الرياض : واس

 نظمت اليوم، الهيئة العامة للمنافسة، المؤتمر السنوي (الثالث) لشبكة المنافسة العربية، وذلك في مدينة الرياض، حيث يركز على دراسة القضايا الدولية وأفضل الممارسات في الموضوعات ذات العلاقة بأعمال المنافسة وتعزز من آليات التواصل مع المنظمات الدولية المتخصصة بالمنافسة، بمشاركة عددٍ من الخبراء والباحثين الدوليين.

 وأكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنافسة معالي الدكتور أحمد الخليفي خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- تحرص عبر سياستها الثابتة والمستمرة، ورؤيتها التنموية الطموحة، على تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم استقرار وازدهار دولنا والمنطقة، والنهوض بها المواجهة التحديات.

 وبين معاليه أن تعزيز العمل العربي المشترك من خلال أعمال شبكة المنافسة العربية، سيكون له أثر ايجابي في تعزيز رفاهية المواطن العربي عبر تحسين تنافسية الأسعار ورفع جودة ووفرة السلع والخدمات وتعزيز التطوير والابتكار.

 وأوضح الخليفي أن المملكة عملت من خلال رؤية المملكة 2030 على توسيع مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية وتوفير كافة الممكنات له، وإيجاد بيئة جاذبة للاستثمارات المحلية والدولية، حيث يعد إنفاذ نظام المنافسة بفاعلية إحدى الإدوات المهمة في تحقيق ذلك من خلال مكافحة الممارسات الاحتكارية غير المشروعة وتذليل العقبات أمام دخول المنشآت للأسواق وتسهيل ممارسة الأعمال ودراسة هياكل الأسواق لتقديم التوصيات المعززة للمنافسة.

 وتوقع الدكتور الخليفي لشبكة المنافسة العربية أن تكون منصة رائدة تسهم بتجاربها وخبراتها على رفع كفاءة سلطات المنافسة بالدول العربية لتحسين أداء الأسواق والمساهمة الفاعلة في تعزيز النمو الاقتصادي في منطقتنا العربية.

 من جانبه أكد معالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للمنافسة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الزوم، أن الهيئة عملت منذ إنشائها على تبني إستراتيجية طموحة لتعزيز تنافسية الأسواق، بعد قيامها بتقييم مستويات المنافسة في كافة قطاعات وأسواق الاقتصاد الوطني.

 وأوضح معاليه أن أنشطة الهيئة تتضاعف في كل عام منذ إنشائها لتفعيل عمليات الرقابة والتفتيش لرصد الممارسات الاحتكارية التي قد تنتهجها بعض المنشآت العاملة بالأسواق للإضرار بالمنافسة، وأولت الهيئة اهتمامًا بالغًا بفحص عمليات التركز الاقتصادي لضمان عدم تأثيرها على المنافسة.

 وكشف أن الهيئة أتمت خلال السنوات الأربع الماضية فحص أكثر من (1000) عملية تركز اقتصادي، وراجعة العديد من الأنظمة واللوائح والسياسات والإستراتيجيات لضمان توائمها وانسجامها مع المبادئ الأساسية للمنافسة العادلة ورفعنا -بحمد الله- خلال العام الماضي مشروع السياسة الوطنية للمنافسة الهادفة لتوحيد الجهود المشتركة للأجهزة الحكومية لإرساء قواعد المنافسة العادلة في الأسواق.

 واستعرض الدكتور الزوم التحديات التي تواجهها أجهزة المنافسة اليوم وعلى رأسها بناء القدرات، ورفع كفاءة أجهزة المنافسة في أداء الأعمال وتبني التقنية، والتعامل مع الأسواق الرقمية وتحدياتها الذي أصبح محط اهتمام أجهزة المنافسة على مستوى دول العالم، إذ يجدر بدول العربية ومن خلال شبكة المنافسة العربية أن توليه أهمية بالغة وتحفز تبادل الخبرات بشأنه بين الدول الأعضاء.

