بتحسين معيشة المواطن وتعزيز الخدمات
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • أحمد موسى: تطوير وسط البلد نموذج يحتذى والرئيس السيسي يضع المواطن في مقدمة أولوياته
  • إسلام عوض: إعادة الانتخابات أعادت الثقة للمواطن وأثبتت حرص الدولة على حقوقه
  • "القومي لحقوق الإنسان" يجدد التزامه بمواصلة دوره المستقل
  • نشأت الديهي يحذّر تركيا: خطر الإخوان عليكم قبل مصر
  • نشأت الديهي يوجّه نداءً لتركيا: انتبهوا لخطورة الإخوان على أراضيكم
  • بين نظامَين
  • خلال محاكمة متحدث الإخوان وآخرين.. كشف عدة مفاجآت في مخطط إعادة الهيكلة