موقع النيلين:
2025-05-09@08:32:36 GMT

الشُخْشِيخَة..!!

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT


فِي إحدَى الدُّولِ العربيَّةِ الشقيقةِ، دخلَ مُعمَّم قاعةً فسيحةً فيهَا مئاتٌ من النَّاسِ ينتظرُونَهُ بفارغِ الصَّبرِ، وعلى أحرِّ من نارِ الجمرِ، وحالمَا رأوهُ افتتنُوا بهِ وتهاوشُوا عليهِ، فمنهُم مَن لمسَهُ بيديِهِ تبرُّكًا بهِ، واعتبرُوا أنفسَهُم محظوظِينَ، ومنهُم مَن حاولَ لمسَهُ فلمْ يقدِرُوا، واعتبرُوا أنفسَهُم ضحيَّةً لحظِّهم العاثرِ!.

ثمَّ صعدَ المُعمَّم بسكينةٍ وخشوعٍ فوقَ منبرٍ خشبيٍّ مطليٍّ بلونِ الذَّهبِ، ويعلُو رؤوسَ النَّاسِ بثلاثةِ أمتارٍ على الأقلِّ، وبدأَ يبكِي ويحكِي لهُم ما حدثَ لهُ في الصَّحراءِ عندَ ذهابِهِ إليهَا ليلًا، للتأمُّلِ والاختلاءِ!.

فقالَ لَا فُضَّ فُوهُ:

وأنَا وسطَ كُثبانِ الصَّحراءِ والرِّمالِ النَّاعمةِ الصَّفراءِ، أتأمَّلُ نجومَ وكواكبَ الفضاءِ، وأختلِي بربِّ السَّماءِ، أردْتُ التحدُّثَ بالجوِّالِ، فأخرجتُهُ من جيبِي لأُفاجَأُ أنَّ درجةَ شحنِهِ صارتْ صِفرًا بعدَ أنْ كانتْ مئةً، ولَا أستطيعُ التَّحدُّثَ بهِ معَ أيِّ كائنٍ كانْ، فاستغثْتُ بفُلانٍ (ماتَ قبلَ مئاتِ السِّنينِ رضِيَ اللهُ عنهُ وأرضَاهُ) قائلًا لهُ: أغثنِي يا فُلانُ، أدركني يا فُلان، أنقذني يا فُلان، فما هي إلّا ثواني لأرَى درجةَ شحنِ جوالِي تتلألأُ وسطَ الظَّلامِ الدَّامسِ، وتُشيرُ إلى مئةٍ بالمئةِ، فتحدَّثْتُ بالجوَّال طويلًا وكثيرًا، ومعَ ذلكَ لم تنقصْ درجةُ شحنِهِ عن المئةِ، فيا لعظمةِ فُلانٍ!.وهنَا ضجَّت القاعةُ بالصِّياحِ والسُّرورِ للرِّوايةِ، وربَّمَا ذهبَ بعضُ هؤلاءِ النَّاسِ بعدَهَا للصَّحراءِ لدعاءِ فُلانٍ كَي يشحنَ جوَّالاتِهم، وربَّما سيحتجُّ تُجَّارُ الشَّواحنِ للإفلاسِ الذي سيصيبُهم؛ بعدَ إقلاعِ الكثيرِ عن شراءِ الشَّواحنِ؛ لأنَّ الشَّحنَ سيجرِي لجوَّالاتِهم فقطْ بدعاءِ فُلانٍ، وانتهتْ الرِّوايةُ..

والإحصائياتُ تقولُ: إنَّ هذا البلد هو من أكبر الدول شراءً واستهلاكًا لشواحن الجوَّال، وما الرواية إلَّا أحد مسلسلات الكذب والضحك على الذقون، والاستخفاف والاستهزاء التي يمارسها بعض المعممين على الناس، الذين ـوهذا هو بيت القصيدـ يستحقون علاجهم من داء تصديق الخرافات، وإيمانهم بالمخلوق الميت دون الخالق الحي، وبالشِّركِ دونَ التَّوحيدِ، حتَّى أصبحُوا مثلَ (الشُخْشِيخَةِ) بينَ يدي تُجَّارِ البدعِ والطَّوائفِ والغلوِّ المُبينِ، ويا اللهُ أغثنَا وأدركنَا وأنقذنَا وأنتَ فقطْ: الواحدُ الأحدُ الفردُ الصَّمدُ!.

م. طلال القشقري – صحيفة المدينة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مصر تستورد 3.5 مليون طن قمح منذ مطلع العام

استوردت مصر 3.5 مليون طن قمح منذ مطلع العام حتى الأحد الماضي الموافق 4 مايو 2025، وفقاً لبيانات اطلعت عليها «الأسبوع».

واستحوذ المنشأ الروسي على الحصة الأكبر من القمح المورد لمصر بنسبة 66% بما يعادل 2.30 مليون طن قمح، وفي الترتيب الثاني أوكرانيا بحجم 886.29 ألف طن قمح بنسبة 25.4% من الإجمالي.

وبلغت حصص القمح التي استوردتها مصر من دول أخري، رومانيا حوالي 138.8 ألف طن قمح، وبلغاريا نحو 96.76 ألف طن قمح، وكندا حوالي 49.22 ألف طن قمح، ومن أستراليا استوردت مصر قمح بحوالي 12.09 ألف طن.

وجاءت هيئة السلع التموينية على رأس المستفيدين من القمح المستورد بما يبلغ 965.19 ألف طن قمح، بنسبة 27.66% من إجمالي كميات القمح التي استوردتها مصر في الفترة المحددة.

تواصل الصوامع التابعة لوزارة التموين إضافة إلى صوامع البنك الزراعي المصري وصوامع القطاع الخاص والهناجر والبناكر في استقبال توريدات المزارعين من القمح موسم 2025، حيث تستهدف الدولة في تحصيل كميات من القمح المحلي بحوالي 4 ملايين طن.

تم تحديد أسعار القمح المحلي موسم 2025، عند 2200 جنيه لأردب القمح درجة نظافة 23.5، و2150 جنيه للأردب درجة نظافة 23، و2100 جنيه للاردب درجة نظافة 22.5.

اقرأ أيضاًأسعار البطاطس اليوم الأربعاء في سوق العبور.. الكيلو بكام النهارده؟

وزير الاستثمار يبحث مع سفير السويد مناقشة ترتيبات تنظيم منتدى الأعمال المصري السويدي

قبل اجتماع حسم الفائدة.. تفاصيل قرارين لـ «الاحتياطي الفيدرالي» خلال 2025

مقالات مشابهة

  • الأرصاد يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت على الدولة
  • الوطني للأرصاد يكشف عن أعلى درجة حرارة سجلت على الدولة
  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • الحرارة 34 بهذه المناطق.. حالة الطقس غدًا الخميس
  • الأرصاد يكشف عن أعلى درجة حرارة سجلت في الإمارات
  • محافظ بني سويف: استلام أكثر من 82 ألف طن قمح بالصوامع والشون
  • مصر تستورد 3.5 مليون طن قمح منذ مطلع العام
  • هزة أرضية بقوة 2.3 درجة تضرب أربيل
  • هزة أرضية بقوة 4.6 درجة تضرب جهة مراكش-آسفي
  • أعلى درجة حرارة سجلت في الإمارات