 وأفاد أن الهيئة العامة للمنافسة في المملكة تبنت برامج تدريب طموحة للعاملين فيها، وقطعت شوطًا متقدمًا في رقمنة أعمالها، وتعمل على وضع اقسام متخصصة للأسواق الرقمية، كما تسعى حثيثًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المتعلقة بالعطاءات والمنافسات الحكومية، وتحليل تغيرات الأسعار في السلع والخدمات المتوافرة في المنصات الرقمية لتقوم بدور استباقي لرصد الممارسات الاحتكارية الضارة بالمنافسة، والهيئة العامة للمنافسة على أتم الاستعداد لمشاركة تجاربها مع أشقائها في الشبكة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الهیئة العامة للمنافسة المنافسة العربیة من خلال

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد الغريب في حوار لـ "الفجر": الطبيب لم يعد معالجًا فقط بل قائد رأي

في ظل تصاعد الوعي المجتمعي بأهمية التغذية العلاجية كعنصر محوري في الوقاية والعلاج من أمراض العصر، تشهد الساحة الطبية في مصر حراكًا علميًا متجددًا تقوده الجمعية المصرية للتغذية العلاجية والأمراض المرتبطة بالسمنة (EATN)، والتي باتت خلال السنوات الأخيرة منبرًا يجمع المتخصصين في مجالات الطب والتغذية والعلاج الوظيفي تحت مظلة واحدة، بهدف توحيد المفاهيم ومواجهة التحديات المهنية والعلمية المتزايدة.

وفي هذا السياق، تستعد الجمعية لعقد مؤتمرها السنوي الثالث – والسادس ضمن سلسلة مؤتمراتها العامة،تحت شعار جريء وغير تقليدي: "مين الناس بتروح له أكتر: الدكتور الأشهر ولا الأشطر؟".

 في إشارة إلى المفارقة بين الكفاءة العلمية ومدى التأثير الجماهيري في عصر تغلب عليه الصورة على المضمون، والسوشيال ميديا على المحتوى الطبي الموثق.

المؤتمر، كما يصفه القائمون عليه، ليس مجرد ملتقى علمي لتبادل أوراق بحثية ومحاضرات تقليدية، بل هو دعوة مفتوحة لإعادة تعريف الطبيب كفاعل مجتمعي وريادي، قادر على صناعة التأثير وتفنيد المعلومات المغلوطة التي أصبحت تهدد وعي المريض، وتسيء للمهنة.

"الفجر" التقت الدكتور أحمد الغريب، رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر، في حوار شامل كشف خلاله عن كواليس التحضير للمؤتمر، ورسائله الأساسية، وطبيعة التحديات التي تواجه الممارسين في مجال التغذية العلاجية، فضلًا عن رؤيته لمستقبل التخصص في ظل صعود الذكاء الاصطناعي، وتداعيات الخلط بين التخصصات الطبية في غياب الإطار التشريعي المنظم.

في البداية، نود أن نُعرف القارئ بحضرتك.

أنا الدكتور أحمد الغريب، طبيب بشري، وأشغل حاليًا منصب رئيس الجمعية المصرية للتغذية العلاجية والأمراض المرتبطة بالسمنة – EATN. نعمل منذ سنوات على دعم المتخصصين في هذا المجال، والارتقاء بممارسات التغذية العلاجية وفقًا لأحدث المعايير العلمية.

 ما الهدف الرئيسي من انعقاد المؤتمر هذا العام؟

الهدف الأساسي يتمثل في توحيد الصفوف بين مختلف المتخصصين في مجال التغذية العلاجية داخل مصر، حيث أصبحت التخصصات المتداخلة في هذا المجال كثيرة، ما تسبب في تباين واسع في الرؤى والممارسات. لدينا أطباء بشريون، وأخصائيو علاج طبيعي، وصيادلة، بالإضافة إلى خريجي كليات أخرى، وكلٌ يدّعي الأحقية في ممارسة التغذية العلاجية.

نحن نحاول من خلال المؤتمر الوصول إلى أرضية مشتركة، والخروج بتوصيات موحدة تُسهم في ضبط المهنة. حتى لو اختلفنا في 10 نقاط، فإن اتفاقنا على 5 سيُعد تقدمًا كبيرًا.

ما الذي يميز مؤتمر هذا العام عن المؤتمرات السابقة؟

هذا العام أضفنا بُعدًا جديدًا؛ إذ لا نكتفي بمناقشة التشخيص والعلاج، بل نتناول أيضًا كيفية تمكين الأطباء على مستوى ريادة الأعمال والتأثير المجتمعي. دائمًا ما نتساءل: مين بيبيع أكتر، الأشهر ولا الأشطر؟ وغالبًا ما تكون الشهرة هي العنصر الحاسم.

من هنا، نحاول تعليم الأطباء كيفية بناء العلامة الشخصية (personal branding) الخاصة بهم، وكيفية إدارة عياداتهم، والتغلب على تحديات السوق. نريد أن يتحول الطبيب إلى رائد أعمال قادر على التأثير في المجتمع، ومواجهة كم هائل من المعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما تصدر عن غير المتخصصين.

