بكين تنصح واشنطن بعدم استخدام الفلبين "بيدقا" في بحر الصين الجنوبي
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
اتهمت الصين الولايات المتحدة باستخدام الفلبين "بيدقا" في بحر الصين الجنوبي بعد عدد من الحوادث وقعت في الأسابيع الأخيرة بمنطقة جزر متنازع عليها بين الفلبين والصين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في تصريح صحفي إن "الصين تنصح الولايات المتحدة بعدم استخدام الفلبين بيدقا لإثارة اضطرابات في بحر الصين الجنوبي".
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الصينية "يجب على الفلبين ألا تسمح للولايات المتحدة بالتلاعب بها".
وكان خفر السواحل الفلبيني اتهم القوات الصينية بالتسبب بحادثي تصادم أمس بين سفنهم وجرح أربعة من أفراد طاقم إحداها منها بخراطيم مياه خلال مهمة إمداد في بحر الصين الجنوبي.
ووقع الحادثان في قطاع ساكند توماس شول، من جزر "سبراتليي" (تطلق عليها بكين اسم نانشا)، التي يطالب بها البلدان وتشهد حوادث متكررة. وتتمركز قوات فلبينية بشكل دائم فيها.
وأعلن وزير الخارجية الفلبيني، إنريكي مانالو، أمس الثلاثاء أنه استدعى الممثل الصيني في مانيلا وأبلغه بأنه يعتبر هذه "الأعمال العدوانية غير مقبولة" بينما اتهم المتحدث باسم خفر السواحل الصينيين غان يو، سفينة خفر السواحل الفلبينية بصدم السفينة الصينية "عمدا".
واتهمت ماريكاي كارلسون، السفيرة الأمريكية في العاصمة الفلبينية مانيلا، الصين بتنفيذ "مناورات خطرة تعرض حياة الناس للخطر".
وتتجادل بكين منذ عدة عقود مع بعض الدول حول السيادة الإقليمية على جزر منفردة في بحر الصين الجنوبي، والتي تم اكتشاف احتياطيات كبيرة من النفط على جرفها. ويدور الحديث في المقام الأول، عن جزر أرخبيل شيشا (جزر باراسيل)، وجزر نانشا (سبراتلي) وهوانغيان (سكاربورو ريف). وتمس هذه القضايا مصالح بروناي وفيتنام وماليزيا والفلبين.
وفي السنوات الأخيرة، خفت حدة التوترات إلى حد ما بفضل الجهود متعددة الأطراف، بما في ذلك التفاعل في صيغة الصين و"آسيان".
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بكين واشنطن فی بحر الصین الجنوبی
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
ترى الباحثة الخبيرة في الشؤون الصينية يو جيه، أن أعظم ما صدّرته الولايات المتحدة إلى الصين هو نموذج لبناء القوة العالمية، مؤكدة أن سلوك بكين الحالي الذي يراه الأميركيون تهديدا هو انعكاس لخيارات واشنطن الإستراتيجية.
وقالت، في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، إن خطة الصين الخمسية القادمة (2026–2030) للرئيس شي جين بينغ توضح كيف استوعبت الصين الدروس الأميركية وأعادت صياغتها لتلائم طموحاتها على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروباlist 2 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءend of listواستعرضت الكاتبة، وهي باحثة أولى متخصصة في شؤون الصين بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، 3 دروس تعلمتها الصين من منافستها التقليدية، تظهر كيف تتلمذت بكين على يد واشنطن في فن سياسات "القوى العظمى".
الدرس الأول: بناء المرونة الاقتصاديةأحد أهم الدروس التي استخلصتها الصين من التجربة الأميركية هو مفهوم المرونة الاقتصادية. وتعود جذور هذا التفكير الصيني إلى ستينيات القرن الماضي، حين قطع الاتحاد السوفياتي إمدادات التكنولوجيا الحيوية، المدنية والعسكرية، عن بكين، مما رسّخ في ذهنية قادة الصين أن الاعتماد الخارجي يساوي هشاشة الاقتصاد.
وفي منتصف العقد الماضي، ومع تدهور العلاقات مع واشنطن، أدركت بكين حجم اعتمادها على سلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة من دول قليلة. ومن هنا -تتابع الكاتبة- جاءت مبادرات تشجع الإنتاج الوطني لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة.
وترى الكاتبة أن هذا المسار يعكس صدى السياسات الصناعية الأميركية نفسها، التي أدركت من جهتها أن سلاسل التوريد المتشابكة في عصر العولمة تصبح نقطة ضعف وقت الأزمات.
أكدت الكاتبة أن واشنطن لطالما استخدمت ضوابط التصدير سلاحا لدعم تفوقها العسكري والاقتصادي، بدءا من إستراتيجيات الحرب الباردة ووصولا إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على أشباه الموصلات.
إعلانوتعلمت الصين من ذلك أن السيطرة على نقاط ضعف الخصم نفوذ سياسي، يسمح للقوة العظمى بالتأثير على مجرى الأمور بما يتفق مع رؤيتها، إذ بدأت باستخدام قدرتها التجارية الهائلة وهيمنتها على المعادن النادرة لحماية أولوياتها الإستراتيجية.
تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة
وفرضت بكين قيودا على صادرات الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، وأصدرت قوانينها الخاصة للسيطرة على الصادرات وأنشأت قوائم "الكيانات غير الموثوقة".
ولا تعزز هذه الإجراءات مكانة الصين الدولية فحسب، برأي الكاتبة، بل تقدّم رسالة لبقية دول العالم التي تعتمد على بكين، مفادها أن الاقتراب من واشنطن قد يكون له عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة.
ترى الكاتبة أن الصين استوعبت خطأ الولايات المتحدة الأكبر: التورط العسكري الزائد في نزاعات بعيدة ومعقدة. فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان، أظهرت تجربة واشنطن أن القوة العظمى تفقد نفوذها عندما تُستنزف في حروب طويلة.
لهذا السبب -يتابع المقال- تتبع بكين سياسة خارجية براغماتية تميل إلى الحذر والانضباط، هدفها حماية قوة الصين لا استهلاكها. ففي الشرق الأوسط، تحافظ الصين على علاقات بدول متنافسة، مثل إيران والسعودية، وتتجنب التورط في أزمات لا تستطيع السيطرة عليها.
وعلى الرغم من تصعيدها في تايوان وبحر جنوب الصين، تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة، وفقا للكاتبة.
وخلص المقال إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة فهم دور الصين وأهدافها في النظام الدولي الحالي، فعليها أولا أن تعترف بأن الصين ليست خصما للنظام الأميركي، بل نتيجة له.