تعثرت مفاوضات هدنة غزة التي تتم عبر وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، وسط مخاوف من تعطلها بدون إبرام أي اتفاق، خاصة وأنه تم تأجيلها للأسبوع المقبل ما يعني أن الهدنة قد لا تدخل حيز التنفيذ قبل شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس/آذار.

لكن التعثر، لم يفقِد الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين الأمل في التوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان.

وأكد مصدر مصري مطلع، أن «جهود الوساطة لا تزال مستمرة، وأن الأمل في التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة لا يزال قائماً». ولفت المصدر المطلع إلى أن «نقطة الخلاف الرئيسية كانت في مطالبة (حماس) بوقف كامل ومستدام لإطلاق النار»، بينما تريد إسرائيل «تهدئة مؤقتة يتم خلالها تنفيذ صفقة لتبادل الأسرى».

واستضافت القاهرة، منذ الأحد الماضي، وعلى مدار أربعة أيام جولة مفاوضات تستهدف الاتفاق على «تهدئة في غزة لمدة ستة أسابيع»، شاركت فيها وفود من حماس، وقطر، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، بينما غابت إسرائيل عن هذه الجولة؛ لأن حماس رفضت تنفيذ طلبها بتقديم قائمة بأسماء الأحياء من المحتجزين لديها، وهو ما أشارت الحركة لـ«صعوبته» في ظل استمرار القتال، لا سيما مع وجود المحتجزين في مناطق عدة داخل قطاع غزة.

وفي اليوم الـ 154 للحرب، تواجه المفاوضات عراقيل قد تعصف بها في أي لحظة، وأمس، قال مصدر مصري رفيع المستوى لقناة «القاهرة الإخبارية»، إن وفد حماس غادر القاهرة للتشاور حول الهدنة ومحادثات وقف إطلاق النار ستستأنف الأسبوع المقبل.

ورغم دعمها لإسرائيل، تمارس الإدارة الأمريكية نوعا من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصة مع تعقد الوضع الإنساني في غزة وارتفاع المزيد من الأصوات الدولية الداعية لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات. واعتبر الرئيس جو بايدن أنه “لا أعذار” لإسرائيل في مواصلتها منع دخول شاحنات المساعدات.

بدوره، كان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن دعا حماس إلى القبول بـ”وقف إطلاق نار فوري”. واعتبر بلينكن أنه “لدينا فرصة لحصول وقف فوري لإطلاق النار يمكّن رهائن من العودة إلى ديارهم ولزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين الذين هم بأمس الحاجة إليها، وبعد ذلك وضع الشروط الآنية إلى حل دائم”، مضيفا “على حماس اتخاذ القرارات حول ما إذا كانت مستعدة للانخراط في وقف إطلاق النار هذا”.

وميدانيا، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات الجيش الإسرائيلي ومدفعيته واصلت شن غاراتها بكثافة وقصفها العنيف على منازل الأهالي في مناطق جنوبي ووسط القطاع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.

وشدّدت الوزيرة الهولندية السابقة التي عيّنها مجلس الأمن الدولي في ديسمبر/كانون الأول في منصب “كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة” على أنّ “الجو والبحر لا يمكن أن يشكّلا بديلاً عمّا نحتاج لإيصاله عبر البرّ”.

أعلنت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ أنّ إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني عن طريق إلقائها من الجو أو إيصالها عبر البحر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يشكل “بديلاً” عن إيصالها عن طريق البرّ.

ورحّبت المسؤولة الأممية أيضاً بالقرار الذي اتّخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه السنوي حول حال الاتحاد لجهة إنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع عن طريق البحر، مشيرة إلى أن “دولاً كبرى” أخرى ستنضمّ إلى هذا “الممرّ البحري” الذي سينطلق من قبرص.

من جهته، قال السفير الياباني يامازاكي كازويوكي الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر مارس/آذار الجاري إنّ “أعضاء المجلس أكّدوا من جديد على أهمية الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحّة في غزة بكل الوسائل الممكنة”.

من ناحيته، أوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الشاحنات التي تصل إلى معبر رفح المصري يتمّ تفتيشها ثم تفريغها ثم إعادة تحميلها عند دخولها القطاع في شاحنات تكون في كثير من الأحيان أصغر حجماً وعددها غير كاف.

وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة تبقى شحيحة جدا. وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل برا لموافقة مسبقة من إسرائيل.

وبعد خمسة أشهر من الحرب ومن الحصار المشدّد على قطاع غزة، باتت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.

وقُتل أكثر من 100 شخص الأسبوع الماضي خلال تدافع نحو قافلة مساعدات دخلت الى مدينة غزة، وفق ما قالت إسرائيل، وبسبب إطلاق النار في اتجاه القافلة من جانب جنود إسرائيليين، وفق ما قال الفلسطينيون.

وتواصل إسرائيل القصف المدمّر على قطاع غزّة وإضافة للعمليات البرية ما تسبّب بمقتل 30800 ألف شخص غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: اسرائيل الحرب على غزة الولايات المتحدة حماس مصر مفاوضات الهدنة إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الإخبارية»: المساعدات الإنسانية تعبر بالكامل لأول مرة منذ مارس إلى قطاع غزة

أكد الإعلامي همام مجاهد، موفد قناة «القاهرة الإخبارية» من أمام معبر رفح، أن هذه هي المرة الأولى منذ مارس الماضي التي تدخل فيها جميع الشاحنات المتواجدة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم إلى المعبر.

وأضاف مجاهد، خلال مداخلة مع الإعلامية بسنت أكرم، ببرنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه حتى قبل نصف ساعة من الآن، سمحت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستقبال هذا العدد الكبير من الشاحنات، التي بلغ عددها نحو 400 شاحنة توجهت إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة.

وأشار إلى أن خروج هذا العدد الكبير من الشاحنات وهي فارغة من حمولتها يعد من الحالات النادرة، إذ كانت الشاحنات في السابق تخرج محملة بالبضائع التي كانت ترسل إلى قطاع غزة.

أما اليوم، فهو الأول من نوعه فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، تزامناً مع اتفاق شرم الشيخ، حيث سمحت قوات الاحتلال لجميع الشاحنات الموجودة في الساحة بالدخول.

اقرأ أيضاًانطلاق قافلة التحالف الوطني رقم 11 لدعم غزة بـ 200 شاحنة إغاثية «صور»

التحالف الوطني يستعد لإطلاق قافلة مساعداته التاسعة لإغاثة غزة

تفاصيل دعم التحالف الوطني لأشقاء غزة.. 2500 شاحنة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقرر إعادة فتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • إسرائيل تعيد فتح معبر رفح بعد تسلّم رفات ثلاثة محتجزين من حماس
  • الاحتلال ينتهك "اتفاق غزة" في أول اختبار لصمود "الهدنة"
  • بعد إعادة 4 جثامين أخرى.. إسرائيل تقرر فتح معبر رفح كما كان
  • إسرائيل تقرر عدم فتح معبر رفح وتقلص المساعدات الإنسانية لغزة
  • مفوض الأونروا يدعو إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • اوتشا تشير إلى تقدم بوصول المساعدات الإنسانية لغزة
  • الأمم المتحدة تعلن وجود تقدم بوصول المساعدات الإنسانية لغزة
  • «القاهرة الإخبارية»: المساعدات الإنسانية تعبر بالكامل لأول مرة منذ مارس إلى قطاع غزة
  • بدء دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي