صحيفة أثير:
2025-06-01@17:52:00 GMT

“عتابُ الماء”.. مجموعة شعرية لجمانة الطراونة

تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT

“عتابُ الماء”.. مجموعة شعرية لجمانة الطراونة

أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري

ككلّ متابع للمشهد الشعري العربي، انتبهت لبروز اسمها وتداوله بين أحباب الشعر وتميّزه على غيره بالسلاسة وكثرة الإنتاج الإبداعي، هذا إضافة لاحتلالها لأهمّ المواقع مثل مشاركتها في معرض الكتاب بمسقط وحلولها ضيفة بالعراق والاحتفاء بها في مهرجان الشعر بالشارقة، كما تحصّلتُ على مجموعتها الصادرة حديثا “عتابُ الماء”، وها إنّي أغوص في لجج الشعر الصافية، وأقتطف لكم ما تيّسر من أبيات للشاعرة جمانة الطراونة المبحرة بسرعة وإتقان وانسيابية نحو لبّ القصيدة العربية الحديثة:

“ما جئتُ شاعرة تدوّر بختها
بتميمة الرّائي ولا بحجابهِ
لكن أتيتُ لكي أعيد إلى الشذى
ما أهرق العطّار من أطيابهِ
وأردّ عنقود المجاز لأصلهِ
حيث الكناية مشتهي أعنابهِ”

بهذه القصيدة المعنونة بـ “عتابُ الماء” التي سحبت كلّ المجموعة تحت هذا العنوان، اخترت هذه الأبيات التي تبيّن للقراء كيف تفهم الشاعرة في سنّ مبكرة دورها في الحياة أوّلا ومهمتها ثانيا في باب الكتابة، إنّ جمانة الطراونة تتخذّ من المتن الشعري وسيلة لخلق عالم جديد لم لا؟ وخاصة أنّها موهوبة بشكل مذهل، أعتقد أنّ الشعر الحديث وفرسانه وفارساته سيوغلون بنا في أدغال المعنى المدهش، وأحدس أنّ مواهب كهذه الفذّة جمانة سيكون لها شأن، خاصة أنّها من حفيدات المتنبي الذي تقول فيه في قصيدة آخر الأفذاذ:

“هو لم يدرْ قدحا وكلّ رفاقه
شربوا وما بلغوا ثمالة كأسِهِ
فجميع من لبسوا المجاز عباءة
قد فصّلوا ما فاض من ملبوسِهِ
هزّوا أباريق البيان جهالة
والمارد العفريت في فانوسِهِ”

ما دمنا في حضرة شاعرة تنتمي في الأصل للمملكة الأردنية الهاشمية وفي ما يريد القلب نجدها في سلطنة عُمان، وفي الشعر نجدها أميل إلى العراق العظيم، سنقتطف لها أبيات من حدائق العراق من قصيدة بعنوان “العراقية الأولى”، تبدع فيها جمانة الطراونة وتغوص في بحر الصافي وإن كانت قصائد أخرى عن العراق أكثر حبكة وأشدّ فتنة في هذه المجموعة القيّمة:

“يفوح بالعطر إن قلتُ (العراق) فَمِي
فهل ألامُ إذا أجريتُ فيه دمي؟
وهل ألامُ وما في الأرض عاشقة
أنّ (العراق) حبيبي، قِبلتي، حرمي؟
بقيتُ من دون حبّ، غير آبهة
حتّى أتاني نداء الحقّ أنْ أقِمِي
صدّقتُ قلبي وقلتُ القرار له
فقال: بالحبّ بعد الله فاعتصمي”

في قصيدة “تفعيلة” على خلاف قصائد المجموعة العمودية كلّها، وهي بعنوان (أبيات ثكلى) ومهداة إلى روح الشاعر عبد العزيز مقالح، تبدو لنا الشاعرة ناضجة تمام النضج فقد تصدّت لموضوع الموت، وليس الغياب الذي يصيب الناس جميعا، بل ذلك المتطاول على شاعر كبير وهرم إبداعي وثقافي اسمه عبد العزيز مقالح، وأوّل جملة في القصيدة (مات المكافح؟) هو سؤال استنكاري يحمل في بقية النصّ جوابه وثمّة سطر آخر شدّني وفيه تقول:
“كلّ شيء ما خلا الشعراء ذاهبْ”، فهي تعكس وعيا حادّا لمفهوم الحياة والخلود لمن يُتاح، فالمستظلون بالكتابة والشعر خاصة هم الباقون، تقول جمانة طراونة:

