مقال في غارديان: المستوطنون الإسرائيليون جزء من نظام فاسد والعقوبات الغربية تاريخية
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
وصف مقال في صحيفة "غارديان" البريطانية فرض عقوبات أميركية وبريطانية وفرنسية على أكثر من 30 مستوطنا إسرائيليا بسبب ارتكابهم أعمال عنف وتحريض ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بأنه خطوة تاريخية.
وسيترتب على هذه الخطوة تجميد أصول أولئك المستوطنين، الذين لهم سجلات موثقة تثبت ارتكابهم عمليات حرق متعمدة، وسرقات، واعتداءات جسدية وتدمير ممتلكات.
ولطالما احتجت منظمات حقوق الإنسان الدولية على غياب أي مساءلة عن عنف المستوطنين.
ويعلق ويتوس -الذي يعمل منسقا للقطاع الذي يُعنى بالقيادة الشابة والتعليم في "صندوق إسرائيل الجديد" ومقره في ولاية كاليفورنيا الأميركية- على هذه العقوبات، بالقول إنها ستعيق بشكل ملموس آلية عنف المستوطنين وربما تعد أقوى رسالة حتى الآن تُوجه إلى الحكومة الإسرائيلية بضرورة كبح الهجمات على المجتمعات الفلسطينية، إذ ستترتب على استمرارها تداعيات.
لن تحل مشكلة لأنها جزء من نظام فاسدغير أن الكاتب يرى أن هذه العقوبات على قلة من المستوطنين لن تحل المشكلة الأساسية إذ إنهم "ليسوا مجرد حفنة من تفاحات متعفنة" بل جزء من سياسة ممنهجة طويلة الأمد للحكومة الإسرائيلية تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم لإفساح المجال لتوسيع رقعة المستوطنات. ووصفها بأنها سياسة رديئة لا تنتج سوى أناس فاسدين.
وقال ويتوس إنه شخصيا رأى بعض هؤلاء الفلسطينيين أثناء عمله متطوعا كمراقب لحقوق الإنسان عام 2022 في منطقة مسافر ياطا الريفية بالضفة الغربية، حيث يعتمد سكانها الفلسطينيون إلى حد كبير على الرعي والزراعة مصدرا للرزق. وأضاف أنه شاهد بأم عينيه مستوطنَين -هما ينون ليفي وإيلي فيدرمان- يهاجمان الفلسطينيين أسبوعيا تقريبا دون مبرر.
مشاهد مروعة
وأضاف أنه شاهد المستوطنَين وبعض شركائهما في الجريمة في محيط قرية زنوتا جنوب مدينة الخليل، وهم يهاجمون مرارا وتكرارا رعاة فلسطينيين وقطعان ماشيتهم ويطاردونهم بالكلاب والطائرات المسيّرة لإخافتهم ودفعهم إلى ترك أراضيهم حتى يتسنى لهم (للإسرائيليين) رعي أغنامهم وخرفانهم على محاصيل الفلسطينيين.
وزاد أنه التقط صورا لينون ليفي وآخرين في قرية سوسيا بمحافظة الخليل وهم يقومون بتعبيد طريق على أرض فلسطينية خاصة بشكل غير قانوني يؤدي إلى بؤرة استيطانية. وأظهر مقطع فيديو آخر لليفي وهو يقود جرافة (بلدوزر) وينقل أكواما من التراب إلى طريق بغية إغلاق المدخل والمخرج الوحيد للقرية.
ومضى ويتوس في سرد قصص لانتهاكات المستوطنين، وقال إن زملاءه من ناشطي حقوق الإنسان، صوروا فيدرمان وهو يطلق العنان لكلبه الألماني على أحد سكان المنطقة الفلسطينيين ونهش ذراعه وبطنه، بينما كان مستوطنون آخرون يصوبون فوهات بنادقهم نحو فلسطينيين يتفرجون على المشهد.
وتابع بأنه رأى خلال فترة وجوده بالضفة الغربية، أكثر من مرة الجيش والشرطة الإسرائيليين يقفان عاجزين عن وقف جرائم المستوطنين.
المستوطنون سلطة مستقلةووفقا لمقال غارديان، فإن المستوطنين أبلغوا سكان زنوتا -بعد أسابيع من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول- بأنهم إذا لم يغادروا خلال 24 ساعة فسيقتلونهم. وفي اليوم التالي حزم كل سكان القرية، وعددهم 250، أمتعتهم ورحلوا. وفي الشهر الماضي أقام المستوطنون سياجا حول القرية حتى لا يتمكن سكانها الفلسطينيون من العودة إليها.
