في ظل توجه لبنان لإلغائها.. ما الدور الذي لعبته "صيرفة" ولماذا افتقدت للشفافية؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة العراق عن في ظل توجه لبنان لإلغائها ما الدور الذي لعبته صيرفة ولماذا افتقدت للشفافية؟، بغداد اليوم متابعةكان لافتا في التصريحات الأخيرة لنائب حاكم مصرف لبنان سليم شاهين، حديثه عن توجه للتخلي عن منصة صيرفة في الفترة .،بحسب ما نشر وكالة بغداد اليوم، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات في ظل توجه لبنان لإلغائها.
بغداد اليوم - متابعة
كان لافتا في التصريحات الأخيرة لنائب حاكم مصرف لبنان سليم شاهين، حديثه عن توجه للتخلي عن منصة "صيرفة" في الفترة التالية لانتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووصفه لها بأنها "فاقدة للشفافية والحوكمة"، في حين شكلت هذه المنصة المثيرة للجدل، أبرز أدوات المصرف المركزي اللبناني للتعامل مع الأزمة المالية المستمرة في البلاد منذ العام 2019.
أتى ذلك في وقت يستعد نواب حاكم مصرف لبنان لتسلم وتسيير الأعمال في المصرف المركزي في الأول من أغسطس المقبل، موعد انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة، التي امتدت على 30 عاما، تُختتم على وقع ملاحقة دولية وتحقيقات قضائية محلية تطال سلامة بتهم اختلاس وتبييض أموال، وإساءة إدارة وانتفاع شخصي وغيرها.
وكان شاهين قد أكد لـ "رويترز" أن قيادة المصرف المركزي تجري محادثات مع صانعي السياسات في الحكومة والبرلمان، وكذلك مع صندوق النقد الدولي، بشأن الحاجة إلى وقف العمل بهذه المنصة نظرا لافتقارها إلى الشفافية والحوكمة.
أثار هذا التصريح الكثير من التساؤلات حول المقصود بافتقار "صيرفة" للشفافية والحوكمة، وأعاد تسليط الأضواء على نشأة هذه المنصة وآلية عملها الغامضة، فضلا عن النتائج التي حققتها والجدوى منها، وصولاً إلى طرح الاستفهام عن مرحلة "ما بعد صيرفة" ومصير الرواتب والضرائب والحسابات المرتبطة بها.
كيف نشأت؟بدأ الإعداد لها عام 2020، وأطلق العمل بها في مايو 2021، بموجب تعميم أساسي عن مصرف لبنان يحمل الرقم 157، ألزم المصارف كافة التسجيل على المنصة، متيحا لها حرية التداول، بحيث تجري عمليات الصرافة لزبائنها وتسجلها على المنصة وفق سعر الصرف المحدد من المصرف المركزي.
عمليا عبر هذه المنصة أتاح مصرف لبنان شراء الدولارات من المصارف بسعر أدنى من المعروض في "السوق الموازية"، وكان الهدف من ذلك التحكم في القفزات الكبيرة التي كان يسجلها سعر صرف الدولار مقابل انهيارات الليرة اللبنانية من جهة، وتأمين حد معين من الدعم للتجار والمستوردين والشركات الكبرى الذين كانوا يحصّلون حاجاتهم من العملة الصعبة من السوق الموازية ما شكل زيادة كبيرة في الطلب على الدولار ورفع من سعر صرفه.
سعى المصرف المركزي من خلال صيرفة إلى حصر التداول بالدولار على منصة رسمية واحدة، بهدف إعادة تنظيم السوق الذي كانت تقوده المضاربات والتلاعب من قبل الصرافين، ما انعكس في مراحل معينة تقلّبات حادة في أسعار الصرف.
لعبت "صيرفة" دورا آخر، من خلال التعميم 161، الذي صدر في ديسمبر 2021، وينصّ على دفع المصارف لعملائها السحوبات النقدية التي يحق لهم سحبها، وفق سعر الصرف على منصة صيرفة.
المستفيد الأبرز من ذلك كانوا موظفي القطاع العام الذين أتيح لهم قبض رواتبهم بالدولار، وذلك في سياق تمويل مصرف لبنان للنفقات التشغيلية للدولة اللبنانية، التي كانت تسعى للمحافظة على القدرة الشرائية للموظفين من خلال مدهم بالدولارات، فيما هدف مصرف لبنان بالمقابل إلى ضخ مزيد من الدولارات في الأسواق، وسحب كميات كبيرة من الليرة اللبنانية المتضخمة بفعل طباعة العملة المستمرة.
خطوة رأى فيها كثيرون، ومن بينهم الخبير في المخاطر المصرفية محمد فحيلي، "خدمة للطبقة السياسية"، لناحية إرضاء موظفي القطاع العام الذين يعتبرون جزءا من منظومة المحسوبيات والتوظيفات السياسية التي تديرها السلطة الحاكمة في البلاد، لكسب الولاء.
أداة للتربح.. فهل حققت أهدافها؟إلا أن فارق السعر ما بين الدولار المعروض على "صيرفة"، وسعر الصرف في السوق الموازية حول فكرة "صيرفة" إلى أداة للربح السريع لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، على رأسهم التجار والمستوردين والمتمولين الذين أتيح لهم وصول غير محدود إلى المنصة، فضلا عن الأفراد الذين استفادوا من "الكوتا" المتاحة لهم، بحيث كان يتم شراء الدولارات من صيرفة بسعر منخفض ثم استبدالها من السوق الموازية بالليرة على سعر صرف مرتفع وتحقيق الأرباح من الفارق.
