تعثر مفاوضات «هدنة غزة» في القاهرة… وترقب لجولة جديدة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
تعثرت مفاوضات هدنة غزة التي تتم عبر وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، وسط مخاوف من تعطلها بدون إبرام أي اتفاق، خاصة وأنه تم تأجيلها للأسبوع المقبل ما يعني أن الهدنة قد لا تدخل حيز التنفيذ قبل شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس/آذار.
لكن التعثر، لم يفقِد الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين الأمل في التوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان.
واستضافت القاهرة، منذ الأحد الماضي، وعلى مدار أربعة أيام جولة مفاوضات تستهدف الاتفاق على «تهدئة في غزة لمدة ستة أسابيع»، شاركت فيها وفود من حماس، وقطر، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، بينما غابت إسرائيل عن هذه الجولة؛ لأن حماس رفضت تنفيذ طلبها بتقديم قائمة بأسماء الأحياء من المحتجزين لديها، وهو ما أشارت الحركة لـ«صعوبته» في ظل استمرار القتال، لا سيما مع وجود المحتجزين في مناطق عدة داخل قطاع غزة.
وفي اليوم الـ 154 للحرب، تواجه المفاوضات عراقيل قد تعصف بها في أي لحظة، وأمس، قال مصدر مصري رفيع المستوى لقناة «القاهرة الإخبارية»، إن وفد حماس غادر القاهرة للتشاور حول الهدنة ومحادثات وقف إطلاق النار ستستأنف الأسبوع المقبل.
ورغم دعمها لإسرائيل، تمارس الإدارة الأمريكية نوعا من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصة مع تعقد الوضع الإنساني في غزة وارتفاع المزيد من الأصوات الدولية الداعية لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات. واعتبر الرئيس جو بايدن أنه “لا أعذار” لإسرائيل في مواصلتها منع دخول شاحنات المساعدات.
بدوره، كان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن دعا حماس إلى القبول بـ”وقف إطلاق نار فوري”. واعتبر بلينكن أنه “لدينا فرصة لحصول وقف فوري لإطلاق النار يمكّن رهائن من العودة إلى ديارهم ولزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين الذين هم بأمس الحاجة إليها، وبعد ذلك وضع الشروط الآنية إلى حل دائم”، مضيفا “على حماس اتخاذ القرارات حول ما إذا كانت مستعدة للانخراط في وقف إطلاق النار هذا”.
وميدانيا، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات الجيش الإسرائيلي ومدفعيته واصلت شن غاراتها بكثافة وقصفها العنيف على منازل الأهالي في مناطق جنوبي ووسط القطاع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
وشدّدت الوزيرة الهولندية السابقة التي عيّنها مجلس الأمن الدولي في ديسمبر/كانون الأول في منصب “كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة” على أنّ “الجو والبحر لا يمكن أن يشكّلا بديلاً عمّا نحتاج لإيصاله عبر البرّ”.
أعلنت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ أنّ إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني عن طريق إلقائها من الجو أو إيصالها عبر البحر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يشكل “بديلاً” عن إيصالها عن طريق البرّ.
ورحّبت المسؤولة الأممية أيضاً بالقرار الذي اتّخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه السنوي حول حال الاتحاد لجهة إنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع عن طريق البحر، مشيرة إلى أن “دولاً كبرى” أخرى ستنضمّ إلى هذا “الممرّ البحري” الذي سينطلق من قبرص.
من جهته، قال السفير الياباني يامازاكي كازويوكي الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر مارس/آذار الجاري إنّ “أعضاء المجلس أكّدوا من جديد على أهمية الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحّة في غزة بكل الوسائل الممكنة”.
من ناحيته، أوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الشاحنات التي تصل إلى معبر رفح المصري يتمّ تفتيشها ثم تفريغها ثم إعادة تحميلها عند دخولها القطاع في شاحنات تكون في كثير من الأحيان أصغر حجماً وعددها غير كاف.
وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة تبقى شحيحة جدا. وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل برا لموافقة مسبقة من إسرائيل.
وبعد خمسة أشهر من الحرب ومن الحصار المشدّد على قطاع غزة، باتت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
وقُتل أكثر من 100 شخص الأسبوع الماضي خلال تدافع نحو قافلة مساعدات دخلت الى مدينة غزة، وفق ما قالت إسرائيل، وبسبب إطلاق النار في اتجاه القافلة من جانب جنود إسرائيليين، وفق ما قال الفلسطينيون.
وتواصل إسرائيل القصف المدمّر على قطاع غزّة وإضافة للعمليات البرية ما تسبّب بمقتل 30800 ألف شخص غالبيتهم العظمى مدنيّون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: اسرائيل الحرب على غزة الولايات المتحدة حماس مصر مفاوضات الهدنة إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية
أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى أسوأ مراحلها منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن الأوضاع تزداد تدهورًا بشكل غير مسبوق.
وأوضح دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية، أن "الحرب والكارثة الإنسانية في غزة مستمرة"، مضيفًا أن التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تشير إلى أن الوضع الإنساني في القطاع بات في أسوأ حالاته منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
7 شهداء في قصف إسرائيلي متواصل على غزة منذ فجر اليوم الأمل الواضح في غزة.. الخدمات الإنسانية في قلب المجتمع المحلي استمرار التهجير القسري وإخلاء مستشفى العودةوأشار المتحدث الأممي إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخلت مستشفى العودة في شمال غزة، وسط استمرار عمليات التهجير القسري، حيث بلغ عدد الفلسطينيين المهجرين قسرًا من القطاع خلال الأسبوعين الماضيين نحو 200 ألف شخص، في ظل أوضاع معيشية متردية وظروف إنسانية كارثية.
قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانيةولفت دوجاريك إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم الدعم الإنساني للمدنيين في غزة رغم القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات، موضحًا أن الحاجة الإنسانية في القطاع وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل حظر إدخال المساعدات منذ 80 يومًا.
وأكد أن الكميات المحدودة التي تدخل القطاع لا تكفي لدعم نحو 2.1 مليون شخص باتوا بحاجة ماسة للمساعدات الأساسية، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في المواد الغذائية، والمياه، والوقود، والخدمات الصحية، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.
الأمم المتحدة تواصل جهودها رغم الصعوباتواختتم دوجاريك تصريحاته بالتأكيد على التزام الأمم المتحدة وشركائها بتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة رغم التحديات، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستواصل الضغط من أجل فتح الممرات الإنسانية بشكل دائم لضمان تدفق المساعدات بشكل كافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان القطاع.
وتشهد غزة منذ أكثر من سبعة أشهر حربًا إسرائيلية عنيفة أسفرت عن آلاف الضحايا والدمار الهائل، وسط أوضاع إنسانية متدهورة واحتياجات ملحة للمساعدات الإنسانية العاجلة.