عباس السيد
كل الدول العربية والإسلامية – التي اجتمعت في قمة الرياض في نوفمبر الماضي – مشاركة في حصار غزة، لأن بيان القمة أقر – بشكل غير مباشر – الآلية المتبعة في معبر رفح .
فالبيان الصادر عن القمة، أكد في أحد بنوده على ضرورة كسر الحصار عن غزة، وفي البند التالي أوكلت المهمة إلى مصر رغم علمهم أن مصر ملتزمة بالتنسيق مع كيان الاحتلال في كل ما يرتبط بمعبر رفح.
لا معنى لهذه المهزلة سوى أن الأنظمة العربية والإسلامية تقول ما لا تفعل، وليس لديها رغبة حقيقية في كسر الحصار على غزة، وهذا يجعلهم شركاء لكيان الاحتلال في حصار غزة.
مائة يوم مرت على قمة العرب والمسلمين في الرياض، تزايدت خلالها وتيرة الحصار على غزة، وأصبح سلاحا فتاكا في حرب الإبادة الجماعية المستمرة.
وفي حين لا يزال زعماء قمة الرياض يغرسون رؤوسهم في الرمال، شعر بعضهم بالاختناق ولم يستطيعوا إبقاء رؤوسهم تحت الرمل كثيرا، فلجأوا إلى طريقة أخرى للحصول على الأوكسجين والتهرب من المسؤولية، وهي إنزال المساعدات جوا.
فهم يعتقدون أن هذه الطريقة جيدة أيضا لتحسين صورهم أمام شعوبهم وأمام الرأي العام العالمي، وغسل أيديهم من دماء الضحايا.
الأنظمة في الأردن ومصر والإمارات مشاركة في حصار غزة بطرق مختلفة .. وخلال الأيام الأخيرة القت طائرات من الدول الثلاث ما مجموعه 46 طنا، ما يعادل حمولة شاحنتين فقط، من أكثر من ألفين شاحنة متوقفة في رفح المصرية .
فكرة إلقاء المساعدات من الجو – بالتنسيق مع الاحتلال ومباركته، لأنها تجمل صورته أيضا – نالت إعجاب الإدارة الأمريكية التي أعلنت أمس الأول نيتها إلقاء مساعدات على غزة بنفس الطريقة العربية.
هذه المهزلة يجب أن تُفضح وتتوقف، فمحاصرة غزة وقتل أهلها بسلاح التجويع، جريمة لا يمكن محوها بإلقاء فتات لا يسمن ولا يغني من جوع عبر الجو.
وعلى الفلسطينيين المحاصرين في القطاع رفض هذه المساعدات، وأي كرتون ينزل من الجو، يحرقوه أو يتبولوا عليه، فالموت أشرف من قبول إغاثة بالقطارة تأتي من المشاركين في الحصار، وتهدف إلى تحسين صورتهم وليست لإنقاذ حياة اكثر من مليوني عربي مسلم في غزة.
يعمل كيان الاحتلال على قتل أكبر عدد من سكان غزة بوسائل متعددة، ومنها سلاح التجويع، وقد ظهرت نتائج هذا السلاح من خلال الإحصاءات التي تقدمها الصحة الفلسطينية والمنظمات المعنية عن حالات موت الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، وعن مخاطر ظهور حالات سوء التغذية عند النساء المرضعات، والعائلات التي تعيش أياما دون طعام.
جرائم الصهيونية في غزة لا حصر لها و لا مثيل لها، وهي فوق طاقة البشر.. لا قدرة لمن يشهدها ويحيط بها أن يتحملها فكيف بمن يعيشونها ويعانونها يوميا.
جرائم الصهيونية دفعت الطيار الأمريكي آرون بوشنيل لإحراق نفسه حزنا وغضبا واحتجاجا، بينما لا يقوى بعض العرب والمسلمين على الاحتجاج بلعن اليهود أو إحراق علم دولتهم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حصار غزة
إقرأ أيضاً:
نحو 100 شهيد فلسطيني في ضربات إسرائيلية على القطاع .. وحقوق الإنسان: الحصار أصبح أداة للإبادة
غزة "أ ف ب" "د ب أ": أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل أكثر من 100 شخص منذ فجر اليوم في غارات إسرائيلية متفرقة، فيما أعلنت منظمة غير حكومية مدعومة من واشنطن بدء توزيع المساعدات الإنسانية نهاية مايو.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل خمسة فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية التي تواصل تنفيذ عمليات دهم، بعدما توعد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير الوصول إلى منفذي هجوم ليل الأربعاء أودى بحياة سيدة حامل.
في غضون ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس إن الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع أصبح "أداة للإبادة"، وذلك بعدما منعت الدولة العبرية منذ الثاني من مارس دخول المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "حصيلة الشهداء نتيجة القصف الاسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم وصل الى 103 شهداء"، مضيفا "ما زالت مجازر الاحتلال متواصلة... وعدد الشهداء في ازدياد".
وتحدث أمير صالحة (43 عاما) من منطقة تل الزعتر في شمال القطاع عن "قصف إسرائيلي عنيف طوال الليل، نشعر بأن الخيمة ستطير من مكانها، قذائف الدبابة تضرب على مدار الساعة والمنطقة مكتظة بالسكان والخيام" التي نصبها النازحون في مناطق عدة.