وصل الأمر بالبعض إلى حد استدانة الأموال من أجل التداول عبر "صيرفة" وتحقيق الأرباح، كما سجل في لبنان حالة وصفت بـ "الاستيراد المفرط" الذي قام به التجار والمستوردون، سعيا للاستفادة القصوى من هامش الربح عبر "صيرفة"، حيث كانت تتم عمليات الاستيراد الضخمة وفق السعر المنخفض للمنصة، على أن تباع السلع في الأسواق وفق سعر الدولار في السوق الموازية.
وكان البنك الدولي قد اعتبر في مراقبته الاقتصادية لربيع 2023 أن منصة "صيرفة" ليست فقط أداة نقدية غير مواتية، ولكنها تحولت أيضا إلى آلية لتحقيق الأرباح من فارق الأسعار، مضيفا أن المتعاملين في "صيرفة" ربما يكونون قد حققوا أرباحا وصلت إلى 2.5 مليار دولار من خلال فرق التسعير، دون احتساب صرف رواتب القطاع العام، واصفا المنصة بأنها "نموذج للسياسات الضعيفة وغير المجدية غالبا".
في هذا السياق، يذكر الصحافي الاقتصادي، منير يونس، أنه "كان يفترض بمنصة صيرفة أن تحافظ على سعر صرف الدولار عند حدود 12 ألف ليرة لبنانية في حينها، إلا أنه وعلى مدى عامين من إنشائها، وصل سعر صرف الدولار إلى حدود قياسية سجل معها 143 ألف ليرة في مارس 2023، فيما استمرت صيرفة بمجاراة السوق الموازية عبر رفع سعر صرفها".
وعليه فقد طبعت مسيرة المنصة "بالفشل الدائم" بحسب يونس، فشل في ضبط المضاربات، وفشل في إحراز استقرار نقدي في سوق الصرف، لا بل تحولت المنصة إلى "أكبر مضارب على الليرة"، وذلك بكون مصرف لبنان هو من يطبع الليرة ويزيد من الكتلة النقدية التي تستخدم لشراء الدولارات.
في المقابل يرى فحيلي، أنه لا يجب إغفال الأوضاع التي مرت على لبنان منذ إنشاء "صيرفة" وحتى اليوم، والتطورات المالية التي حصلت، أبرزها إقرار الموازنة العامة للعام 2022 التي "أحدثت زلزالا اقتصاديا وماليا ونقديا"، بعدما ارتفع على إثرها السعر الرسمي لصرف الليرة من 1500 مقابل الدولار إلى 15 ألفا، وعلى أساسه جرى تعديل "الدولار الجمركي"، وسقف السح
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس حاکم مصرف لبنان السوق الموازیة المصرف المرکزی سعر صرف من خلال
إقرأ أيضاً:
التكية الإسلامية.. مفهومها ودورها ولماذا تسعى وزارة التضامن لإحيائها؟
في خطوة تعكس التوجه نحو تعزيز التكافل الاجتماعي وإحياء المبادرات الإنسانية ذات الجذور التاريخية، أعلنت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة بصدد دراسة مقترح لإحياء فكرة "التكية الإسلامية".
هذه المبادرة تهدف إلى توفير الطعام للفئات الأكثر احتياجًا، مستلهمة نموذجًا عريقًا من الحضارة الإسلامية امتد تأثيره إلى دول أوروبية.
مبادرة إنسانيةقالت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، إن الوزارة بصدد دراسة مقترح لإحياء فكرة “التكية الإسلامية”؛ كمبادرة إنسانية لتوفير الطعام للفئات الأكثر احتياجًا، لتعزيز التكافل المجتمعي.
التضامن: غلق 12 ملف دار رعاية حرجة وجاري العمل على المتبقي
التضامن: زيادة الدعم النقدي تكافل وكرامة إلى 900 جنيه الشهر الجاري
أوضحت الوزيرة، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، أن فكرة التكية تعود إلى الحضارة الإسلامية، موضحة أن جذور هذه الفكرة تعود إلى الحضارة الإسلامية، وانتقلت لاحقًا إلى دول أوروبية مثل فرنسا وسويسرا، تحت أسماء مختلفة.
وحول المبادرات التي لأطلقتها الوزارة، قالت الدكتورة مايا مرسي: "سبق وأن أطلقت حملة إطعام بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، وحققت نتائج إيجابية ونجاحا كبيرا.
وفي سياق متصل، أشادت وزيرة التضامن الاجتماعي بدور المؤسسات المشاركة في موائد الأطعام، والتي استفاد منها أعداد كبيرة من المواطنين.
والتكية الإسلامية هي مؤسسة خيرية وإنسانية كانت منتشرة في العصور الإسلامية، خاصة في العصرين المملوكي والعثماني.
كما كانت التكية تقدم المأوى والطعام والخدمات للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، بالإضافة إلى أنها كانت مركزًا للعبادة والذكر والتعليم الصوفي.
تهدف وزارة التضامن إلى إحياء هذا التقليد لتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع.
وكانت التكية الإسلامية تُنشأ بهدف إيواء وإطعام الفقراء، والمساكين، وعابري السبيل، والمنقطعين للعبادة من المتصوفة. واعتمدت التكايا في تمويلها على الأوقاف والتبرعات من المحسنين، مما جعلها نموذجًا بارزًا للتكافل الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية.
أصل التسمية:اختلف الباحثون في أصل كلمة "تكية". يرى البعض أنها مشتقة من الفعل العربي "اتكأ" بمعنى استند أو اعتمد، في إشارة إلى أن ساكنيها يعتمدون على ما يُقدم لهم. بينما يرى آخرون أنها كلمة فارسية الأصل تعني "جلد الغنم"، في إشارة إلى الزهاد الذين كانوا يستخدمون جلود الحيوانات كفراش أو لباس.