وصف مقال في صحيفة "غارديان" البريطانية فرض عقوبات أميركية وبريطانية وفرنسية على أكثر من 30 مستوطنا إسرائيليا بسبب ارتكابهم أعمال عنف وتحريض ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بأنه خطوة تاريخية.

وسيترتب على هذه الخطوة تجميد أصول أولئك المستوطنين، الذين لهم سجلات موثقة تثبت ارتكابهم عمليات حرق متعمدة، وسرقات، واعتداءات جسدية وتدمير ممتلكات.

كما ستُفرض عليهم قيودا على السفر إلى الخارج، والحد من قدرتهم على القيام بأعمال تجارية، حسب ما ورد في مقال الصحفي المستقل زاك ويتوس.

ولطالما احتجت منظمات حقوق الإنسان الدولية على غياب أي مساءلة عن عنف المستوطنين.

ويعلق ويتوس -الذي يعمل منسقا للقطاع الذي يُعنى بالقيادة الشابة والتعليم في "صندوق إسرائيل الجديد" ومقره في ولاية كاليفورنيا الأميركية- على هذه العقوبات، بالقول إنها ستعيق بشكل ملموس آلية عنف المستوطنين وربما تعد أقوى رسالة حتى الآن تُوجه إلى الحكومة الإسرائيلية بضرورة كبح الهجمات على المجتمعات الفلسطينية، إذ ستترتب على استمرارها تداعيات.

لن تحل مشكلة لأنها جزء من نظام فاسد

غير أن الكاتب يرى أن هذه العقوبات على قلة من المستوطنين لن تحل المشكلة الأساسية إذ إنهم "ليسوا مجرد حفنة من تفاحات متعفنة" بل جزء من سياسة ممنهجة طويلة الأمد للحكومة الإسرائيلية تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم لإفساح المجال لتوسيع رقعة المستوطنات. ووصفها بأنها سياسة رديئة لا تنتج سوى أناس فاسدين.

وقال ويتوس إنه شخصيا رأى بعض هؤلاء الفلسطينيين أثناء عمله متطوعا كمراقب لحقوق الإنسان عام 2022 في منطقة مسافر ياطا الريفية بالضفة الغربية، حيث يعتمد سكانها الفلسطينيون إلى حد كبير على الرعي والزراعة مصدرا للرزق. وأضاف أنه شاهد بأم عينيه مستوطنَين -هما ينون ليفي وإيلي فيدرمان- يهاجمان الفلسطينيين أسبوعيا تقريبا دون مبرر.

مشاهد مروعة

وأضاف أنه شاهد المستوطنَين وبعض شركائهما في الجريمة في محيط قرية زنوتا جنوب مدينة الخليل، وهم يهاجمون مرارا وتكرارا رعاة فلسطينيين وقطعان ماشيتهم ويطاردونهم بالكلاب والطائرات المسيّرة لإخافتهم ودفعهم إلى ترك أراضيهم حتى يتسنى لهم (للإسرائيليين) رعي أغنامهم وخرفانهم على محاصيل الفلسطينيين.

وزاد أنه التقط صورا لينون ليفي وآخرين في قرية سوسيا بمحافظة الخليل وهم يقومون بتعبيد طريق على أرض فلسطينية خاصة بشكل غير قانوني يؤدي إلى بؤرة استيطانية. وأظهر مقطع فيديو آخر لليفي وهو يقود جرافة (بلدوزر) وينقل أكواما من التراب إلى طريق بغية إغلاق المدخل والمخرج الوحيد للقرية.

ومضى ويتوس في سرد قصص لانتهاكات المستوطنين، وقال إن زملاءه من ناشطي حقوق الإنسان، صوروا فيدرمان وهو يطلق العنان لكلبه الألماني على أحد سكان المنطقة الفلسطينيين ونهش ذراعه وبطنه، بينما كان مستوطنون آخرون يصوبون فوهات بنادقهم نحو فلسطينيين يتفرجون على المشهد.

وتابع بأنه رأى خلال فترة وجوده بالضفة الغربية، أكثر من مرة الجيش والشرطة الإسرائيليين يقفان عاجزين عن وقف جرائم المستوطنين.

المستوطنون سلطة مستقلة

ووفقا لمقال غارديان، فإن المستوطنين أبلغوا سكان زنوتا -بعد أسابيع من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول- بأنهم إذا لم يغادروا خلال 24 ساعة فسيقتلونهم. وفي اليوم التالي حزم كل سكان القرية، وعددهم 250، أمتعتهم ورحلوا. وفي الشهر الماضي أقام المستوطنون سياجا حول القرية حتى لا يتمكن سكانها الفلسطينيون من العودة إليها.

وذكر ويتوس أن 2023 كان أسوأ عام على الإطلاق لعنف المستوطنين، الذين هاجموا الفلسطينيين وممتلكاتهم في أكثر من 1200 حادثة منفصلة؛ وقتلوا ما لا يقل عن 10 فلسطينيين وأضرموا النار في عشرات المنازل، وكل تلك الأعمال حدثت قبل هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

بن غفير يحرّض رسميا على العنف

وأشار إلى الأوامر الصريحة التي أصدرها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى القوات الإسرائيلية بعدم تطبيق القانون في حالات "العنف القومي اليهودي".

ونتيجة لهذه السياسات، تمكن المستوطنون والجيش الإسرائيلي من تهجير ما لا يقل عن 198 عائلة فلسطينية يقدر عدد أفرادها بنحو 1208 أشخاص -من بينهم 586 طفلا- من أكثر من 12 قرية، قسريا خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أکثر من

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية

صراحة نيوز- شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية، بينهم قيادات سياسية وأسرى محررون، وفق ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.

وشملت الحملة مدن نابلس وسلفيت وجنين وطولكرم وقلقيلية وأريحا، إضافة إلى بلدتي العيزرية وأبو ديس شرقي القدس المحتلة، حيث نفذت القوات مداهمات مكثفة واعتقالات، وعبثت بمحتويات المنازل، وأجرت تحقيقات ميدانية في أجواء ماطرة وباردة.

وفي نابلس، اعتقلت نحو 50 فلسطينياً، بينهم نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم الأسبق ناصر الدين الشاعر، فيما شهدت سلفيت وجنين وقلقيلية وأريحا والخليل وبيت لحم والقدس اعتقالات مماثلة شملت شباناً وأسرى محررين وعائلات كاملة في بعض الحالات.

وتأتي هذه الحملة ضمن تصعيد واسع للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، أسفر عن استشهاد 1093 فلسطينياً، وإصابة 9034، واعتقال نحو 20 ألفاً، إضافة إلى تنفيذ أكثر من 3187 عملية هدم تسببت بنزوح أكثر من 8000 فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعتدي على الفلسطينيين خلال اقتحامه مخيم الأمعري بالضفة الغربية
  • تركيا: هدف “نتنياهو” الأساسي هو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية
  • أولمرت: المستوطنون يرتكبون “جرائم حرب” يومية في الضفة الغربية
  • غزة: الدفاع المدني تلقى أكثر من 2500 استغاثة من مواطنين فلسطينيين تضررت خيامهم
  • أطباء بلاحدود:تصاعد العنف في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين منذ 7 من أكتوبر
  • تحقيق إسرائيلي يكشف تحولات تاريخية بالضفة الغربية
  • الاحتلال يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية
  • اعتداءات المستوطنين تهدد الاقتصاد المحلي في الضفة الغربية
  • جيش الاحتلال يقتحم قرية المغير برام الله ويحتجز فلسطينيين
  • سكان نيويورك ينفقون على موقع إباحي أكثر من دول أوروبية بأكملها