وذكر ويتوس أن 2023 كان أسوأ عام على الإطلاق لعنف المستوطنين، الذين هاجموا الفلسطينيين وممتلكاتهم في أكثر من 1200 حادثة منفصلة؛ وقتلوا ما لا يقل عن 10 فلسطينيين وأضرموا النار في عشرات المنازل، وكل تلك الأعمال حدثت قبل هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
بن غفير يحرّض رسميا على العنفوأشار إلى الأوامر الصريحة التي أصدرها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى القوات الإسرائيلية بعدم تطبيق القانون في حالات "العنف القومي اليهودي".
ونتيجة لهذه السياسات، تمكن المستوطنون والجيش الإسرائيلي من تهجير ما لا يقل عن 198 عائلة فلسطينية يقدر عدد أفرادها بنحو 1208 أشخاص -من بينهم 586 طفلا- من أكثر من 12 قرية، قسريا خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروبا
يرى مقال نشرته صحيفة تلغراف البريطانية أن الانتخابات الرئاسية البولندية التي ستُجرى اليوم لحظة سياسية مصيرية تتجاوز حدود بولندا، واعتبرها تصويتا على هوية أوروبا السياسية وتوازن القوى بين التيارات الليبرالية والمحافظة.
ويشير كاتب المقال صمويل راماني إلى المتنافسين الرئيسيين في هذه الانتخابات وهما: رافال تشازكوفسكي عمدة وارسو، المدعوم من التيار الليبرالي المؤيد للاتحاد الأوروبي؛ وكارول ناوروكي (مرشح مستقل) المدعوم ضمنيا من حزب "القانون والعدالة" المحافظ، والمقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواءlist 2 of 2واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسدend of listويقول إن تشازكوفسكي يُدافع عن حقوق الأقليات وتوسيع نطاق الإجهاض، بينما يتبنى ناوروكي خطابا محافظا قائما على "القيم المسيحية" وينتقد بشدة السياسات الليبرالية.
العلاقة بالاتحاد الأوروبي وأوكرانيا
وفي العلاقات الخارجية، يعِد تشازكوفسكي بإنهاء الخلافات القانونية مع الاتحاد الأوروبي، خاصة في ملف سيادة القانون، ويؤيد انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.
أما ناوروكي، فيتبنى موقفا أكثر قومية، ويربط انضمام أوكرانيا لحلف الناتو باعترافها بـ"مذابح الفولينيا" (أقلية بولندية تعيش في أوكرانيا) خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكر راماني أن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ظل منذ عودة ترامب للرئاسة، يسير على خط رفيع بين التحالف الأوروبي والتعاون الأميركي.
إعلانوأوضح أن تشازكوفسكي أقرب لأوروبا، في حين يتقارب ناوروكي مع إدارة ترامب والمجتمع اليميني الأميركي المحافظ.
ويتهم ناوروكي تشازكوفسكي بالحصول على دعم وتمويل من ألمانيا والملياردير جورج سوروس. وقد هدد تشازكوفسكي بمقاضاة ناوروكي بسبب هذه الاتهامات.
روسيا وأوروبا وأميركا
وقال الكاتب إن السلطات البولندية حذّرت من تدخلات إلكترونية روسية تهدف لدعم ناوروكي والتشويش على الرأي العام.
وتتابع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن كثب هذه الانتخابات، حيث يساند بعض المسؤولين الأميركيين ناوروكي، في حين تُتهم مؤسسات أوروبية بالتدخل لدعم تشازكوفسكي.
وأوضح راماني أن فوز تشازكوفسكي قد يعزز توجه بولندا الليبرالي ويعيدها إلى مسار مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ويدعم أجندة توسك الإصلاحية.
أما فوز ناوروكي، فقد يعمّق النزعة القومية البولندية، ويشكل تحالفا قويا مع ترامب على حدود الناتو الشرقية، وربما يُضعف الجبهة الأوروبية الموحدة تجاه روسيا.
ويؤكد الكاتب أن هذه الانتخابات ليست مجرد منافسة لاختيار رئيس لبولندا، بل استفتاء شعبي على هوية البلاد بين ليبرالية أوروبية تقدمية، ومحافظة قومية متحالفة مع التيارات اليمينية العالمية.
وختم بأن نتيجة هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل العلاقة بين بولندا والاتحاد الأوروبي، وفي موقع بولندا في التوازن بين واشنطن وبروكسل، بل وربما مستقبل الحلف الأطلسي نفسه.