هل ترى أن الذكاء الاصطناعي سيغير شكل ممارسة الطب خلال الفترة المقبلة؟

بالتأكيد. الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف، لكنه سيُحدث فرقًا واضحًا في كفاءة الأداء. سيصبح لدينا نموذجين: طبيب يعمل بمفرده، وآخر يعمل مدعومًا بالذكاء الاصطناعي. الأخير ستكون إنتاجيته أعلى 10 أو 20 مرة، وبالتالي سيتم الاستغناء عن العديد ممن لم يواكبوا التطور.

لذا أنصح جميع الزملاء بتعلم أدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في تخصصاتهم، مهما كانت. من يريد مضاعفة إنتاجيته، عليه أن يتقن هذه الأدوات الآن.

ما الرسالة التي توجهها للأطباء والممارسين في مجال التغذية العلاجية؟

رسالتي لهم أن يتوقفوا عن علاج الأعراض فقط، ويبدأوا بتشخيص الأسباب الحقيقية. أوصيهم بدراسة الطب الوظيفي (Functional Medicine)، فهو المستقبل الحقيقي لهذا التخصص.

كذلك، أنصحهم بتبني منهجية "الخمسة لماذا" (Five Whys)، أي طرح سؤال "لماذا؟" خمس مرات متتالية عند التعامل مع أي مشكلة صحية، حتى يصلوا إلى الجذر الحقيقي للمشكلة، وليس فقط ظواهرها.

وما النصيحة التي توجهها للمرضى، وخاصة مرضى السمنة؟

مرض العصر الآن هو "مقاومة الإنسولين"، ويُعد أحد أبرز أسباب السمنة والسكري من النوع الثاني. علاجه بسيط إذا اتفق الأطباء على نهج موحد. أما تكرار نغمة "امنع، امنع، امنع"، فلن تؤدي إلى نتائج. التوصيات العلمية تتجدد سنويًا، ورغم ذلك تستمر أعداد المرضى في التزايد.

الحل يكمن في أن نجلس سويًا كمتخصصين، ونتفق على توصيات واقعية، تراعي سلوك المريض ونمط حياته.

هل هناك توصيات واضحة خرجتم بها من المؤتمر حتى الآن؟

المؤتمر ثري جدًا، وكل محاضرة تقريبًا تنتهي بتوصيات متخصصة. لكن التوصية الأهم من وجهة نظري هي ضرورة توحيد الصف بين مختلف التخصصات، والعمل على تطوير مهارات الأطباء ليصبحوا قادة في مجتمعاتهم، وقادرين على التصدي للشائعات والمعلومات الخاطئة المنتشرة على الإنترنت.

كلمة أخيرة توّد توجيهها؟

أكرر دعوتي للأطباء: لا تكتفِ بأن تكون شاطرًا في تخصصك فقط، بل تعلّم كيف تصبح مؤثرًا. طور مهاراتك، تعلم أدوات العصر، وكن جزءًا من منظومة طبية قوية ومؤثرة ومبنية على العلم والتأثير المجتمعي الحقيقي.

شكرًا جزيلًا لك دكتور أحمد الغريب، ونتمنى لمؤتمركم النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة.
شكرًا لحضراتكم، وسعيد بهذا اللقاء مع "الفجر".

مقالات مشابهة

  • بوشناف يشارك في المؤتمر الثالث للقادة الأمنيين بموسكو   
  • الدكتور أحمد رجب: جامعة القاهرة حافظت على رسالتها العلمية والوطنية عبر قرن كامل
  • الدكتور أحمد الغريب في حوار لـ "الفجر": الطبيب لم يعد معالجًا فقط بل قائد رأي
  • مجتمع مبتكر | انطلاق المؤتمر العلمي السنوي لـ طب قصر العيني
  • نائب محافظ سوهاج يشهد فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لقسم القلب
  • نائب محافظ سوهاج يشهد المؤتمر السنوي الثالث لـ «القلب » بمركز الجهاز الهضمي
  • خطوات الوقاية الأولية.. التوصيات الطبية للمؤتمر السنوي الثالث لمركز القلب بسوهاج
  • أندية وادى دجلة تنظم حفلًا غنائيًا مميزًا للنجم رامي صبري في مول طنطا ضمن فعاليات الماراثون الغنائي السنوي
  • فوز الدكتور سامح اللبودي الأستاذ بلغات الأزهر بجائزة دبي للصحافة العربية
  • دبي تستضيف الاجتماع الثاني لمجلس إدارة الهيئة العربية لعام 2025