“مات المكافح؟
من يقول الشعر ماتْ
وعلى جنازته بأيّ قصيدة
يا ربّ نفتتح الصلاةْ
مات المكافح؟
هل يموت الـ
علّم النّاس الحياةْ؟”

في ختام هذه الإطالة الموجزة على مجموعة “عتاب الماء” لجمانة الطروانة، نشدّ على أنّ خصلة الإبداع الصرف، لا ينصرها سوى هذا الوفاء لمن رحلوا قديما ومن غابوا حديثا، فالوفاء أصدق ما يميّز ذاتا عن غيرها.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: مكتب تونس

إقرأ أيضاً:

“إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية



2025-05-31mohamadسابق ابن فرحان: لدى سوريا الكثير من الفرص، والشعب السوري قادر على الإبداع والإنجاز وبناء وطنه، ونحن معه في ذلك انظر ايضاًابن فرحان: لدى سوريا الكثير من الفرص، والشعب السوري قادر على الإبداع والإنجاز وبناء وطنه، ونحن معه في ذلك

آخر الأخبار 2025-05-31ابن فرحان: لدى سوريا الكثير من الفرص، والشعب السوري قادر على الإبداع والإنجاز وبناء وطنه، ونحن معه في ذلك 2025-05-31ابن فرحان: مساهمتنا في رفع العقوبات هي تأكيد على وقوف الأخ إلى جانب أخيه، وسنستمر في ذلك دعماً لسوريا الجديدة وشعبها 2025-05-31ابن فرحان: رفع العقوبات سيسهم في دفع عجلة الاقتصاد، وسينعكس إيجاباً على الشعب السوري وتحسين معيشته 2025-05-31وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: استعرضنا فرص تعزيز التعاون الثنائي بما يعكس التعاون الأخوي، ونتطلع لتعزيز الشراكة بين البلدين 2025-05-31الوزير الشيباني: هوية سوريا الجديدة وطن يعود إلى مكانه الطبيعي بين أشقائه العرب وأصدقائه 2025-05-31الوزير الشيباني: إعادة إعمار سوريا لن تفرض من الخارج، بل من قبل الشعب السوري، ونرحب بكل مساهمة في هذا المجال 2025-05-31الوزير الشيباني: خيارنا في سوريا السيادة الاقتصادية، وقوة شراكتنا مع السعودية تكمن في المصالح المشتركة 2025-05-31الوزير الشيباني: رفع العقوبات هو بداية، واتخذنا خطوات جادة لتوفير الخدمات للمواطنين، ووقعنا اتفاقية منذ يومين مع شركات دولية لتأمين الغاز اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية 2025-05-31مراسل سانا: بدء المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في قصر تشرين بدمشق 2025-05-31الرئيس الشرع يستقبل وفداً سعودياً رفيع المستوى

صور من سورية منوعات تأثير القهوة على الصحة يعتمد على جيناتك 2025-05-29 هاتف “أونر400 برو” يحول الصور الثابتة إلى فيديوهات 2025-05-29فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وزير العصائب يعلن عن إنشاء مفعل نووي “children’s game” في بغداد
  • انتهى الوقت الذي تقول فيه “أنا آسف” وتذهب… قوانين جديدة في تركيا تُلزم سائقي السكوتر بتحمّل المسؤولية
  • اختتام معرض “بيلدكس22” بتوقيع مئات الصفقات والاتفاقيات وإطلاق استثمارات كبيرة
  • “مساكن مجموعة بانيان”… ريادة عقارية تترسّخ على ضفاف بحر أندامان
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • “في اف اس اي تي ام” تتعاون مع “رياد” لخدمات الهجرة إلى أمريكا
  • الأخضر السعودي في مجموعة متوازنة بمونديال” الشباب تشيلي 2025″
  • “المنظمات الأهلية” تستنكر جريمة الاعتداء على المستشفى الميداني في الزوايدة بغزة
  • العراق يواجه أزمة مياه “حادة”.. ومسؤولون يوضحون الأسباب
  • ما هي مجموعة مصر في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا؟