واتهمت حماس إسرائيل الخميس بمواجهة جهود الوسطاء سعيا لهدنة في القطاع بزيادة "الضغط العسكري" على المدنيين.
ورأت الحركة أن نتانياهو "يريد حربا بلا نهاية ولا يكترث لمصير أسراه".
ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي مطلع مايو على خطة للسيطرة على القطاع ونقل العديد من سكانه، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.وقال إن هدفها القضاء على حماس وشن "ضربات قوية" ضدها بدون تحديد طبيعتها، واستعادة الرهائن.
والخميس، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحصار أصبح "أداة للإبادة".
وقال المدير التنفيذي الانتقالي للمنظمة فيديريكو بوريلو في بيان "تجاوز الحصار الإسرائيلي التكتيكات العسكرية ليصبح أداة للإبادة".
وانتقد بويلر خطط "حشر سكان غزة البالغ عددهم 2 مليون في مساحة أصغر مع جعل بقية الأرض غير صالحة للسكن" مع تواصل إصدار إسرائيل إنذارات بإخلاء مناطق بعينها في القطاع.
زيادة "الضغط العسكري"
وقُتل في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بعد هجوم مباغت شنته حماس على جنوب إسرائيل، ما لا يقلّ عن 53010 فلسطينيين منذ اندلاع الحرب معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وبحسب صالحة، ألقت طائرات إسرائيلية مسيرة منشورات "تطلب منا إخلاء المنطقة والنزوح جنوبا".
وتقدر الأمم المتحدة أن 70 في المئة من المناطق في غزة إما تم إخلاؤها أو أخرى يتهددها خطر الإخلاء.
وقال بصل إن "الاحتلال يستخدم سياسة تقليص المساحات وإفراغ المناطق المأهولة بالسكان لأجل الضغط على المواطنين وترويعهم".
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قال إن الجيش الإسرائيلي سيدخل قطاع غزة "بكل قوته" في الأيام المقبلة.
وفي الدوحة، تتواصل المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ووقف إطلاق النار.
مجاعة جماعية
وتمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حيث 2,4 مليون نسمة، قبل أن تستأنف في 18 من الشهر نفسه عملياتها العسكرية بعد هدنة استمرت لشهرين.
وحذرت منظمات غير حكومية من بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام الأربعاء من حدوث "مجاعة جماعية" في غزة في حال واصلت إسرائيل منع المساعدات من دخول القطاع.
وكانت مؤسسة "غزة الإنسانية" وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة، أعلنت الأربعاء أنها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنّها طلبت من الدولة العبرية ضمان أمن نقاط لتوزيع المساعدات في شمال القطاع.
وتخطّط المؤسسة لتوزيع ما يقرب من 300 مليون وجبة خلال فترة أولية مدّتها 90 يوما.
دعت حركة "حماس" الولايات المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك في أعقاب الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزا لدى الحركة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقالت الحركة في بيان لها اليوم إن الإفراج عن ألكسندر جاء "في إطار الجهود التي تبذل لوقف العدوان وفتح المعابر"، مشيرة إلى أنها تأمل أن تمهد هذه المبادرة الطريق لمفاوضات شاملة تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف البيان أن "استمرار إغلاق المعابر وعدم إدخال المساعدات سيقوض جهود التفاوض، لا سيما تلك المتعلقة بملف تبادل الأسرى".
وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، أعلنت الاثنين الماضي ، أنها أفرجت عن ألكسندر بعد اتصالات مع الإدارة الأمريكية، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت في سياق "المرونة السياسية" التي تبديها الحركة تجاه الوساطات الدولية.
ورغم هذه الخطوة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات لاحقة أن بلاده لا تنوي وقف العمليات العسكرية في غزة، مشيرا إلى أن أي هدنة محتملة ستكون مؤقتة ومرهونة بإطلاق سراح مزيد من المختطفين.
دهم في الضفة
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، تصاعدا في أعمال العنف.
وفي شمال الضفة، قال رئيس الأركان إيال زامير إن الجيش الاسرائيلي سيستخدم كل الوسائل المتاحة للوصول إلى منفذي الهجوم الذي وقع قرب مستوطنة بروخين غرب مدينة سلفيت، وأدى إلى مقتل سيدة إسرائيلية حامل.
وأصدر زامير تعليماته "مواصلة فرض الطوق الأمني، وحظر التجوال وملاحقة الإرهابيين"، بحسب الجيش.
وقُتل خمسة فلسطينيين خلال عملية عسكرية للجيش في بلدة طمون بشمال الضفة، وفق ما أفاد رئيس البلدية لوكالة فرانس برس الخميس، بينما أكد الجيش الإسرائيلي "تحييد خمسة مسلحين".
وقال سمير قطيشات "قتلت قوات الاحتلال خمسة شبان بعد محاصرتها منزلا وسط البلدة، حيث أخذ جيش الاحتلال أربعة جثامين ووجدنا جثة شاب خامس متفحمة في المنزل بعد مغادرة قوات الاحتلال".
وأفاد فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي بإغلاق الحواجز العسكرية وخاصة تلك الواقعة في شمال الضفة الغربية وتعطيل حركة السكان.
وتناقلت مجموعات خاصة بالمستوطنين في الضفة الغربية على تطبيق واتساب، دعوات للانتقام ردا على الهجوم.
(د ب أ) د ي /م خ/ع خ 2025/5/15